أحدث التطورات في تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة: القدرة على رؤية ما هو قادم حتى حول الزوايا

3 دقائق
أحدث التطورات في تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة: القدرة على رؤية ما هو قادم حتى حول الزوايا
حقوق الصورة: shutterstock.com/Gorodenkoff
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل السيارات ذاتية القيادة هي المستقبل؟ مع ازدياد الحاجة لوسائل تنقل أكثر أماناً وفاعلية، نتوقع أن تحدث السيارات ذاتية القيادة ثورة في صناعة النقل. ومع ذلك، على الرغم من التطورات العديدة في تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، لا تزال هناك تحديات يجب التغلب عليها قبل أن تصبح هذه السيارات حقيقة واقعة خصوصاً في المدن الكبيرة والمزدحمة.

يتمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه السيارات ذاتية القيادة في قدرتها على رؤية ما يحيط بها وتفسيره، لذلك يتم تزويد هذه السيارات بمستشعرات عديدة مثل الرادار والكاميرات والليدار (الاستشعار القائم على الليزر) كي تساعد السيارة على اكتشاف الأشياء أو العوائق المختلفة الموجودة في مسارها، لكن ماذا عن المخاطر المحتملة الموجودة خارج نطاق أجهزة الاستشعار الخاصة بالسيارة، لا سيما في شوارع المدينة المزدحمة حيث يمكن للمركبات المتوقفة والمشاة والعوائق الأخرى أن تحجب رؤية مستشعرات السيارة ذاتية القيادة خصوصاً حول الزوايا؟

هنا يحين وقت التقنية التي طوّرها جيمس لونج وفريقه في مشروع سيرف سيتي، التي تستخدم شبكة من الكاميرات على جانبي الطريق، لمساعدة السيارات ذاتية القيادة على “الرؤية” حول الزوايا وفوق العوائق، ما يمنح هذه السيارات نظرة أكثر شمولاً للبيئة المحيطة بها. فكيف تعمل هذه التقنية؟

اقرأ أيضاً: ما هي مستويات الاستقلالية في السيارات ذاتية القيادة؟ وما هو المستوى الذي وصلنا إليه الآن؟

استخدام كاميرات على جانبي الطريق لتحسين الرؤية

تشبه طريقة عمل هذه التقنية إلى حد ما الأشعة السينية. يستخدم هذا النظام كاميرات على جانبي الطريق لالتقاط صور للطريق أمام السيارة ذاتية القيادة، والتي يتم نقلها بعد ذلك إلى السيارة في الوقت الفعلي. يُتيح ذلك للسيارة تحديد المخاطر المحتملة التي قد تكون خارج نطاق أجهزة الاستشعار الخاصة بها، والتي قد يعوق عملها وجود السيارات المتوقفة على جانبي الطريق أو الحافلات الضخمة التي قد تحجب الرؤية.

تم اختبار هذه التقنية في شوارع وولويتش المزدحمة، جنوب شرق لندن، ونجحت في مساعدة السيارة ذاتية القيادة على توقع المشكلات والتنقل في حركة المرور المزدحمة بسلاسة أكبر. تستخدم السيارة ذاتية القيادة مزيجاً من الخرائط ثلاثية الأبعاد، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والرادار والليدار، بالإضافة إلى هذه التقنية لتحقيق تحكم أكثر دقة، ما يساعدها على تجنب الاصطدامات.

اقرأ أيضاً: الفوضى تفرض نفسها أمام السيارات ذاتية القيادة في العالم الحقيقي‎

مشروع سيرف سيتي

يعتبر هذا النظام جزءاً من مشروع سيرف سيتي الذي استمر تطويره ثلاث سنوات. هذا المشروع هو تعاون بين شركتي نيسان وهيتاشي أوروبا ومختبر أبحاث النقل وجامعة نوتنغهام وآخرين.

يستخدم مشروع سيرف سيتي سيارة نيسان الكهربائية من طراز ليف، والمجهزة بمجموعة من أجهزة الاستشعار والكاميرات التي تسمح لها بالتنقل في الشوارع المزدحمة. على مدى السنوات الثلاث الماضية، قطعت السيارات في مشروع سيرف سيتي نحو 2500 كيلومتر تقريباً من القيادة الذاتية دون وقوع حوادث خطيرة.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن أن تكون السيارات ذاتية القيادة أكثر أماناً على الطريق؟

توسيع حدود القيادة الذاتية

يركّز مشروع سيرف سيتي على توسيع حدود القيادة الذاتية خارج الطريق السريع إلى بيئات المدينة المعقدة. باستخدام كاميرات المرور على جانبي الطريق، يمكن للسيارة ذاتية القيادة أن تحصل على مجموعة واسعة من المعلومات لتحسين مجال الرؤية واتخاذ القرار الصحيح.

يمكن استخدام هذه التقنية لإنشاء نظام بيئي متكامل، حيث لا تعتمد السيارات ذاتية القيادة فقط على أجهزة الاستشعار الخاصة بها، ولكن بدلاً من ذلك تتواصل مع محيطها ومع المركبات الأخرى الموجودة في ذلك المحيط. 

سيؤدي ذلك إلى تقليل الازدحام وتحسين السلامة المرورية من خلال السماح للسيارات ذاتية القيادة بتوقع المخاطر المحتملة خارج نطاق رؤيتها.

اقرأ أيضاً: ما هي أحدث الأفكار في تصميم السيارات ذاتية القيادة التي يمكنها الذهاب إلى أي مكان؟

مستقبل السيارات ذاتية القيادة

بينما أظهر مشروع سيرف سيتي نتائج واعدة، نجد أن الأمر سيستغرق بضع سنوات قبل أن تصبح السيارات ذاتية القيادة مشهداً مألوفاً في المدن. 

تعد الحاجة إلى إعداد البنية التحتية وتطوير خرائط ثلاثية الأبعاد عالية الدقة لكل منطقة يتم استخدامها فيها تحدياً كبيراً يجب التغلب عليه. وعلى الرغم من ذلك، فإن مستقبل السيارات ذاتية القيادة يعتبر مستقبلاً مشرقاً. 

ولكي يصبح هذا المستقبل المشرق حقيقة واقعة، يجب تطوير أنظمة الاتصال بين المركبات ذاتية القيادة والبنية التحتية المركزية، وكذلك مع المركبات الأخرى.

يعتبر مشروع سيرف سيتي أحد الأمثلة على العديد من المشاريع والمبادرات البحثية التي تهدف إلى تطوير أنظمة سيارات ذاتية القيادة آمنة وفعّالة. من خلال استخدام مجموعة من المستشعرات والتقنيات المختلفة، يخطو الباحثون خطوات كبيرة في التغلب على التحديات التقنية واللوجستية للقيادة الذاتية.

اقرأ أيضاً: هل يتعين علينا تقبّل انتشار السيارات ذاتية القيادة على الطرقات دون أن نميزها؟

نظراً لأن السيارات ذاتية القيادة أصبحت أكثر شيوعاً على طرقنا، فإن لديها القدرة على إحداث ثورة في طريقة تنقلنا، وجعل طرقنا أكثر أماناً، وتقليل الازدحام المروري، وبالتالي تحسين جودة الحياة.