لماذا لم تصدر شركة أبل هاتفاً قابلاً للطي حتى الآن؟

4 دقائق
لماذا لم تصدر شركة أبل هاتفاً قابلاً للطي حتى الآن؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Macrovector
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في عام 2019 أصدرت سامسونغ أول هاتف ذكي قابل للطي للمستهلكين، وواصلت الشركة إدخال المزيد من التحسينات على سلسلة الهواتف كل عام، ما أطلق موجة جديدة من إصدارات الهواتف الذكية، حيث اتبعت شركات أخرى نفس المسار في إطلاق هواتفها القابلة للطي، ما أوجد عدداً غير قليل من الهواتف الذكية القابلة للطي التي تعمل بنظام التشغيل أندرويد في السوق.

ولكن وسط هذه الموجة السائدة لم تظهر شركة أبل التي تعتبر من أهم اللاعبين في سوق الهواتف الذكية أي إشارات للدخول إلى سوق الهواتف الذكية القابلة للطي، ولم تؤكد الشركة حتى الآن أن لديها خطة للدخول إلى هذا السوق.

بماذا يختلف الهاتف القابل للطي عن الهواتف الذكية التقليدية؟

الهواتف القابلة للطي (Foldable Phone) ببساطة هي عبارة عن إصدار محسّن من الهواتف الذكية التقليدية، ولديها نفس الوظائف، الاختلاف الأساسي هو أن حجم الشاشة أكبر بكثير من متوسط حجم شاشة الهاتف الذكي العادي، حيث يمكن فتحها مثل كتاب للحصول على شاشة داخلية كبيرة، أو طيها لتعود مرة أخرى لتصبح مثل الهواتف الذكية التقليدية ولكن بشاشة أصغر.

على سبيل المثال يتضمن هاتف سامسونج غالاكسي زد فولد 3 (Samsung Galaxy Z Fold 3) القابل للطي شاشة داخلية بقياس 7.6 بوصة عند الفتح، وشاشة خارجية بقياس 6.2 بوصات عند الإغلاق، على عكس الهواتف الذكية التقليدية مثل هاتف آيفون 14 (iPhone 14) التي يأتي بشاشة بقياس 6.1 بوصات.

وعلى الرغم من أن الإصدار الأول لهاتف سامسونغ القابل للطي قد واجه مشكلات كثيرة فيما يخص الأداء، فإن الشركة تمكنت من تداركها لاحقاً في الإصدارات التالية، حيث استقبل الإصدار الرابع بالكثير من الحفاوة من قِبل المستهلكين، ما يترك لشركة أبل القليل من مجالات المناورة إذا فكرت في إصدار هاتفها الخاص القابل للطي.

اقرأ أيضاً: لماذا يعد تطبيق واتساب أفضل للخصوصية من تطبيق المراسلة من أبل؟

لماذا لم تصدر شركة أبل هاتفاً قابلاً للطي حتى الآن؟

في كل عام جديد تظهر الكثير من الشائعات التي تؤكد أن أبل في طريقها للإعلان عن هاتف قابل للطي، حيث بدأت سلسلة الشائعات لأول مرة في عام 2016 بذكر أن شركة إل جي (LG) في طريقها لإنتاج شاشات قابلة للطي للهواتف الذكية لصالح شركتي جوجل وأبل. وفي عام 2019 ظهرت شائعات أخرى أن شركة سامسونغ عرضت تقديم شاشات قابلة للطي لشركة أبل ضمن اتفاقية لعام واحد من أجل مساعدة الشركة في إنتاج هاتفها الخاص القابل للطي.

وفي عام 2021 ذكر أحد أشهر مسربي أخبار وخطط شركة أبل المستقبلية مينغ- شي كو (Ming-Chi Kuo)، أن الشركة لم تبدأ بعد في تطوير أي هاتف قابل للطي، وعاد لاحقاً لذكر أن الشركة في طريقها لتقديم أول هاتف قابل للطي في عام 2024، ثم راجع مرة أخرى توقعاته وقال إنه من غير المرجح أن تكشف الشركة عن الهاتف حتى عام 2025.

اقرأ أيضاً: شبكات الاتصالات من الجيل السادس تفتح آفاقاً جديدة للابتكار

وسط هذا الكم الهائل من الشائعات المستمرة لم تخرج شركة أبل حتى الآن لتأكيد أو نفي أي شائعة، فما الأسباب التي تمنع أبل من إصدار هاتف قابل للطي للحاق بمنافسيها واقتطاع حصتها من السوق المتوقع لها أن تكون من أهم أسواق الهواتف الذكية في المستقبل؟

السرية حول المنتجات المستقبلية

بعكس الشركات التكنولوجية الأخرى، تعتبر سرية العمل عندما يتعلق الأمر بتطوير المنتجات إحدى السمات المميزة لشركة أبل، حيث إن لديها سياسة صارمة حول الإفصاح عن منتجاتها المستقبلية حتى تصبح جاهزة، فقد أكد المدير التنفيذي في مجال الموارد البشرية في شركة أبل السابق، كريس ديفر، أن دوافع السرية في شركة أبل فريدة من نوعها.

وشرح ذلك في مقال له في موقع فاست كومباني (Fast Company) كاتباً: “تعتبر السرية قيمة عزيزة لشركة أبل، من أجل الحفاظ على عاملي المفاجأة والبهجة لعملائها، من خلال عدم الكشف عن الميزات أو المنتجات حتى لمعظم موظفيها، والإعلان عنها بطريقة لا يتوقعها أحد لبيان مدى روعة منتجاتها الجديدة”.

اقرأ أيضاً: هل ستكون تقنية الشحن الهوائي للهواتف الذكية متاحة قريباً؟

إمكانية حل هاتف أبل القابل للطي مشكلة محددة

عُرفت شركة أبل بأنها عندما تصدر منتجاً أو ميزة في أحد منتجاتها فإنها غالباً ما تفعل ذلك لحل مشكلة ما وللتركيز على الجودة والابتكار، ومن ثم إذا قامت الشركة بإصدار هاتف قابل للطي، فما المشكلة التي ستحلها؟ حيث تبدو الهواتف القابلة للطي الموجودة حالياً جيدة جداً، ولكن معظم المهام التي تقوم بها موجودة في أجهزة أخرى مثل الأجهزة اللوحية.

التعقيد الذي يواجه تطوير الهواتف القابلة للطي

تحتوي الهواتف القابلة للطي على العديد من الأجزاء الميكانيكية التي يمكن أن تتعطل أو تتآكل سريعاً مع الاستخدام الكثيف، مثل مكونات المفصلات التي تمنع دخول الغبار، والطبقات المختلفة خلف الشاشة القابلة للطي، وهو ما يمثل تحدياً يجب على الشركة خوضه دون التأثير على سمعتها كشركة معروفة بتقديم منتجات قوية من إصدارها الأول.

اقرأ أيضاً: أزمة شركة أبل مع باحثي الأمن: هل تناقض نفسها؟

دمج أنظمة التشغيل أو تطوير واحد جديد

فصلت الشركة بين نظامي التشغيل آي أو إس (iOS) الخاص بهواتف أيفون، وآيباد أو إس (iPadOS) الخاص بأجهزة آيباد اللوحية، وقامت بإنشاء المزيد من الميزات الخاصة بنظام تشغيل جهاز آيباد الذي لا يعمل في هاتف آيفون.

لكن هاتف شركة أبل القابل للطي يتطلب نظام تشغيل جديداً تماماً، أو في أحسن الأحوال إعادة توحيد نظامي التشغيل، أو سيتعين عليها تطوير منصة برمجية جديدة يمكنها التحول بين وضع الجهاز اللوحي والهاتف.

الأسعار المحتملة للهواتف القابلة للطي؟

الهواتف القابلة للطي ليست ميسورة التكلفة، حيث يبدأ سعر هاتف غالاكسي زد فولد 4  (Galaxy Z Fold 4) من 1,799 دولار، لذا ليس من المستغرب أن يكون سعر هاتف أبل القابل للطي مرتفعاً، وبالمقارنة إذا كان هاتف آيفون 14 برو  (iPhone 14 Pro) يبدأ من 999 دولاراً، فهل أنت على استعداد لدفع ضعف هذا الرقم للحصول على هاتف قابل للطي من شركة أبل؟

ختاماً، ليس من المعروف متى ستخرج شركة أبل لتأكيد الشائعات المتعلقة بإصدارها هاتفاً قابلاً للطي، ولكن الأمر المؤكد أنها لن تتخلف عن الركب طويلاً، لأنها لن تُجازف بأي حال من الأحوال بأن تترك الساحة لمنافسيها طويلاً، ومن ثم فإن دخولها لسوق الهواتف القابلة للطي سيأتي ربما في وقت أقرب مما نتوقع لأن السوق في بدايتها، وكما معروف منها، فإنها عندما تدخل إلى هذه السوق فإن دخولها سيكون مدوياً.