هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
يعاني الملايين من الناس الآن من آثار التغيّر المناخي بأنفسهم. فقد حطمت موجات الحر الشديدة الأرقام القياسية حول الكوكب في هذا الصيف، وأحرقت المحاصيل، وأثرت على الطاقة الكهربائية، وأججت الحرائق البرية، وأدت إلى تشويه الطرقات ومدارج الطيران، وقتلت المئات في أوروبا وحدها. إن الانتقال فائق السرعة من الخطر كمجرد فكرة إلى عصر من تهاوي الأرقام القياسية للحرارة، وموجات الجفاف واسعة النطاق، وانتشار الحرائق، دفع الكثيرين إلى التساؤل: هل التغيّر المناخي يحدث بسرعة أكبر مما كان العلماء يتوقعونه؟ هل هذه الأحداث الشديدة هي أكثر شدة مما توقعته الدراسات السابقة، بسبب مستويات غازات الدفيئة حالياً في الغلاف الجوي؟ اقرأ أيضاً: التغير المناخي…
أدخل بريدك الإلكتروني واحصل على المقال مجاناً
اكتشف أفضل محتوى عربي على الإنترنت لتطوير ذاتك وتحسين مهاراتك وجودة حياتك وتحقيق طموحاتك في أسرع وقت.
محرر رئيسي في مجال الطاقة ، إم آي تي تكنولوجي ريفيو
محرر رئيسي في مجال الطاقة في إم آي تي تكنولوجي ريفيو. ينصب تركيزه على الطاقات المتجددة واستخدام التكنولوجيا في مكافحة التغير المناخي. في السابق، كان أحد كبار المدراء في مجلة ذا فيرج، وشغل منصب نائب مدير التحرير في مجلة ريكود، ومحرراً صحافياً في … المزيد صحيفة سان فرانسيسكو كرونيكل.
أكملت إحدى الشركات الناشئة رحلة تجريبية محطّمة للأرقام القياسية في مجال الرحلات الجوية منخفضة
يعاني الملايين من الناس الآن من آثار التغيّر المناخي بأنفسهم. فقد حطمت موجات الحر الشديدة الأرقام القياسية حول الكوكب في هذا الصيف، وأحرقت المحاصيل، وأثرت على الطاقة الكهربائية، وأججت الحرائق البرية، وأدت إلى تشويه الطرقات ومدارج الطيران، وقتلت المئات في أوروبا وحدها.
إن الانتقال فائق السرعة من الخطر كمجرد فكرة إلى عصر من تهاوي الأرقام القياسية للحرارة، وموجات الجفاف واسعة النطاق، وانتشار الحرائق، دفع الكثيرين إلى التساؤل: هل التغيّر المناخي يحدث بسرعة أكبر مما كان العلماء يتوقعونه؟ هل هذه الأحداث الشديدة هي أكثر شدة مما توقعته الدراسات السابقة، بسبب مستويات غازات الدفيئة حالياً في الغلاف الجوي؟
ففي معظم الأحيان، فإن النماذج الحاسوبية المستخدمة لمحاكاة استجابة الكوكب لتصاعد تراكيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي ليست بعيدة للغاية عن الواقع، خصوصاً أنها ليست مصممة لتوقع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة على المستوى الإقليمي. ولكن السلسلة الجديدة لموجات الحر الشديد دفعت فعلاً ببعض العلماء إلى التساؤل عما إذا كانت النماذج تقلل من أهمية تكرار وشدة هذه الأحداث، وما إذا كانت بعض العوامل أكثر تأثيراً في الواقع مما ورد في بعض النماذج، وما قد يعنيه كل هذا بالنسبة للظروف المناخية في العقود المقبلة.
لنعالج هذه النقاط واحدة تلو الأخرى.
هل التغير المناخي هو السبب الأساسي لهذه الموجات الشديدة من الحر؟
نعم. لقد أدى التغيّر المناخي إلى رفع الخط القاعدي الحراري لفصل الصيف، ما يعني زيادة كبيرة في تكرار موجات الحر وشدتها وفترة بقائها، كما أوردت العديد من الدراسات (دراسة 1، دراسة 2، دراسة 3).
يقول المدير المشارك لمؤسسة وورد ويذر أتريبيوشن (World Weather Attribution) فريدريك أوتو في بيان صحفي حول ارتفاع الحرارة مؤخراً في أوروبا إلى درجات غير مسبوقة: "إن التغيّر المناخي هو سبب موجة الحر هذه، كما أنه سبب كل موجة حر في الوقت الحالي. لقد أصبحت موجات الحر النادرة متكررة وشائعة، كما أن موجات الحر المستحيلة أصبحت الآن سبباً للعديد من الوفيات".
هل يحدث التغير المناخي بسرعة أكبر مما توقعه العلماء؟
الجواب هو النفي، على الأقل من وجهة نظر مهمة. وفي الواقع، فإن العلاقة بين تصاعد مستويات غازات الدفيئة والمتوسط العالمي للحرارة كانت متوافقة بشكل وثيق مع مجالات تنبؤات النماذج، والتي تعود حتى إلى عمليات المحاكاة البدائية من السبعينيات.
وقد أبرز الكثير من الباحثين والدراسات، بما في ذلك أحدث تقرير مناخي من الأمم المتحدة، التوافق الوثيق بين درجات الحرارة المقيسة والزيادات المتوقعة. وقد وصل التشابه إلى درجة مخيفة (وكأن العالم كان يجب أن يصغى إلى تحذيرات علماء المناخ منذ عدة عقود).
تغريدة من زيك هوسفاذر (@hausfath)، في 23 أكتوبر/ تشرين الأول، 2020.
وفي الواقع، فإن المخاوف الحالية لدى الباحثين تتلخص بأن الجيل الأحدث من النماذج يتنبأ باحترار شديد للغاية بشكل عام، ويتوقع مستويات عالية من الاحترار بسبب تزايد تراكيز ثنائي أوكسيد الكربون، كما قال عدة علماء، مثل زيك هوسفاذر وكيت مارفل وغافين شميدت وغيرهم، في مجلة نيتشر (Nature) في وقت سابق من هذه السنة.
هل النماذج المناخية مخطئة بشأن الأحداث الشديدة؟
في بعض الأحيان، ولكنه سؤال معقد.
فقد وقعت بعض الأحداث الحقيقية بشكل أسرع أو بدرجة أعلى مما تنبأت به النماذج السابقة أو الحالية، بما فيها فقدان جليد البحر القطبي، ومساحات الأراضي التي امتدت إليها الحرائق البرية، والزيادة السريعة في أحداث الحرارة الشديدة في أوروبا في العقود الأخيرة، كما يقول العلماء.
يقول عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس، دانييل سوان: "عندما نأخذ بعض أنواع الأحداث الشديدة بعين الاعتبار، أعتقد أنه توجد بعض الأدلة على أن الأمور تتغير بسرعة أكبر من المتوقع، أو مما عبرت عنه النماذج المناخية العالمية بشكل واضح ومباشر".
ويُعزى هذا بنسبة كبيرة إلى أن النماذج المناخية لم تُصَمم للتنبؤ بالأحداث الشديدة الإقليمية. فمهمتها الأساسية هي محاكاة تغيرات متوسط درجات الحرارة على امتداد فترات طويلة من الزمن ومساحات واسعة.
يدرك الباحثون تماماً نواقص النماذج المناخية، ولطالما كانوا في منتهى الشفافية في توضيحها. ومع أن هذه النماذج تتحسن باستمرار، فإنها ما زالت عمليات محاكاة حاسوبية تقريبية محدودة بقدرات الفهم البشري للنظام المناخي، والتفاعلات المعقدة بين أنظمة الأرض والقدرات الحاسوبية وتكلفة تشغيل النماذج مرات عديدة لدراسة طيف الاحتمالات. كما أن هذه النماذج ما زالت تعتمد على تقسيم الأرض إلى كتل كبيرة نسبية حتى تصبح الحسابات ممكنة، وهي عبارة عن خلايا تتراوح في الحجم بين العشرات وصولاً إلى المئات والألوف من الكيلومترات المربعة. وهو ما يحد من قدرة النموذج على التنبؤ بالأحداث الطقسية المحلية بدقة عالية.
كما قد يكون من الصعب أن نميز ما إذا كانت بعض الأحداث الطقسية التي نشهدها واقعة خارج حدود نتائج النموذج. وعلى سبيل المثال، تستطيع النماذج إنتاج أحداث مشابهة لما يحدث في أوروبا، ولكن من المفترض أن تكون نادرة للغاية، ولا تحدث أكثر من مرة واحدة كل 100 سنة في الظروف المناخية الحالية. أما السؤال فهو ما إذا كانت الأحداث الشديدة للغاية، مثل موجة الحر الأوروبية الحالية، أو التي حدثت في السنة الماضية في شمال غرب المحيط الهادئ، هي مجرد أحداث متطرفة أو دلائل تحذير مبكرة تشير إلى أن التغيّر المناخي قد يؤدي إلى أحداث أكثر حرارة وأكثر تكراراً من المتوقع.
يقول الأستاذ المساعد المختص بعلوم الأرض والغلاف الجوي في جامعة كورنيل، فلافيو لينير، وذلك في رسالة بالبريد الإلكتروني: "هناك الكثير من العوامل المجهولة فيما يتعلق بهذه الأحداث غير المتوقعة والتي حطمت الأرقام القياسية. ولا يمكنك أن تجزم، وبثقة كاملة، ما إذا كانت النماذج قادرة على توقعها أم لا"، فيما يتعلق ببعض الأحداث الطقسية.
يدرس العديد من الباحثين درجة مساهمة بعض العوامل في موجات الحر، وما إذا كانت النماذج المناخية الحالية تأخذها بعين الاعتبار على نحو دقيق، كما يقول لينير.
وهذه العوامل تشمل التأثيرات الراجعة المحتملة، مثل جفاف التربة والنباتات في بعض المناطق. وعند تجاوز عتبات معينة، يمكن لهذا أن يؤدي إلى تسارع الاحترار خلال موجات الحر، لأن الطاقة التي يمكن أن تُستهلك لتبخير الماء ستتسبب بتسخين الهواء بدلاً من ذلك.
ومن الأسئلة العلمية التي لا تزال دون إجابة هي ما إذا كان التغيّر المناخي نفسه يتسبب بزيادة ترسيخ أنماط معينة في الغلاف الجوي، والتي تتسبب بدورها بظهور موجات الحر. ويتضمن هذا تراكم جبهات الضغوط العالية التي تدفع الهواء الدافئ نحو الأسفل، ما يؤدي إلى ظهور ما يسمى بالقباب الحرارية التي تحوم فوق مناطق كبيرة وتتسبب بتسخينها بشدة.
ومن المحتمل أن كلا العاملين أدى دوراً كبيراً في تشكل موجة الحر في شمال غرب المحيط الهادي في السنة الماضية، وذلك وفقاً لبحث في طريقه للنشر خلال الفترة المقبلة. وفي أوروبا، لاحظ الباحثون أن الانقسام في التيار النفاث (في أعالي طبقة التروبوسفير) واحترار مياه المحيطات يمكن أن يكونا من العوامل المساهمة في ازدياد عدد أحداث الحر الشديد عبر القارة العجوز.
يا للأسف. في الواقع، لقد قامت بعض المنشورات الصادرة بإطلاق كلمات التحذير المناسبة، وذلك استجابة لزيادة الأحداث الطقسية الشديدة.
ولكن، وحتى نكون واضحين، فقد كان العلماء يقرعون أجراس الإنذار منذ عقود، وبجميع الطرق الممكنة، ويقولون إن التغيّر المناخي سيجعل الكوكب أكثر حرارة وغرابة، وسيزيد من صعوبة توقع الأحداث، وسيجعل الوضع أكثر خطورة بالنسبة للبشر والحيوانات والأنظمة البيئية. وقد كانوا صادقين بشأن حدود استيعابهم للمناخ. ومن أهم الاتهامات التي واجهها العلماء حتى وقت قريب (والتي ما زالوا يتعرضون لها في الكثير من الأوساط) هي أنهم مجموعة من المتاجرين بالخوف، والذين يبالغون في تقديراتهم للخطر للحصول على التمويل اللازم للأبحاث أو لأهداف سياسية.
إن الأحداث الحقيقية التي تبرز أوجه القصور في النماذج المناخية، بالدرجة التي وصلت إليها، لا ترقى إلى مستوى إثبات خطأ العلماء بالكامل طوال الوقت. بل تمثل اختبارات صعبة لهذه الأدوات، وهي اختبارات يعتمد عليها الباحثون بحماس لتحسين فهمهم لهذه الأنظمة والنماذج التي قاموا بتصميمها لتمثيل هذه الأنظمة، كما يقول لينير.
ورداً على ما قالته صحيفة نيويورك تايمز (New York Times): "لم يعتقد الكثيرون أن التغيّر المناخي سيحدث بهذه السرعة"، بعث مدير معهد ستانفورد وودز للبيئة، كريس فيلد، برسالة قال فيها دون مواربة: "لا تكمن المشكلة في أن العلماء كانوا مخطئين، بل تكمن في أن العلماء الذين خصصوا وقتهم لتقديم المعلومات للعامة، وعلى الرغم من التحذيرات الواضحة المرفقة بالأدلة المتوافرة، لم يتمكنوا من رفع أصواتهم بالتحذير في بيئة مليئة بالاتهامات الباطلة بالميل إلى المبالغة في الخطر والدوافع السياسية".
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.