هذه المرآة القابلة للانحناء قد تساهم في العثور على الحياة خارج النظام الشمسي

2 دقائق
مصدر الصورة: بلو كانيون تكنولوجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

حتى في الفضاء الشاسع، يمكن لأصغر التفاصيل أن تُحدث فَرقاً كبيراً، وستبين هذا قريباً تجربةُ إطلاق إلى الفضاء تُجريها جامعة إم آي تي؛ حيث إن قمر كيوبسات الاصطناعي لبعثة اختبار المرآة القابلة للانحناء (اختصاراً: ديمي DeMi) سيضع مرآة تلسكوب جديدة للاختبار قبل نهاية السنة. ويمكنه أن يساعد في تجهيز التلسكوبات المستقبلية بالأدوات اللازمة للعثور على الكواكب الخارجية التي يحتمل وجود الحياة فيها.

غير أن سبب تميز هذه المرآة الصغيرة لا يمكن رؤيته إلا عن كثب، فخلف سطحها العاكس يقبع 140 مشغلاً ميكانيكياً صغيراً يسمح بثني وتكييف المرآة للحصول على قراءات ضوئية أكثر وضوحاً من النجوم خارج النظام الشمسي.

هذه التغيرات ضرورية لأن الظروف في المدار قد تكون صعبة، فأحد جانبي القمر الاصطناعي قد يكون ملتهباً من ضوء الشمس، في حين يكون الآخر متجمداً من البرودة. ومع تغير الحرارة، يتغير حجم الأجزاء وتتحرك من أماكنها، كما يمكن لعمليات الدوران والدفع أن تتسبب في اهتزاز الأجزاء أيضاً. تقول كيري كاهوي، وهي بروفسورة مساعدة في علوم الطيران والفضاء في إم آي تي: “تتسبب كل هذه الاضطرابات بظهور بقع صغيرة على الصور المُلتقطة”.

ولمعالجة هذه المشكلة، تستطيع المرآة أن تتحسس الأخطاء في الصورة، وتنحني حتى تصححها، وذلك عن طريق تحليل الضوء بعد وصوله إلى المرآة. حيث ترسل الدارات الإلكترونية إشارات إلى المشغلات الميكانيكية، فتعدِّل شكل المرآة وفقاً للمطلوب، إلا أنها في الواقع لا تحتاج إلى أن تتحرك كثيراً، حيث إن مجال التغير يقارب 10 إلى 20 نانو متر، ولكن هذه التغيرات الصغيرة قادرة على التعامل مع تشويه الضوء الذي يلتقطه التلسكوب. تقول باولا دو فالي بيرييرا، وهي طالبة دكتوراه في إم آي تي والمسؤولة عن النواحي الميكانيكية في المشروع: “إحدى ميزات هذه الطريقة هي: جودة التباين”.

كما يمكن للباحثين أن يستخدموا نسخة أكبر من هذه المرآة القابلة للتشويه لالتقاط صور أفضل للنجوم، وحجب الضوء من أحدها، وتصوير الكواكب الخارجية القريبة. ويمكن أن تساعد المرآة أيضاً على التقاط الضوء بشكل أكثر وضوحاً لدراسة طيف الغازات الصادرة عن الكواكب، وهو ما يقدم معلومات حول تركيب الغلاف الجوي لهذه الكواكب، وفقاً لكاهوي، مما سيقدم لنا صورة أكثر وضوحاً حول الأشياء التي نراقبها خارج نظامنا الشمسي.

وعلى الرغم من أن هذا مجرد اختبار للتأكد من عمل المرآة في الفضاء، إلا أن البعثات المستقبلية ستعتمد على نسخ أكبر للبحث عن غازات مثل الكربون وآثار المياه كدلالات على وجود الحياة.

قد تكون هذه التكنولوجيا جديدة في الفضاء، ولكنها تُستخدم على الأرض منذ عدة سنوات للتعامل مع التشوهات الناتجة عن غلافنا الجوي؛ حيث إن المراصد الأرضية مزودة بمرايا تتكيف عدة مرات في الثانية الواحدة حتى تستجيب للقياسات حول تأثير الرياح وغازات الغلاف الجوي على الضوء.

وفي المحصلة، فإن بيانات هذه التجربة الصغيرة ستقدم معلومات مفيدة للتلسكوبات الفضائية المستقبلية، وتقول كاهوي إن الباحثين يرغبون في أن يكون التلسكوب المقبل “قادراً على تحديد وجود الحياة على كوكب آخر عن طريق دراسة طيف كوكب أو نجم آخر”.