تعرف على الفلسطيني الأردني سميح دروزة الذي نقل الدواء العربي من استخدامه المحليّ إلى الشهرة العالمية

2 دقائق
مصدر الصورة: أمازون
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

النشأة والدراسة

ولد سميح دروزة في مدينة نابلس في فلسطين سنة 1930، ودرس المرحلة الابتدائية في مدينة يافا، وما لبث لاحقاً أن حصل على منحة دراسية من الكلية العربية في القدس، ومن ثم انتقل مع عائلته إلى مدينة عمان في الأردن بعد نكبة 1948، ولكنه لم يبقَ هنالك طويلاً؛ إذ التحق سنة 1949 بالجامعة الأميركية في بيروت من أجل دراسة الكيمياء، وهناك تلقى نصيحة من أحد أساتذته بتغيير اختصاصه الدراسيّ ليصبح الصيدلة، وهي النصيحة التي سيكون لها أثرٌ كبيرٌ في حياته لاحقاً وتقوده لأهم إنجازاته.

أنهى دروزة تعليمه الجامعي في بيروت سنة 1954، وقد استكمله لاحقاً عبر الحصول على شهادة الماجستير سنة 1964 من كلية سانت لويس للصيدلة في ولاية ميسوري الأميركية، وذلك باختصاص الصناعة الدوائية.

المسيرة المهنية

بعد إنهائه مرحلة التعليم الجامعي في بيروت، عاد دروزة إلى عمان محاولاً البحث عن عملٍ في مجال الصيدلة، إلا أنه لم يتمكن من ذلك في بداية الأمر؛ ما دفعه للعمل مع زوجته في مجال التدريس في بلدة مرجعيون جنوب، لبنان وذلك لمدة عام واحد، وعاد بعدها إلى الأردن ليعمل في مجال الصيدلة لعدة سنوات، حيث اشترى صيدلية ودفع ثمنها على مدى عدة سنوات. 

بقي دروزة يعمل في مجال الصيدلة حتى سنة 1963 عندما حصل على منحة دراسية وذهب إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليحصل على شهادة الماجستير في مجال الصناعة الدوائية. وانضم فوراً بعد تخرجه إلى شركة إيلي ليلي للصناعات الدوائية، وبعد فترة انتقل إلى بيروت، حيث عمل ممثلاً للشركة في منطقة الشرق الأوسط، وهو العمل الذي بقي فيه حتى 1976.

الإنجاز الأكبر: شركة الحكمة للصناعات الدوائية

عاد سميح دروزة إلى عمان مرةً أخرى من أجل العمل على تحقيقٍ حلمٍ راوده وآمن به: تأسيس شركة صناعات دوائية عربية، قادرة على المنافسة مع الشركات الأجنبية العاملة في المنطقة العربية، والانطلاق بها نحو العالمية، وبدأ العمل على تحقيق حلمه سنة 1978، أي عندما كان يبلغ من العمر 48 سنة. بدأ دروزة العمل على مشروعه الكبير عبر تعاونٍ مع شركاء في الأردن وإيطاليا، حيث كانت الانطلاقة على شكل مشروع مشترك مع شركةٍ إيطالية، الذي تمكن دروزة من تحويله إلى شركةٍ أردنية خالصة، وهي شركة الحكمة.

تمكنت شركة الحكمة خلال وقتٍ قصير من تحقيق نموٍ كبير ونجاح ضخم على صعيد المنطقة العربية ودول الشرق الأوسط، وهو ما دفع دروزة لأخذ الشركة نحو الخطوة التالية، أي المنافسة في الأسواق العالمية. وبعد عمل جادٍ ومطول لتطوير وتحسين أساليب الإنتاج وتحقيق أعلى معايير التصنيع العالمية، تمكنت شركة الحكمة من الحصول على موافقة إدارة الأغذية والدواء الأميركية (FDA) سنة 1995، لتصبح أول شركة دوائية عربية قادرة على بيع الأدوية في السوق الأميركيّ. لم يقتصر نمو الشركة على الولايات المتحدة الأميركية فقط، بل امتد أيضاً ليشمل دول الاتحاد الأوروبي، وهكذا توسعت الشركة بشكلٍ هائل حتى أصبحت اليوم تمتلك منشآت تصنيعية في 11 دولة مختلفة حول العالم، ومبيعات في أكثر من 50 دولة حول العالم. بقي سميح دروزة على رأس شركة الحكمة حتى سنة 2014، حيث تقاعد رسمياً، وبقي رئيساً فخرياً للشركة حتى وفاته سنة 2015. 

نشاط سياسي ومجتمعي وأعمال فكرية

تم اختيار سميح دروزة سنة 1995 ليشغل منصب وزير الطاقة والثروة المعدنية في الحكومة الأردنية، وهو المنصب الذي بقي فيه حتى سنة 1996، كما كان أحد المستشارين الاقتصاديين لملك الأردن.

آمن سميح دروزة بأهمية التعليم ودوره في تحقيق النمو والتطوير؛ ولذلك ساهم في تأسيس العديد من المشاريع التعليمية، مثل مدرسة الشوبك التي تم تأسيسها سنة 2008، ومعهد سميح دروزة للصيدلة الصناعية في جامعة بيرزيت في فلسطين سنة 2010، وإطلاق مؤسسة دروزة التي تقدم منحاً تعليمية للطلاب الفلسطينين والأردنيين.

في المجال الفكري، قام سميح دروزة بتلخيص تجربته الريادية في مجال الأعمال عبر إصداره لكتابين، حمل الأول عنوان: دروس لتطوير شركة بقيمة تفوق مليار دولار (Lessons to Grow a Billion-Dollar Company)، أما الكتاب الآخر فيحمل طابعاً شخصياً أكثر؛ حيث يركز فيه سميح على قصته وتأسيسه لشركة الحكمة، وحمل الكتاب عنوان: بناء نجاح عالمي: قصة سميح دروزة وصعود شركة الحكمة (Building a Global Success: The Story of Samih Darwazah and the Rise of Hikma).