دراسة سعودية تناقش أهم المواضيع التي يتطرق إليها العرب حول تشات جي بي تي على «إكس»

3 دقائق
دراسة سعودية تناقش أهم المواضيع التي يتطرق إليها العرب حول تشات جي بي تي على «إكس»
حقوق الصورة: shutterstock.com/Runrun2
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

درس فريقٌ من الباحثين في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية أهم المواضيع التي تطرق إليها المستخدمون العرب على منصة إكس (تويتر سابقاً) حول تشات جي بي تي، والمشاعر المعبَّر عنها في هذه التغريدات، وما إذا كانت تنقل نبرة جدية أو ساخرة. 

المواضيع التي تطرق إليها المستخدمون العرب على تويتر حول تشات جي بي تي

أظهرت نتائج الدراسة مجموعة من الأفكار وأنماط المواضيع الرئيسية التي يناقشها المغرّدون العرب على منصة إكس، وهي:

أكثر المواضيع نقاشاً على المنصة

يشير انتشار التغريدات التي تناقش تكنولوجيا تشات جي بي تي إلى الاهتمام الكبير داخل مجتمع الناطقين باللغة العربية. تعكس هذه الهيمنة شعبية تشات جي بي تي وتأثيرها متعدد التخصصات، ما يؤدي إلى مناقشات واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي.

المخاوف والخلافات

يظهر بعض التغريدات الخلافات والمخاطر الأخلاقية والآثار السلبية لبوتات الدردشة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وتؤكد هذه المناقشات المخاوف بشأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وخاصة في مجال توليد اللغة الطبيعية.

الصلة الإقليمية

تؤكد تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالمنطقة ومناقشات تكنولوجيا بوتات الدردشة في بلدان مثل المملكة العربية السعودية وليبيا ومصر والمغرب على اعتمادها على المستوى الإقليمي وأهميتها في سياقات متنوعة.

المحتوى المزيف وعمليات الاحتيال

تُسلّط التغريدات حول تطبيقات تشات جي بي تي المزيفة الضوء على المخاوف بشأن عمليات الاحتيال المحتملة للمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي.

الحوارات الخاصة بقطاعات محددة

تشير المواضيع التي تستكشف تأثيرات الذكاء الاصطناعي وبوتات الدردشة على قطاعات مثل التعليم والحكومة والتسويق والرياضة والتوظيف إلى الاهتمام بفهم إمكانات هذه التقنيات في مختلف المجالات. تعكس هذه المناقشات اهتمام المستخدم بفوائد وتحديات تكامل الذكاء الاصطناعي عبر المجالات.

عموماً، يمكن للعوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بكل بلد أن تؤثّر في اعتماد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والمناقشات حولها. قد تسهم عوامل مثل أنظمة التعليم والبنية التحتية التكنولوجية والمبادرات الحكومية والظروف الاقتصادية في اختلاف مستويات الاهتمام بتشات جي بي تي في البلدان المختلفة.

اقرأ أيضاً: التداعيات الاجتماعية والأخلاقية لبوت الدردشة تشات جي بي تي في العالم العربي

المشاعر التي يُظهرها المستخدمون العرب لتشات جي بي تي

كان الهدف الثاني من هذه الدراسة استكشاف المشاعر التي يعبّر عنها المستخدمون العرب في تغريداتهم المتعلقة بتشات جي بي تي. فقد درس الباحثون 50 موضوع نقاش مختلفاً، ووجدوا أن المشاعر التي يُظهرها المغرّدون العرب تتنوع بين مشاعر إيجابية أو سلبية بشكل متساوٍ، لكن الأغلبية العظمى يُظهرون مشاعر محايدة. 

تشير غالبية المشاعر المحايدة إلى أنها تميلُ إلى الموضوعية وأنها مبنية على الحقائق وليست متأثرة بالمشاعر الشخصية أو التحيزات. بالإضافة إلى ذلك، تُظهر الدراسة أن العرب يمتلكون مشاعر إيجابية تجاه بوتات الدردشة ومحركات البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي عموماً.

اقرأ أيضاً: يحلّل المشاعر ويقيس الأداء: تعرف على تطبيقات التعلم الآلي بالشبكات الاجتماعية

يوضح التباين في توزيع المشاعر عبر المواضيع كيف يمكن أن تؤدي المناقشات في المواضيع المختلفة على تويتر إلى استجابات عاطفية مختلفة من المستخدمين، كما أن غالبية التغريدات تشارك تحديثات الأخبار بدلاً من التعبير عن آراء شخصية؛ أي أن التغريدات تميلُ إلى مشاركة المعلومات وتبادل المعرفة بدلاً من الانخراط في مناقشات مشحونة عاطفياً، والتعبير عن ردود أفعال وآراء.

يشير هذا إلى أن المستخدمين العرب ينظرون إلى تشات جي بي تي على أنه أداة للحصول على المعلومات ونشرها وليس منصة للتعبير العاطفي. علاوة على ذلك، قد يكون للعوامل الثقافية ومعايير التواصل في المنطقة العربية تأثير على التعبير عن المشاعر، إذ غالباً ما تؤكد الثقافة العربية الأدب والاحترام والحفاظ على الانسجام في المناقشات، وقد يشجّع هذا السياق الثقافي المستخدمين على اعتماد لهجة محايدة.

كشف السخرية

الهدف الثالث من الدراسة هو كشف السخرية التي عبّر عنها المستخدمون العرب في تغريداتهم المتعلقة بتشات جي بي تي، وتبيّن أن التغريدات الساخرة تحتل نسبة 4% من مجموع التغريدات العربية. تناقش التغريدات الساخرة تلك مواضيع مختلفة. تشير هذه النسبة إلى أن السخرية قد لا تكون أسلوب التواصل السائد أو المستخدم بشكل متكرر في المناقشات المتعلقة بتشات جي بي تي بين المستخدمين العرب. قد يشير هذا إلى أن المستخدمين يفضّلون أشكالاً أخرى من التعبير أو أن السخرية قد لا تكون منتشرة أو لا تلقى قبولاً جيداً في هذا السياق المحدد.

اقرأ أيضاً: ما القصة الحقيقية لتطوير تشات جي بي تي؟

ماذا يجب أن يفعل كلٌّ من المطورين والمستخدمين وصُنّاع القرار؟

تُسلّط النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسة الضوء على الاهتمام القوي والمناقشات المكثّفة على وسائل التواصل الاجتماعي حول تشات جي بي تي داخل المجتمع الناطق باللغة العربية. ويشير هذا إلى وجود طلب قوي على هذه التكنولوجيا ويؤكد حاجة المطورين إلى معالجة المخاوف والخلافات المحيطة بمخاطرها الأخلاقية وآثارها السلبية، وإعطاء الأولوية للشفافية والمساءلة والاعتبارات الأخلاقية في تطوير نماذج اللغة ونشرها، وتقليص مخاوف المستخدم وبناء الثقة في هذه التكنولوجيا.

أمّا المطورون، فيقع على عاتقهم وضع ضمانات قوية ضد التحيز، والمعلومات المضللة، والاستخدام الضار لتقنيات توليد اللغة، والاستثمار في البحث والتطوير المستمر لتعزيز عدالة نماذج الذكاء الاصطناعي ودقتها وسلامتها مع معالجة الملاحظات والمخاوف التي يُثيرها المجتمع بشكلٍ فعّال.

بالإضافة إلى ذلك، من المهم تثقيف المستخدمين العرب حول الاعتبارات الأخلاقية والمخاطر وعمليات الاحتيال المحتملة المرتبطة ببوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتوفير إرشادات حول الاستخدام المسؤول، وتسليط الضوء على المخاطر والقيود المحتملة، وتوفير قنوات للمستخدمين للإبلاغ عن الأنشطة الاحتيالية أو الضارة.

اقرأ أيضاً: أداة جديدة من سوني لتخفيف التحيز في أنظمة التعرف على الوجوه

توصي الدارسة صانعي القرار وواضعي السياسات بالاستفادة من هذه النتائج لإدراك الحاجة إلى تطوير وتنفيذ المبادئ التوجيهية واللوائح الأخلاقية التي تضمن الاستخدام المسؤول والخاضع للمساءلة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنع الأنشطة الضارة.