دراسة إماراتية: غرف الأنباء في الإمارات عليها أن توسع استخدامات الذكاء الاصطناعي

3 دقائق
دراسة إماراتية: غرف الأنباء في الإمارات عليها أن توسع استخدامات الذكاء الاصطناعي
حقوق الصورة: shutterstock.com/ImageFlow
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قدّم ثلاثة باحثين من الجامعتين الأميركيتين في كلٍّ من رأس الخيمة والشارقة دراسة بحثية حول مستقبل الصحافة الخوارزمية في الإمارات العربية المتحدة، وأوضحوا فيها أن الدولة متأخرة في استخدام الذكاء الاصطناعي واعتماده في غرف الأخبار مقارنة بوسائل الإعلام العالمية.

وسائل الإعلام العالمية تعتمد الصحافة الخوارزمية 

يزداد اعتماد وسائل الإعلام في العالم على خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تنفيذ العديد من المهمات الصحفية، خاصة الروتينية منها التي لا تحتاج إلى صياغة معقدة، مثل إعداد التقارير المالية والأحداث الرياضية وإنذارات الزلازل.

يُعرف تسخير الخوارزميات والذكاء الاصطناعي في الإعلام باسم الصحافة الخوارزمية، وهو مصطلح يحاول وصف الإجراءات التي أحدثتها التغيرات التكنولوجية الحديثة في مجال الصحافة. وهي عملية استخدام البرامج أو الخوارزميات لتوليد القصص الإخبارية تلقائياً عبر مزيج من الخوارزميات والبيانات والمعرفة من العلوم الاجتماعية لتكملة وظيفة المساءلة للصحافة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثّر الذكاء الاصطناعي في الصحافة وعمل الصحفيين؟

الصحافة الخوارزمية في الإمارات 

لدراسة حال الصحافة الخوارزمية في الإمارات اجتمع كلٌّ من الدكتور صابر حق، أستاذ مساعد في الاتصالات الجماهيرية من الجامعة الأميركية في رأس الخيمة، والدكتورة نوريتا أحمد، أستاذة في نُظم المعلومات وتحليلات البيانات من الجامعة الأميركية في الشارقة، والدكتور محمد إباحرين، أستاذ في الاتصالات الجماهيرية من الجامعة الأميركية في الشارقة.

أكد هؤلاء الباحثون في الدراسة أن المؤسسات الإعلامية في الإمارات العربية المتحدة تتأخر في استخدام واعتماد الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار، على الرغم من أن دولة الإمارات تعتمد الذكاء الاصطناعي بسرعة في العديد من المجالات مقارنة بدول العالم. 

اعتمدت الدراسة على البيانات الأولية التي حصل عليها الباحثون من مقابلات أجروها مع 11 مشاركاً من الصحفيين والمحررين ومديري مؤسسات الإعلام الرقمية والتنفيذيين والتقنيين في مؤسسات الأخبار في الإمارات العربية المتحدة.

اتفق معظم المشاركين على أن معظم المؤسسات الإخبارية في الإمارات العربية المتحدة في مراحل مبكرة من اعتماد الذكاء الاصطناعي، وقد بدؤوا للتو في عمليات تحول الذكاء الاصطناعي من خلال تجربة هذه التكنولوجيا الجديدة ودعم الموظفين ذوي المواهب اللازمة لتنفيذها. من ناحية أخرى، أكدت الدراسة أنه ليست لدى جميع مؤسسات الأخبار استراتيجية واضحة ومتماسكة للذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة والإعلام: الفرص والتحديات

أسباب تأخر وسائل الإعلام الإماراتية في تبني الصحافة الخوارزمية 

بحثت الورقة في الأسباب التي تعوق تبني الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار في الإمارات، ووجدت أن أحد الأسباب يكمن في النهج التقليدي للمحررين في الانتقال إلى التكنولوجيات الجديدة، حيث يكتفى العديد منهم بنُظم الذكاء الاصطناعي على مستوى المبتدئين في غرف الأخبار. بالإضافة إلى أن الانتقال إلى التكنولوجيا يستغرق وقتاً أطول لأن القادة الكبار مهتمون فقط بدمج الذكاء الاصطناعي في جوانب محدودة من سير العمل، وبعض القادة يفتقرون إلى الأفكار اللازمة لتبني الذكاء الاصطناعي.

من جهةٍ أخرى، تمتلك وسائل إعلام الرغبة في تبني هذه التكنولوجيا الحديثة لكنها تفتقر إلى الموارد اللازمة لاعتمادها. وعندما تتمكن من الوصول إلى التكنولوجيات الجديدة، تظهر أدوات جديدة.

في المقابل، كان معظم المتحدثين المرتبطين بناشري الأعمال التجارية بدلاً من العمل لصالح مؤسسات الأخبار التقليدية متحمسين لاعتماد الذكاء الاصطناعي، والسبب في ذلك اعتماد استراتيجيات الذكاء الاصطناعي للأعمال التجارية على القرّاء الأصغر سناً، والجماهير المستهدفة الجديدة على المنصات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي والأجهزة المحمولة.

اقرأ أيضاً: ما الجديد الذي سيضيفه الذكاء الاصطناعي إلى مجال الصحافة؟

تبني الصحافة الخوارزمية ليس بتلك الصعوبة 

إن عملية الانتقال من الصحافة التقليدية إلى الصحافة الخوارزمية ليست مستحيلة، كما أنها ليست بتلك الصعوبة التي يراها البعض، فقد طرح الباحثون مثال شبكة أخبار الشرق، وهي خدمة أخبار متعددة الأنظمة باللغة العربية على مدار الساعة، تصل إلى جميع أنحاء العالم العربي وخارجه من خلال قناة تلفزيونية مخصصة ومنصات رقمية عديدة مدعومة بنظام ذكاء اصطناعي لتنسيق المحتوى وتكنولوجيا بروتوكول الإنترنت. يشمل هذا النظام المحتوى الافتراضي والمحتوى المحلي، باستخدام تطبيقات قائمة على السحابة، وهندسة هجينة لتجميع المحتوى وإنتاجه وتوزيعه.

وبناءً عليه، يوصي الباحثون بانتقال مؤسسات الأخبار في الإمارات العربية المتحدة إلى تبني فكرة غرف الأخبار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وجعلها مكاناً يجتمع فيه خبراء التكنولوجيا والصحفيون ورجال الأعمال والمبتكرون لتحقيق التلقائية وإنتاج محتوى أخبار ذي جودة عالية بناءً على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. 

اقرأ أيضاً: هل ستنقرض مهنة مذيع نشرة الأخبار بسبب الذكاء الاصطناعي؟

يعود اعتماد الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار بعدة فوائد على وكالات الأنباء، فهو يساعدها على مواكبة التطورات، وتمكين الصحفيين من تبسيط سير العمل الإعلامي، وتلقين المهام المملة، وتسهيل تحليل البيانات، وتحديد اتجاهات وإشارات الإعلام، والقضاء على الأخبار الزائفة، وتوليد النتائج. لتحقيق هذه الفوائد، لا بُدّ أن تتبنى وكالات الأنباء جميعها هذه التكنولوجيات الحديثة دون تباطؤ.