2020-05-18 23:12:16
2020-05-27 13:31:30
مصطلح اليوم
MULTI-SKILLED AI
الذكاء الاصطناعي متعدد المهام
نوع متقدم من أنواع الذكاء الاصطناعي يتمتع بمرونة تحاكي مرونة الدماغ البشري؛ بحيث يكون قادراً على تعلم المهارات في مجال محدد وتطبيقها في العديد من المجالات الأخرى.
شارك
مترجم وكاتب محتوى في منصة إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية، ومهتم بدراسة تطور العلاقة بين التكنولوجيا والمجتمع. مارس البحث العلمي في مجال الشبكات الحاسوبية وخوارزميات التعلم الآلي ونظرية الألعاب والنمذجة والأَمثلة، وشارك بأبحاثه في العديد من المجلات … المزيد والمؤتمرات العلمية في باريس وشنغهاي وأونتاريو. كما عمل في مجال التدريس في جامعة أفينيون - فرنسا.
المزيد من المقالات حول الذكاء الاصطناعي
اخترنا لك
هذه القصة هي الجزء الرابع والنهائي من سلسلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو حول
قام مختبر الذكاء الاصطناعي في شركة \"ميتا\" (Meta) ببناء نموذج لغوي جديد وضخم، ويحمل نفس القدرات المميزة والأخطاء المؤذية التي تحملها
أحدث تفشي فيروس كورونا زعزعة كبرى في العديد من المجالات، لكنه شكل في نفس الوقت قوة دافعة لتسريع الابتكار التكنولوجي.
استجابة للأزمة العالمية التي سببها فيروس كورونا، هبَّ الباحثون والمبتكرون من شتى الحقول العلمية ليركّزوا أبحاثهم ويطوِّعوا ابتكاراتهم من أجل مواجهة الوباء الخطير. ومثّلت التكنولوجيا رأس الحربة، ليس فقط كأداة للإسراع في تطوير اللقاحات والأدوية، وإنما أيضاً للحد من انتقال عدوى كوفيد-19 وحماية الناس من الإصابة به.
وكان عباس صيداوي، وهو أحد الفائزين بجائزة مبتكرون دون 35 العالمية من إم آي تي تكنولوجي ريفيو عام 2019 والتي تنظم بالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل عن ابتكاره لروبوت فيليكس الذي يستخدم في أغراض الدعاية والإعلان، واحداً من المبتكرين الذين أعادوا توجيه عملهم وإبداعهم في هذا الاتجاه؛ ففي 2018، أسس مع زميله وسيم الحريري شركة ريفوتونيكس المختصة في تطوير الروبوتات المتنقلة وحلول الميكاترونيات، وكانت من أوائل الشركات الناشئة في لبنان والمنطقة العربية التي تقوم بتصميم وتصنيع روبوتات قادرة على التعايش في بيئة البشر وتأدية وظائف معينة وتحسين جودة حياة الناس.
ومع بداية الأزمة، عكف صيداوي وفريقه على التفكير في كيفية تكييف هذه الروبوتات وتطويرها؛ حتى تتمكن من أداء مهام جديدة بما يساعد المستشفيات والشركات في محاربة الوباء، وتخفيف مخاطر انتقال العدوى إلى الأشخاص والكوادر الطبية، بالإضافة إلى المساعدة في تعقيم المستشفيات والمؤسسات التعليمية وغيرها من الأماكن العامة.
وتمخضت جهود صيداوي وشركائه عن روبوتين اثنين: ساشا وزينزوي؛ الأول لتوصيل الطعام إلى المرضى داخل المستشفيات، والثاني لتعقيم الغرف في مختلف الأماكن باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.
بدأت حكاية ساشا منذ بضعة أعوام؛ حيث قامت شركة ريفوتونيكس بتصميمه وإنتاجه بشكل كامل من الصفر، وقامت بتصنيع عتاده الصلب في ألمانيا. وهو روبوت ذاتي التحكم، يقدّم خدمة توزيع الطعام إلى المرضى في المستشفيات. ويقول صيداوي إنه عند إطلاق ساشا أول مرة في 2017، لم يتوافر إدراك كافٍ لدى الجمهور وصناع القرار لأهمية الروبوتات وقدرتها على تخفيف المخاطر وزيادة الفاعلية. لكن كوفيد-19 أدى إلى إحداث تغيير جذري في الوعي العام بالدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا عموماً -والروبوتات على وجه الخصوص- في تقليل فرص انتقال العدوى وحماية العاملين في المستشفيات. فارتأى صيداوي أنه الوقت المناسب لإعادة إطلاق ساشا بقدرات إضافية متطورة.
الروبوت ساشا.
ويتيح هذا الروبوت أتمتة عملية توزيع الطعام في المستشفيات بكاملها بدءاً من رفوف المطبخ ووصولاً إلى طاولة المريض داخل غرفته، ومن دون الحاجة لإجراء أي تغيير في البنية التحتية للمستشفى.
ويشرح صيداوي تسلسل عمل الروبوت على النحو التالي: يباشر ساشا عمله عند توليد طلب جديد بتوصيل الطعام، وتوفر شركة ريفوتونيكس عدة طرق لتوجيه أمر التحرك إلى الروبوت، وهي:
وما أن يتم توليد الطلب، ينطلق ساشا متجولاً بين أروقة المستشفى متجنباً العقبات من دون أي تحكم خارجي، حتى يصل إلى رفوف المطبخ. فيقوم بالتقاط الوجبات التي قد يصل وزنها حتى 50 كيلوجراماً، ووضعها ضمن مساند الروبوت. ثم يغادر متوجهاً إلى غرف المرضى ليوصل الوجبة الصحيحة ويضعها على طاولة المريض المحدد، لتنتهي رحلته متمنياً يوماً سعيداً للمريض.
الروبوت ساشا أثناء تأدية مهمته في توزيع الطعام.
بدأت شركة ريفوتونيكس العمل على هذا الروبوت منذ أقل من شهرين، ووحَّدت جهودها مع شركتي آستي (ASTI) وبوس (BOOS) لتطوير هذا الروبوت. ويصف صيداوي هذا الروبوت بأنه مشروع تعاوني بين عدة شركات؛ حيث تتولى شركة آستي تصنيع العتاد الصلب للروبوت وتزويده بالنظام اللازم لرسم خريطة البيئة التي يعمل فيها، فيما تقوم شركة بوس بتزويده بتكنولوجيا التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية. أما شركة ريفوتونيكس فهي تضطلع بمسؤولية التوزيع والتنفيذ في منطقة الشرق الأوسط.
الروبوت زينزوي.
ويساهم هذا الروبوت بشكل فعّال في تخفيض معدل انتقال العدوى، من خلال تعقيم الغرف داخل المستشفيات والمطارات والشركات وغيرها من الأماكن العامة، باستخدام تكنولوجيا الأشعة فوق البنفسجية التي أثبتت فاعليتها في القضاء على العوامل المُمرِضة بحسب صيداوي.
وأشار صيداوي إلى أنه قد تم اختبار هذا الروبوت في وكالة الفضاء الإسبانية وأثبت قدرته على القضاء على فيروس كورونا وتعقيم غرفة مساحتها 25 متراً مربعاً خلال 8 دقائق فقط، وهو زمن قصير جداً مقارنة بالزمن الذي تحتاجه روبوتات الشركات المنافسة لتعقيم نفس المساحة. وعلى غرار أخيه الأكبر، يستطيع زينزوي التنقل بشكل مستقل من دون تغيير البنية التحتية، مع تجنب العقبات الثابتة والمتحركة وفق المعايير العالمية للأمان؛ حيث يعتمد كل منهما على تكنولوجيا المسح والتحديد المتزامن للمواقع (SLAM) باستخدام ماسحات ليزرية وجيروسكوب، ليرسم خريطة للبيئة التي يعمل فيها ويحدد موقعه ضمنها. وبالإضافة إلى ذلك، يتمتع بتخطيط مسار ديناميكي يتكيف مع المتغيرات في البيئة.
الروبوت زينزوي أثناء قيامه بمهمة التعقيم.
يتمتع الروبوتان بمجموعة من المزايا الجديرة بالاهتمام، والتي من شأنها أن تكسبهما ثقة الزبائن في استخدامهما داخل المستشفيات والشركات والأماكن العامة. وأهم هذه المزايا هي:
يرى صيداوي أن أهمية الروبوتين ستبقى قائمة حتى بعد انتهاء وباء كوفيد-19. فقد لمس الجمهور الفوائد الكبيرة للروبوتات في أداء المهام الروتينية وتوفير الكثير من وقت الكادر الصحي في المستشفيات والعاملين في مختلف المؤسسات.
وبالفعل، سيظل الروبوت ساشا وسيلة فعالة في أتمتة عملية توزيع الطعام على المرضى داخل أي مستشفى. وستبقى المستشفيات والمطارات والمستودعات وغيرها في حاجة إلى روبوت مثل زينزوي لتعقيم الغرف والقضاء على أي بكتيريا أو عوامل ممرضة أخرى، مما يضمن سلامة العاملين.
وفي نظرة أشمل، يقول صيداوي إن أزمة وباء كورونا تحمل في طياتها جانباً إيجابياً مهماً يتمثل في توعية الجمهور بقدرة الروبوتات على أداء المهام الرتيبة نيابة عنهم لتتيح لهم حياة أفضل ينصب التركيز فيها على جوانب الابتكار والإبداع.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.