تقرير خاص

تعرّف إلى الدكتور أحمد المقرمد كبير علماء التكنولوجيا في مؤسسة قطر ودوره في تطوير المشهد التكنولوجي في البلاد

2 دقيقة
تعرّف إلى الدكتور أحمد المقرمد كبير علماء التكنولوجيا في مؤسسة قطر ودوره في تطوير المشهد التكنولوجي في البلاد
حقوق الصورة: مؤسسة قطر
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لم يكن الدكتور أحمد المقرمد يتوقع يوماً أنه سيغادر الولايات المتحدة الأميركية، التي انتقل إليها قبل أن يكمل ربيعه الثامن عشر، بعد حصوله على منحة لاستكمال دراسته الجامعية، ليشرع في رحلة أكاديمية ومهنية مرموقة. غير أن اتصالاً هاتفياً تلقاه من مؤسسة قطر أفضى به إلى تغيير مسار حياته بالكامل، إلى حدٍّ جعله يقول: “شعرتُ بكل بساطة أن مكاني هو في قطر”.

كان الاتصال الهاتفي عبارة عن دعوة إلى الدكتور المقرمد، الذي يشغل منذ 13 سنة منصب المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر، لزيارة قطر والمساهمة في البنية البحثية والثقافية التي كانت مؤسسة قطر تستعد لبنائها لتحقيق نهضة علمية في قطر وبلدان المنطقة.

يقول الدكتور المقرمد: “عندما وصلت إلى قطر، عرفت أن هذا هو المكان الذي سأجد فيه ذاتي، ذلك أن مؤسسة قطر قدّمت لي فرصة أعادت تشكيل مساري؛ كان ذلك عام 2006، وكان بمثابة لحظة محورية. وقد لقيت رؤية مؤسسة قطر الرامية إلى ترميم بيت الحكمة واستعادة التراث الإسلامي في العلوم، صدىً عميقاً في داخلي”.

ويُضيف: “كان الهدف هو جذب العقول العربية إلى المنطقة، وشهدت السنوات التي تلت ذلك إنشاء معهد قطر لبحوث الحوسبة. لقد حفّزتني البيئة الداعمة في مؤسسة قطر على إنشاء المعهد الذي يمكّن الباحثين والعلماء من الابتكار والعمل بحرية، ويعزز قدرتهم على المنافسة على المستوى العالمي”.

أسهم الدكتور المقرمد في تعزيز نشر أبحاث المعهد في أبرز المؤتمرات والمجلات العلمية، حيث يقول: “لقد عملنا بشكل دؤوب على نشر أبحاثنا من خلال مؤتمرات ومجلات مرموقة، نتج عنها نحو 260 براءة اختراع عالمية، وأسسنا ثماني شركات محلية وعالمية.”

يمتدُ تأثير معهد قطر لبحوث الحوسبة -الذي يشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتقنيات اللغة العربية، وتطوير تكنولوجيا المعلومات- إلى ما هو أبعد من الأبحاث، ويتداخل مع تنمية قطر. وكما يوضّح الدكتور المقرمد: “دُمِجت الأنظمة التي طوّرها معهد قطر لبحوث الحوسبة في مختلف جوانب دولة قطر، ما يؤكد دور المعهد في بناء البنية التحتية التكنولوجية في البلاد.”

ويتابع: “أن عملنا في مجال تقنيات اللغة العربية يعكس مدى مساهمة مؤسسة قطر بشكلٍ كبير في تطوير هذه اللغة، والتي لها أبعاد ثقافية وعاطفية بالنسبة لنا، كما قدّم معهد قطر لبحوث الحوسبة إسهامات مهمة في مجال قواعد البيانات والمعلومات والذكاء الاصطناعي، وكذلك في مجال أمن المعلومات، بما في ذلك إنشاء الوكالة الوطنية للأمن السيبراني”. 

ويُضيف: “كما نركّز على الأخلاقيات في مجال الذكاء الاصطناعي، والتأكد من أن الحوكمة في هذا المجال مبنية على أسس ثقافية”.

ويركّز عمل معهد قطر لبحوث الحوسبة أيضاً على التدريب والتعليم، ويسعى إلى جذب وتدريب الخريجين الجدد، بالإضافة إلى تنظيم برامج تدريبية للأطفال، لتعزيز اهتمامهم بالتكنولوجيا والحوسبة.

بدأ الدكتور المقرمد مجال علوم الحاسوب منذ بداية السبعينيات، عندما كانت أجهزة الحاسوب مجرد ابتكار واعد. وعلى الرغم من حداثة المفهوم، فإنه لم يتردد في الانكباب على مجال كان نادراً ورائداً وقتئذٍ. وقال: “أحببت البرمجة لأنها تجمع بين العلم والفن، وتمنح الفرصة للابتكار وإيجاد الحلول”.

حين سُئل الدكتور أحمد المقرمد عن سبب اتخاذه القرار ببدء مسيرته المهنية والاستقرار في البلاد، أجاب: “ولماذا استبعاد قطر؟”

ويوضّح الدكتور المقرمد: “يظهر معهد قطر لبحوث الحوسبة وجامعة حمد بن خليفة ومؤسسة قطر نجاحاً وتطوراً ملحوظاً منذ بداياتهم عام 2006. هذا التقدم يشمل إنشاء معاهد وجامعات تُسهم في تعزيز البحث والتطوير وتشجيع الابتكار، ما يبعث على التفاؤل بمستقبل علمي واعد في المنطقة وعلى الصعيدين الوطني والدولي.”

كان ولا يزال الشغف والابتكار والالتزام بدعم تقدم قطر على الصعيد العالمي، عناصر تقود رحلة الدكتور أحمد المقرمد، وهي رحلة يأمل أن يتوقف عندها الخريجون العرب الذين يرغبون في تشكيل حياتهم المهنية في مجال العلوم، حيث يوصيهم: “اتبعوا شغفكم، واحرصوا على التفوق في مجالكم، وابقوا على صلة مع جذوركم”.