نترات الأمونيوم: استخداماتها وتأثيرات التعرض لها والإسعافات الأولية لتقليل خطرها

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وقع انفجار ضخم أمس في مرفأ بيروت أدى إلى سقوط أكثر من 80 قتيلاً و4,000 جريح حتى اللحظة. ووفقاً لتصريحات لبنانية رسمية، فإن حاوية تحتوي على 2,700 طن من مادة نترات الأمونيوم هي السبب الرئيسي وراء الانفجار. وقد أدى ذلك إلى نشوب مخاوف لدى السكان من التأثيرات الضارة للتعرض لهذه المادة الكيميائية واستنشاقها. فما هي هذه المادة؟ وما مدى خطورتها على الصحة؟ وما أهم الإسعافات الأولية للتعامل معها؟

ما هي نترات الأمونيوم؟

نترات الأمونيوم هي مادة كيميائية بلورية عديمة الرائحة وتتوافر تجارياً في هيئة مادة صلبة عديمة اللون أو حبيبات مُعالَجة ذات لون أبيض أو رمادي أو بني. وتستخدم بشكل أساسي في صناعة الأسمدة والمتفجرات التي تستخدم في المناجم، إضافة إلى المضادات الحيوية وأعواد الثقاب والألعاب النارية وحقائب مُبرِّدة للحفاظ على الطعام. وتوصف هذه المادة بأنها مهيِّجة ومؤكسِدة، صيغتها الجزيئية (NH4NO3)، وتذوب عند درجة حرارة 169 درجة سيليزيوس وتتفكك عند درجة 210 سيليزيوس، وذلك وفقاً للبنك الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية التابع للمكتبة الوطنية للطب في الولايات المتحدة وموسوعة بريتانيكا.

تأثيرات التعرض لنترات الأمونيوم

وفقاً لإدارة الصحة في ولاية نيوجرسي الأميركية، فإن اشتعال نترات الأمونيوم يؤدي إلى إنتاج غازات سامة في الجو بما فيها الأمونيا وأكاسيد النتروجين ذات اللون الأحمر والرائحة الكريهة. وتشير إلى أن التعرض لنترات الأمونيوم قد يؤدي مباشرة -أو بعد فترة وجيزة- إلى مجموعة من التأثيرات الصحية (قصيرة الأمد)، بما فيها:

  • حدوث تماس مع المادة يؤدي إلى تهيج وحرق في الجلد والعينين.
  • استنشاق نترات الأمونيوم يؤدي إلى تهيج الأنف والبلعوم والرئتين.
  • التعرض المفرط للمادة يؤدي إلى الشعور بالدوار والغثيان والوهن واحمرار الوجه والرقبة، بالإضافة إلى آلام في الرأس وحتى الإغماء.
  • التعرض بشكل كبير لنترات الأمونيوم يؤثر على قدرة الدم على حمل الأكسجين، ما يؤدي إلى شعور بالتعب وآلام في الرأس وحتى ازرقاق البشرة والشفتين، وربما صعوبة في التنفس والموت.

يمكن أن يؤدي التعرض لنترات الأمونيوم إلى تأثيرات على المدى البعيد، لكن لا توجد أية دراسات حول هذا الأمر بعد. وفي حال استمرار الأعراض أو الشك في تعرض شديد لنترات الأمونيوم، تنصح إدارة الصحة في نيوجرسي بإجراء اختبار مستوى المتهيموغلوبين (الهيموغلوبين المتبدّل) في الدم، مع فحص من قِبل طبيب لتشخيص مستوى الضرر الحاصل.

الإسعافات الأولية عند التعرض لنترات الأمونيوم

في حال ملامسة الجلد:

  • التخلص من الثياب الملوثة.
  • الاستحمام أو غسل الجلد بالكثير من الماء والصابون.

في حال ملامسة العينين:

  • غسل العينين بالماء لبضع دقائق، وإزالة العدسات اللاصقة إن أمكن.
  • الحصول على الرعاية الطبية.

في حال استنشاق نترات الأمونيوم:

  • وضع الشخص في مكان جيد التهوية.
  • الحصول على الرعاية الطبية بالسرعة الممكنة في حال عدم الشعور بالارتياح.

في حال ابتلاع نترات الأمونيوم:

  • مضمضة الفم بالماء.
  • شرب الكثير من الماء.
  • تجنب التحريض على الإقياء.
  • إذا كان الشخص فاقداً للوعي فيجب عدم إعطائه أي شيء عن طريق الفم.
  • الحصول على الرعاية الطبية.

نصائح لمَن تعرَّض لانفجار بيروت

نشر المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت فيديو يشرح فيه الدكتور صلاح زين الدين، أخصائي أمراض صدرية ورئوية، بعض النصائح والإرشادات الواجب اتباعها لتفادي التعرض للمخاطر الناتجة عن الانفجار الحادث في بيروت أمس، وهي:

  • البقاء داخل المنازل والابتعاد عن منطقة الانفجار قدر الإمكان.
  • في حال الخروج من المنزل، لا بدّ من ارتداء الكمامة طوال الوقت.
  • غسل اليدين والوجه بالماء والصابون بشكل متكرر من أجل التخلص من الجزيئات التي تستقر على الجلد، والتي يمكن أن تسبب احمرار العينين وتهيُّج البشرة.
  • التنظيف والمسح المتكرر لأثاث المنزل باستخدام قطعة قماش رطبة، مع ضرورة تجفيف الأسطح بعد مسحها حتى لا تلتصق بها جزيئات ضارة.
  • رشّ المياه في المناطق المحيطة بالمنزل للتخلص من الجزيئات العالقة في الهواء.

كما أكد الدكتور زين الدين أن معظم التأثيرات التي تسببها الغازات الناجمة عن الانفجار ستكون مؤقتة، مثل ضيق التنفس والسعال واحمرار البشرة. وأشار إلى أنه ما زال من غير الواضح كم سيدوم تأثير هذه الغازات، وأن الأمر مرتبط بعوامل الجو مثل سرعة الرياح وتغير اتجاهها بما يساعد في تبديد الغازات الضارة.

نترات الأمونيوم: المسبب الرئيسي للعديد من الانفجارات

من الصعب أن تشتعل نترات الأمونيوم ضمن ظروف التخزين الطبيعية ومن دون التعرض لحرارة مرتفعة جداً، وفقاً لما صرح به أستاذ الكيمياء بجامعة رود آيلاند، جيمي أوكسلي، لوكالة الصحافة الفرنسية. ويقول: “لو شاهدنا فيديو [انفجار بيروت]، لرأينا دخاناً أسود ودخاناً أحمر، لقد كان تفاعلاً منقوصاً؛ لذا أفترض حدوث انفجار صغير [في البداية] تسبب في إطلاق تفاعل نترات الأمونيوم، ولا أعلم ما إذا كان ذلك مفتعلاً أم حادثاً عرضياً”.

ولا يمثل انفجار مرفأ بيروت الحادث الأول من نوعه الذي ينجم عن نترات الأمونيوم؛ إذ كانت السبب وراء عدة انفجارات مميتة. كان آخرها في عام 2013، حيث وقع انفجار في مصنع أسمدة بولاية تكساس الأميركية أدى إلى مقتل 15 شخصاً. وفي عام 2001، وقع انفجار في مصنع كيماويات في تولوز الفرنسية أدى إلى مقتل 31 شخصاً. لذلك تدعو هيئات السلامة والأمان إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر عند نقل وتخزين نترات الأمونيوم، وإبقائها بعيداً عن مصادر الحرارة.

تجدر الإشارة أخيراً إلى أن مرصد تلوث الهواء التابع للجامعة الأميركية في بيروت قد سجل ارتفاعاً حاداً في مستوى التلوث في بيروت بين الساعة 6-7 من مساء أمس 4 أغسطس، أي في وقت حدوث الانفجار. لكن مؤشر جودة الهواء قد عاد إلى مستوياته الطبيعية بعد ذلك، ما يعني انحسار خطورة التلوث إلى مستوياتها الدنيا.