يتضمن قانون الاتحاد الأوروبي الجديد للإشراف على المحتوى، الذي يُطلق عليه قانون الخدمات الرقمية، متطلبات تدقيق سنوية للبيانات والخوارزميات التي تستخدمها منصات التكنولوجيا الكبيرة، وقد يسمح قانون الذكاء الاصطناعي الأوروبي الجديد للسلطات بمراجعة أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يوصي المعهد الوطني الأميركي للمعايير والتكنولوجيا أيضاً بإجراء عمليات تدقيق الذكاء الاصطناعي كمعيارٍ ذهبي. يقول الزميل والباحث، أليكس إنغلر، الذي يدرس حوكمة الذكاء الاصطناعي في مركز الأبحاث التابع لمعهد بروكينغز: تتمثل الفكرة في أن إجراءات التدقيق هذه ستعمل بنفس الطريقة التي تعمل بها عمليات الفحص والمعاينة التي نراها في القطاعات الأخرى شديدة الخطورة، مثل مصانع الكيماويات.
اقرأ أيضاً: كيف يتحيز الذكاء الاصطناعي ولماذا يصعب إصلاحه؟
وتقول الباحثة المتخصصة في مساءلة الذكاء الاصطناعي، ديبورا راجي، والمؤلفون المشاركون معها في ورقة بحثية في يونيو/ حزيران الماضي: تكمن المشكلة في عدم وجود عدد كافٍ من المتعاقدين المستقلين لتلبية الطلبات القادمة على عمليات تدقيق الخوارزميات، كما أن الشركات مترددة في السماح لهذه العمليات بالوصول إلى أنظمتها.
وهو ما تريد هذه المسابقات تنميته. يتمثل الأمل في مجتمع الذكاء الاصطناعي في قيادة المزيد من المهندسين والباحثين والخبراء لتطوير المهارات والخبرات اللازمة لتنفيذ عمليات التدقيق هذه.
تقتصر عمليات التدقيق المحدودة في عالم الذكاء الاصطناعي حتى الآن على ما يقوم به الأكاديميون أو شركات التكنولوجيا نفسها. إن الهدف من مثل هذه المسابقات هو إنشاء قطاع جديد من الخبراء المتخصصين في تدقيق الذكاء الاصطناعي.
تقول مديرة فريق تويتر للأخلاقيات والشفافية والمساءلة في التعلم الآلي، ورئيسة فريق قراصنة التحيز، رومان تشاودري: "نحاول خلق مساحة للأشخاص المهتمين بهذا النوع من الأعمال، سواء كانوا مبتدئين أو خبراء لا يعملون في شركات التكنولوجيا أو قراصنة وعلماء بيانات يرغبون في تعلم مهارة جديدة".
يأمل الفريق المسؤول عن مسابقة جوائز قراصنة التحيز أن تكون هذه المسابقة الأولى في سلسلة لاحقة من المسابقات.
اقرأ أيضاً: التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي: كيف يمكن للآلة أن تكون متحيزة؟
تقول مديرة مختبر كوهير (Cohere) غير الربحي لأبحاث الذكاء الاصطناعي، سارة هوكر: لا تخلق مثل هذه المسابقات محفزات لمجتمع التعلم الآلي لإجراء عمليات التدقيق فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز الفهم المشترك حول "أفضل السبل للتدقيق وأنواع عمليات التدقيق التي يجب أن نستثمر فيها".
ويقول مؤسس معهد مونتريال لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، أبهيشيك غوبتا، الذي كان أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة تدقيق الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد، إن هذا الجهد "رائع ومطلوب بشدة".
ويتابع: "كلما زادت عمليات مراقبة النظام، زادت احتمالية العثور على أخطاء".