تقرير خاص

خبير بمؤسسة قطر: «الشرق الأوسط يزخر بكفاءات علمية كبيرة»

3 دقيقة
خبير بمؤسسة قطر: "الشرق الأوسط يزخر بكفاءات علمية كبيرة"
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تشهد المنطقة العربية تقدماً ملحوظاً في مجال البحث العلمي، ما يمكّن العلماء العرب من إطلاق قدراتهم بشكلٍ أكبر، ويؤهّل دولة قطر لتحتل مركز الريادة في مجال البحث العلمي في المستقبل.

هذا ما أكده الدكتور عبداللطيف السعودي، المدير الإداري لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، الذي يرى، من موقعه كعالِم، أن قطر تُعدُّ من إحدى أفضل الدول العربية التي يمكنه الاستقرار فيها، قائلاً:” لقد حققت الدولة وقيادتها الحكيمة إنجازات كبيرة في مجال الاستثمار في قطاعي العلوم والأبحاث، محققة بذلك تقدماً مطّرداً يرتقي بها إلى مصاف الريادة. المستقبل هنا مشرق، بالنظر لتوفر فرص لا حدود لها في هذا المجال، فقطر هي مختبر العالم”.

منذ انضمامه إلى معهد قطر لبحوث الحوسبة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، شارك الدكتور السعودي في تشكيل منظومة العلوم والبحوث في مؤسسة قطر، حيث شغل منذ بدايات عام 2011 منصب المدير الإداري في معهد قطر لبحوث الحوسبة، وشرع في تشكيل فريق عمل للارتقاء بالأدوار والمهام المنوطة بالمعهد.

يشرح الدكتور السعودي: “في البدايات، عندما أسس الدكتور أحمد المقرمد، المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة، المعهد، أوكل إليّ مهمة تشكيل فريق العمل، حيث لم يكن لدينا أي أعضاء بعد، ولم يكن لنا أكثر من مكتبين، أحدهما للدكتور أحمد، والآخر لي. كان تشكيل فريق العمل هو أول مهمة لي في ذلك الوقت، بحيث جرى التركيز على جلب نخبة من العلماء والباحثين الموهوبين والأذكياء والمبتكرين للاشتغال في معهد قطر لبحوث الحوسبة”.

وأضاف: “وضعنا كامل تركيزنا وجهودنا في هذه المهمة، وحددنا معايير عالية للتوظيف، لأن كفاءة العلماء كانت أولوية لدينا، وقد نجحنا في ذلك، وهو ما انعكس على المكانة المرموقة التي يحتلها حالياً معهد قطر لبحوث الحوسبة في العالم العربي وخارجه”.

يُجري معهد قطر لبحوث الحوسبة أبحاثاً متعددة التخصصات، والتي حققت نجاحاً كبيراً واكتسبت أهمية خاصة في عالم اليوم، الذي يتسم بشيوع الرقمية العالية ومجالات تطبيقاتها المتنامية. ويرى الدكتور السعودي أن المعهد أدّى دوراً مهماً في ريادة النظام البيئي البحثي في دولة قطر.

ويعزو الدكتور السعودي ذلك إلى عنصر التعاون، قائلاً: “من أهم العوامل التي أسهمت في نجاحنا منصات التعاون، مثل المؤتمر السنوي البحثي الذي تنظمه مؤسسة قطر، حيث تُتيح هذه المنصات للعلماء فرصة الالتقاء معاً للتواصل، والتعرّف على القدرات المحلية وفهم التحديات واستكشاف الفرص المتوفرة”.

وتطرق الدكتور السعودي إلى أهمية عمل المعهد جنباً إلى جنب مع منظمات عالمية ومعاهد أكاديمية وخبراء رواد، وذلك بهدف تعزيز وتحفيز الابتكار في مجال بحوث الحوسبة. وقد عقد معهد قطر لبحوث الحوسبة عام 2012 شراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا امتدت سبعة أعوام تعاون فيها باحثون من كلا المعهدين على العمل في مشاريع بحثية عديدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات اللغة العربية والأمن السيبراني وقواعد البيانات وغيرها من المجالات التي تعالج التحديات المحلية التي تواجهها دولة قطر وكذلك التحديات الإقليمية والعالمية. وقد نتج عن هذا التعاون أكثر من 150 ورقة بحثية نُشِرت في مجلات ومؤتمرات علمية عالية الأثر، كما نتج عنها أيضاً إنشاء شركة “تمر”، وهي شركة ناشئة تهدف إلى مواجهة التحدي المتمثل في توحيد كميات ضخمة من البيانات سريعة التغير، مع ضمان صحتها وتكاملها.

وفي هذا الصدد، يقول إن شركة “تمر” تُعدُّ من أهم ثمار الشراكة مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، موضحاً: “تعاونا في ذلك مع الأستاذ البارز مايكل ستونبراكر، أحد أهم الرواد الباحثين في المعهد، والذي أطلق العديد من الشركات الناشئة الناجحة المربحة”.

وأضاف أن هذا التعاون هو مجرد مثال واحد، فوفقاً للدكتور السعودي، لدى معهد قطر لبحوث الحوسبة 10 شركات ناشئة أو في طور الإنشاء في مجالات مختلفة، تتراوح من الأمن السيبراني إلى تقنيات اللغات العربية.

منذ سن صغيرة، آمن الدكتور السعودي بأهمية بحوث الحاسوب، حيث يقول:” حين كان عمري 12 عاماً، كنت أرى الناس على التلفاز ينظرون إلى الشاشات، ولم أكن أفهم ما الذي كانوا يفعلونه. لذلك، قلت لنفسي، يوماً ما يجب أن أفهم ما الذي يحصل. كنت أرى المستقبل في الحوسبة. بالنسبة لي، العمل في هذا المجال هو بمثابة حلم أصبح حقيقة”.

نشأ الدكتور السعودي في الجزائر، حيث حصل على شهادة مهندس دولة من جامعة باجي مختار عنابة في الجزائر. إثر ذلك، انتقل إلى فرنسا لإكمال درجة الماجستير من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية في ليون، وحصل على شهادة الدكتوراة في علوم الحاسوب من جامعة نانت. ومن هناك، انتقل إلى المملكة العربية السعودية ثم إلى قطر في نهاية المطاف.