$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#6939 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(41661)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(13) "54.242.22.247"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7068 (41) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(192) "/%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%81%D9%8A%D8%B1%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AC%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(7) "upgrade"
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(19) "technologyreview.ae"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86c079689be33932-IAD"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(13) "54.242.22.247"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(79) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at technologyreview.ae Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(19) "technologyreview.ae" ["SERVER_ADDR"]=> string(11) "172.18.0.22" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(13) "54.242.22.247" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "58264" ["REDIRECT_URL"]=> string(68) "/لقاءات-ميتافيرس-الوجدانية-حول-الموت/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711721750.091659) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711721750) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7067 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7066 (2) { ["content_id"]=> int(41661) ["client_id"]=> string(36) "1d1883f4-87d0-4156-8903-e6ceb0cb4224" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

تعرف إلى لقاءات ميتافيرس الوجدانية: حيث يمكنك مشاركة أفكارك ومشاعرك حول الموت والحزن والألم

15 دقيقة
مصدر الصورة: ستيفاني أرنيت/ إم آي تي تي آر
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بعد أيام من اكتشاف كلير مات أن زوجها تيد، لم يعد أمامه سوى بضعة أشهر قبل أن يودع الحياة، وجدت نفسها تتحدث مع الغرباء حول هذه المصيبة في الواقع الافتراضي.

وقد اشترت كلير المتقاعدة التي تبلغ من العمر 62 سنة، نظارة واقع افتراضي في 2021 كوسيلة تواصل اجتماعية. كان تيد مصاباً بالسرطان في مرحلة متقدمة، ولهذا، وقعت على عاتقها مسؤولية كبيرة للعناية به، ما أدى إلى تقليص مساحة حياتها اليومية. ولكن، ومع نظارة أوكيولوس (Oculus)، كانت تسافر في أنحاء العالم في الواقع الافتراضي، وتشارك في غناء الكاريوكي.

إلا أنه في يناير/ كانون الثاني الماضي، وبعد 32 جولة فاشلة من العلاج الإشعاعي، قال الطبيب لمات وزوجها إنه حان الوقت للتخلي عن أي أمل في علاجه من السرطان.

وقالت لي: “لم يرغب تيد في معرفة الوقت المتبقي له من حياته”. “لقد غادر الغرفة”. ولكن مات، وبما أنها تعتني به، شعرت أنها يجب أن تعرف. وعندما كان تيد بعيداً عن مرمى السمع، قال الأطباء لها إنه بقي من حياته فترة تُقدر بأربعة إلى ستة أشهر.

وفي رحلة العودة إلى المنزل بالسيارة، سأل تيد ما إذا كان أمامه ستة أشهر على الأقل. وقررت مات أن إجابة “نعم” كانت صادقة بما يكفي.

وهكذا، قرر تيد أن يتعامل مع هذا التشخيص بإيجابية، فحافظ على حماسته لموسم كرة القدم المقبل، كما أن مات شاهدته وهو يضحك أمام التلفاز بعد ساعات من الأخبار. ولكن المرض اشتد عليه، ولم يعد قادراً على مغادرة المنزل أو حتى رؤية الضيوف، بسبب نظامه المناعي المتهالك. وازدادت عزلتهما.

اقرأ أيضاً: هل سيحقق الميتافيرس الخلود لشخصيات غادرت عالمنا؟ وكيف سيبدو الأمر أخلاقيّاً؟

كانت مات قادرة على الدخول إلى العالم الافتراضي، ولكنها، وكما تقول “بعد هذا الحكم بالموت، فقدت الرغبة في الغناء”. وفي وقت لاحق من هذا الشهر، كانت تطلع على جدول زمني باللقاءات التي يمكن حضورها في الواقع الافتراضي، ولفت أحد اللقاءات نظرها: “ما هذا اللقاء الذي يحمل اسم “ديث كيو أند أيه” (Death Q&A)؟”

يعتبر هذا اللقاء وجهة افتراضية يمتد فيها الحوار من القضايا المجردة إلى المسائل فائقة الحميمية، وهو عبارة عن جلسة أسبوعية مدتها ساعة واحدة، وتتمحور حول التعامل مع الموت، حيث يقوم الحضور في أغلب الأحيان بمشاركة تجاربهم ومشاعرهم التي لم يسبق أن شاركوها من قبل. يحضر كل لقاء قرابة 12 شخصاً تمثلهم شخصيات رقمية زاهية الألوان وشبيهة بالرسوم المتحركة، ويشعرون بحرية فريدة بسبب بيئة الهوية المجهولة والمشاركة الجماعية التي يؤمّنها الواقع الافتراضي، ما يدفعهم إلى التفاعل مع الغرباء بصراحة نحتفظ بها عادة للحظات نادرة قد لا نمر بها على الإطلاق.

وخلال الأشهر الأربعة التي شاركت فيها في ديث كيو أند أيه وغيره من الجلسات المماثلة، استمعت إلى المشاركين وهم يتعاملون مع تشخيص إصابتهم بالسرطان، ويشككون في علاقاتهم الزوجية، ويشاركون ذكريات عزيزة عليهم مع آباء وأمهات وأصدقاء ماتوا قبل ساعات وحسب، ويتحدثون عن صدمات تعرضوا لها في مرحلة الطفولة، ويتساءلون بانفتاح حول كيفية التعامل مع الموت.

وعلى الرغم من المظاهر التي توحي بأنهم موجودون هناك للعب وحسب، فإن المزيد من الأشخاص مثل مات بدؤوا يستخدمون نظارات الواقع الافتراضي للتحدث عن الأحزان العميقة التي يعيشونها في حياتهم اليومية . إن الأشخاص الذين يحضرون لقاءات الواقع الافتراضي مثل ديث كيو أند أيه، يختبرون في الواقع نوعاً جديداً من المجتمعات الرقمية ثلاثية الأبعاد، وهي أكثر عمقاً واندماجاً من منصة زوم (Zoom) أو منتديات الإنترنت التي سبقتها، وهي مجتمعات منفصلة عن شبكات التواصل الاجتماعي التقليدية والمعقدة، والتي تؤدي إلى ظهور التوترات في التجارب التقليدية وجهاً إلى وجه.

يقول توم نيكل، وهو متطوع سابق مختص بالحالات النهائية، ويبلغ من العمر 73 عاماً، وكان يدير اللقاءات الافتراضية مع المضيف المساعد رايان أستايمر: “يمكن أن تصبح العلاقات التي نعقدها في الواقع الافتراضي حميمية وعميقة وحساسة للغاية”. “ولكنها ليست معقدة، فنحن لا نعتمد في حياتنا على بعضنا بعضاً”.

فهؤلاء الأشخاص لا يستخدمون حماماً مشتركاً. وليسوا بحاجة إلى مغادرة السرير، أو الاعتناء بمظهرهم الخارجي. وليس عليهم سوى الاستماع. يطلق الكثير من الناس على هذه اللقاءات توصيف شريان الحياة، وهو ما كان ضرورياً على وجه الخصوص خلال الوباء، ولكن يبدو أنه سيبقى فترة أطول، فالأموال ما زالت تتدفق على عمليات بناء الميتافيرس، كما أن الشعور بالوحدة يحطم المزيد من الناس أكثر من أي وقت مضى.

بناء مجتمع متآلف في الواقع الافتراضي

عند دخول ديث كيو أن أيه، ستجد نفسك أمام نسخة جذابة من معبد بوذي في أحضان التيبت، محاطاً بصور من مقبرة حقيقية يتم تغييرها كل أسبوع. ويقوم الناس بوضع شخصياتهم الرقمية مقابل نيكل، الذي يقف في المقدمة قرب منصة للقرابين. ويبدأ نيكل معظم الجلسات بسؤال الحاضرين بصوت لطيف وودود عما إذا كان أحدهم يرغب في مشاركة شيء محدد.

يقوم قرابة 20% بتسجيل الدخول من الحواسيب، والتي توفر تجربة ثنائية الأبعاد فقط، على حين يستخدم الباقون نظارات الواقع الافتراضي، ولهذا، قمت باستخدام واحدة أيضاً. وعند ارتداء النظارة، يمكنك سماع الحضور بشكل يوحي بأنهم قريبون للغاية منك، إلى درجة الإحساس بالارتعاش في أصواتهم، ولكناتهم المميزة. ويمكنك سماعهم وكأنهم يهمسون في أذنك مباشرة. ويبدو أن الجلسات تتضمن نسباً متقاربة من الضحكات والدموع.

كما أن جو الجلسة يوحي بالحنين والصراحة، وفي أغلب الأحيان، يبدو أن مشاهدة الجلسة أقرب إلى حضور شعائر دينية أو لقاء عائلي دون تلقي الدعوة. ويحمل الجمهور فضولاً واضحاً حول حياة كل شخص من الحضور. وقبل أن يبدأ نيكل كل جلسة، غالباً ما يجتمع الأفراد الذين يحضرون بانتظام معاً لتبادل الأخبار، وبعد انتهاء الساعة، يخوض معظم الحاضرين حوارات غير خاضعة للإشراف، ويختارون البقاء في المكان فترة أطول.

لقد حضرت مات أول جلسة من ديث كيو أند أيه مباشرة بعد أن علمت بدنو أجل زوجها. وتقول إنها كانت “قادرة على إخبار هؤلاء الأشخاص بالفترة المتبقية لدى تيد”، على الرغم من أنه لم يكن راغباً في معرفة هذه المعلومة.

وبعد مشاركة مات ما لديها، رفع أحدهم يده ليتعاطف معها، متحدثاً عن فترة الحزن التي تجاوزها بعد خسارة شريكة حياته. هذا أحد أكثر الأمور إدهاشاً في ديث كيو أند أيه، وهو أن المشاركة تدفع في أغلب الأحيان شخصاً آخر إلى التحدث عن تجربة مماثلة للغاية، لدرجة أن المشاركين يشعرون بأنهم يجدون على الدوام شخصاً يفهم ما يمرون به.

كلير وتيد مات
كلير وتيد مات. مصدر الصورة: تقدمة

تقول مات: “لقد علمت بحلول نهاية الجلسة أنني سأحضر هذه الجلسات بصورة دائمة، كل ثلاثاء في الساعة الواحدة بتوقيت المنطقة الشرقية من الولايات المتحدة”.

في ديث كيو أند أيه، التقت مات ببول واياكي، وهو رجل يبلغ من العمر 38 سنة ويعيش في كينيا. أما مات، والتي تعيش في جورجيا، فتعتبره الآن أحد أقرب الأصدقاء إليها. وتقول : “إن الأمر أقرب لما كان يحصل معنا في رياض الأطفال، حيث ننظر ببساطة إلى شخص ما، ونقول له إننا نريد أن نصبح أصدقاء. إن البالغين لا يعقدون الصداقات بهذه الطريقة. ولكن باستخدام نظارات أوكيولوس وشخصية رقمية، يصبح هذا ممكناً بالتأكيد”.

يقول واياكي إنه لم يسمح لنفسه بالتعامل مع حزنه على وفاة أخته إلى أن بدأ بفعل هذا عبر نظارة الواقع الافتراضي. ويقول شارحاً: “لا يمكن للرجال في المجتمع الذي أعيش فيه أن يظهروا بمظهر الانكسار”. “ولكن في ديث كيو أن أيه، كنت قادراً على التخلص من هذا العبء. لقد تمكنت من الندب حداداً على أختي وذرف الدموع التي لم أذرفها من قبل. وعلى الرغم من أنه كان أمراً مؤلماً، فقد كان أيضاً أشبه بالشفاء من جرح أصبت به”.

اقرأ أيضاً: شركة «بيئة» الإماراتية تعرض نموذجاً افتراضياً لمقرها الجديد في عالم الميتافيرس

وداع الأحبة خلال الوباء

يمثل ديث كيو أند أيه، وجلسة مسائية أخرى مماثلة تحمل اسم “سيينغ غودباي” (Saying Goodbye)، والتي تركز على الخسارة، اثنين وحسب من نحو 40 لقاءً أسبوعياً يمكن حضورها على إيفولفر (EvolVR)، وهو تجمع روحي افتراضي تم تأسيسه في 2017 من قبل ابن توم نيكل، جيريمي.

وقبل إطلاق إيفولفر، كان جيريمي نيكل يشرف على كنيسة متعددة المذاهب في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وكانت “متحررة للغاية من الناحية اللاهوتية”، كما يقول. وقد كان يبحث عن أساليب جديدة للإشراف الروحي على الآخرين، دون أي ارتباط بالتوجهات الدينية المعروفة، عندما جرب نظارة واقع افتراضي لأول مرة في 2015.

يقول جيريمي: “لقد ظهرت الفكرة في ذهني على الفور، فالناس يشعرون بأنهم مجتمعون فعلياً في الواقع الافتراضي”. وهذا الشعور بالحضور الحقيقي، كأن الشخصيات الرقمية تشارك غرفة واحدة بالفعل، أقنعه بإمكانية تشكيل تجمع روحي بين الناس الذين يرتدون نظارات الواقع الافتراضي. وهكذا، ترك الوعظ الديني في الواقع ليستضيف مجموعات تأمل جماعي مباشر في الواقع الافتراضي.

وبعدها، ظهر الوباء. تم إطلاق سيينغ غودباي وديث كيو أند أيه في بدايات العام 2020، كما يقول توم نيكل: “لقد كان هذا بمثابة رد فعل من قبلنا إزاء فقدان الكثيرين من الأشخاص لأحبائهم”. فقد أدركوا “أن الناس قد يحتاجون إلى أماكن للتحدث عن هذه الخسارة”، خصوصاً إذا أدت إجراءات الحجر إلى الحرمان من لحظات الوداع قرب أسرّة المستشفيات، وتقليص الأوساط الاجتماعية.

وقد أمضى نيكل –والذي تمكن شخصياً من النجاة من السرطان- عدة سنوات وهو يساعد المحتضرين على مفارقة الحياة بأكبر قدر ممكن من الراحة، بوصفه مقدم رعاية للأشخاص المحتضرين. وهو ما ساعده على توجيه الجمهور في جلسات سيينغ غودباي وديث كيو أند أيه المزدحمة بلطف، والتي كان الناس ينضمون إليها للتعبير عن الحزن على الأصدقاء وأفراد العائلة، والأسى بسبب إلغاء حفلات التخرج وإغلاق الشواطئ، والتعبير عن القلق بسبب الوضع الحرج لكبار السن من أفراد العائلة.

إضافة إلى ذلك، فقد أدى كوفيد-19 إلى إطلاق موجة من ظاهرة يطلق عليها علماء النفس اسم “بروز الموت”، وهو الإدراك بأن الموت ليس ممكناً وحسب، بل محتوماً.

وتقول عالمة النفس في جامعة كولومبيا، إيلينا ليستر، والمختصة بالحزن، إنه من الضروري وجود مستوى طبيعي من الإنكار إزاء الموت. ولكن الآن، وكما تقول ليستر، فإن زملاءها يتحدثون عن موجة متفشية من الشعور بالخسارة تعم المجتمع، وهي ناتجة عن الموت الجماعي مع الحزن المصحوب بالصدمة.

اقرأ أيضاً: ميتافيرس يعاني منذ الآن من مشاكل التحرش الجسدي

وعلى وجه الخصوص، يشعر الأطباء مثل ليستر بالقلق إزاء متلازمة الحزن المفجع (أو الحزن المستعصي)، وهو اضطراب نفسي يتم تشخيصه عندما لا يبدأ الحزن الشديد بالتراجع بعد مرور سنة على الفقد. وتبلغ نسبة المصابين به 10% من المصابين بالحزن بشكل عام، حيث يحافظون على حالة الانعزال الاجتماعي واليأس، ويفقدون القدرة على مواصلة نشاطاتهم في الحياة.

“إن ما يقوم به هؤلاء الأشخاص في تلك الجلسات هو خوض تجربة تتضمن تحويل الحزن العميق والمؤلم إلى كلمات”.

لقد أدى الوباء إلى تكوين بيئة خصبة للحزن المفجع على وجه الخصوص. فمن المفترض أن تمثل الجنازة نقطة البداية لإدماج هذه الخسارة ضمن الواقع الجديد، ولكن، وعلى مدى سنتين “لم نستطع أن نجتمع حتى نتعانق ونبكي”، كما تقول. وتعتقد ليستر أن التعرض للوباء أدى إلى زيادة تفادي الناس لنقاش موضوع الموت.

ولشرح المزايا الواعدة لمعالجة الحزن باستخدام الواقع الافتراضي، تعيد ليستر صياغة عبارة حكيمة للشخصية التلفزيونية المعروفة في أميركا، مستر روجرز: “كل ما يمكن التحدث عنه، يمكن التعامل معه”. تقول ليستر عن المشاركة في جلسات ديث كيو أند أيه باستخدام الشخصيات الرقمية: “إن ما يقوم به هؤلاء الأشخاص في تلك الجلسات هو خوض تجربة تتضمن تحويل الحزن العميق والمؤلم إلى كلمات”، ما يعني تحويل العذاب الصرف إلى شيء يمكن التعامل معه.

يزيد الانعزال الاجتماعي من احتمال تحول تلك الخسارة إلى حزن مفجع. ولكن الحداد يزيد من الابتعاد عن الآخرين. فعندما تكون الخسارة أكثر حدة، تبدو الحوارات اليومية مبتذلة وسخيفة إلى درجة لا يمكن احتمالها، ولكن “بعد فترة، لا يرغب الناس في سماعك لأنهم يدركون عجزهم عن إصلاح وضعك”، كما يقول نيكل. ولكن ديث كيو أند أيه تمنح ذلك الألم صوتاً، وتضعك أمام جمهور متحمس للتفاعل، وتقول ليستر إن وجود هذا المجتمع رائع لتعزيز التقدم بشكل صحي في عملية التعامل مع الحزن.

وتقول: “قد تكون مجموعة دعم في الفضاء الافتراضي أفضل بالنسبة لك من مجموعة تقليدية، بسبب وجود شكل من أشكال الحماية”. “حيث يمكنك التحكم بما يراه الآخرون فيك”. فالمشاركة عبر شخصية رقمية مع أشخاص لست مضطراً لرؤيتهم مرة أخرى يمنحك ستاراً رقمياً يعطيك درجة عالية من الحرية، بحيث يتيح لك أن تتحدث بدرجة صادمة من الصراحة والاطمئنان.

اقرأ أيضاً: الحب في زمن الميتافيرس: كيف سيغير هذا العالم الافتراضي مستقبل تطبيقات المواعدة؟

وبالفعل، يظهر هذا واضحاً في طريقة توصيف مات لتجاربها في الواقع الافتراضي. وتقول مات حول قلق تيد من أنه يشكل عبئاً عليها: “كنت أنضم إلى المجموعة وأقول أشياء سيئة للغاية بصوت يبدو عليه عدم الاكتراث، وغالباً ما كان نيكل يستوقفني طالباً مني التركيز على هذه النقطة”. ​”وفي بعض الأيام كنت لا أدري كيف يمكنني ألا أمضي وقتي دون المشي في المنزل والبكاء طوال الوقت، ولهذا كنت أقول لنفسي إنه يجب أن أستجمع قواي”. لقد ساعد التعبير عن شعورها بالانهيار في الواقع الافتراضي على التركيز على رعايته لتسهيل وفاته وجعلها مريحة قدر الإمكان.

وبحلول عام 2021، شعر جيريمي نيكل أن منظمته اللاربحية بلغت منعطفاً مهماً. وكما تقول إيفولفر، فقد شارك 40,000 شخص في لقاءاتها منذ 2017. وعند الوصول إلى تلك المرحلة “كان بإمكاننا أن نحافظ على بنيتنا كمنظمة صغيرة تقدم خدماتها إلى بضع مئات من الأشخاص” أو “يمكننا أن نحقق نقلة نوعية ونشارك هذا المشروع مع عدد أكبر بكثير من الأشخاص”.

وهكذا، قرر بناء فضاءات تتيح للناس ممارسة هذه الطريقة الجديدة للحداد ومعالجة الحزن بأعداد كبيرة. 

في فبراير/ شباط من عام 2022، قام ببيع إيفولفر إلى تريب (TRIPP)، وهي شركة في لوس أنجلوس، بمبلغ لم يكشف عنه. أما تريب، والتي جمعت أكثر من 11 مليون دولار من التمويل من عدة شركات داعمة في السنة الماضية، بما فيها شركة أمازون (Amazon)، فقد كانت توفر جلسات التأمل الموجه في الواقع الافتراضي منذ العام 2017، حيث يقوم الناس بأشياء مثل تخيل أنفاسهم على شكل غبار نجمي يدخل ويخرج منهم، في وتيرة مثالية للتأمل.

ولكن جلسات تريب للتأمل في الواقع الافتراضي كانت تجارب فردية. وبشراء إيفولفر، تمكنت الشركة من دخول عالم جلسات الواقع الافتراضي الاجتماعية غير الموجهة والتي تعتمد على العلاقات، والتي تؤمّن فضاء للتجمع يتيح لأي شخص حضور اللقاءات أو التعرف على أشخاص آخرين في أماكن مفتوحة على مدار الساعة في الواقع الافتراضي.

“نقلة نوعية” للمرضى وكبار السن

توم نيكل وشخصيته الرقمية
توم نيكل وشخصيته الرقمية. مصدر الصورة: تقدمة

تمثّل جلسات سيينغ غودباي المكافئ الليلي لجلسات ديث كيو أند أيه، ويتم عقدها أيام الثلاثاء تحت إشراف توم نيكل أيضاً. وتجتمع الشخصيات الرقمية حول موقد نار يتم إشعاله في نهاية كل جلسة.

يرتدي معظم الحضور ملابس غير رسمية، على حين يختار البعض ألواناً غير طبيعية لبشرة الشخصية الرقمية، مثل الأزرق الزاهي. وقد ألبست شخصيتي الرقمية ملابس باهتة بتصميم غير رسمي مناسب للأعمال، على أمل أن يصبح شكلها غير لافت للنظر.

ولكن، وبعد انتهاء الراغبين بالمشاركة من الكلام، يقوم نيك بالتركيز على الصامتين من الحضور، ويسألهم ما إذا كان لديهم ما يرغبون في مشاركته. وخلال جلستين من سيينغ غودباي، فاجأت نفسي بأنني أجبت على هذا السؤال بالإيجاب، وتحدثت في إحدى المرتين عن انفصال عاطفي مؤلم، وفي المرة الثانية شاركت ما حدث معي لدى تشخيص إصابة والدتي بالسرطان. لقد تحدثت مع أصدقائي عن كلا الأمرين، ولكن التنفيس عنهما في الواقع الافتراضي منحني المجال للتعبير عن توترات لم تكن مواساة أصدقائي كافية للتخلص منها، ومن دون أن أقلق بشأن الظهور بمظهر المبالغة في المشاعر.

اقرأ أيضاً: كيف تنشئ نسخة افتراضية منك لدخول الميتافيرس؟

وعلى الرغم من التنوع في أعمار المشاركين، فإن أعمار معظمهم تتجاوز الثلاثين عاماً، ويوجد الكثيرون منهم ممن أعمارهم تتجاوز الستين عاماً. وهو ما فاجأني في البداية، ولكنني أدركت لاحقاً أن جاذبية الواقع الافتراضي للأشخاص الأكبر سناً مبررة وواضحة.

فقد قال لي أحد الحضور المواظبين في سيينغ غودباي، وهو مستخدم يتحدث بلهجة بريطانية، ويتخذ الاسم المستعار إيزوتيريك ستيودينت، إنه اشترى نظارة أوكيولوس لإرضاء نزوة راودته في 2020. وفي تلك السنة، عاش مع جدته التي كانت مريضة بشدة. وشاهد عالمها يتقلص أمام عينيه.

ويقول: “يمكنك تخيل سيدة في الثمانين من عمرها، وتشاهد عالمها يصبح أصغر مع مرور الوقت. ويبدأ الأمر بحدود المنزل. ومن ثم تصبح المساحة أصغر، إلى أن تقتصر على بقعة واحدة، دون أي مجال آخر”.

وعندها، أراها نظارة أوكيولوس وقال لها: “أترغبين بنزهة في الفضاء الخارجي؟”

وعندها، قاما بخوض تجربة ذائعة الصيت من ناسا (NASA) لرؤية الأرض من محطة الفضاء الدولية. ومع أنه شعر بالغثيان، إلا أن هذه التجربة راقت لجدته. لم يسبق لها أن غادرت البلاد.

ولكن، وقبل أن تموت، رأت العديد من الأماكن في العالم، بل وحتى بعض الأماكن على المريخ، وذلك عبر صور حقيقية وفائقة الوضوح وغامرة في الواقع الافتراضي.

لقد تحدثت مع أصدقائي، ولكن التنفيس عن مشاعري في الواقع الافتراضي منحني المجال للتعبير عن توترات لم تكن مواساة أصدقائي كافية للتخلص منها، ومن دون أن أقلق بشأن الظهور بمظهر المبالغة في المشاعر.

وقال لي شارحاً، مع بعض الدموع: “لقد انتقلت في حياتها من مرحلة الكساد الكبير إلى الهرب نحو ملاجئ القنابل في بيرمينغهام، وصولاً إلى إمضاء أيامها الأخيرة في الصعود، بشكل ما، إلى الفضاء الخارجي. إنها نقلة نوعية”.

تعود بعض الشخصيات الرقمية التي تظهر بانتظام في جلسات سيينغ غودباي وديث كيو أند أيه إلى أشخاص مصابين بأمراض لا شفاء منها، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويوفر الواقع الافتراضي طريقة للوصول إلى صداقات جديدة وخوض تجارب جديدة بشكل يخترق العوائق الجسدية لهؤلاء الأشخاص. كما يستطيع مساعدة كبار السن على تفادي الوحدة التي يمكن أن يشعروا بها وهم يشاهدون أصدقاءهم يموتون وأولادهم يبتعدون عنهم، إضافة إلى ابتعادهم عن عالم العمل بسبب التقاعد.

لقد عانت مات بنفسها من مشكلات في الحركة. وتقول: “يتيح لي الواقع الافتراضي فرصة للركض والقفز عن المباني وفعل أي شيء يروق لي”. “ويتيح لي فعلياً الاستمتاع بالشباب مرة أخرى”.

ما حدود الدعم الافتراضي؟

على الرغم من كل المزايا الواعدة، ما زال هناك شيء واحد يثير مخاوف ليستر بشأن معالجة المشاعر في الواقع الافتراضي: فكيف يمكن كشف وصول الناس إلى مرحلة صعبة للغاية لدرجة تعرضهم لخطر إيذاء أنفسهم؟

وتلاحظ ليستر قائلة: “إن هذه البيئة تتيح درجة أعلى من الخفية”. فعندما يتفاعل الناس مع بعضهم عبر الشخصيات الرقمية، فإن أساليب التواصل غير اللفظية، والتي تم تدريب أطباء النفس على ملاحظتها، مثل إشارات اليد وحركات القدمين، تختفي ببساطة.

اقرأ أيضاً: الشخصيات الرقمية في الميتافيرس: المجال الجديد للتشوه الجسمي على الإنترنت

كما أن الاسم ديث كيو أند أيه يجتذب (من حيث فحواه: أسئلة وأجوبة تتعلق بالموت) الناس المصابين بأزمات شديدة على وجه الخصوص. مع اقتراب إحدى جلسات ديث كيو أند أيه التي حضرتها في سبتمبر/ أيلول، طلب أحد الحضور -الذي كان يبدو يافع الصوت، ويستخدم شخصية رقمية ترتدي قبعة خضراء فاقعة اللون- الإذن بالكلام. وقال إنه حاول الانتحار منذ بضعة أسابيع، وأنه شعر بسلام غامر نتيجة قراره هذا. ولكن، وكما قال لنا، فإن نجاته من الموت أدت إلى تغيير كامل في سلوكه، فقد أصبح يمازح الفتيات دون توقف، كما أصبح يجد كل شيء مثيراً للضحك. وبدا لنا أنه يتسم بدرجة عالية للغاية من الخفة واللامبالاة. وكان سؤاله هو التالي: أنا ما زلت هنا. ولكن، ماذا بعد؟

واندفع نيكل فوراً إلى الإجابة، حيث عرض، بطابع لطيف من الاستعجال، أن يعرفه على أشخاص آخرين من الناجين من الانتحار، وطلب التحدث معه بشكل منفرد في نهاية الجلسة.

“يجب أن أفعل ما بوسعي حتى أتأكد من التالي: هل أنت في وضع آمن حالياً؟” يقول نيكل إنه يسأل نفسه هذا السؤال كلما شارك أحد الحضور شيئاً مثيراً للقلق. إضافة إلى العمل في رعاية الحالات النهائية، كان نيكل يعمل أيضاً كمدير التعليم المستمر في مدرسة كاليفورنيا لعلم النفس الاحترافي، حيث حضر جلسات عمل حول الوعي والاستجابة المتعلقين بالانتحار، وساعد في تطويرها. ولكنه يقول إن كل هذه التدريبات بحاجة إلى تحديث وإعادة نظر حتى تصبح مناسبة للواقع الافتراضي.

ويقول: “أعتقد أن أفضل ما أستطيع تقديمه هو التواصل مع الآخرين بشكل يومي للإصغاء إليهم دون إطلاق الأحكام ودون أن أحاول إنقاذهم بصورة واضحة”. وفي هذه اللقاءات، عندما يتعرف نيكل على أشخاص يبدو له أنهم في وضع مقلق، يتواصل معهم بالرسائل المباشرة، ويشارك معهم عنوان بريده الإلكتروني الشخصي. لم يرد الصبي الذي كان يرتدي قبعة على رسائله. ولكن البعض يردون. ويقول: “وفي بعض الحالات، كنت أتصل بالشخص المعني يومياً”.

توافق ليستر على ضرورة تقديم الدعم بصورة متكررة من قبل شخص مدرب ومؤهل جيداً لأي شخص يعبر عن أفكار انتحارية. وتقول إن التعامل مع الحزن في الواقع الافتراضي “يستوجب وجود تصور كامل حول كيفية الوصول للأشخاص المشاركين، والإجراءات اللاحقة”، على الرغم من أنه يستحيل إجبار أي شخص على العودة للحصول على المساعدة، حتى شخصياً.

“لم أحتج سوى إلى ارتداء نظارة واقع افتراضي”.

علاوة على هذا، فإن أدوات منع الانتحار الأكثر فعالية، مثل المراقبة المستمرة والقيود الجسدية، غير متوافرة في الواقع الافتراضي. تقول ليستر: “إذا زارني أحدهم شخصياً وقال لي إنه يفكر في الانتحار أو إنه جرب الانتحار منذ أسبوع، فسوف أتردد كثيراً في السماح له بترك مكتبي قبل أن أضمن سلامته”.

في الأشهر التالية لتشخيص تيد بالسرطان، كانت مات تتحدث مع أصدقائها الجدد وزملائها الرقميين في الجلسات عن آخر التطورات في حالة تيد، حيث بدأ صوته يختفي، وانكمشت ساقاه متحولتين من ساقين صلبتين إلى طرفين ضامرين.

وبعدها، وقبل وفاة تيد بليلتين، استيقظ فجأة مفعماً بالطاقة، وسأل زوجته إذا كان بالإمكان طلب وجبة من الطعام الصيني إلى المنزل.

“ولكن في ديث كيو أند أيه، كنت قادراً على التخلص من هذا العبء. لقد تمكنت من الندب حداداً على أختي وذرف الدموع التي لم أذرفها من قبل. وعلى الرغم من أنه كان أمراً مؤلماً، فقد كان أيضاً أشبه بالشفاء من جرح أصبت به”.

كان تيد قد نام طوال اليوم، ولم يتناول الطعام أو يأخذ أدويته، ما أثار رعب مات. ولكن في تلك الليلة، استمتعا معاً بوجبة من الطعام الصيني على الأريكة، وأكل تيد بشهية غير معهودة على مدى الأسابيع الماضية. وفي أثناء تناول الطعام، شغل التلفاز لعرض لعبة لكرة القدم الأميركية لفريق كابز، فقد كان مشجعاً مخلصاً لهم، على الرغم من أنه من نيويورك. تقول مات: “لقد كان يحب المكافحين”.

كانت تلك آخر وجبة من الطعام الصلب لتيد. وتوفي تيد مات في يونيو/ حزيران من عام 2022 عن 77 عاماً.

وبعدها بيومين، قررت مات أن تحضر جلسات سيينغ غودباي وديث كيو أند أيه. وتقول: “لقد فاجأت نفسي عندما تمكنت من الحضور. ولكنني لم أحتج سوى إلى ارتداء نظارة واقع افتراضي”.

خلافاً لمعظم الجلسات، التي ينتقل محور التركيز فيها من شخص إلى آخر، كانت هذه اللقاءات مركزة على مات في معظم الأحيان. وفي تلك الليلة، وصل عدد الحضور في سيينغ غودباي إلى الضعف، وقال الحاضرون إنهم أتوا لتقديم الدعم لمات. وفي اللقاءات التي تلت على مدى الأشهر اللاحقة، شعروا بأنهم كانوا يعرفون تيد. وقد أخبرت مات الحضور حول مراحل موته، وحواراتهم معه في مقر العناية بالأشخاص المحتضرين. “قلت إنني سأكون على ما يرام. وإنني كنت أعرف أنه يحبني، وكنت أحبه كثيراً”، كما تقول مات. “وهكذا، فإن ما تقوم به بالفعل هو منح الإذن بالموت للشخص الذي تحبه”.

قدم الحضور تعازيهم، كما طرحوا بعض الأسئلة. تقول مات إن الحضور كانوا مهتمين “بالمقارنة والتعلم”، ومعرفة الاختلافات في طريقة تعامل أقرانهم مع خسارة مماثلة.

وفي جلسات ديسكورد (Discord) على إيفولفر، بعد شهر من وفاة تيد، أفصحت مات عن تمكنها أخيراً من النوم بشكل جيد لأربع ليالٍ متتالية. “هناك تغيير حقيقي”. بعد ثلاثة أشهر، انضممت إلى مات في إحدى جلسات ديث كيو أند أيه حيث أفصحت عن إحباطها بسبب اضطرارها إلى التعامل مع ألم في الأذن دون وجود تيد. “أريد ببساطة شخصاً يشاطرني حزني!”. ودفعت هذه العبارة امرأة تحضر أول مرة إلى الكلام، وهي تبكي، عن وفاة زوجها بعد سنة ونصف. ودَعتها مات إلى سيينغ غودباي في تلك الليلة، وبقيت معها بعد انتهاء الجلسة حتى تواسيها.

اقرأ أيضاً: تعرف على تاريخ الميتافيرس: عن تكنولوجيات سبقت ما نعرفه بكثير

لقد مرت ستة أشهر على وفاة تيد. وتشعر مات بأنها وصلت إلى نقطة تحول، وتقول بأن حزنها أصبح أخف وطأة عليها. ولكنها تشعر بالحزن لابتعادها عن تلك الذكرى. وما زالت تمضي بضع ساعات في الواقع الافتراضي يومياً. ففي بعض الأحيان، تنضم إلى جلسة تأمل، أو تلعب مع الأصدقاء. ولكن يوم الثلاثاء ما زال مكرساً للجلسات المخصصة للتعامل مع الحزن.

تعترف مات بأن جلسات ديث كيو أند أيه ليست مناسبة للجميع. وتقول إن أصدقاءها المقربين شككوا في كون هذه الجلسات تحمل طابعاً شعائرياً غريباً. ولكن مشاركة أحزانها في الواقع الافتراضي وتقديم ما تعلمته للآخرين “يمنحني شعوراً رائعاً بالدفء، بصراحة”، كما تقول.

“لا أدري كيف كانت ستصبح رحلتي مع الحزن لولا هذه الجلسات. ولكنني على ثقة بأنها كانت ستصبح أسوأ بكثير”.

Content is protected !!