ما هي أنواع الثغرات الأكثر شيوعاً التي تشكل مدخلاً للهجمات السيبرانية؟

4 دقائق
ما هي أنواع الثغرات الأكثر شيوعاً التي تشكل مدخلاً للهجمات السيبرانية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Thapana_Studio
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تزداد قيمة البيانات يوماً بعد يوم، ويزداد أيضاً عدد الهجمات السيبرانية التي تهدف للوصول إلى بيانات الأفراد والشركات، هذا يفرض علينا اتباع إجراءات صارمة لتعزيز الأمن السيبراني، إذ يجب أن تكون كل شركة قادرة على حماية بياناتها وبيانات عملائها من أي خرق، وذلك عن طريق تطبيق استراتيجية فعالة وشاملة للكشف عن الثغرات الأمنية ومعالجتها قبل أن يستغلها القراصنة ومجرمو الإنترنت.

إن القدرة على إدارة الثغرات الأمنية بفعالية لن تساهم في تعزيز الأمن السيبراني فحسب، بل تساعد أيضاً في الحد من تأثير الهجمات الناجحة.

سنشرح في السطور التالية الأنواع الأكثر شيوعاً للثغرات الأمنية، وسنقدم بعض الإرشادات التي تساعد في تحديد هذه الثغرات وإدارتها بالشكل الصحيح.

ما هي الثغرات الأمنية؟

الثغرة الأمنية هي مصطلح يستخدم في مجال الأمن السيبراني ويشير إلى أي نقطة ضعف في نظام المعلومات الخاص بالشركة أو المؤسسة، والتي يمكن أن يستغلها القراصنة ومجرمو الإنترنت من أجل الوصول غير المصرح به للمعلومات والبيانات. يمكن أن تؤدي بعض الثغرات الأمنية حتى لو كانت صغيرة إلى نتائج خطيرة للغاية تشمل خرق النظام بالكامل.

تختلف الثغرات الأمنية عن التهديدات السيبرانية في أنها تكون موجودة في النظام بشكل مسبق، ونادراً ما يتم إنشاؤها من قبل القراصنة. إنها عبارة عن عيوب ونقاط ضعف موجودة في الشبكة أو أنظمة التشغيل وليست ناجمة عن هجوم سيبراني أو عمليات تصيد احتيالي.

اقرأ أيضاً: لماذا يسهل على القراصنة العثور على الثغرات الأمنية؟ جوجل تجيب

كيفية إدارة الثغرات الأمنية

يشير مصطلح إدارة الثغرات الأمنية إلى عمليات تحديد نقاط الضعف والثغرات الموجودة في النظام أو الشبكة وتصنيفها ومعالجتها. وفيما يلي ثلاث خطوات رئيسية يتم استخدامها لإدارة الثغرات الأمنية:

1. تحديد الثغرات واكتشافها

إن تحديد الثغرات الأمنية ونقاط الضعف هو العملية الأكثر أهمية، فمن خلالها يمكن تحديد الثغرات القابلة للاستغلال. يتم ذلك عادة باستخدام أدوات فحص الثغرات الأمنية التي يستخدمها خبراء الأمن السيبراني بحثاً عن أي تكوينات أو هياكل تبدو غير صحيحة في الشبكة والأنظمة، ومقارنتها مع الهياكل والتكوينات الصحيحة.

من الضروري أن يقوم خبراء الأمن السيبراني بإجراء فحوص دورية باستخدام هذه الأدوات من أجل الكشف عن الثغرات الأمنية الجديدة والتعامل معها.

2. تقييم الثغرات المكتشفة

بعد تحديد الثغرات الأمنية ونقاط الضعف، تأتي الخطوة التالية وهي تقييم المخاطر التي تشكلها هذه الثغرات، وتحديد المخاطر والتهديدات التي يمكن أن يستغلها مجرمو الإنترنت، وبذلك يستطيع خبراء الأمن السيبراني والمسؤولون عن حماية الأنظمة تحديد ما يجب فعله من أجل منع الأضرار الناجمة عنها.

3. معالجة الثغرات الأمنية

بمجرد تحديد الثغرات الأمنية وتقييم مدى خطورتها، هناك حاجة ضرورية إلى معالجتها. يتم هذا الأمر من خلال:

  • الإصلاح: يعني تصحيح الثغرات الأمنية بالكامل، وهو الحل المفضّل للثغرات الأمنية ويساهم في منع كل المخاطر الناجمة عنها.
  • التخفيف: يشمل التخفيف اتخاذ خطوات لتقليل احتمال استغلال الثغرة الأمنية إلى أن يتمكن خبراء الأمن السيبراني من إجراء عملية التصحيح.
  • القبول والتجاهل: في بعض الحالات، لا يتم اتخاذ أي إجراء لمعالجة الثغرة الأمنية إذا كانت الشركة أو المؤسسة قد صنفت الثغرة بأنها منخفضة المخاطر، أو إذا كانت تكلفة معالجة الثغرة الأمنية كبيرة مقارنة بحجم الخسائر التي يمكن أن تتكبدها الشركة في حال استغلال الثغرة، أو إذا كان تصحيح الثغرة يؤثر بشكل كبير على عمل الشركة.

اقرأ أيضاً: أحدث التهديدات السيبرانية التي تواجه الشركات في 2022

أنواع الثغرات الأمنية الأكثر شيوعاً

هناك عدد كبير من الثغرات الأمنية، ولا يمكن حصرها في قائمة. لكن بشكل عام، يمكننا الحديث عن الأنواع الأكثر شيوعاً وهي:

أخطاء تكوين النظام

تحدث أخطاء تكوين النظام نتيجة لأخطاء في الإعدادات أو عناصر التحكم، والتي يمكن استغلالها من قبل القراصنة عن طريق فحص الشبكة بحثاً عن أخطاء تكوين النظام والثغرات.

كلما كانت بنية المؤسسة الرقمية كبيرة، يزداد احتمال حدوث أخطاء في تكوين النظام، وهذا يتطلب وجود متخصصين خبراء في مجال الكشف عن هذه الثغرات ومعالجتها.

اقرأ أيضاً: ما هي أهم معايير وضوابط الأمن السيبراني؟

البرامج والأنظمة القديمة

في كثير من الحالات، تستخدم الشركات والمؤسسات برامج قديمة غير محدثة. يمكن أن تحتوي هذه البرامج على ثغرات أمنية غير مصححة، ما يساعد مجرمي الإنترنت على تنفيذ الهجمات وسرقة البيانات ذات القيمة. لتجنب هذه الثغرات، ينبغي أن يقوم المتخصصون في مجال الأمن السيبراني بالفحص والتأكد من أن كل البرامج التي يتم استخدامها هي برامج حديثة ولا تحتوي على أخطاء.

التهديدات الخبيثة داخل المؤسسة

يمكن أن يكون الموظفون هم السبب في حدوث الخرق الأمني عن قصد أو بغير قصد. على سبيل المثال، يمكن أن يشارك الموظفون عن طريق الخطأ بيانات تساعد المهاجمين على الوصول، أو يتواطؤون مع المجرمين من أجل تنفيذ عمليات الاختراق.

لتجنب حدوث ذلك، ينبغي تقسيم العمل ما بين الموظفين بحيث لا يكون أحدهم قادراً على الوصول إلى كل البيانات الخاصة بالشركة، أي جعل بنية العمل اللامركزية. بهذه الطريقة، لن يكون أي من الموظفين بقصد أو غير قصد قادراً على إحداث خرق كامل.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي على خبراء الأمن السيبراني في الشركة أن ينتبهوا لأي تغييرات أو عمليات دخول تبدو مشبوهة.

اقرأ أيضاً: ما هي أهم معايير وضوابط الأمن السيبراني التي تحمي الشركات من الهجمات السيبرانية؟

عدم تشفير البيانات أو استخدام تشفير ضعيف

من خلال التشفير، يمكن حماية البيانات التي يتم نقلها واستقبالها على شبكة الانترنت. يستطيع مجرمو الإنترنت بسهولة اعتراض البيانات، وإذا كان غير مشفرة أو كان تشفيرها ضعيفاً، يستطيعون معرفة ما فيها واستغلالها. لهذا السبب، ينبغي تشفير كل البيانات التي يتم إرسالها واستقبالها بشكل جيد.

ثغرات اليوم صفر

ثغرات اليوم صفر هي ثغرات يقوم المجرمون باستغلالها قبل أن تتمكن الشركة من التعرف عليها أو إصلاحها، ولا توجد أي طريقة تساعد في تجنبها. إنها ثغرات خطيرة للغاية لأن جميع الشركات ليست لديها وسيلة للدفاع ضدها، والحل الوحيد المتاح هو أن يبقى فريق الأمن السيبراني على اطلاع بآخر أخبار الثغرات الأمنية وخاصة ثغرات اليوم صفر ليتمكنوا من إصلاحها في أسرع وقت ممكن.