إليك تفاصيل تكنولوجيا الوشم الإلكتروني التي يتوقع بيل جيتس أن تحل محل الهواتف الذكية

2 دقائق
يتوقع بيل جيتس أن يحل الوشم الإلكتروني محل الهواتف الذكية في المستقبل
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما ظهرت الهواتف المحمولة لأول مرة، ظن الناس أنها ستكون سلعةً كماليةً لن تحظى بشعبية كبيرة، لكن اليوم، أثبتت الهواتف المحمولة مكانتها وأصبحت جزءاً أساسياً من حياة معظم البشر، كما أنها أثرت على منتجات عديدة وقلصت مبيعاتها مثل الكاميرات الرقمية وحتى أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

حالياً، يعد الهاتف الذكي بمثابة حاسوبٍ متطور يقدم مزايا عديدة تساعد في تسهيل حياتنا، ومن الصعب أن نتخيل أن يحل مكانه أي شيء.

لكن الملياردير الأميركي ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس يتوقع أن يحل شيء آخر مكان الهواتف المحمولة في المستقبل، وهو الوشم الإلكتروني.

اقرأ أيضاً: بيل جيتس: يجب على الأمم الثرية الانتقال بشكل كامل إلى لحم البقر الاصطناعي

الوشم الإلكتروني: حبر ذكي مع مستشعرات نانوية

الوشم هو فنٌ قديم للرسم على الجسم، وحالياً يعتبر الوشم شائعاً ومقبولاً اجتماعياً، وليس من المستغرب أن نجد شاباً لديه وشم قلب على يده، أو فتاة لديها وشم قطة على كاحلها.

لكن يبدو أن شركات التكنولوجيا تريد أن تجعل الوشم شيئاً يتجاوز المعنى الجمالي والعاطفي، من خلال تحويله إلى وسيلة يمكن أن تسهل حياتنا.

في شركة “كايوتيك مون” (Chaotic Moon) الأميركية، يعمل فريقٌ تقنيٌ مبدعٌ على تطوير وشم إلكتروني، وقد جذب مشروعهم هذا انتباه بيل جيتس منذ عام 2010.

يشكل الوشم الإلكتروني الذي يعمل عليه الفريق الحد الفاصل بين علم الجمال والتكنولوجيا الحيوية، عندما نقول التكنولوجيا الحيوية، فإننا لا نعني هنا زرع رقاقات إلكترونية في جسم البشر، بل نتحدث عن حبرٍ خاص فيه مستشعرات دقيقة جداً (مستشعرات نانوية) قادرة على استقبال المعلومات وإرسالها.

هذه التكنولوجيا يمكن أن يكون لها العديد من الاستخدامات، لكن فريق التطوير في شركة كايوتيك مون يركز حالياً على المجال الطبي.

يقول فريق التطوير إن الوشم الإلكتروني سيكون قادراً على مراقبة الحالة الصحية والمؤشرات الحيوية للجسم، وتحديد أي تغيرات في هذه المؤشرات قد تشير إلى مشكلة صحية، ثم إرسالها تلقائياً إلى الهاتف الذكي أو إلى الإسعاف في حال وجود حالة صحية تتطلب تدخلاً طارئاً. بهذه الطريقة، يمكن معرفة الحالة الصحية لأي شخص في أي وقت، ويكون لدى صاحب الوشم الإلكتروني سجلٌ صحي مخزن يوضح حالته الصحية.

على الرغم من أن تكنولوجيا الوشم الإلكتروني ما تزال محدودة الإمكانات وقيد التطوير، يتوقع بيل جيتس أنها ستحدث ثورةً في عالم التكنولوجيا وتدخل بقوة إلى حياة كل البشر لتصبح شيئاً ضرورياً وأساسياً لا يمكن الاستغناء عنه. على سبيل المثال، قد يكون الوشم الإلكتروني طريقة لتحديد الموقع الجغرافي للشخص، أو طريقة للتواصل مع الأشخاص الآخرين، تماماً مثل الهواتف المحمولة.

يتوقع جيتس أن تصبح الأوشام الإلكترونية في النهاية بديلاً عن الهواتف المحمولة وأن تلغيها تماماً. لا يمكن تأكيد ذلك أو تحديد جدولٍ زمني لحصول هذا التغير الجذري، فهذا الأمر يتعلق بمدى تطور التكنولوجيا الجديدة ومدى قبولها من قبل الأفراد واعتمادها من قبل الشركات الكبرى.

اقرأ أيضاً: بيل جيتس ومعضلة إيجاد حل مناخي

ما مدى دقة توقع بيل جيتس هذا؟

هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها بيل جيتس عن توقعات للمستقبل، فقد سبق وأن تحدث في مؤتمر تيد عن وباء سينتشر على مستوى العالم، وتوقع أن دول العالم ليس لديها ما يكفي من الموارد والإمكانات لمواجهة الوباء بشكلٍ فعال. وبالفعل، هذا ما حصل تماماً حين انتشرت جائحة كوفيد-19، التي بينت مدى هشاشة الأنظمة الصحية والسياسية حتى في الدول المتقدمة.

لكن تحقق توقعٍ لا يعني بالضرورة أن التوقعات الأخرى سوف تتحقق، خاصة في مجال التكنولوجيا، فمن منّا كان يتوقع قبل عدة عقود أن تصل شبكة الإنترنت لهذه الشعبية والانتشار العالمي، ومن كان يتوقع أن تتطور الهواتف الذكية إلى هذا الحد وتصبح ذات إمكاناتٍ هائلة.

ببساطة، لا حدود لما يمكن أن تقدمه التكنولوجيا للبشرية، وقد أثبتت السنوات الماضية أن العديد من المشاريع التكنولوجية البراقة كانت فاشلة ولم تنجح. وفي نفس الوقت، نجحت الكثير من المشاريع التي ظن أغلب الناس أنها سخيفة ولن تخدمنا أو تفيدنا بشيء.

هذا بالضبط ما يجعل مستقبل الوشم الإلكتروني غامضاً، فحاليّاً يستصعب الكثير من الناس فهم أو تقبل فكرة الوشم الإلكتروني ووجود مستشعرات تراقب تحركاتهم وحالتهم الصحية طوال الوقت، لكن مع الزمن والتطور المستمر، قد يتحول ذلك لتكنولوجيا أساسية وضرورية ومقبولة.