رجل يمتلك أربعة أذرع ويتحكم شخص آخر في اثنتين منها

3 دقائق
قاد يامن سرايجي عمليةَ تطوير زوج من الأذرع الروبوتية التي يمكن ارتداؤها كحقيبة على الظهر والتحكم فيها من قبل شخص آخر عن بعد.

يمتلك يامن سرايجي أربعة أذرع، ويحصل على عناق من اثنتين منها؛ غير أن الأذرع التي تعانقه طويلة ونحيلة، وروبوتية، كما أنها متصلة بحقيبة يرتديها على ظهره، وهي خاضعة  في الواقع لسيطرة شخص آخر يرتدي نظارات أوكيولوس ريفت للواقع الافتراضي؛ حتى يستطيع رؤية العالم من بعين سرايجي عن طريق كاميرات متصلة بالحقيبة، ويحمل أجهزة تحكم تسمح له بالتحكم في هذه الأذرع والأيدي المتصلة بها. وبعد العناق تبتعد الأذرع عن سرايجي، ثم تصافحه اليد اليمنى بشكل حماسي، فيرد سرايجي التحية مبتسماً.

يشغل سرايجي منصب بروفسور مساعد في مدرسة الدراسات العليا لتصميم الميديا في جامعة كيو، التي تقع في طوكيو، وقد قاد عملية تطوير مشروع هذه الأذرع الروبوتية المحمولة على الظهر -والذي أطلق عليه اسم فيوجن- من أجل استكشاف كيف يمكن للناس العمل معاً للتحكم في جسد شخص واحد أو تعزيزه، وعلى الرغم من سخافة بعض الحركات التي استعرضها سرايجي أمامي على برنامج الدردشة بالفيديو من مختبره في اليابان، إلا أنه يعتقد أن هذا الجهاز قد يفيد في أشياء مثل العلاج الفيزيائي وتقديم الإرشادات عن بعد.

ويمكن للشخص الذي يتحكم في هذا النظام -إضافة إلى العناق والمصافحة- أن يلتقط الأشياء، أو يتحرك حول ذراعَي ويدَي الشخص الذي يرتدي الحقيبة، كما يمكن إزالة اليدين الميكانيكيتين واستبدالهما بأربطة تحيط بمعصمي مرتدي الحقيبة من أجل التحكم في ذراعيه الحقيقيتين. وقد قام سرايجي بتصميم هذا الجهاز بالتعاون مع زملاء في جامعة كيو وجامعة طوكيو، وسوف يعرض في مؤتمر سيجراف للرسوميات الحاسوبية والتقنيات التفاعلية في فانكوفر في أغسطس.

يمكن تثبيت الذراعين الروبوتيتين على معصمي المرتدي، فيستطيع المتحكم أن يسيطر على حركات ذراعي المرتدي.
مصدر الصورة: مدرسة الدراسات العليا لتصميم الميديا في جامعة كيو، جامعة طوكيو

وهناك الكثير من المحاولات الأخرى لتصميم أطراف إضافية يمكن ارتداؤها، بل إنها ليست المرة الأولى لسرايجي في هذا المجال؛ فقد قام من قبل -بالاشتراك مع أغلب الباحثين الآخرين في مشروع فيوجن- ببناء مجموعة قابلة للارتداء من الأذرع والأيدي -باسم ميتاليمبز- تُمكِّن المرتدي من أن يتحكم فيها بقدميه.

 

 

غير أن التحكم في مجموعة من الأطراف من قبل شخص آخر في غرفة أخرى أو بلد آخر، وباستخدام الواقع الافتراضي أيضاً، هو أمر مختلف تماماً؛ يقول سرايجي إنه رغب في رؤية ما سيحدث إذا تمكن شخص آخر -بمعنى ما- من أن يدخل إلى جسمك ويسيطر عليه.

وتتضمن حقيبة الظهر حاسوباً شخصياً ينقل البيانات لاسلكياً بين مرتدي الأذرع الروبوتية والشخص الذي يتحكم فيها في الواقع الافتراضي، كما أن الحاسوب الشخصي متصل بمعالج صغير يسمح له بمعرفة الوضع المطلوب لليدين والذراعين الروبوتيتين، ومقدار العزم الذي يجب تطبيقه على كل مفصل.

وتوجد سبعة مفاصل في كل ذراع، وتبرز الأذرع من الحقيبة مع شيء يشبه الرأس، ويحتوي هذا الرأس على كاميرتين تبثان بشكل مباشر ما يراه مرتدي الحقيبة إلى المتحكم في الواقع الافتراضي، كما تقوم المستشعرات بتتبع حركة رأس المتحكم في الواقع الافتراضي، ويتحرك الرأس الروبوتي تبعًا لها، فيستطيع أن يستدير يميناً ويساراً، ويميل نحو الأعلى والأسفل، ويدور من جانب إلى جانب، كما يقول سرايجي.

ويمكنك مشاهدة كيفية عمل هذا المشروع في هذا المقطع المرئي المقدَّم من مدرسة الدراسات العليا لتصميم الميديا في جامعة كيو، طوكيو.

ويستمد النظام المحمول طاقته من بطارية تدوم لحوالي ساعة ونصف، وهو ليس خفيفاً على الإطلاق، بل يصل وزنه إلى حوالي 9.5 كيلوغرام؛ يقول سرايجي: "إن ذلك طبيعياً، فهذا المشروع ما زال نموذجاً أولياً".

وقد ارتدى سرايجي الحقيبة في أثناء حديثي معه، وطلب من أحد طلاب الدراسات العليا أن يرتدي نظارة الواقع الافتراضي ليساعده على استعراض عمل النظام، وطلبت منهما فعل بضعة أشياء، مثل التقاط شيء ما، وحاول المتحكم بارتباك أن يلتقط لعبة صفراء كبيرة العينين، وقد تمكن من التقاطها وإعطائها لسرايجي، ثم أخذت إحدى اليدين الروبوتيتين اللعبة منه، وأعطتها إليه مرة أخرى، وبعد ذلك وقف سرايجي خلف المتحكم، ونكز هذا المتحكم نفسه على كتفه بإحدى اليدين الروبوتيتين، وبعد ذلك أعطى نفسه تدليكاً سريعاً للعنق.

وتسمح الأزرار الموجودة في أجهزة التحكم لأوكيولوس ريفت بالتحكم في وظائف الأصابع، حيث يستطيع المتحكم تشغيل الإصبع الصغرى والخنصر والبنصر من كل يد روبوتية في نفس الوقت بزر واحد، على حين خُصِّص زر مستقل لكل من السبابة والإبهام.

ويعمل هيرمانو إيجو كريبس باحثاً علمياً رئيسياً في إم آي تي، وقد أمضى عقوداً وهو يدرس الروبوتات المخصصة لإعادة التأهيل البدني، وهو لا يعتقد أن المشروع يفيد في هذا المجال بشكل عملي، لكنه يرى أن من الممكن استخدامه في الكثير من الأوضاع الأخرى؛ مثل مساعدة رواد الفضاء في الفضاء الخارجي، أو مساعدة مسعف لتنفيذ إجراء طبي غير مألوف؛ ويقول سرايجي إنه يرغب في تحويل المشروع إلى منتج حقيقي، ويعمل مع زملائه على تقديمه إلى حاضنة للشركات الناشئة في طوكيو.