خطة بيل جيتس لمواجهة كورونا في الولايات المتحدة

2 دقائق
الصورة: شاترستوك
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في عام 2015، وفي أعقاب تفشي فيروس إيبولا في غرب إفريقيا، استشرف بيل جيتس في مشاركة له في مؤتمرات تيد إمكانية ظهور وباء عالمي لسنا مستعدين لمواجهته. وقال في مشاركته تلك: “لقد استثمرنا الكثير في الردع النووي، والقليل جداً في نظام احتواء الأوبئة”. وفي وقتها، دعا جيتس إلى تطوير “نظام صحي قوي في البلدان الفقيرة” و”تجهيز فرق طبية متنقلة مدعومة من قبل الجيش” للاستفادة من القدرات العسكرية في التحرك بسرعة وتعزيز “الأبحاث في مجال اللقاحات وأدوات التشخيص”.

واليوم، ومع تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة مرتبة 200,000 مصاب، يقول جيتس إن الولايات المتحدة قد أضاعت الفرصة الأولى لاحتواء المرض، لكن “الفرصة لاتخاذ القرارات الهامة لم تغلق بعد”.

وفي مقالة افتتاحية في صحيفة واشنطن بوست، عرض جيتس خطة مكونة من ثلاثة إجراءات ضرورية لمواجهة وباء كوفيد-19 وهي:

نهج مُتّسق للإغلاق الشامل:

دعا جيتس إلى تبني “نهج متسق على المستوى الوطني” في ما يخص إجراءات الإغلاق والعزل. وأشار إلى أن بعض الولايات لم تلتزم بتوصيات مسؤولي الصحة واستمرت في فتح شواطئها ومطاعمها للناس، واعتبر ذلك بمنزلة “وصفة لوقوع الكارثة”؛ لأنه سيسمح بانتقال العدوى عبر حدود الولايات.

وأكد جيتس على ضرورة التقيّد الصارم بهذه التدابير إلى أن يبدأ عدد الإصابات في التراجع على مستوى البلاد، وهو ما “يمكن أن يستغرق 10 أسابيع أو أكثر” وفق قوله. ورأى أن أي تهاون في تطبيق الإغلاق الشامل سيؤدي إلى “تمديد فترة المعاناة الاقتصادية وارتفاع احتمال عودة الفيروس والتسبب في المزيد من الوفيات”.

تكثيف إجراء الاختبارات وتأمين المزيد منها:

شدّد جيتس على ضرورة أن تقوم الحكومة الفدرالية بتكثيف اختبارات الإصابة بالفيروس وإتاحتها بشكل أكبر بكثير. وأوضح أن ذلك من شأنه أن يساعد في اكتشاف المتطوعين المحتملين للتجارب السريرية وتحديد الوقت الذي يمكن عنده رفع إجراءات الإغلاق والعودة إلى الحياة الطبيعية. كما شجع على ابتكار أساليب فعالة لإجراء الاختبارات واستخدامها في جميع أنحاء البلاد.

لكنه رجح أن الاختبارات الموجودة لن تكفي الجميع؛ لذا دعا إلى تحديد أولويات واضحة حول من يخضع للاختبار أولاً. واقترح أن تُمنح الأولوية القصوى للعاملين في مجال الرعاية الصحية والمستجيبين الأوائل، يليهم أصحاب الأعراض الخطيرة، ثم أولئك الذين يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. ودعا إلى اتباع نفس السياسة فيما يتعلق بأقنعة الوجه وأجهزة التنفس الصناعي.

تبنّي نهج مُستند إلى البيانات لتطوير العلاج واللقاح:

ذكر جيتس في مقالته أن العلماء يعملون بالطاقة القصوى لتطوير العلاجات واللقاحات اللازمة، وأضاف أن القادة يمكنهم المساعدة من خلال تجنب إطلاق الشائعات التي تنشر الذعر. وضرب مثالاً على ذلك عندما اندفع الناس إلى شراء دواء الهيدروكسي كلوروكين وتخزينه لديهم حتى قبل أن يتم اعتماده كعلاج لكوفيد-19، مما أدى إلى صعوبة وصوله إلى المرضى الذين هم في أمس الحاجة إليه.

ورأى أنه ينبغي إطلاق تجارب سريعة تتضمن عدة علاجات محتملة، وإعلام الناس بنتائج هذه التجارب. وقال إنه “حالما نحصل على العلاج الفعال والآمن، يجب أن نضمن وصوله إلى أشدّ المرضى حاجةً له”.

وأكد جيتس أننا “في حاجة إلى لقاج آمن وفعال حتى نتمكن من القضاء على الوباء. فإذا قمنا بكل شيء على النحو الصحيح فقد نحصل على اللقاح بعد أقل من 18 شهراً“. وطالب جيتس بتوفير المنشآت اللازمة لصنع مليارات الجرعات من اللقاح فور التوصل إلى صيغته، متوقعاً أن تكون البلدان النامية أكثر عرضة للخطر من البلدان الغنية، لأنه “من الأصعب عليها القيام بإجراءات الابتعاد الاجتماعي والإغلاق الشامل”.

لقد أكد جيتس على أن الخيارات التي نتخذها سيكون لها أكبر الأثر في السيطرة على الوباء وتقليص مدة الإغلاق الشامل وتقليل عدد الوفيات. واختتم مقالته قائلاً: “ما زال أمامنا طريقٌ طويلة، لكنني أعتقد أننا إذا اتخذنا القرارات الصحيحة الآن، مستنيرين بالعلم والبيانات وخبرة المهنيين الطبيين، يمكننا إنقاذ الأرواح وإعادة البلاد إلى العمل”.