كيف يرى سام ألتمان مستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي؟

4 دقائق
كيف يرى سام ألتمان مستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Camilo Concha
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعتقد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي المطورة لبوت الدردشة تشات جي بي تي، أن الذكاء الاصطناعي سيُحدث ثورة كبيرة للبشرية بحلول نهاية هذا العقد، وهو يتصور مستقبلاً يوفّر فيه الذكاء الاصطناعي ذكاءً وطاقة غير محدودين لتلبية احتياجات الإنسان وتطلعاته. بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن الذكاء الاصطناعي والمجتمع سوف يتطوران ويتكيّفان مع بعضهما بعضاً، فكيف يرى مستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز البشر

يتوقع ألتمان الآن حدوث ثورة كبرى في مجال الذكاء الاصطناعي، أو على الأقل أنها تلوح في الأفق بوضوح قبل نهاية هذا العقد، فمن خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يتوقع أن تتمكن البشرية من الوصول إلى ذكاء وطاقة غير محدودين، يفوقان مخيلة أي منا.

ولكن مع نمو الفوائد تنمو المخاطر أيضاً، فحتى الآن لم تتمكن البشرية من الموازنة جيداً بين مزايا التكنولوجيا وعيوبها، مثل مقدار الوقت الذي نقضيه على الإنترنت أو في الطبيعة. فعلى الرغم من أن التكنولوجيا تزيد من القيمة المتوقعة للمجتمع وتقلباته، فإنها تزيد أيضاً من مساحة العمل.

ومن نواحٍ عديدة، ينظر ألتمان إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره أداة يمكن للبشر الاستفادة منها لإنشاء أدوات جديدة وإطلاق العنان للإمكانات وتغيير الطريقة التي يجب أن نفكر بها في مشكلات محددة. على سبيل المثال، لا يعتقد أن الذكاء الاصطناعي سوف يشكّل خطراً على التوظيف.

ويقول في منتدى مفتوح في العاصمة الفرنسية باريس ضمن جولته الأوروبية: “فكرة أن الذكاء الاصطناعي سوف يتقدم إلى نقطة حيث لا يكون لدى البشر أي عمل للقيام به أو ليس لديهم أي غرض، لم يتردد صداها معي على الإطلاق”.

 

على سبيل المثال، عند الحديث عن الصحافة، يقول ألتمان إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الصحفيين على التركيز على ما يفعلونه بشكلٍ أفضل، وهو قضاء المزيد من الوقت في التحقيق والعثور على معلومات جديدة تستحق المشاركة، وفي رأيه قد يكون هذا هو التأثير الأكثر إثارة للدهشة لموجة الذكاء الاصطناعي الحالية، حيث يرى أن الذكاء الاصطناعي سوف يتكيّف مع الاحتياجات البشرية وأن البشر سيتكيّفون معه بدورهم.

اقرأ أيضاً: مستقبل قاتم وشيك: مع إنترنت تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتعاني الخلل والاحتيال

الذكاء الاصطناعي يأتي بمخاطر حقيقية

على الرغم من اعتراف سام ألتمان بأن تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكن أن يأتي بمخاطر حقيقية، فإنها يمكن أيضاً أن تكون أعظم تكنولوجيا طوّرتها البشرية حتى الآن لتحسين حياتنا بشكلٍ جذري.

وفي مقابلة مع شبكة أيه بي سي الإخبارية أكد ألتمان  أن شركته تحتاج إلى مشاركة كل من المنظمين والمجتمع قدر الإمكان في تحسين بوت الدردشة تشات جي بي تي، مُصراً على أن ردود الفعل ستساعد على ردع العواقب السلبية المحتملة التي يمكن أن تحدثها التكنولوجيا على البشرية.

وعلى الرغم من نجاح إطلاق نموذج جي بي تي 4 (GPT-4)، فإنه أقر بالتطبيقات الخطيرة المحتملة للذكاء الاصطناعي التي تجعله مستيقظاً في الليل، حيث قال: “أنا قلق خصوصاً من إمكانية استخدام هذه النماذج للتضليل على نطاقٍ واسع، فبعد أن أصبحت هذه النماذج أفضل في كتابة الأكواد البرمجية، يمكن استخدامها في الهجمات الإلكترونية“.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي واللغة العربية: أهم التحديات وتقنيات معالجتها

ومع ذلك فإنه لا يتفق مع الآراء التي تذكر أن نماذج الذكاء الاصطناعي لا تحتاج إلى البشر، وسوف تتخذ قراراتها بنفسها وتخطط للسيطرة على العالم، فهي في نهاية المطاف تنتظر أن يقدّم لها أحدٌ مدخلات، ما يعني أنها أداة تحت سيطرة الإنسان إلى حدٍ كبير.

ومع ذلك، قال إنه يخشى من أن يكون البشر هم المسيطرون، وأضاف: “سيكون هناك أشخاصٌ آخرون لا يضعون بعض حدود السلامة التي وضعناها، وأعتقد أن المجتمع لديه قدر محدود من الوقت لمعرفة كيفية الرد على ذلك، وكيفية تنظيمه، وكيفية التعامل معه”.

كما يبدو الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه أي أكثر حرصاً على المنافسة في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث ينظر إليها باعتبارها أمرا جيداً، فيقول: “إن الشركات تتنافس مع بعضها بعضاً لصنع نماذج ذكاء اصطناعي أفضل وهو أمر رائع، ويُضيف: “ما دام أننا لا نتنافس بطريقة من شأنها أن تعرض السلامة للخطر، فإذا كنا نتنافس على تطوير النماذج بينما نرفع مستوى السلامة فأعتقد أن هذا أمر جيد”.

كما يرى أن عدم وجود نموذج ذكاء اصطناعي واحد سيكون في صالح البشرية، ويعتقد أنه بهذه الطريقة سوف تصبح بعض النماذج أكثر تخصصاً، بحيث سيكون بعض النماذج أفضل في بعض المهام من غيره، ويعتقد أن هذا المسار سيكون بمثابة تمكين أساسي للتكنولوجيا.

اقرأ أيضاً: ما هو الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر؟ وكيف تسهم ميتا وأوبن أيه آي في ازدهاره؟

الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على جعل العالم مكاناً أفضل

يعتقد سام ألتمان أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أن يكون التكنولوجيا الأكثر تحويلية في تاريخ البشرية، حيث يعتقد أن تطوير الذكاء الاصطناعي بمثابة اكتشاف النار أو اختراع العجلة، حيث يبدو متفائلاً بشأن مستقبل البشرية معه، لكن في الوقت نفسه، يدرك أيضاً المخاطر المحتملة، حيث يذكر أننا بحاجة إلى توخي الحذر لتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة ومفيدة للجميع.

اقرأ أيضاً: كيف ستنعكس لعبة المصادر المفتوحة على تفوق الشركات في نماذج الذكاء الاصطناعي؟

وعموماً، ألتمان متفائل بشأن مستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي، وهو يعتقد أن لديه القدرة على جعل العالم مكاناً أفضل، ولكن علينا أن نكون حريصين على تطويره بشكلٍ مسؤول، وأن مستقبل البشرية مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتغير بشكلٍ كبير، على سبيل المثال:

  • سيخلق الذكاء الاصطناعي وظائف وصناعات جديدة، فبينما سيعمل على أتمتة بعض الوظائف، فإنه سيخلق أيضاً وظائف جديدة في مجالات مثل تطوير الذكاء الاصطناعي وصيانته والإشراف عليه.
  • سيعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين نوعية حياتنا، بحيث يمكن استخدامه لحل بعض أكبر المشكلات في العالم، مثل تغيّر المناخ والفقر والمرض.
  • سيساعدنا الذكاء الاصطناعي على فهم أنفسنا بشكلٍ أفضل، من خلال معرفة المزيد عن أدمغتنا وعقولنا ومكاننا في الكون.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسير بسرعة كبيرة والعلماء يحذرون من أخطاء ثلاثة يجب تجنبها

كما يؤكد أيضاً المخاطر المحتملة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، إذا لم يتم تطوير الذكاء الاصطناعي بعناية، فمن الممكن استخدامه لإنشاء أنظمة أسلحة ذاتية التحكم يمكنها القتل دون تدخل بشري، أو يمكن استخدامه لتطوير أنظمة مراقبة يمكنها تتبع الأشخاص ومراقبتهم دون موافقتهم.

لذا من المهم أن نكون على دراية بهذه المخاطر، وأن نتخذ خطوات للتخفيف منها، لكن في الوقت نفسه يعتقد ألتمان أن الفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي تفوق مخاطره بكثير، ويبدو متحمساً جداً للمستقبل.