ما هي الشرائح الهاتفية الخضراء؟ وكيف تسهم في حماية البيئة؟

2 دقيقة
ما هي الشرائح الهاتفية الخضراء؟ وكيف تسهم في حماية البيئة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Ascannio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تزداد يوماً بعد يوم الحاجة إلى إيجاد حلول تحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وتراكم البلاستيك على كوكب الأرض. وتُعد بطاقات “سيم” (SIM) من بين المنتجات ذات البصمة الكربونية الكبيرة، وقد بدأت شركات الاتصالات مؤخراً باستبدالها فيما يُعرف ببطاقات سيم الخضراء أو خطوط الهواتف الخضراء؛ بهدف تقليل الأثر البيئي الناتج عنها، فما هذه الخطوط؟ وكيف تسهم في الحفاظ على البيئة؟ 

بطاقات سيم التقليدية وأثرها البيئي

تسهم صناعة الاتصالات بنسبة 3-4% من انبعاثات الكربون العالمية، أي ما يقرب من ضعف البصمة التي يتركها قطاع الطيران. على الرغم من ذلك، يزداد الطلب على البيانات والاتصالات، وإن لم تُتخذ الإجراءات المناسبة سترتفع هذه النسبة لتصبح 14% بحلول عام 2040. 

تُعد بطاقات سيم أحد مصادر انبعاثات الكربون والنفايات في الاتصالات، حيث يستلمها المستخدم عادةً كجزء من قطعة بلاستيكية بحجم بطاقة الائتمان، بغض النظر عن الحجم الفعلي للرقاقة، ومن ثَمَّ يرمي هذه القطعة البلاستيكية. 

قد تبدو بطاقة سيم صغيرة الحجم وليس لها أي تأثير بيئي، لكن حقيقةً قد شُحِنت 4.35 مليار بطاقة SIM في أنحاء العالم كافة عام 2021، بوزن 18 ألف طن، ويُقدّر أنها مسؤولة عن أكثر من 560 ألف طن من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون. 

ومن المتوقع أن يزداد الطلب على بطاقة سيم في المستقبل، وسيزداد معه تصنيع البطاقات البلاستيكية، لذلك يجب البحث عن خيار أكثر استدامة. 

اقرأ أيضاً: ما التكنولوجيات التي يمكن استخدامها لإبطاء عملية التغيّر المناخي؟

بطاقات سيم الخضراء: البديل الصديق للبيئة

تُعد بطاقات سيم الخضراء بديلاً أكثر صداقة للبيئة من بطاقات سيم البلاستيكية التقليدية، وهي مصممة لتقليل النفايات البلاستيكية وتقليل البصمة الكربونية المرتبطة بإنتاج وتوزيع بطاقات سيم، دون المساس بجودتها.

تُصنع شرائحها من البلاستيك المعاد تدويره، وبأحجام أصغر من شرائح سيم العادية، ما يقلل من استهلاك البلاستيك اللازم لصناعة بطاقات السيم بنسبة 50% إلى 75% مقارنة ببطاقات سيم العادية، ما يؤدي إلى جعلها أكثر استدامة، وبالتالي المساعدة على تقليل البصمة الكربونية وأثرها البيئي وتقليل النفايات البلاستيكية.

لا تؤثّر المواد التي تُصنع منها الشرائح الخضراء في جودة ونوعية الإرسال فيها، وهي قادرة على دعم أحدث معايير الاتصالات في العالم.

باختصار، تختلف بطاقات سيم الخضراء عن بطاقات سيم العادية بالمواد الداخلة في تركيب كل منها والأثر البيئي الناتج عنها، بالإضافة إلى الحجم الأصغر. أمّا من حيث الوظيفة، يعمل كلا نوعي البطاقات بالطريقة ذاتها.

من أبرز شركات الاتصالات التي تعتمد بطاقات سيم الخضراء شركة فودافون، وذلك كجزء من التزام الشركة بالحد من تأثيرها في البيئة، وتعمل على طرحها في الدول الأوروبية جميعها التي تعمل فيها مجموعة فودافون بالإضافة إلى مصر وتركيا وجنوب إفريقيا. 

اقرأ أيضاً: ما هي شرائح إي سيم eSIM؟ وكيف ستغيّر عالم الاتصالات؟

وتقول الشركة إن الشرائح الخضراء ستقلل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون سنوياً بمقدار 1280 طناً، وتهدف إلى إزالة بطاقات سيم البلاستيكية بالكامل، ولكن التحول إلى شرائح سيم الخضراء المصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 100% يُعد خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح. 

فوائد استخدام بطاقة سيم الخضراء

تشمل فوائد استخدام بطاقة سيم الخضراء ما يلي:

  • تقليل التأثير البيئي والبصمة الكربونية والنفايات البلاستيكية المرتبطة ببطاقات سيم التقليدية.
  • تصنيع المزيد من شرائح سيم باستخدام مواد أقل، ما يسهم في تعزيز كفاءة استخدام الموارد.
  • تقليل انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
  • انخفاض التكاليف اللوجستية في نقل البطاقات لكون بطاقة سيم الخضراء أصغر حجماً وأخف وزناً.

اقرأ أيضاً: هل أنت مستعد للاتصالات من الجيل السادس 6G؟

الفرق بين بطاقات سيم الخضراء وبطاقات إي سيم

تختلف بطاقات سيم الخضراء عن بطاقات “إي سيم” (eSIM) التي نُشرت في السنوات القليلة الماضية؛ فبطاقات إي سيم هي بطاقات مضمّنة، تُدمج في الهاتف أو الجهاز الذكي، على عكس بطاقات سيم العادية أو الخضراء القابلة للإزالة، كما أن بطاقات إي سيم أصغر حجماً بكثير. 

كان من المتوقع أن تقضي هذه البطاقات على بطاقات سيم العادية لأنها تمتاز عنها بعدة صفات، لكن عدم قابليتها للإزالة أو اللمس لم تسهم في نشرها بشكلٍ كبير بين المستخدمين، إلّا أنه من المتوقع أن تنتشر بطاقات سيم الخضراء بشكلٍ أكبر كونها تتجاوز هذه العقبة.