ما هي العوامل المؤثّرة في تبنّي السياحة الإلكترونية في الإمارات؟ دراسة إماراتية تُجيب

4 دقيقة
ما هي العوامل المؤثّرة في تبنّي السياحة الإلكترونية في الإمارات؟ دراسة إماراتية تُجيب
حقوق الصورة: Shutterstock.com/DOERS

ملخص: تؤثرّ عدة عوامل في تطوير وتبنّي نظام فعّال للسياحة الإلكترونية، وتصميم أنظمة أكثر كفاءة يثق بها السياح ويتفاعلون معها في دولة الإمارات العربية المتحدة، وما زال العديد من مواقع الويب السياحية غير فعّال ويفشل في إشراك العملاء، ما قد يعوق خلق القيمة المشتركة في هذا القطاع. حيث أثّر النمو السريع للإنترنت خلال العقود القليلة الماضية والتحول التكنولوجي الكبير في صناعة السياحة والضيافة، ما يستلزم إجراء تغييرات في تقديم المنتجات والخدمات لتلبية توقعات السياح، وإشراكهم في خلق القيمة المشتركة في العصر الرقمي، ما يعزز التفاعل بين المسافرين ووكلاء السياحة الإلكترونية. وقد حدد باحثون إماراتيون العوامل التي تؤثّر في التنفيذ الفعّال لأنظمة السياحة الإلكترونية العامة والإبداع المشترك في دولة الإمارات العربية المتحدة، والعوامل التي تؤثّر في تبني هذا النظام، وتعزز شعبية موارد السياحة الإلكترونية العامة، وتسهم في تصميم أنظمة أكثر كفاءة يثق بها السياح ويتفاعلون معها.

حددت دراسة إماراتية العوامل المؤثّرة في تطوير نظام فعّال للسياحة الإلكترونية العامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، والعوامل التي تؤثرّ في تبني هذا النظام، وتعزز شعبية موارد السياحة الإلكترونية العامة، وتسهم في تصميم أنظمة أكثر كفاءة يثق بها السياح ويتفاعلون معها.

ما هي السياحة الإلكترونية؟ 

يشير مصطلح السياحة الإلكترونية إلى دمج التكنولوجيا في صناعة السياحة بهدف جعل قطاع السياحة أكثر إنتاجية وسهولة في الوصول إليه. ومن الأمثلة على السياحة الإلكترونية حجز الرحلات السياحية والإقامة، وتحسين مشاركة العملاء من خلال المنصات الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعزز تجربة السياح. تشمل السياحة الإلكترونية أيضاً السياحة الافتراضية التي تسمح للمستخدمين بزيارة الوجهات عن بُعد، والسياحة الذكية التي تستفيد من التكنولوجيا لإدارة السياحة بكفاءة. 

جاءت هذه التطورات بسبب النمو السريع للإنترنت خلال العقود القليلة الماضية، وتأثير التحول التكنولوجي الكبير في صناعة السياحة والضيافة، ما يستلزم إجراء تغييرات في تقديم المنتجات والخدمات لتلبية توقعات السيّاح، وإشراكهم في خلق القيمة المشتركة في العصر الرقمي، ما يعزز التفاعل بين المسافرين ووكلاء السياحة الإلكترونية، وبالتالي تعزيز الثقة بينهما، والوصول إلى تجارب سياحية مخصصة تلبي التفضيلات الفردية، وتوفّر الوقت والتكاليف.

على الرغم من ذلك، ما زال العديد من مواقع الويب السياحية غير فعّال ويفشل في إشراك العملاء، ما قد يعوق خلق القيمة المشتركة في هذا القطاع، على الرغم من أهمية فهم مواقف وسلوكيات العملاء للاستفادة من التكنولوجيات المختلفة لتعزيز القيمة في تجارب السياحة.

اقرأ أيضاً: أهم 8 تطبيقات للذكاء الاصطناعي في مجال السياحة

السياحة الإلكترونية في الإمارات العربية المتحدة 

في عام 2003، أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مبادرة حكومة الإمارات الذكية لتقديم خدمات شاملة لسكان الإمارات العربية المتحدة، وبحلول عام 2015، تحولت 96.3% من الخدمات العامة الأساسية في دولة الإمارات إلى الخدمات عبر الهاتف المحمول. الهدف من هذا التحول تقديم أفضل الخدمات بتكاليف منخفضة وتعزيز إمكانية الوصول والكفاءة بشكل عام.

مع هذا التحوّل، استثمرت الحكومة في السياحة والأنظمة العامة المتقدمة تكنولوجياً، إلّا أنّ نقطة المعلومات الأولى التي يلجأ إليها السياح لا تزال غير واضحة. ومع ذلك، فإن الأنظمة العامة تمكنت من خلق القيمة المشتركة في السياحة من خلال التطبيقات التي تسمح للسائحين بتنظيم الرحلات، والوصول إلى المواقع داخل الوجهة عبر وسائل النقل العام، ومسارات ركوب الدراجات والمشي، والاستفادة من الجولات الرقمية، وأدوات إمكانية الوصول، وأدلة المدينة، والمزيد.

تقدّم المؤسسات الحكومية أيضاً خدمات إلكترونية تعزز قطاع السياحة، مثل إصدار التأشيرات وشبكة واي فاي العامة، ويستفيد قطاع السياحة في الإمارات من الاستثمارات الكبيرة في أنظمة السياحة الإلكترونية العامة.

اقرأ أيضاً: دراسة إماراتية تبتكر طريقة جديدة لتحسين الكشف عن العناصر المهرَّبة في المطارات

فاعلية السياحة الإلكترونية في الإمارات

من أجل فهم كيفية تأثير الخصائص الفردية في فاعلية التكنولوجيا لمهام محددة، والدافع وراء تبنيّها، أجرى فريق من الباحثين فحصاً شاملاً لكيفية تأثير العوامل التكنولوجية وغير التكنولوجية في قبول السياح الأنظمة العامة في السياحة الإلكترونية في دولة الإمارات.

تألّف الفريق من عدة باحثين، أبرزهم أحمد عبد الله الهرمودي وكارلوس ميرتزانس من جامعة أبوظبي، ومحمد خان من جامعة الشارقة، ونُشرت دراستهم في دورية "أبحاث الأعمال" (Journal of Business Research) في مارس/آذار 2024 تحت عنوان "الإبداع المشترك والعوامل الحاسمة لتطوير نظام فعّال للسياحة الإلكترونية العامة" (Co-creation and critical factors for the development of an efficient public e-tourism system). 

ركّز الباحثون على 3 عوامل تؤثّر في كفاءة استخدام التكنولوجيا: 

  • خصائص المهمة، وهي السمات المحددة التي تؤثّر في الاعتماد على البيانات.
  • خصائص ملاءمة التكنولوجيا بما في ذلك الأجهزة والبرامج والدعم.
  • السمات الفردية مثل الخبرة في استخدام الحاسوب والدافع نحو اعتماد السياحة الإلكترونية. 

حددت الدراسة ما إذا كانت خصائص المهمة والتكنولوجيا تتوافق مع الفائدة المرجوّة وسهولة الاستخدام، بالإضافة إلى أهمية الخصوصية والأمان في تبنّي التكنولوجيا. 

يمكن للمشاركة الفعّالة للحكومة الإلكترونية أن تؤثّر إيجابياً في المشاركة في السياحة الإلكترونية. ومع ذلك، لا تزال الإمكانات الكاملة للحكومة الإلكترونية في قطاع السياحة غير مستكشفة. لذلك، تهدف هذه الدراسة إلى مساعدة وكالات السياحة والحكومات على زيادة جاذبية موارد السياحة الإلكترونية الرسمية بين السياح.

بالإضافة إلى ذلك، غالباً ما يدفع مزودو التكنولوجيا بالابتكارات إلى السوق بغض النظر عن الطلب الحالي، وتسعى السياحة الإلكترونية إلى تقديم أدوات إلكترونية فعّالة من حيث التكلفة للمستهلكين، خاصةً مع اعتماد المسافرين بشكلٍ متزايد على الأجهزة المحمولة لأداء المهام عبر الإنترنت.

اقرأ أيضاً: ما هي السياحة الإلكترونية؟ وكيف تعزّز تجربة السياح؟

العوامل المؤثّرة على تبنّي السياحة الإلكترونية في الإمارات 

لتحقيق الهدف من الدراسة، ركّز الباحثون على تحديد العوامل التي تؤثّر في التنفيذ الفعّال لأنظمة السياحة الإلكترونية العامة والإبداع المشترك في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

لهذه الغاية، جمع الباحثون البيانات من 15 خبيراً في تطوير التطبيقات القائمة على الويب والهواتف المحمولة ضمن صناعة السياحة في القطاع العام في الإمارات. كان معظم المشاركين من الذكور ولديهم خبرة لا تقل عن 9 سنوات في العمليات الاستراتيجية وصُنع القرار. 

كشفت النتائج أن "الفائدة" هي السمة الأكثر أهمية، تليها "سهولة الاستخدام"، وجاء عامل "الدافع للاستخدام" في المرتبة الثالثة، في حين اعتُبرت "الخصائص الفردية" الأقل أهمية. 

تقدّم هذه النتائج رؤى عملية لصُنّاع القرار في مجال السياحة الإلكترونية في القطاع العام، ما يمكّنهم من تحديد العوامل المؤثرة التي يمكن أن تعزز شعبية موارد السياحة الإلكترونية الرسمية بين الجمهور. ويمكن لمطوري البرمجيات في قطاع السياحة العامة الاستفادة من هذه الرؤى لتصميم أنظمة أكثر كفاءة يثق بها السياح ويتفاعلون معها. وفي نهاية المطاف، يعمل هذا البحث كمورد لفهم المعايير ذات الأولوية الأساسية لتنفيذ السياحة الإلكترونية العامة بفاعلية، ودعم استراتيجية الإمارات للسياحة 2031 وأهداف التنويع الاقتصادي.