أهم الاستخدامات المحتملة لنموذج تشات جي بي تي في منتجات شركة مايكروسوفت

4 دقائق
أهم الاستخدامات المحتملة لنموذج تشات جي بي تي في منتجات شركة مايكروسوفت
مصدر الصورة: ستيفاني آرنيت. إم آي تي تي آر
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وفقاً لبعض التقارير، تتطلع شركة مايكروسوفت إلى استثمار مبلغ قدره 10 مليارات دولار في شركة أوبن أيه آي (OpenAI)، وهي الشركة الناشئة التي أصدرت بوت الدردشة الشهير، تشات جي بي تي (ChatGPT). كما أنها تخطط لدمج هذا البرنامج في منتجات أوفيس ومحرك البحث بينغ (Bing). استثمرت شركة التكنولوجيا العملاقة ما لا يقل عن مليار دولار بالفعل في شركة أوبن أيه آي. ووفقاً لموقع ذي إنفورميشن (The Information)، من المحتمل أن يتم إصدار هذه المنتجات في شهر مارس/ آذار 2023.

تعميم مايكروسوفت لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

هذه تطورات مهمة. وإذا نجحت شركة مايكروسوفت في مساعيها، فستوفر أدوات معتمدة على الذكاء الاصطناعي ذات كفاءة عالية لعامة الناس. لكن كيف ستكون آلية عمل منتجاتها المعتمدة على نموذج تشات جي بي تي؟ طلب موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو معلومات من شركتَي مايكروسوفت وأوبن أيه آي، لكنهما لم تبديا رغبة في الإجابة عن أسئلتنا حول طرق دمج الأدوات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في منتجات شركة مايكروسوفت، على الرغم من أنهما تعملان حالياً على ذلك.

مع ذلك، لدينا ما يكفي من المعلومات لتقديم بعض التخمينات المستنيرة والذكية. من المرجح أن تسعدك هذه التطورات إذا كنت تشعر مثلي بالملل من تصميم العروض على برنامج باور بوينت (PowerPoint) أو الرد على رسائل البريد الإلكتروني.

اقرأ أيضاً: تشات جي بي تي يرسب في الفيزياء ولا يفهم الأسئلة المعقدة

تشات جي بي تي ومحرك البحث بينغ

لنبدأ بموضوع محرك البحث على الإنترنت الذي حصل على أكبر قدر من التغطية الإعلامية والاهتمام. هزّت شعبية نموذج تشات جي بي تي شركة جوجل التي يُقال إنها تعتبره مصدر خطر بالغ الجدية على محرك البحث الواسع الانتشار الخاص بها. ويقال إن شركة مايكروسوفت تأمل أن تدمج نموذج تشات جي بي تي في محركها الأقل رواجاً، بينغ.

اقرأ أيضاً: ميتا تنافس تشات جي بي تي بنموذج ذكاء اصطناعي يتحدث 20 لغة

وفقاً للباحثة في معهد سانتا فيه البحثي غير الربحي، ميلاني ميتشل (Melanie Mitchell)، يمكن أن يُستخدم نموذج تشات جي بي تي كواجهة أمامية لمحرك بينغ تجيب عن أسئلة المستخدمين باللغة الطبيعية. تنتج محركات البحث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي مقاطع نصية تحتوي على أجوبة الأسئلة التي يطرحها المستخدمون، بدلاً من القوائم التي تحتوي على الروابط.

مع ذلك، ثمة سبب وجيه لعدم استخدام شركة جوجل نماذجها اللغوية ذات الكفاءة العالية في محرك البحث جوجل، فالنماذج اللغوية مثل تشات جي بي تي تشتهر بأنها تميل إلى توليد النصوص المنحازة والضارة والخاطئة. تعتبر هذه النماذج فعالة للغاية في توليد النصوص السلسة التي تبدو من إنتاج البشر، لكنها لا تفهم فعلاً ما تولّده، كما أنها تقدم الحقائق والأكاذيب بنفس المستوى العالي من الثقة.

اقرأ أيضاً: كيف غيّر «تشات جي بي تي» نظرة العالم إلى الذكاء الاصطناعي؟

عندما يبحث المستخدمون عن المعلومات على الإنترنت، تُعرض لهم خيارات كثيرة ويستطيعون تحديد النتائج الموثوقة بأنفسهم. يقول أستاذ علوم الحاسوب في جامعة واشنطن والمتخصص في محركات البحث، تشيراغ شاه (Chirag Shah): “إن بوتات الدردشة مثل تشات جي بي تي تلغي عامل “التقييم البشري” هذا وتجبر المستخدمين على القبول بالنتائج كما هي، وإنه من الممكن ألا يلاحظ المستخدمون المحتوى المنحاز أو المعلومات المضللة التي تولدها هذه النماذج فيسهمون في انتشارها أكثر”.

آوت لوك وأوفيس معتمدان على الذكاء الاصطناعي

لم تفصح شركة أوبن أيه آي عند سؤالها عن الطريقة التي تتبعها لتدريب نماذجها بهدف زيادة دقة النتائج التي تولدها. قال متحدّث رسمي باسم هذه الشركة إن نموذج تشات جي بي تي هو نموذج تجريبي مخصص للبحث، ويتم تحديثه بناءً على تقييمات المستخدمين. ولكن الآلية العملية لإجراء هذه التحديثات ليست واضحة، وسيعتبر توليد النتائج الدقيقة عاملاً بالغ الأهمية بالنسبة لشركة مايكروسوفت إذا رغبت بالتفوق على محرك البحث جوجل.

اقرأ أيضاً: أوبن أيه آي تطرح مليون نسخة من نموذجها اللغوي دال إي في الأسواق

يقول شاه إنه وفقاً للمعلومات الحالية، من المرجح أن يتم إصدار نسخ من تطبيقات مثل آوت لوك (Outlook) وأوفيس تعتمد على الذكاء الاصطناعي. قد تكون قدرة مايكروسوفت على مساعدة المستخدمين على الكتابة بطلاقة أكبر وبشكل أسرع من خلال تشات جي بي تي هي الاستخدام الأهم للذكاء الاصطناعي في منتجاتها.

برامج إعداد العروض التقديمية من مايكروسوفت

يمكن أن تُدمج النماذج اللغوية في برنامج وورد (Word) لتسهيل العمليات مثل تلخيص التقارير وكتابة المقترحات أو توليد الأفكار، كما يمكن أن تزيد هذه النماذج من كفاءة أدوات الإكمال التلقائي المستخدمة في برامج البريد الإلكتروني وبرنامج وورد. ولكن لا تقتصر الاستخدامات المحتملة للنماذج اللغوية على البرامج المتعلقة بالنصوص، إذ صرحت شركة مايكروسوفت بأنها ستستخدم برنامج شركة أوبن أيه آي لتوليد الصور من النصوص، دال إي (DALL-E)، أيضاً لإنشاء الصور التي تستخدم في العروض التقديمية في برنامج باور بوينت.

اقرأ أيضاً: سام ألتمان: هذا ما تعلّمته من نموذج دال- إي 2 (DALL-E 2)

يقول شاه أيضاً إننا سنشهد قريباً إطلاق النماذج اللغوية الكبيرة القادرة على الاستجابة للأوامر الصوتية وقراءة النصوص مثل رسائل البريد الإلكتروني. قد يفيد ذلك المستخدمين الذين يعانون من صعوبات التعلم أو الإعاقات البصرية.

تطبيقات البحث على الإنترنت ليست الوحيدة التي يمكن أن تحسنها النماذج اللغوية؛ إذ يمكن أن تستخدم شركة مايكروسوفت هذه النماذج لمساعدة المستخدمين على البحث عن رسائل البريد الإلكتروني والمستندات.

مع ذلك، ثمة سؤال مهم لا يحظى بالاهتمام الكافي: هل هذا المستقبل هو ما نريده فعلاً؟ 

سؤال المستقبل: ما الذي نريده فعلاً؟

قد يؤدي الاعتماد الأعمى على هذه التكنولوجيات وأتمتة التواصل بين البشر وعملية توليد الأفكار الإبداعية إلى فقدان سيطرة البشر على الآلات، وتقول ميتشل إننا نواجه خطراً حقيقياً يتمثّل في أن تصبح رسائلنا رتيبة لا تعكس شخصياتنا ولا روحنا الإبداعية:

“سنستخدم الروبوتات لكتابة رسائل إلكترونية للروبوتات الأخرى، وسترد الروبوتات بعضها على بعض”، وتضيف: “لا يبدو هذا المستقبل جميلاً بالنسبة لي”.

اقرأ أيضاً: ما ملامح المرحلة التالية في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي؟

تمتلك النماذج اللغوية أيضاً قدرة كبيرة على التقليد. فكل سؤال يتم إدخاله في نموذج تشات جي بي تي يساعد على تدريبه، ومع دمج هذه التكنولوجيا أكثر في الأدوات التي نستخدمها يومياً، ستتعلم أسلوب الكتابة الشخصية للبشر وتميز تفضيلاتهم. وتحذّر ميتشل أيضاً من أن هذه النماذج قد تتلاعب بنا وتدفعنا إلى شراء منتجات معينة أو التصرف بطريقة معينة.

ليس من الواضح أيضاً إن كان استخدام هذه النماذج سيؤدي إلى تحسين الإنتاجية، لأن المستخدمين سيضطرون إلى تحرير المحتوى الذي يولده الذكاء الاصطناعي والتحقق من دقته. وفي المقابل ثمة خطورة متمثلة في أن يبدي المستخدمون ثقة عمياء بالمحتوى المولّد، وهي مشكلة معروفة مرتبطة بالتكنولوجيات الجديدة.

تقول ميتشل: “سيؤدي البشر جميعاً دور المختبرين التجريبيين لهذه التكنولوجيات”.