لا زلنا لا نعرف الكثير عن الوظائف التي سيخلقها الذكاء الاصطناعي أو يقضي عليها

2 دقائق
من اليسار إلى اليمين: روبرت سولو وكارين ميلز يتحدثان في مؤتمر إم تك نكست مع منسق الجلسة ديفيد مينديل.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

إذا كنت ترغب في تحديد الأثر الحقيقي لثورة الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد الأمريكي، فربما يتوجب عليك الانتظار قليلاً. تلك هي رسالة الخبراء الذين حضروا مؤتمر EmTech الذي نظمته إم آي تي تكنولوجي ريفيو في كامبردج بولاية ماساتشوستس حيث ناقشوا مستقبل العمل والتغيرات – المتوقعة وغير المعروفة بعد – التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتقنيات الجديدة على سوق الوظائف الأمريكي.

وقال روبرت سولو، الاقتصادي الفائز بجائزة نوبل والبروفيسور بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، “يصعب القول” ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحدث أي تغيير تكنولوجي جذري مختلف عما ما رأيناه في الماضي. وأضاف أن الأمر في الوقت الحالي يبدو متشابها إلى حد بعيد، لكننا لا نعرف كيف سيبدو الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي بما في ذلك حجم الاستثمارات التي ستقوم بها الشركات في أشياء مثل المباني والمعدات وما هي نوعية الوظائف التي سيكون عليها الطلب.

إذ قال في هذا الصدد “كان استخراج الفحم مختلفاً عن تصنيع السيارات ومختلفاً عن تجارة التجزئة، وسيختلف الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي عن غيره”.

جستن ساجليو

توجد الكثير من المنتجات والخدمات بالذكاء الاصطناعي بصورة حصرية في المجال الرقمي. وأشارت كارين ميلز، مديرة إدارة الأعمال الصغيرة في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى أنه في الوقت الذي شكلت فيه أشباه الموصلات إلى حد ما آخر 50 عامًا من الابتكار وحققت قدرًا هائلاً من النمو الاقتصادي، إلا أنها كانت سلع مصنعة فعليًا.

وأضافت قائلة “[الذكاء الاصطناعي] ليس سلعة مادية، بل هو خدمة، ولذا فإن أحد الأسئلة المطروحة هو: هل ذلك سيغير الاقتصاد إذا لم يكن سلعة رأسمالية؟”

وتعتقد ميلز أن إحدى المشكلات الكبيرة التي يمكن أن تكون لها تأثيرات دائمة هي عدم التوافق بين المهارات التي تحتاجها الشركات في الموظفين الجدد وتلك التي يملكها الموظفون أو يعرفون أنهم يستطيعون اكتسابها بسهولة. ولحل هذه المشكلة، تحتاج الشركات إلى البدء في الاستثمار في عمالها بالطريقة التي يتبعونها في سلاسل التوريد.

أشار سولو إلى أن الاقتصاد الأمريكي في الوقت الراهن يتسم بالإنتاجية الكبيرة حيث سيبلغ إجمالي الدخل الكلي الناتج في البلاد حوالي 19 تريليون دولار هذا العام. لكن في العقود الماضية منذ أن بدأ العمل كخبير اقتصادي في الأربعينات من القرن الماضي، انخفضت النسبة المئوية من الدخل القومي التي يتقاضاها الناس في صورة رواتب وأجور من 75% إلى حوالي 62%، وهذا من شأنه أن يتسبب في انعدام المساواة حيث سترتكز الثروة لدى أصحاب الرواتب المرتفعة في البلاد.

لا نعرف حتى الآن كيف سيتغير ذلك في ظل صعود الذكاء الاصطناعي. دعونا نفترض أن حصة الدخل القومي التي تذهب إلى العمال ستواصل الانخفاض. وفي هذا الصدد أشار سولو أنه إذا حدث ذلك، سنحتاج إلى التوصل إلى طريقة جديدة لتوزيع الدخل.

كيف نفعل ذلك؟ هو ليس من أنصار فكرة الدخل الشامل، التي بموجبها يتلقى كل شخص بصورة منتظمة مبلغًا مالياً مضمونًا، لكنه اقترح إنشاء وكالة حكومية تشبه إدارة الضمان الاجتماعي يمكنها أن تمتلك أصولاً مثل الروبوتات وتوزع الدخل على الأفراد، ليس بالضرورة بحسب العمر، كما تفعل إدارة الضمان الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، فهو يتصور أيضاً تطبيق ملحق إضافي لأجور العاملين.