ما هي الأضرار البيئية للسيارات ذاتية القيادة؟

2 دقائق
ما الكلفة الكربونية للسيارات ذاتية القيادة؟ دراسة من معهد إم آي تي تجيب
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Dean Burton
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يتوقع الكثيرون أن تكون السيارات ذاتية القيادة موجودة في كل مكان بالمستقبل. يمكن أن تساعد هذه السيارات في التنقل بأمان والوصول إلى الوجهات بشكل أسرع كونها قادرة على اختيار أقصر الطرق وأقلها ازدحاماً، لكن وجود الكثير من هذه السيارات على الطرقات يمكن أن يؤدي لانبعاث كميات كبيرة من غازات الاحتباس الحراري، وذلك بحسب دراسة أجراها باحثون من معهد إم آي تي الأميركي.

الانبعاثات التي درسها الباحثون ليست بسبب حرق الوقود الأحفوري في محركات السيارات، بل بسبب الكميات الكبيرة من الطاقة التي تستهلكها الحواسيب لمعالجة البيانات التي تجمعها أجهزة الاستشعار المثبتة على هذه السيارات.

يقول الباحثون الذين أجروا الدراسة إن الطاقة اللازمة لتشغيل الحواسيب القوية في أسطول عالمي من السيارات ذاتية القيادة، تسبب انبعاث كميات من غازات الاحتباس الحراري تعادل الكمية التي تسببها جميع مراكز البيانات الموجودة في العالم اليوم.

هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تقيّم انبعاثات الكربون في حال اعتماد السيارات ذاتية القيادة على نطاق واسع.

اقرأ أيضاً: لماذا لا تزال السيارات ذاتية القيادة بحاجة إلى إشراف بشري؟

كمية انبعاثات الكربون

قام باحثو معهد إم آي تي ببناء نموذج إحصائي لتقييم انبعاثات السيارات ذاتية القيادة، بين هذا النموذج أن مليار سيارة ذاتية القيادة في كل منها حاسوب يستهلك 840 واط وتسير كل منها على الطرقات لمدة ساعة واحدة في اليوم، ستولد انبعاثات كربونية تعادل الانبعاثات التي تولدها كل مراكز البيانات الموجودة في العالم اليوم.

بحسب وكالة الطاقة الدولية، مراكز البيانات وشبكات نقل البيانات مسؤولة عن نحو 1% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بالطاقة.

يؤكد الباحثون أن البصمة الكربونية التي درسوها تشمل فقط الطاقة الناجمة عن عمليات الحوسبة، من المؤكد أن هذه البصمة ستكون أكبر بكثير إذا أخذنا في الاعتبار الطاقة التي تستهلكها أجهزة استشعار والطاقة المستهلكة أثناء تصنيع السيارة.

أيضاً، يجب أن نأخذ في الاعتبار الانبعاثات الناجمة عن النفايات الإلكترونية، فمع استمرار تطوير السيارات ذاتية القيادة وتقنياتها، ستصبح الحواسيب وأجهزة الاستشعار القديمة غير فعّالة وستكون هناك حاجة لاستبدالها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة كمية النفايات الإلكترونية، والتي يمكن أن تكون ضارة بالبيئة إذا لم تتم إعادة تدويرها.

اقرأ أيضاً: هل يجب على السيارة ذاتية القيادة أن تدهس الطفل أم الجدة؟

لماذا تحتاج السيارات ذاتية القيادة إلى قدرات حوسبة كبيرة؟

تحتاج السيارات ذاتية القيادة للكثير من قدرات الحوسبة من أجل معالجة الكمية الكبيرة من البيانات التي تجمعها من أجهزة الاستشعار، مثل الكاميرات والرادار. تُستخدم هذه البيانات لإنشاء خريطة للبيئة التي تسير فيها السيارة واكتشاف وتحديد الأشياء على الطرقات مثل المركبات الأخرى والمشاة.

تستخدم السيارة هذه البيانات المعالجة من أجل اتخاذ قرارات حول كيفية السير في الطريق بأمان. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم السيارات خوارزميات التعلم الآلي لتحسين إدراكها للبيئة باستمرار واتخاذ قرارات قيادة أفضل بمرور الوقت. كل هذه المهام تتطلب قدراً كبيراً من قوة المعالجة.

وفقاً للباحثين الذين أجروا الدراسة، إذا كانت السيارة ذاتية القيادة تتضمن 10 شبكات عصبية عميقة تعالج الصور من 10 كاميرات، وتسير لمدة ساعة واحدة في اليوم، فإنها تحتاج إلى إجراء 21.6 مليون استنتاج.

اقرأ أيضاً: تقنية جديدة أخرى تمهد الطريق للسيارات ذاتية القيادة

كيف يمكن تقليل انبعاثات السيارات ذاتية القيادة؟

هناك عدة طرق يمكن أن تساعد في تقليل الانبعاثات الناجمة عن السيارات ذاتية القيادة، من بينها:

  • تحسين كفاءة استهلاك الطاقة في الحواسيب وجعلها تستهلك كمية أقل من الكهرباء.
  • استخدام الطاقة الكهربائية التي يتم توليدها من مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح.
  • زيادة كفاءة استهلاك الوقود في السيارة.
  • تقليل عدد السيارات على الطرقات عن طريق مشاركتها من قبل الركاب.
  • إعادة تدوير أو إعادة استخدام الحواسيب وأجهزة الاستشعار القديمة.