4 أسباب تجعل الشركات الصغيرة والناشئة عرضة للهجمات السيبرانية وما الذي يمكنها فعله حيال ذلك؟

3 دقيقة
4 أسباب تجعل الشركات الصغيرة والناشئة عرضة للهجمات السيبرانية وما الذي يمكنها فعله حيال ذلك؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Ar_TH
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُعدُّ الأمن السيبراني أحد التحديات الأكثر إلحاحاً في العصر الرقمي، فمع ازدياد ترابط العالم واعتماده على التكنولوجيا، تتزايد مخاطر الهجمات السيبرانية بشكلٍ كبير. يمكن أن تسبب الهجمات السيبرانية أضراراً جسيمة للشركات، مثل فقدان البيانات والخسائر المالية والإضرار بالسمعة والمسؤوليات القانونية.

وفي حين أن الشركات الكبيرة لديها الموارد والخبرات اللازمة لحماية نفسها من التهديدات السيبرانية، غالباً ما تتخلف الشركات الصغيرة عن الركب وتتعرض لمخاطر أكبر. ومع تحسين الشركات الكبيرة إجراءاتها الأمنية، يحوّل القراصنة تركيزهم إلى الشركات الصغيرة، التي يرونها فريسة سهلة لاستخراج أكبر قدر ممكن من البيانات.

بحسب الإحصائيات، فإن 43% من الهجمات السيبرانية في العالم تستهدف الشركات الصغيرة، و14% فقط من هذه الشركات تمتلك الوسائل اللازمة لحماية نفسها.

في هذه المقالة، سوف نستكشف 4 أسباب رئيسية تجعل الشركات الصغيرة والناشئة أكثر عرضة للهجمات السيبرانية، والحلول المناسبة لتجنبها.

اقرأ أيضاً: ما أبرز التهديدات السيبرانية التي تواجهها الشركات الناشئة وكيف تتصدى لها؟

1. الاستهانة بالهجمات السيبرانية

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الشركات الصغيرة والناشئة عرضة للهجمات السيبرانية هو إهمالها أهمية الأمن السيبراني. يفترض معظم هذه الشركات أنها ليست أهدافاً جذابة للقراصنة بسبب حجمها.

تشير دراسة استقصائية إلى أن 2% فقط من أصحاب الشركات الصغيرة يعتبرون الأمن السيبراني أولوية قصوى، في حين أن الأغلبية لا يعتبرون الهجمات السيبرانية بمثابة تهديد كبير لعملياتهم. هذا يؤدي إلى شعور زائف بالأمان وعدم الاستعداد للهجمات السيبرانية المحتملة.

لكن هذا الافتراض بعيد عن الحقيقة، فغالباً ما يستهدف القراصنة الشركات الصغيرة على وجه التحديد لأنها أسهل في الاختراق والاستغلال. ومن خلال إهمال التهديدات السيبرانية، تعرض تلك الشركات نفسها لمخاطر وعواقب كبيرة.

ما الذي يجب فعله؟

يجب على المسؤولين في الشركات الصغيرة والناشئة معرفة أن شركتهم هي فريسة مفضلة للقراصنة لأنها لا تزال صغيرة، وقد لا تمتلك موارد كافية لحماية نفسها. لذلك، عليهم اتخاذ تدابير وقائية واستخدام حلول الحماية من الهجمات السيبرانية وتخصيص بعض الموارد لها.

اقرأ أيضاً:  10 نصائح للأمن السيبراني يجب على كل موظف معرفتها

2. نقص الموارد وعدم الاستعداد

السبب الثاني الذي يجعل الشركات الصغيرة والناشئة أكثر عرضة للهجمات السيبرانية هو نقص الموارد. بالنسبة للشركات الجديدة، وخاصة الشركات الناشئة، غالباً ما تكون الموارد نادرة ويجب استخدامها بحكمة، ولا يكون الأمن السيبراني من الأولويات التي تشمل تطوير المنتجات والتسويق وخدمة العملاء. غالباً ما تُهمل أو تتجاهل ممارسات الأمان الرئيسية، مثل استخدام كلمات مرور قوية وتحديث البرامج والنسخ الاحتياطي للبيانات.

يعود ذلك بالأساس إلى أن معظم الشركات الصغيرة تواجه قرارات صعبة بشأن تخصيص أموالها. وتكون حلول الأمن السيبراني مثل برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية والتشفير وأنظمة النسخ الاحتياطي، مكلفة وتتطلب الخبرة والتحديث بانتظام. لكنها ليست مكلفة مثل الهجمات السيبرانية أو خروقات البيانات، التي يمكن أن تكون لها آثار مدمرة على الشركة، إذ يمكن أن يؤدي الهجوم السيبراني إلى فقدان البيانات وخسائر مالية كبيرة والإضرار بالسمعة.

من المؤسف أن هناك شركات جديدة لا تملك الموارد اللازمة للاستثمار في حلول الأمن السيبراني العالية الجودة، ما يجعلها مكشوفة وغير محمية.

ما الذي يجب فعله؟

حلول الأمن السيبراني أقل تكلفة من الهجمات السيبرانية الناجحة، وتتوفر العديد من الحلول المخصصة للشركات الصغيرة والناشئة التي توفّرها شركات الأمن السيبراني بأسعار معقولة لا تؤثر على ميزانية الشركة.

اقرأ أيضاً: حالات موثّقة تسببت فيها الهجمات السيبرانية بموت البشر

3. عدم تدريب الموظفين

في معظم الشركات، غالباً ما يكون الموظفون الحلقة الأضعف في سلسلة الأمان، لأنهم قد يفتحون رسائل البريد الإلكتروني الضارة دون قصد، أو ينقرون على روابط التصيد، أو يستخدمون كلمات مرور ضعيفة. يمكن أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تعريض أمان الشركة بالكامل للخطر وكشف البيانات الحساسة للقراصنة.

بدون التدريب المناسب، قد لا يكون الموظفون على دراية بالممارسات الفعّالة للتصدي للهجمات السيبرانية، أو كيفية الاستجابة في حالة وقوع حادث. على سبيل المثال، قد لا يعرفون كيفية التعرف على رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية أو كيفية إنشاء كلمات مرور قوية، أو كيفية استخدام التشفير، أو كيفية الإبلاغ عن الأنشطة المشبوهة. يجب على الشركات الصغيرة الاستثمار في تثقيف موظفيها وتوعيتهم وتعليمهم المهارات المتعلقة بالأمن السيبراني، لأن ذلك يمكن أن يقلل من احتمالية التعرض للهجمات السيبرانية الناجحة.

ما الذي يجب فعله؟

يجب توعية الموظفين جميعاً وتدريبهم على أهم ممارسات الأمن السيبراني الصحيحة؛ يشمل ذلك تجنب رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية وعدم الضغط على الروابط أو تنزيل المرفقات غير المعروفة، واستخدام كلمات مرور قوية وتعزيز الحماية من خلال استخدام المصادقة الثنائية، بالإضافة إلى استخدام حلول الأمن السيبراني بشكلٍ صحيح وتحديثها والنسخ الاحتياطي للبيانات بشكلٍ دوري.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي بريدك الإلكتروني من رسائل التصيد الاحتيالي؟

4. سهولة إفلات القراصنة من العقاب

يستهدف القراصنة الشركات الصغيرة لأنهم يعلمون أنهم يستطيعون الإفلات من العقاب بسهولة أكبر. فغالباً لا يعرف أصحاب الشركات الصغيرة التي تعرضت لهجوم سيبراني كيفية تعقب القراصنة وملاحقتهم، ما يعني أن الهجمات تمر دون عقاب ولا يُبلغ عنها.

بالإضافة إلى ذلك، يشعر أصحاب الشركات الصغيرة التي تعرضت لهجوم سيبراني بالعجز، ونادراً ما يبلغون السلطات عن الهجمات، معتقدين أن ذلك لن يفيدهم. وهذا يخلق حلقة مفرغة، فعدم الإبلاغ والملاحقة القضائية يشجّع القراصنة على ارتكاب المزيد من الجرائم الإلكترونية.

يستغل القراصنة عدم إبلاغ السلطات المختصة وعدم اتخاذ إجراءات للملاحقة القضائية، ويستمرون في استهداف الشركات الصغيرة دون أي خوف من العواقب.

اقرأ أيضاً: 10 قواعد للأمن السيبراني عليك تطبيقها في حياتك اليومية

ما الذي يجب فعله؟

على الشركات الصغيرة والناشئة الإبلاغ عن أي هجمات سيبرانية ناجحة أو غير ناجحة تتعرض لها، إبلاغ السلطات لا يحمي الشركة نفسها فحسب، بل يساعد على ملاحقة القراصنة وحماية الشركات الأخرى أيضاً.