زرع للخلايا الجذعية قد يوقف السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالعمى

2 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قد يكون زرعٌ لعين مكون من طبقة رقيقة من الخلايا الجذعية الجنينية البشرية علاجاً فعالاً لشكل شائع من فقدان البصر.

قام باحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا بتنمية أغشية الخلايا الجذعية في مختبر معقم لمدة شهر، ثم أدخلوها في عيون أربعة أشخاص يعانون من التنكس البقعي “الجاف”، وهو السبب الرئيسي للعمى في الدول المتقدمة. حيث سيقدر عدد الأشخاص الذين يعانون من التنكس البقعي في العالم بنحو 196 مليون شخص بحلول عام 2020.

يعاني الأشخاص المصابون بالنوع الجاف من المرض من ترقق تدريجي في ظهارة الصباغ الشبكية، وهي طبقة من الخلايا التي تدعم وتغذي المستقبلات الضوئية الحساسة للضوء. وبدون هذه الطبقة الحيوية التي يهدف الزرع إلى استبدالها، تموت الخلايا المستقبلة للضوء أيضاً، ويفقد الأشخاص بصرهم ببطء.

وقد راقب الباحثون المرضى الأربعة على مدى عامل كامل، ووجدوا أن بصرهم لم يتراجع. كانت الدراسة تهدف إلى اختبار سلامة الزرع، لذلك شملت مرضى التنكس البقعي المتقدم فقط. ويقول مؤلف الدراسة أمير كاشاني إنه وبسبب ذلك لم يكن يتوقع حدوث تحسن في الرؤية. “ولكن بعد الجراحة، تمكن أحد المرضى من قراءة 17 حرفاً إضافياً على مخطط العين مقارنة بما قرأه قبل الجراحة”.

وتمكّن اثنان من المرضى أيضاً من تركيز نظرهما بشكل أفضل من ذي قبل. وقد ظهرت النتائج في الرابع من أبريل 2018 في مجلة “علوم الطب الانتقالي”. ويعتقد كاشاني أن الزرع سيكون أكثر فعالية للأشخاص المصابين في المراحل المبكرة من المرض.

عندما تم استخلاص الخلايا الجذعية لأول مرة من الأجنة البشرية قبل 20 عاماً، تعجب العلماء من قدرتها على التحول إلى أي نوع من الخلايا في الجسم، واعتقدوا أنها ستُستخدم قريباً لعلاج جميع أنواع الأمراض، من اضطرابات العين إلى مرض السكري. لكن هذا الحلم لم يتحقق بعد، حيث لا توجد علاجات بالخلايا الجذعية الجنينية تمت الموافقة عليها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وقد أظهرت معظم الدراسات البشرية لمثل هذه العلاجات نتائج غير ملفتة للنظر.

فعلى سبيل المثال، حاول الباحثون حقن خلايا جذعية جنينية مباشرة في العين، لكن الخلايا غيرت موضعها في العين ولم تكن فعالة جداً. يقول كاشاني: “إن السبب الذي يشجعنا هو أننا نستبدل الخلل التشريحي الدقيق الذي يسبب المرض”.

وأفاد فريق بحث آخر، في مستشفى مورفيلدز للعيون في لندن مؤخراً أن رقعة مشابهة من الخلايا الجذعية قاموا بتطويرها كانت قادرة على إعادة البصر لمريضين يعانيان من الشكل الرطب للتنكس البقعي، والذي يحدث بسبب تسرب الأوعية الدموية غير الطبيعية إلى الجزء المركزي من شبكية العين.

ولكن كلا الدراستين كانتا صغيرتين ولم يكن لديهما مجموعات تحكم للمقارنة، لذا من الصعب معرفة ما إذا كان يمكن إعادة الفضل في الفوائد المتصورة إلى علاجات الخلايا الجذعية.

يقول بول كنوبفلر، عالم الأحياء المتخصص في الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا ديفيس، إن العمل على العلاج بالخلايا الجذعية كان بطيئاً بسبب مخاطر السلامة الهائلة التي تنطوي عليها. ويقول: “لقد رأينا المضاعفات الخطيرة لحدوث أي خطأ بسبب اختصار إجراءات العلاج بالخلايا الجذعية من قبل العيادات التي تهدف إلى الربح”.

ففي العام الماضي، على سبيل المثال، تعهدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية باتخاذ إجراءات صارمة ضد العيادات غير الشرعية التي سببت العمى للمرضى الذين عن طريق حقن العين بالخلايا الجذعية المشتقة من دهون الإنسان.