كيف تساعد الطائرات المسيَّرة في الاستجابة للكوارث؟

3 دقائق
كيف تساعد الطائرات المسيَّرة في الاستجابة للكوارث؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Es sarawuth
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد تبدو طائرات الدرون التي تحلق في السماء مزعجة بعض الشيء، فالكثيرون يربطون بين استخداماتها وأشياء سيئة مثل انتهاك الخصوصية أو المراقبة أو الأعمال المسلحة. لكن هناك جانباً إيجابياً لهذه الطائرات، حيث يمكن استخدامها في الأماكن التي تعرضت للكوارث من أجل المساعدة في عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة للمتضررين.

العامل الرئيسي الذي يجعل طائرات الدرون مناسبة للاستخدام في الأماكن التي تعرضت للكوارث هو قدرتها على الوصول وتنفيذ المهمات دون الحاجة إلى البنية التحتية، ففي الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا في 6 فبراير/ شباط 2023، تعرضت الكثير من الطرق الرئيسية التي تربط بين المدن إلى تشققات جعلتها غير آمنة للسيارات والشاحنات، وخرجت معظم المطارات عن الخدمة، لكن طائرات الدرون الصغيرة كانت قادرة على الوصول بسرعة إلى أي مكان بغض النظر عن الضرر الذي تعرضت له البنية التحتية.

بالإضافة إلى ذلك، تتمتع طائرات الدرون بميزة رائعة تجعلها مناسبة لأعمال الإغاثة والإنقاذ، وهي إمكانية التحكم بها عن بُعد، هذا يجعل الشخص الذي يقود الطائرة ويوجهها في أمان بعيداً عن الأماكن الخطرة.

اقرأ أيضاً: طائرات من دون طيار توصل أدوية منقذة للحياة في غانا

استخدامات طائرات الدرون في مناطق الكوارث

رسم الخرائط

في حال تعرض أي منطقة لزلزال أو فيضان يتسبب في تغيير المعالم الرئيسية، تكون هناك حاجة إلى رسم خرائط جديدة. تساعد هذه الخرائط في تقييم الأضرار والأماكن الأكثر والأقل تضرراً، وتحديد الأماكن التي تحتاج إلى جهود دعم وإغاثة أكثر من غيرها. بالإضافة إلى ذلك، تعطينا الخرائط الجديدة معلومات عن الطرق التي يمكن لطواقم الإغاثة مثل سيارات الإسعاف والإطفاء سلوكها للوصول بأمان وسرعة إلى الأماكن المنكوبة.

هناك عدة طرق لرسم الخرائط، وتعتبر الأقمار الاصطناعية غير مناسبة لأنها لا تكون دقيقة ومفصّلة، كما أن الطائرات المدنية والمروحيات لا تكون متوفرة إذا خرجت المطارات عن الخدمة، هنا تبرز طائرات الدرون كطريقة سريعة لرسم خرائط ثلاثية الأبعاد دقيقة للغاية بتكلفة منخفضة وخلال وقتٍ قصير، ما يسهم بشكلٍ فعّال في تحسين وقت الاستجابة للكارثة.

لا يجب أن ننسى أيضاً أن رسم الخرائط للمناطق المتضررة باستخدام طائرات الدرون لا يتطلب أي خبرة، وذلك على عكس الأقمار الاصطناعية والطائرات المأهولة التي تحتاج إلى خبراء وطيارين، وهو أمر قد لا يكون متوفراً عند حدوث كارثة.

اقرأ أيضاً: التواصل بين الطائرات المسيرة: الآفاق ومجالات التطوير

توصيل إمدادات الطوارئ

توصيل إمدادات الطوارئ
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Natthaphon Chunchiew

حين تحدث كارثة طبيعية أو بشرية، يمكن أن تتعرض البنية التحتية المسؤولة عن توصيل الإمدادات للضرر، مثل الطرقات والجسور وخطوط السكك الحديدية والمطارات. وفي الوقت نفسه هناك حاجة ملحة لإيصال الإمدادات بسرعة، فكل لحظة قد تكون حاسمة وتحدث فارقاً بين حياة بعض السكان المنكوبين وموتهم. لذلك، يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لتجنب استخدام البنية التحتية المتضررة وتوصيل الإمدادات بسرعة مثل الماء والغذاء للمحتاجين والمعدات اللازمة لفرق الإغاثة.

توفير الاتصال بالإنترنت

في أعقاب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، تضررت البنية التحتية الخاصة بالاتصالات، مثل أبراج الاتصالات الخلوية وشبكات الكهرباء التي توفر الطاقة. أبلغ الكثير من الناس عن صعوبة في التواصل مع أقاربهم أو فرق الإنقاذ، حتى إن إيلون ماسك عرض على الحكومة التركية توفير خدمة الإنترنت الفضائي من شركة ستارلينك مجاناً للمساعدة على التواصل في الأماكن المتضررة.

لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن هناك طائرات درون يمكن استخدامها كبديل عن أبراج اتصالات الهواتف الخلوية أو لبث شبكة واي فاي مؤقتاً، دون الحاجة إلى أي كابلات أو خطوط طاقة.

اقرأ أيضاً: الطائرات المُسيَّرة تقدم حلاً فعّالاً لإعادة زراعة الغابات المحترقة

تقييم الأضرار

بعد حدوث الكوارث، تجد فرق الإغاثة صعوبة في تقييم الأضرار الهيكلية التي تعرضت لها الأبنية والمنشآت. هذا الأمر قد يعرقل جهود الإغاثة، ويمنع المنقذين من الوصول إلى الأبنية التي تبدو على وشك الانهيار أو يمكن أن تتعرض لانفجارات.

يمكن أن تساعد طائرات الدرون في تقييم الضرر بسرعة ودون تعريض الأرواح للخطر، تأتي هذه الطائرات بأحجام مختلفة، منها صغيرة الحجم للغاية وتستطيع الوصول إلى داخل أي مبنى أو أي شق في منشأة. كما أنها مزودة بكاميرات تصوير عالية الدقة تمنح الخبراء القدرة على إجراء تقييم شامل للضرر.

في بعض الحالات، تكون طائرات الدرون مفيدة لتجنب حدوث مزيد من الضرر. على سبيل المثال، يمكن استخدامها لتحديد أنابيب الغاز المكسورة، ما يساعد فرق الإغاثة في إيقاف ضخ الغاز فيها وتجنب حدوث انفجارات أو حرائق.

عيوب استخدام طائرات الدرون في عمليات الإنقاذ

على الرغم من أن الطائرات بدون طيار تؤدي دوراً في دعم جهود الإغاثة، فإن هناك بعض العيوب التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار، منها أن هذه الطائرات قد تعيق جهود الإنقاذ حين يتم استخدامها من قبل أشخاص لا يملكون خبرة أو دون تنسيق مع فرق الإغاثة، كما أنها يمكن أن تؤثر على الطائرات المدنية والمروحيات التي قد تكون ضرورية لإيصال الإمدادات. يجب ألا ننسى أيضاً أن هذه الطائرات عرضة للهجمات السيبرانية والقرصنة التي قد تجعلها غير قادرة على تنفيذ مهامها.

اقرأ أيضاً: هل تستطيع طائرة مسيَّرة عن بعد أن تُسقط طائرة ركاب؟

مستقبل طائرات الدرون في الاستجابة للكوارث

في الحالات المذكورة أعلاه وغيرها، يتم استخدام طائرات الدرون من أجل الإغاثة والاستجابة للكوارث. ومع تطور هذه الطائرات وانخفاض أسعارها، سيتم الاعتماد عليها أكثر. في المستقبل، من المرجح أن يتم دمج أجهزة استشعار متطورة ومدعومة بالذكاء الاصطناعي فيها، لتصبح قادرة على استشعار الروائح والحرارة والتعرف على الأحياء تحت الأنقاض أو المواد الخطيرة التي يجب التعامل معها بحذر.