ما الذي نعرفه عن شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التي أوقفت أرامكو تمويلها؟

3 دقائق
ما الذي نعرفه عن شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة التي أوقفت أرامكو تمويلها؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/PopTika
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

انتشرت خلال الأيام الماضية أنباء حول بيع صندوق رأس مال استثماري تابع لشركة أرامكو السعودية أسهمه في شركة رين نيورومورفيكس (Rain Neuromorphics)، المدعومة من المؤسس المشارك لشركة “أوبن أيه آي” سام ألتمان، وهو تخارج قد تكون له آثار أوسع على الاستثمارات السعودية في التكنولوجيا الأميركية.

ونقلت وكالة بلومبيرغ عن أشخاص مطلعين على الأمر قولهم إن صندوق بروسبيرتي 7 (Prosperity7) التابع لأرامكو باع أسهمه في الشركة الناشئة بعد مراجعة أجرتها لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة.

وكان “بروسبيرتي 7” هو المستثمر الرئيسي في جولة تمويل جمعت 25 مليون دولار للشركة في عام 2022.

ما الهدف من شركة “رين نيورومورفيكس”؟

تستهدف شركة “رين نيورومورفيكس” إحداث ثورة في أداء الذكاء الاصطناعي من خلال بناء “منصة الحوسبة اللازمة لمستقبل الذكاء الاصطناعي“. وتقول الشركة الناشئة إنها تصمم رقائق تحاكي الطريقة التي يعمل بها الدماغ، وتهدف إلى خدمة الشركات التي تستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

ويقول مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي حتى شهر نوفمبر/تشرين الأول الماضي، جوردون ويلسون، إن “رين” تعمل على بناء أدمغة اصطناعية ومنصات برمجيات وأجهزة متكاملة لذكاء اصطناعي أقل تكلفة بشكلٍ جذري. ويُضيف أن الشركة تطبّق أحدث الأبحاث في أجهزة وخوارزميات تدريب الذكاء الاصطناعي لسد فجوة التكلفة بين الذكاء الاصطناعي والذكاء البيولوجي.

وتوضّح الشركة على موقعها الرسمي أن مسرّعات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها “توفّر توازناً قياسياً بين السرعة والقوة والمساحة والدقة والتكلفة”، كما توفّر الشركة تراخيص الملكية الفكرية لعددٍ من البرمجيات التي تُستخدم عبر مجموعة من حالات استخدام الحوسبة. ويذكر الموقع أن “رين نيورومورفيكس” ستطرح قريباً شريحة ذكاء اصطناعي خاصة بها.

وتوضّح الشركة أن أحمال عمل الذكاء الاصطناعي تتطلب احتياجات حوسبة وذاكرة غير عادية، وهذه الاحتياجات غالباً ما تكون مقيدة بالبنى الحاسوبية القديمة. لذلك فإنها تطوّر نموذج حوسبة رقمية داخل الذاكرة (D-IMC) لمعالجة أوجه القصور هذه، لتحسين معالجة الذكاء الاصطناعي وحركة البيانات وتخزينها.

وعلى عكس تصميمات الحوسبة التقليدية داخل الذاكرة، فإن نوى نموذج الحوسبة الخاص بـ “رين نيورومورفيكس” قابلة للتطوير للإنتاج بكميات كبيرة، كما يمكنها دعم عمليات التدريب والاستدلال.

وتقدّم الشركة في ملفها التعريفي على منصة لينكدإن”، وعوداً كبيرة من ضمنها أن خارطة الطريق الخاصة بها “تبدأ بمنتجات أفضل بـ 100 مرة من وحدات معالجة الرسوميات” المستخدمة في الوقت الحالي، وتقول إنها ستقدّم منتجات أكثر فاعلية بكثير من حيث التكلفة مما هو متاح اليوم، وستكون قادرة في نهاية المطاف على وضع نماذج بحجم “تشات جي بي تي” في شرائح بحجم صورة مصغرة.

اقرأ أيضاً: هل يمكن امتلاك الذكاء الاصطناعي فعلياً دون أن نفهم الدماغ البشري أولاً؟

استثمارات متنوعة لصندوق “بروسبيرتي 7”

كانت “أرامكو فينتشرز”، ذراع رأس المال الاستثمارية لدى شركة أرامكو السعودية، أعلنت في بداية العام الماضي الإطلاق الرسمي لصندوق “بروسبيرتي 7”، موضحة أنه تأسس عام 2019، وتبلغ قيمته مليار دولار. 

ويدعم الصندوق رواد الأعمال الطموحين لبناء شركات تحويلية، وإيجاد الحلول لبعض أكثر التحديات تعقيداً في العالم.

وقد جرت تسمية الصندوق على اسم بئر النفط السابعة في المملكة العربية السعودية (تحمل اسم بئر الخير باللغة العربية) التي اكتُشف خام النفط فيها في ثلاثينيات القرن الماضي.

ويشير موقع “أرامكو” إلى أن الصندوق يستكشف التقنيات الثورية في مختلف الصناعات، والتي ستجلب الرخاء للعالم. ويركّز الصندوق على الصين والولايات المتحدة كمجالين جغرافيين رئيسيين، حيث تنتشر مكاتبه وفرقه في بكين وشانغهاى ونيويورك وبالو ألتو في ولاية كاليفورنيا.

وكان الصندوق قد نفّذ بعض الاستثمارات البارزة خلال الأعوام الماضية، من ضمنها استثمار في شركة وسابي تكنولوجيز (Wasabi Technologies) للتخزين السحابي، وهي شركة ناشئة مقرها في مدينة بوسطن بالولايات المتحدة، كما استثمر الصندوق في 30 شركة ناشئة عالمية في مجالات متعددة، وأشارت أرامكو في يناير/كانون الثاني عام 2023 إلى أنها رصدت ارتفاعاً في القيمة السوقية للشركات التي استثمر فيها الصندوق خلال العام الماضي، الأمر الذي أدّى إلى ارتفاع قيمة رأس المال المستثمر.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للمؤسسات الاستفادة من القدرات الكبيرة للذكاء الاصطناعي؟

عمليات تضييق أميركية

تعليقاً على عمليات التضييق التي تمارسها الولايات المتحدة على بعض الدول في إطار مساعيها للتفوق على الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، يقول الدكتور محمد قاسم، الأستاذ المساعد في قسم تكنولوجيا الهندسة الإلكترونية بكلية الدراسات التكنولوجية في الكويت، إنه “في الوقت الذي يحاول فيه العالم الوصول إلى تكافؤ علمي، تضع أميركا موانع لتقدم الدول”، داعياً إلى التحول إلى الصناعات المحلية وكذلك إلى شراكات عالمية بعيداً عن الولايات المتحدة.

وتشير التقارير الإخبارية إلى أن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات يمكن أن تَحول دون تطوير الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط، إذ وسّعت في أغسطس/آب الماضي القيود المفروضة على صادرات منتجات رقائق الذكاء الاصطناعي المتطورة من شركتي “إنفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز” لتشمل بعض دول الشرق الأوسط.