شركة فيسبوك تزيل مجموعة من 32 حساباً وصفحة وهمية مسيئة

4 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أزالت شركة فيسبوك للتوّ 32 حساباً وصفحة مزيفة مسيئة، ولكنها لم تحمّل روسيا المسؤولية بعد.

يستعد مارك زوكربيرغ للإدلاء بشهادته أمام لجنة “مجلس الطاقة والتجارة” في كابيتول هيل، حيث مقر الكونغرس الأميركي، في يوم 11 أبريل/نيسان. حيث تدرس اللجنة التقنيات الجديدة والسياسات العامة والمجتمع. فما علاقة هذا الأمر بموضوع إزالة شركة “فيسبوك” للحسابات الوهمية؟

المعلومات المضللة المنشورة غلى موقع “فيسبوك”

مع اقتراب انتخابات التجديد النصفي، من المتوقع أن يكون موقع “فيسبوك” حقل ألغام مليئاً بالمعلومات المضللة والحسابات الزائفة. ولكن شركة “فيسبوك” اليوم أكثر صراحة بشأن الانتخابات، على عكس ما بعد انتخابات 2016، حيث اضطرت إلى الاستمرار لأكثر من سنة كاملة بتوجيه منشور عام لمستخدمي موقعها تحدثت فيه عن المعلومات المضللة التي نشرها عملاء روس من أجل تبرئة نفسها.

أعلنت الشركة، يوم الثلاثاء، أنها وجدت حملة جديدة للمعلومات المضللة المنسقة على موقعي “فيسبوك” وإنستغرام”، وأنها أزالت 32 صفحة وحساباً من الموقعين. لا يوجد رابط مؤكد حتى الآن بين مجموعة الحسابات الملغية الجديدة هذه والوكالة الروسية “إنترنت ريسرتش إيجنسي” المتخصصة في عمليات التلاعب على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي أنشأت آلاف الحسابات المزيفة قبل انتخابات 2016 والأشهر التي تلتها.

تقول “فيسبوك” إنها أزالت 8 صفحات و17 حساباً شخصياً على موقع “فيسبوك”، و7 حسابات أخرى على “إنستغرام” وقدمت نتائج التحقيق الداخلي الذي أجرته للحكومة الأميركية وجهات حفظ النظام وشركات تقنية أخرى، بالإضافة إلى مختبر البحوث الجنائية الرقمية التابع لـ”المجلس الأطلسي”، الذي كانت شركة “فيسبوك” تعمل معه لبحث الانتهاكات على موقعها.

قد تبدو الحسابات ومجموعة الصفحات البالغ عددها 32 صغيرةً بالمقارنة مع رقم 470 حساباً التي أزالتها شركة “فيسبوك” من موقعها على الإنترنت العام الماضي 2017، عندما اكتشفت ارتباط هذه الحسابات بالأشخاص الروس المسؤولين عن المعلومات الكاذبة. ولكن الشركة تقول إن أكثر من 290 ألف مستخدم كانوا يتابعون واحدة على الأقل من الصفحات المكتشفة مؤخراً، والتي اكتشفتها قبل أسبوعين فقط بحسب قولها.

قال ناثانيل غليتشر، رئيس سياسة أمن الفضاء الإلكتروني في شركة “فيسبوك”: “إن التكتيكات التي يستخدمها المسيئون لإخفاء هوياتهم الحقيقية أكثر تعقيداً من تكتيكات الحسابات التي اكتشفت “فيسبوك” ارتباطها بروسيا العام الماضي”. وكتب غليتشر على مدونة “فيسبوك”: “تستخدم الحسابات التي أزيلت، الشبكات الخاصة الافتراضية (VPN) وخدمات الهاتف الداخلية وفرق ثالثة مأجورة لنشر إعلاناتهم”بينما كانت الحسابات التي أزالتها الشركة العام الماضي، والتي ارتبطت بـ “وكالة إنترنت ريسرتش إيجنسي” التي يدعمها “الكرملين” الروسي،، تستخدم عناوين “آي بي” (IP) روسية. تقول “فيسبوك”: “إن واحداً من مدراء إحدى الصفحات التي أزالتها شركة “فيسبوك”، والتي سميت “ريزيسترز” (Resisters)، كان على صلة سابقاً بالوكالة الروسية “إنترنت ريسرتش”، ولكنه لم يستمر بإدارتها سوى 7 دقائق فقط”.وهذا رابط يوصل إلى روسيا ولكنه ليس قوياً بما يكفي لدرجة توجيه الاتهامات.

كان أحد أسباب التعجل بإعلان إزالة هذه الحسابات هو علاقتها بالترويج للفعاليات المحيطة بمظاهرة “وحدوا اليمين 2” (Unite the Right 2)، والتي ستنظم من قبل النازيين الجدد والقوميين البيض في العاشر من أغسطس/آب في واشنطن، وهي استمرار لتظاهرة “وحدوا اليمين” التي أقيمت العام الماضي 2017 في مدينة شارلوتسفيل من ولاية فيرجينيا، والتي أسفرت عن وفاة امرأة. أنشأت الصفحة المزيفة “ريزيسترز” على موقع “فيسبوك” صفحة فعالية تدعو إلى إجراء مظاهرة مضادة زعمت “ريزسترز” تنظيمها. وتواصل مدراء صفحة “ريزسترز” مع مدراء من 5 صفحات مرخصة للاشتراك في استضافة لوجستيات الفعالية وتنظيمها. يقول غليتشر: “ساعدت هذه الصفحات المرخصة عن غير قصد في زيادة الاهتمام بتظاهرة “لا لتوحيد اليمين 2- العاصمة” (No Unite Right 2 – DC) ونشرت معلومات عن وسائل النقل والمواد والمواقع حتى يتمكن الناس من المشاركة في التظاهرة” وتقول شركة “فيسبوك”: “إنها تعمل هذا المساء لتقديم المعلومات لما يقارب 2,600 مستخدم وضعوا علامة الاهتمام بالفعالية وقال أكثر من 600 مستخدم إنهم يخططون لحضورها”. 

متصيدو الإنترنت (الترول)

كما أعلنت شركة “فيسبوك” عن أسماء 3 صفحات أخرى يبدو أن متصيدي الإنترنت (الترول) يديرونها.. وركزت إحدى هذه الصفحات، والمسماة “آزتلان ووريورز” (Aztlan Warriors)، على عدالة المواطنين الأميركيين الأصليين وهويتهم. وتضمن أحد المنشورات على الصفحة ملصقاً تصويرياً تعلوه كلمة “أزتيكي” (Aztec)، وكتب عليه تعليق “كن فخوراً بهويتك”. تلقى هذا المنشور حوالي 1,800 تفاعل وتمت مشاركته 901 مرة. كما تضمنت الأمثلة التي أعلنت عنها شركة “فيسبوك” يوم الثلاثاء صفحة تدعى “ارتقاء الزنوج” (Black Elevation)، والتي كانت تروج لنفسها بملصق يضمّ صور أشهر القادة الزنوج، وتمكنت من جذب 139,217 شخصاً نقروا على زر الإعجاب بها. وكانت هناك صفحة أخرى تدعى “ “الوجود الواعي” (Black Elevation)، وبحسب النماذج التي نشرتها شركة “فيسبوك”، يبدو أن هذه الصفحة ركزت على الوعي الاجتماعي والمواضيع الفلسفية في الخيال العلمي. 

تقول “شركة فيسبوك” إن هذه المجموعة المكونة من 32 حساباً وصفحة، دفعت ما يقارب 11 ألف دولار أميركي وكندي مقابل 150 إعلاناً على موقعي “فيسبوك” و”إنستغرام” بين شهري أبريل/نيسان 2017 ويونيو/تموز 2018.

قالت إيمي كلوبوتشار، عضو “مجلس الشيوخ” عن ولاية مينيسوتا، في تصريح لها، رداً على ما أعلنته شركة “فيسبوك”: “يجب أن يوافق “الكونغرس” فوراً على مقترحي لقانون الإعلانات الصادقة الذي يقدمه الحزبين لضمان التزام جميع المنصات الكبرى التي تبيع الإعلانات السياسية بالقوانين التوجيهية ذاتها التي تتقيد بها الإعلانات التي يتم بيعها عبر البث التلفزيوني والإذاعي والفضائي.” وتجدر الإشارة إلى أن كلوبوتشار هي واحدة من مؤلفي قانون الإعلانات الصادقة الذي يسعى إلى تطبيق قوانين سياسية وأخرى متعلقة بإخلاء المسؤولية على الإعلانات السياسية عبر الإنترنت مماثلة لتلك التي تطبق على الإعلانات ذات الأهداف السياسية المطبوعة والمنشورة عبر وسائل البث الإذاعي والتلفزيوني. وقد أعلن مارك زوكربيرغ عن تأييده للقانون المقترح. 

الإعلانات السياسية المنشورة في موقع “فيسبوك”

في مايو/أيار، كشفت شركة “فيسبوك” عن أرشيف عام للإعلانات السياسية التي نُشرت على الموقع، وذلك في سبيل مساعدة مستخدمي الموقع للحصول على صورة أوضح عن كمية الأموال التي تدفعها مجموعات معينة على موقع “فيسبوك” والمكان الذي تذهب إليه هذه الأموال ضمن الدورة الانتخابية الحالية. ويتضمن هذا الأرشيف معلومات عن الجهة التي تدفع للإعلان، ونطاق الأسعار المدفوعة، وتفاصيل عن النساء والرجال الذين شاهدوا الإعلان، ونطاق عدد الأشخاص الذين شاهدوه، والولايات التي عُرضت فيه.. ولكن شركة “فيسبوك” غير ملزمة بالكشف عن هذه المعلومات، لكنها تطوعت لفعل ذلك بإرادتها ويمكنها اتخاذ قرار بالتوقف عن فعل ذلك في أي لحظة. فضلاً عن ذلك، قد لا تكون الإعلانات السياسية المشتراة عن طريق فريق ثالث والإعلانات الموجهة نحو موضوع محدد، مثل العدالة العرقية، موجودة في قاعدة بيانات الإعلانات السياسية لدى “فيسبوك”، ولا مشمولة بقانون “كلوبوتشار”.

قال غليتشر عبر اتصال مع صحفيين الأسبوع الماضي في حديثه عن إزالة شركة “فيسبوك” للحسابات الوهمية: “نحن نعلم أن الروس وغيرهم من المسيئين سيستمرون بمحاولات انتهاك منصتنا، قبل انتخابات التجديد النصفي وفي فترة الانتخابات وبعدها وفي أوقات الفعاليات والانتخابات الأخرى. نحن نفتش باستمرار عن هذا النوع من النشاطات وفي حال عثورنا على أي نشاط أو معلومة، وهو أمر حتميّ بنظرنا، سنبلغ جهات حفظ النظام، وسنُعلم الشعب أيضاً عندما يكون ذلك ممكناً”.