خدمة جديدة من أمازون تتيح للشركات مراقبة التزام موظفيها بقواعد التباعد الاجتماعي

2 دقائق
خدمة جديدة من أمازون
جهاز أمازون الجديد أثناء التجربة. مصدر الصورة: أمازون.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

“إيه.دبليو.إس بانوراما” ستحول أي كاميرا مراقبة إلى كاميرا ذكية!

أطلقت شركة التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية أمازون، هذا الأسبوع، خدمة جديدة قد تمكّن المؤسسات من مراقبة التزام موظفيها بقواعد التباعد الاجتماعي، ومتابعة عمليات التصنيع وسير العمل، باستخدام الذكاء الاصطناعي.

وستساهم الخدمة الجديدة، التي يُطلق عليها اسم إيه.دبليو.إس بانوراما (AWS Panorama)، والتي لاتزال قيد المعاينة والتجريب حتى الآن، في تحويل “أي كاميرا مراقبة” إلى كاميرا ذكية قادرة على فهم وتحليل الصور ومقاطع الفيديو، من خلال توصيلها بجهاز يُتيح لها امتلاك القدرة على “الرؤية الحاسوبية”.

والرؤية الحاسوبية (Computer Vision)‏ هي إحدى مجالات علم الحاسوب التي تسعى إلى تطوير تطبيقات ذكية قادرة على فهم محتوى الصور كما يفهمها الإنسان.

وتشير الشركة على موقعها الإلكتروني إلى أن الخدمة الجديدة تُعد جزءاً من سلسلة خدمات أمازون السحابية (AWS)، وتتكون من جهاز وحزمة أدوات تطوير البرمجيات (SDK) يتيحان إمكانية الرؤية الحاسوبية لكاميرات المراقبة الموجودة في مرافق العمل، لتمكينها من إجراء عمليات التنبؤ بمفردها بدقة عالية وزمن انتقال منخفض، دون حاجة إلى إرسال البيانات إلى السحابة الإلكترونية.

الشق الأول من النظام هو “جهاز إيه.دبليو.إس بانوراما” (AWS Panorama Appliance )، الذي يُطلق عليه اسم “بانوراما بوكس”، ومهمته هي توفير قدرات الرؤية الحاسوبية لكاميرات المراقبة التي لم يتم تصنيعها في الأساس لاستيعاب هذه التقنية. وبوسع الجهاز تشغيل العديد من نماذج الرؤية الحاسوبية على العديد من تدفقات مقاطع الفيديو التي تصورها الكاميرات في نفس الوقت، وإخراج النتائج في الزمن الفعلي. وستبلغ تكلفة هذا الجهاز منفرداً 4 ألاف دولار، بالإضافة إلى 8.33 دولار شهرياً للبث المباشر لكل كاميرا.

أما الشق الأخر فهو حزمة (AWS Panorama Device SDK) وهي عبارة عن حزمة برمجية تمكّن شركات التصنيع من تطوير كاميرات جديدة قادرة على معالجة البيانات بنفسها، لتنفيذ مهام مثل اكتشاف الأجسام أو مراقبة النشاط. وستبلغ تكلفة الحزمة الواحدة 2500 دولار.

استخدامات متعددة

أوضحت أمازون أن الخدمة الجديدة ستُلغي الحاجة إلى التفتيش البشري على المنشآت، كما أنها تتمتع بالقدرة على أتمتة العديد من المهام التي كانت تتطلب في العادة تواجداً بشرياً لفهم ما تصوره الكاميرات. على سبيل المثال، يُمكن استخدام هذه التقنية لتقييم الجودة واكتشاف عيوب التصنيع وتحديد مكان الاختناقات في العمليات الصناعية وإرسال إنذار بوجودها، حتى تتمكن المؤسسات من اتخاذ إجراءات تصحيحية فورية.

كما يُمكن استخدامها لمراقبة الناس والبضائع، مثل تتبع سلوك العملاء وحجم طوابير الانتظار، ومراقبة أداء الموظفين والتأكد مما إذا كانوا يتبعون إجراءات السلامة للوقاية من فيروس كورونا، مثل ارتداء قناع الوجه.

مصدر الصورة: إنجين أكيورت عبر بيكساباي

وستتيح هذه الخدمة أيضاً للمؤسسات مراقبة مستوى السلامة والأمان في مكان العمل حتى في البيئات ذات الاتصال المحدود أو التي لا يوجد بها اتصال بالإنترنت، من خلال اكتشاف الأشياء غير المتوقعة، مثل انحراف العمال أو المركبات إلى مناطق خطرة وممنوعة، وإبلاغ الموظفين على الفور بأية مشاكل محتملة أو حالات غير آمنة، أو حتى إرسال إشارات توقف تشغيل الآلات.

تخوفات من اختراق محتمل للخصوصية

ذكرت تقارير صحفية أن بعض الشركات الكبرى بدأت بالفعل تجربة جهاز أمازون الجديد، ومنها شركتي سيمنز الألمانية وديلويت الأميركية. ومع ذلك، يبدو أن بعض العملاء سيستخدمون الجهاز لأغراض أخرى، إذ قال مايكل سبانداو نائب رئيس قسم تقنية المعلومات لدى شركة فيندر لصناعة الغيتارات إن الشركة تخطط لاستخدام هذه التقنية لمراقبة مدى سرعة عمل كل موظف في تجميع الغيتارات، بهدف تحسين كفاءة العمل.

وعبر العديد من النشطاء الحقوقيين والمنظمات العمالية عن تخوفاتهم من أن تتسبب هذه الخدمة في انتهاكات للخصوصية. وأشارت سلكي كارلو، مديرة منظمة (Big Brother Watch) الحقوقية البريطانية، إلى أن المراقبة الآلية لأماكن العمل “نادراً ما تعود بالنفع على الموظفين”، مضيفة أنه من العار أن تتخذ أمازون التباعد الاجتماعي كذريعة أخرى لجمع البيانات ومراقبة الأشخاص.

بيد أن أمازون رفضت هذه الاتهامات، وقالت المتحدثة باسم الشركة إن الخدمة مصممة لتحسين العمليات الصناعية وسلامة مكان العمل، وإن طريقة استخدامها متروكة للعملاء. وأكدت أن النظام غير مزود بإمكانية التعرف على الوجوه، كما أن الجهاز يمكنه تنفيذ جميع مهام التعلم الآلي بنفسه، دون الحاجة لنقل البيانات خارج المنشأة.