دراسة أميركية تظهر تدهور صحة الأجيال الجديدة مقارنة بالآباء والأجداد

2 دقائق
صحة الأجيال الجديدة مقارنة بالآباء والأجداد
الصورة الأصلية: جوني كوهين عبر أنسبلاش | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كشفت دراسة أميركية أن الأجيال الشابة تُظهر تراجعاً مقلقاً في المؤشرات الصحية العامة مقارنة بآبائهم وأجدادهم عندما كانوا في نفس العمر.

اتجاه مثير للقلق

أوضحت الدراسة -التي أجراها باحثان من جامعة أوهايو ونشرت الأسبوع الماضي في المجلة الأميركية لعلم الأوبئة- أن هذا الاتجاه “المثير للقلق” يشمل الصحة العقلية والجسدية والسلوكيات لأفراد الجيل إكس (Generation X) والجيل واي (Generation Y).

والجيل إكس أو الجيل العاشر هو مصطلح يشير إلى الفئات السكانية التي ولدت في الفترة بين منتصف الستينيات إلى أوائل الثمانينيات من القرن العشرين. أما الجيل واي أو جيل الألفية فيستخدم لوصف الفئات السكانية التي ولدت في الفترة بين عامي 1981 و1996.

ووجدت الدراسة أن أفراد الجيلين يظهران معدلات صحة جسمانية أقل، ومستويات أعلى من السلوكيات غير الصحية مثل تعاطي الكحول والتدخين، بالإضافة إلى مؤشرات على المزيد من الاكتئاب والقلق، وذلك مقارنة بجيل طفرة المواليد (Baby boomers) الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية في الفترة بين عامي 1946 و1964.

واستخدم الباحثان بيانات مستمدة من استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية الذي أجراه المركز الوطني الأميركي للإحصاءات الصحية (NCHS) خلال الفترة (1988-2016)، واستقصاء مقابلة الصحة الوطنية الذي أجراه المركز نفسه خلال الفترة (1997-2018).

تراجع مستويات الصحة الجسدية

لقياس مستويات الصحة الجسدية، استخدم الباحثان ثمانية مؤشرات على حالة تسمى متلازمة الأيض (Metabolic syndrome)، وهي مجموعة من الاضطرابات الصحية التي تنتج بشكل أساسي عن زيادة الوزن والسمنة، وتزيد خطر الإصابة بداء السكري وأمراض القلب والكلى والسكتة الدماغية.

وتتضمن المؤشرات التي استخدمتها الدراسة: محيط الخصر وضغط الدم ومستوى الكوليسترول ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، بالإضافة إلى نقص الألبومين في البول، الذي يعد أحد مؤشرات الإصابة بالالتهاب المزمن، ومعدل تصفية الكرياتينين وهو مؤشر على أداء وظائف الكلى.

وتوصلت الدراسة إلى أنه بالنسبة للسكان البيض، كانت الزيادات في متلازمة الأيض هي السبب الرئيسي في تراجع الصحة الجسدية، في حين زادت نسبة الإصابة بالالتهاب المزمن لدى الأميركيين السود، خاصة الرجال.

الوجبات السريعة
مصدر الصو رة: كريستوفر ويليامز عبر أنسبلاش

ونقل موقع جامعة أوهايو عن هوي تشنج، المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ علم الاجتماع بالجامعة، قولَه: “إن الأوضاع الصحية المتدهورة التي وجدناها في الجيل إكس والجيل واي مقلقة”، مضيفاً أن هذه النتائج قد تكون مجرد تحذير مبكر لما سيأتي.

وتابع: “لا يزال أفراد الجيلين إكس وواي صغاراً في السن نسبياً؛ لذلك ربما نقلل من شأن مشاكلهم الصحية. عندما يتقدمون في السن وتصبح الأمراض المزمنة أكثر انتشاراً، سيكون لدينا رؤية أفضل لحالتهم الصحية”.

وعلى الرغم من أن الدراسة لا تشرح بشكل كامل الأسباب الكامنة وراء هذا التدهور الصحي، إلا أن الباحثَيْن لاحظا أمرين هامين: الأول أن التدخين لا يمكن أن يفسر هذا التراجع في مستويات الصحة، والآخر أن السمنة -بالرغم من أنها قد تساعد في تفسير الزيادة في متلازمة الأيض- لا تفسر هذه الزيادات الملحوظة في معدلات الالتهاب المزمن.

ارتفاع مستويات القلق والاكتئاب

يقول تشنج إن المؤشرات الصحية العامة لا تمثل مصدر القلق الوحيد لأفراد الأجيال الشابة، فقد أظهرت النتائج أن مستويات القلق والاكتئاب زادت بين المواليد البيض من كل الأجيال التالية لجيل أطفال الحرب (مواليد 1943-1945). أما بالنسبة للسود، فقد ارتفع هذان المؤشران لدى جيل طفرة المواليد، إلا أن المعدل ظل ثابتاً منذ ذلك الحين.

وفيما يتعلق بالسلوكيات الصحية، تظهر الدراسة تزايد احتمالية الإفراط في تناول الكحوليات عبر الأجيال للذكور البيض والسود. كذلك بلغ احتمال استخدام مخدرات الشوارع ذروته في أواخر جيل طفرة المواليد، ثم انخفض بعد ذلك، قبل أن يرتفع مرة أخرى.

في النهاية، يوضح تشنج أن الولايات المتحدة شهدت في الفترة الأخيرة بالفعل انخفاضاً في متوسط العمر المتوقع وزيادات في معدلات الإعاقة والإصابة بالأمراض، محذراً من أنه “دون تدخلات سياسية فعالة، فإن هذه الاتجاهات المزعجة لن تكون مؤقتة”.