هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
يعتقد الخبراء أنه إذا أردنا الوقاية من أكبر مخاطر الاحتباس الحراري، فإن إزالة كميات كبيرة من غاز ثنائي أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي إجراء ضروري. لهذا السبب، أثارت المشاريع التي تركز على زراعة الأعشاب البحرية لامتصاص ثنائي أوكسيد الكربون من الهواء وحبسه في البحر اهتمام الحكومة الأميركية والشركات الخاصة، مثل أمازون، على مدى السنوات القليلة الماضية، وحصلت على كميات كبيرة من التمويل أيضاً.
هل سنتمكن من زراعة ما يكفي من الأعشاب البحرية لتحقيق الأهداف المناخية؟
لكنّ المشكلة في هذه المشاريع تكمن في أن زراعة كمية كافية من الأعشاب البحرية لتحقيق الأهداف المناخية قد لا تكون قابلة للتطبيق عملياً في النهاية.
قدّرت دراسة جديدة نُشرت بتاريخ 15 يونيو/ حزيران 2023 في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز إيرث آند إنفايرنمنت (Nature Communications Earth & Environment) أنه تجب زراعة نحو مليون كيلومتر مربع من المحيط لإزالة مليار طن من ثنائي أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي على مدار عام واحد. ليس من السهل تخصيص هذه المساحة الهائلة في المناطق التي تنمو فيها الأعشاب البحرية بسهولة، وذلك بسبب الحاجة إلى استخدام المساحات على طول السواحل في نشاطات أخرى منافسة، مثل الشحن وصيد الأسماك.
لنشرح الموضوع أكثر؛ وفقاً لمؤلفي الدراسة الجديدة، يجب التقاط 2.5-13 مليار طن من ثنائي أوكسيد الكربون الموجود في الغلاف الجوي سنوياً لتحقيق الأهداف المناخية، وذلك بالإضافة إلى خفض انبعاثات غازات الدفيئة بدرجة مرتفعة.
تشير مجموعة متنوعة من النماذج العلمية إلى أنه تجب إزالة كمية من ثنائي أوكسيد الكربون تتراوح بين 1.3 مليار طن و29 مليار طن سنوياً بحلول عام 2050 للوقاية من ارتفاع مستويات الاحتباس الحراري إلى ما يتجاوز 1.5 درجة مئوية. قدّر تقرير أصدرته منظمة الأمم المتحدة عام 2017 أنه تجب إزالة 10 مليارات طن سنوياً من ثنائي أوكسيد الكربون للوقاية من تجاوز مستويات الاحتباس الحراري درجتين مئويتين بحلول عام 2050.
تقول الباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراة في جامعة ستانفورد والمؤلفة المشاركة للدراسة الجديدة، إيزابيلا أرزينو-سولتيرو: "التطبيقات العملية تتقدّم بمعدل أسرع من الأبحاث العلمية. تمثَّل هدفنا المباشر في معرفة ما إذا كان بإمكاننا في ظل الظروف المثلى التقاط الكربون بالمستوى الذي يتحدّث عنه العلماء. واتضح أننا لن نتمكن من ذلك".
تمتص الأعشاب البحرية ثنائي أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي من خلال عملية التركيب الضوئي، ثم تُعزل كميات كبيرة من هذا الغاز، ربما لآلاف السنين، عندما تغرق النباتات في النهاية في أعماق المحيط. تكمن فكرة استخدام الأعشاب البحرية في زراعتها ثم إغراقها عمداً بهدف حبس الكربون لفترة تكفي لتخفيف الضغط على المناخ.
استخدمت أرزينو-سولتيرو وزملاؤها من جامعة كاليفورنيا في مدينة إيرفاين نموذجاً برمجياً لتقدير كمية الأعشاب البحرية من 4 أنواع مختلفة والتي تمكن زراعتها في المحيطات حول العالم.
أخذ النموذج في الاعتبار عوامل مثل معدل امتصاص الأعشاب البحرية للنترات (وهو أمر ضروري للنمو)، ودرجة حرارة الماء وشدّة أشعة الشمس وارتفاع أمواج البحر والممارسات الزراعية الحالية، واستخدم الباحثون بيانات عن المحيطات العالمية جُمعت خلال السنوات الماضية. أجرى الباحثون أكثر من ألف عملية محاكاة لنمو الأعشاب البحرية وحصادها لكل نوع من الأنواع المدروسة، وقالوا إن هذه العمليات تمثل "الحدود العليا المثلى" لمستوى إنتاج الأعشاب البحرية.
على سبيل المثال، افترضت التقديرات الجديدة أنه توجد مساحات للزراعة ضمن المياه التي تضمن الإنتاجية الأعلى بالنسبة للأعشاب البحرية في منطقة المحيط الهادئ الاستوائي، على بعد نحو 370 كيلومتراً قبالة الساحل. أما في المواقع الأقل إنتاجية، ستكون زراعة كمية من الأعشاب البحرية كافية لتحقيق الأهداف المناخية أصعب؛ إذ يجب تخصيص مساحة لزراعة الأعشاب البحرية تبلغ 3 أضعاف المساحة التي يجب تخصيصها في المناطق ذات الإنتاجية الأعلى لعزل الكمية نفسها من الكربون.
تشير نتائج الدراسة الجديدة إلى أن زراعة كمية كافية من الأعشاب البحرية لتحقيق الأهداف المناخية غير ممكنة عملياً في الوقت الحالي، علماً أن تحقيق هذه الأهداف سيتطلب أكثر بكثير من الاعتماد على الأعشاب البحرية فقط.
وفقاً لعالمة الأحياء المتخصصة في الطحالب الكبيرة التي تزرع الأعشاب البحرية في جزر فارو ولم تشارك في الدراسة الجديدة، فإن الشركات التي تأمل في توسيع مشاريع زراعة الأعشاب البحرية التي تجريها اضطرت أيضاً إلى أخذ تأثير نشاطاتها في النظام البيئي للمحيطات في الاعتبار.
تقول مولز-مورتنسن: "يجب أن نكون حريصين على عدم الإفراط في استغلال المحيط كما فعلنا على البر. نحن بحاجة للتوصل إلى طرق فعالة للغاية ومبنية على الأبحاث العلمية، قبل أن نحلم بإنقاذ الكوكب عن طريق الأعشاب البحرية؛ إذ إن هناك الكثير من الضجة الإعلامية حول هذه الموضوع".
ريانون ويليامز (Rhiannon Williams): تكتب نشرة ذا داونلود (The Download) الإخبارية، وهي النشرة الإخبارية الوحيدة التي يجدر بك قراءتها يومياً. وهي مراسلة إخبارية أيضاً، وقبل الانضمام إلى إم آي تي تكنولوجي ريفيو كانت مراسلة متخصصة بالتكنولوجيا في صحيفة … المزيد آي (i)، ومراسلة متخصصة بالتكنولوجيا في صحيفة ذا تيليغراف (The Telegraph). أدرج اسمها ضمن قائمة المرشحين النهائية لجائزة الصحافة البريطانية في 2021، وهي تظهر بصورة منتظمة بصفة خبيرة على قناة بي بي سي.
ما زالت الملوثات تتزايد يوماً بعد يوم بسرعة أكبر من سرعة التخلص منها، وخاصة ملوثات الماء.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك، استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. سياسة الخصوصيةأوافقX
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.