4 شركات كبرى تطلق مبادرة الذكاء الاصطناعي المفتوحة للطاقة (OAI) لتحسين الموثوقية في قطاع الطاقة

4 دقائق
4 شركات كبرى تطلق مبادرة الذكاء الاصطناعي المفتوحة للطاقة (OAI) لتحسين الموثوقية في قطاع الطاقة
الصورة الأصلية: شاترستوك | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أعلنت كل من شركة شِل (Shell) وبيكر هيوز (Baker Hughes) وسي ثري إيه آي (C3 AI) ومايكروسوفت عن تعاونها معاً لإطلاق مبادرة الذكاء الاصطناعي المفتوحة للطاقة (Open AI Energy Initiative) أو اختصاراً: أو إيه آي (OAI)؛ وهي نظام بيئي مفتوح للحلول المستندة إلى الذكاء الاصطناعي في مجال الطاقة؛ حيث توفر المبادرة منصةً مفتوحة لمشغلي الطاقة ومقدمي الخدمات وموفري المعدات ومزودي برمجيات الطاقة لبناء وتقديم حلول قابلة للتشغيل البيني على حزمة (BHC3 ™ AI Suite) ومايكروسوفت آزور (Microsoft Azure).

توفر المبادرة في البداية مجموعة من حلول الموثوقية بما في ذلك حزمة موثوقية (BHC3 Reliability) المدعومة من مايكروسوفت آزور، والتي أثبتت جدواها على نطاق واسع لتحسين وقت التشغيل وأداء العمليات على امتداد سلسلة قيمة الطاقة. ومن المقرر أن تتوسع المبادرة في المستقبل لتشمل مجالات أخرى من سلسلة القيمة مثل تحسين العمليات والاستدامة وسلامة الأصول وتحسين الجدولة وسلسلة التوريد.

ما سبب إطلاق مبادرة الذكاء الاصطناعي المفتوحة للطاقة (OAI)؟

مع قدوم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حدث تحول كبير في نوع وسرعة وحجم البيانات المتاحة لإنتاج رؤى تنبؤية في الوقت الحقيقي. لكن أنظمة الصيانة والكفاءة التقليدية المستخدمة اليوم ليست مصممة لإدارة هذا الكم الهائل من البيانات المطلوبة يومياً لحل تحديات مثل الكشف الدقيق عن أعطال المعدات، واكتشاف اضطرابات الأنظمة الدقيقة، وتحديد أفضل التوصيات لتخفيف تأثير الخلل، والتنبؤ بحالات الفشل. علاوة على ذلك، تعتبر الحلول الحالية محدودة من حيث قدرتها التنبؤية وقابليتها للتوسع والتشغيل البيني، ولا يمكنها تلبية متطلبات الأعمال في قطاع الطاقة بشكل فعال.

لمواجهة هذه التحديات، تم إطلاق مبادرة الذكاء الاصطناعي المفتوحة للطاقة (OAI) التي توفر حلولاً قائمة على الذكاء الاصطناعي تتضمن معرفة مضمنة بالمجال وقدرات تنبؤية متطورة وقابلة للتوسع والتشغيل البيني.

ما هي التحديات التي توفر مبادرة أو إيه آي (OAI) حلولاً لها؟

تسعى مبادرة (OAI) إلى مواجهة هذه التحديات في النظام البيئي للطاقة، وتتناول حلولُ موثوقية أو إيه آي (OAI Reliability Solutions) مشاكلَ موثوقية المعدات والعمليات بالاستناد إلى حلول مرنة مُمَكَّنة بالذكاء الاصطناعي. وإليكم أهم هذه التحديات والحلول التي تعد بها المبادرة الجديدة:

  1. أنظمة مجزأة: تسعى المبادرة إلى توفير بيانات موحدة تدعم العديد من التطبيقات المعززة بالذكاء الاصطناعي.
  2. عدم القدرة على التوسع: تعد المبادرة بتقديم حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي، والتي تتوسع بسهولة لتشمل عمليات وأنواع معدات مختلفة.
  3. عمليات دمج مخصصة ومكلفة تعتمد على الكثير من التقنيات والمهارات: توفر المبادرة قابلية التشغيل البيني الكامل بدءاً من واجهات برمجة التطبيقات القياسية المفتوحة والواجهات القابلة للتوصيل التي تدعم الحلول من المشغلين ومزودي البرمجيات ومصنعي المعدات ومقدمي الخدمات.
  4. دعم محدود من المزودين: ستقدم المبادرة نظاماً شاملاً للدعم؛ حيث ستقوم بيكر هيوز وسي ثري إيه آي بنشر وتنفيذ ودمج وتوفير الدعم لحلول المبادرة.
  5. الخبرات المنعزلة في مجال الطاقة: ستوفر المبادرة المعرفة والأدوات والنماذج المخصصة لمجال الطاقة، والتي تتعامل بشكل مباشر مع أنواع محددة من العمليات والمعدات.

يُعد النشر على نطاق واسع لحلول الموثوقية -التي تعمل بالذكاء الاصطناعي- أمراً أساسياً لإطلاق قيمة اقتصادية كبيرة من خلال الوفورات التشغيلية في مختلف جوانب قطاع الطاقة، والقضاء على المشاكل المتعلقة بالصحة والسلامة والبيئة، وتحقيق صافي انبعاثات صفري. كما تؤسس مبادرة (OAI) منصة انطلاق للحلول الإضافية التي تدعم الذكاء الاصطناعي، والتي يقدمها المشغّلون ومزوّدو البرمجيات ومصنّعو المعدات ومقدّمو الخدمات.

ما الإمكانات والتقنيات التي ستوفرها الشركات المؤسسة للمبادرة؟

كتب يوري سيبرتس، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة شِل، على صفحته على لينكدإن: “طوال السنوات القليلة الماضية، عملنا على توسيع حلول الصيانة التنبؤية القائمة على الذكاء الاصطناعي بهدف تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية والموثوقية والأداء، ونحن متحمسون لنقل هذه الإمكانات إلى السوق. ونسعى [عبر هذه المبادرة] إلى تطوير نظام بيئي مفتوح حيث يمكن للآخرين تقديم حلول الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحسين الموثوقية في قطاع الطاقة”.

وقالت شركة سي ثري إيه آي (C3 AI) في تغريدة على تويتر إن هذه المبادرة تعمل على تسريع وتيرة التحول الرقمي في قطاع الطاقة، نحو اعتماد طاقة جديدة وسليمة وآمنة ومن أجل ضمان الأمن المناخي.

كما قال داريل ويليس، نائب رئيس قسم الطاقة في مايكروسوفت، في تغريدة على تويتر إن هذه المبادرة ستساعد في جعل إنتاج الطاقة أكثر صداقة للبيئة وأكثر أماناً وكفاءة.

ووفقاً لما جاء على موقع المبادرة [ملف بي دي إف]، توفر شِل خبرتها الواسعة والحلول التي أثبتت جدارتها والتي تدعم الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك:

  • صيانة شل التنبؤية لصمامات التحكم وتوقع المخاطر قبل حدوثها.
  • صيانة شل التنبؤية لمراقبة سلامة عمل المعدات الدوارة.
  • صيانة شل التنبؤية للمضخات الكهربائية تحت سطح البحر لتوقع الأعطال واقتراح حلول لها.

توفر شركة بيكر هيوز خبرتها حول المعدات والخدمات وقابلية التشغيل البيني مع عدد من التقنيات الحالية في مجال الطاقة وحلولاً قائمة على التعلم الآلي، بما في ذلك:

  • آي سنتر (iCenter)، وهي خدمات رقمية متقدمة لمراقبة وتشخيص الآلات التوربينية.
  • نظام بنتلي نيفادا 1 (Bently Nevada 1) لمراقبة سلامة عمل الآلات التوربينية وحمايتها.
  • إدارة بيكر وهيوز لفترة استخدام الصمامات فالف أوير (ValvAware).

كما ستعتمد مبادرة الذكاء الاصطناعي المفتوحة للطاقة على تطبيقات بيكر هيوز وسي ثري إيه آي وتعززها، بما في ذلك تطبيقات الموثوقية (BHC3 Reliability) وتحسين الإنتاج (BHC3 Production Optimization) وتحسين إدارة المخزون (BHC3 Inventory Optimization) وإدارة العلاقات مع الزبائن (C3 AI CRM). أما منصة مايكروسوفت آزور سوف توفر بنية تحتية سحابية موثوقة ومرنة وقابلة للتوسع لحلول مبادرة (OAI).

خاتمة

على الرغم من وجود العديد من حلول الصيانة التنبؤية حالياً، لكنها تركز على أنواع معينة من المعدات وتنطوي على بذل جهود بشرية شاقة في عمليات الإعداد والصيانة وغير قابلة للتوسع على نحو جيد.

من هنا تنبع أهمية مبادرة الذكاء الاصطناعي المفتوحة للطاقة (OAI)؛ حيث إن إمكانات الذكاء الاصطناعي وتجميع البيانات التي توفرها حزم (BHC3 AI Suite) و(BHC3 Reliability) والحلول الخاصة بالمجال التي توفرها شِل وبيكر هيوز تركز على نشر حلول الموثوقية على مستوى المؤسسات والمنشآت التي تتعلم من العمليات الحالية لتحسين الكفاءة التشغيلية.

وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن هذا النوع من الشراكات بين شركات الطاقة وشركات التكنولوجيا يكتسب زخماً متنامياً بعد أن لمس قطاع الطاقة أهمية التحول الرقمي في تعزيز وتحسين عملياته. وفي أكتوبر من العام الماضي، أطلقت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) شركة AIQ كمشروع مشترك مع جروب 42 المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية؛ حيث تعتمد الشركة الجديدة على خبرات أدنوك وجروب 42 لتعزيز فعالية العمليات التشغيلية في قطاع النفط والغاز، إضافة إلى تبني أساليب مبتكرة وجديدة لعمليات الاستكشاف والإنتاج والنقل والمعالجة والتوزيع والمبيعات.