كيف يمكن للتعديل الجيني مساعدتنا على كبح سرعة انتشار إنفلوانزا الطيور؟

2 دقائق
كيف يمكن للتعديل الجيني مساعدتنا على كبح سرعة انتشار إنفلوانزا الطيور؟
مصدر الصورة: ستيفاني آرنيت. إم آي تي تي آر. إنفاتو
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمكن للتعديل الجيني أن يساعد في تجنيب الدجاج الإصابة بإنفلوانزا الطيور ونشرها، وفقاً لدراسة أولية.

وقد استخدم الباحثون أداة تعديل الجينات كريسبر (CRISPR) لتغيير الحمض النووي لدى عشر دجاجات لمقاومة فيروس إنفلوانزا الطيور، ثم عرّضوا جميع الدجاجات إلى جرعة منخفضة من الفيروس. التقطت دجاجة واحدة فقط من الدجاجات العشر الفيروس، ولم تنقل الفيروس إلى أي من الدجاجات الأخريات.

نحو إنتاج دجاج مقاوم للفيروسات

“تبين التجربة إثباتاً لفكرة يمكننا استخدامها لتحقيق التقدم المطلوب في جعل الدجاج مقاوماً للفيروس. لكننا لم نصل إلى هذه المرحلة بعد”، وذلك وفقاً للأستاذة والمختصة بعلم الفيروسات في كلية لندن الإمبراطورية، ويندي باركلاي، التي شاركت في قيادة البحث، والتي تحدثت في مكالمة خلال مؤتمر صحفي عبر الفيديو. نُشِرت الدراسة مؤخراً في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications).

أدت إنفلوانزا الطيور خلال السنوات الأخيرة إلى مقتل الملايين من الطيور البرية والداجنة على حد سواء في جميع أنحاء العالم. وقد بدأت تؤثر في الثدييات على نحو متزايد أيضاً، ما أثار مخاوف مختصي الفيروسات من إمكانية تكيف الفيروس كي يصبح قادراً على إصابة البشر أيضاً.

في الدراسة التي أُجريت على الدجاجات، أجرى الفريق تغييرات على جين يرمز إلى أحد البروتينات، موجود في الحيوانات المنوية والبويضات لدى الطيور. يحمل هذا البروتين اسم ANP32A، وهو يساعد فيروسات الإنفلوانزا على مهاجمة الأجهزة الحيوية لدى الدجاج. ومن خلال تغيير ترتيب أحرف الحمض النووي في بروتين ANP32A، تمكّن الباحثون من تقييد قدرة فيروس الإنفلوانزا على التأثير في الدجاجات.

وقد شرح الباحث الزميل في معهد روزلين بجامعة إدنبرة وأحد المشاركين في الدراسة، أليو إيدوكو أكو، قائلاً: “فيما يخص التغييرات الجينية التي أجريناها، كنا على علم بأنها ستوقف نمو الفيروس في خلايا الدجاجات”.

اقرأ أيضاً: ما التطورات المتوقعة في تكنولوجيا لقاحات الرنا المرسال في عام 2023؟

الحد من انتشار الفيروس

لإجراء اختبارات إضافية على مقاومة الطيور المعدلة جينياً، عرّضها الباحثون إلى جرعة ثانية أعلى تركيزاً من فيروس إنفلوانزا الطيور. وقد أصيب خمس من أصل عشر دجاجات بالمرض. لكن التعديل الجيني وفّر بعض الحماية بالفعل. وجد الباحثون أيضاً أن هذا التدخل أدى إلى الحد من انتشار الفيروس، فلم تُصب بالفيروس سوى واحدة فقط من أصل أربع دجاجات غير معدلة جينياً وُضِعت في الحاضنة نفسها، ولم يكن هناك أي انتقال للفيروس بين الدجاجات المعدلة جينياً.

لكن فريق الباحثين وجد أن الفيروس في الطيور المعدلة جينياً تكيف للاعتماد على اثنين من البروتينات ذات الصلة -وهما ANP32B وANP32E- كي يتناسخ.

وهو ما يشير إلى أن الطريقة القائمة على تعديل الجين الواحد الذي استهدفه الباحثون ليست فعالة بما يكفي لتحقيق المطلوب، على حد تعبير مختصة الجينات الحيوانية في جامعة كاليفورنيا بمدينة ديفيس، أليسون فان إينينام، التي لم تشارك في الدراسة.

اقرأ أيضاً: تعديل جين الكولسترول قد يوقف أخطر قاتل على وجه الأرض

يتفق الباحثون الذين أجروا الدراسة مع هذا الرأي، ويخططون في عملهم المقبل لتطوير الدجاجات بتعديل الجينات الثلاثة. قد يتطلب تنفيذ الخطوات التقنية والقانونية الضرورية عدة عقود، لكن الباحثين يقولون إن تعديل الجينات باستخدام كريسبر يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى إنقاذ أعداد ضخمة من الدجاج، وإحداث تحول في تربية الحيوانات. تقول فان إينينام: “طيور الدجاج رائعة. وسيكون استخدام هذه التكنولوجيا لإنتاج حيوانات مقاومة للأمراض إنجازاً كبيراً”.