10 طرق لتسريع الانتفاع بخدمات الصحة الرقمية في المملكة العربية السعودية

10 دقائق
10 طرق لتسريع الانتفاع بخدمات الصحة الرقمية في المملكة العربية السعودية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ PopTika
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تزوّد التكنولوجيا الرقمية أنظمة الرعاية الصحية بفوائد جمة، منها: خدمات رعاية منسقة بدرجة أفضل، ورصد لحظي للأمراض المزمنة، وتشخيصات أدق، وعلاجات أشد فعالية، وتجربة مريحة لكل من المريض والطبيب. كما تعود الرعاية الصحية الرقمية بفوائد اقتصادية كبيرة، ووفورات في التكاليف يمكن إعادة استثمارها في مجالات صحية أخرى لها أولوية. وفي بحث صدر عام 2020، قدّر مركز ماكنزي العالمي للأبحاث أن الأجهزة المتصلة والشبكات المتقدمة في مجال الرعاية الصحية يمكن أن تحقق ما بين 250 مليار دولار إلى 420 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2030.

ويمكن أن تؤدي خدمات الرعاية الصحية الرقمية دوراً حيوياً في المملكة العربية السعودية، سعياً إلى زيادة كفاءة الرعاية الصحية وتحقيق نتائج أفضل، وما يصل إلى 27 مليار دولار بحلول عام 2030. وقد اتخذت المملكة بالفعل العديد من الخطوات في هذا الاتجاه، بدءاً من تنفيذ برنامج تحول قطاع الرعاية الصحية في إطار رؤية السعودية 2030 منذ عام 2016، بغرض تحسين كفاءة وجودة الرعاية الصحية وتطوير تجربة المريض. وفي البداية، ركزت جهود خدمات الصحة الإلكترونية على رقمنة بيانات مزودي الحلول والابتكارات في سجلات صحية إلكترونية، وتطبيق أنظمة إدارة تدفق العمل السريري. ومنذ تفشي جائحة كوفيد-19، توسعت المملكة في تطبيق حلولها الرقمية، فشملت حلولاً محورها المستهلك، من قبيل الرعاية الافتراضية.

اقرأ أيضاً: كيف ستنعكس رقمنة خدمة الوصفات الطبية على المرضى ومقدمي الرعاية الصحية؟

وفي سبيل دراسة الفوائد الاقتصادية التي يمكن للمملكة تحقيقها بزيادة الاعتماد على تكنولوجيا الرعاية الصحية الرقمية، تعاونت ماكنزي مع مركز تعزيز الرعاية الصحية الحكيمة في تنفيذ تحليل كمي ونوعي. إذ يمكن لابتكارات الرعاية الصحية أن توفر مزايا اقتصادية تزيد على 15 مليار دولار إلى 27 مليار دولار للنظام الصحي ككل في عام 2030؛ وهو ما يشمل: وزارة الصحة ومؤسسات مزودي الخدمات ودافعي الرسوم والأطباء والمرضى، وهو رقم يفوق ما تتوقعه معدلات التطبيق الحالية (انظر العمود الجانبي “منهجية احتساب المنفعة الاقتصادية”). ويمثل هذا الرقم 10 إلى 15% من إجمالي الإنفاق الصحي المتوقع للمملكة في عام 2030، والذي يمكن إعادة استثماره في مجالات أخرى علاوة على تطوير المخرجات التي يتلقاها المرضى.

ونقدم في هذا المقال عشر طرق يمكن لمجموعات الأطراف المعنية أن تسرع بها تحقيق هذه الفوائد.

10 مسرعات لتبني خدمات الصحة الرقمية

يمكن للأطراف المعنية المساهمة في تسريع تحقيق قيمة الصحة الرقمية في المملكة العربية السعودية . والفئات الأربع الرئيسية للأطراف المعنية هي: شركات التكنولوجيا والمستثمرون والموردون والدافعون وأصحاب الاستراتيجيات. ولتحديد المسرعات ذات الإمكانات الأكبر للمملكة، نظرنا في أمثلة حول كيفية تسريع الأطراف المعنية لتنفيذ الرعاية الصحية الرقمية وزيادة معدلات تبني خدماتها، ما أدى بدوره إلى تحسين نتائج المرضى. ولقد أعطينا الأولوية لهذه المسرعات بناءً على جدواها وقدرتها على إحداث تأثير كبير على المستوى الوطني.

اقرأ أيضاً: باستخدام أدوات إدارة سلاسل التوريد: الذكاء الاصطناعي يساعد على معالجة مشاكل الرعاية الصحية

شركات التكنولوجيا ومستثمروها

يجب على شركات التكنولوجيا والمستثمرين التفكير في مواصلة البحث في نتائج استخدام التكنولوجيات الرقمية، بالإضافة إلى زيادة تركيزهم على تجربة المستخدم (المريض).

1- تحقيق التأثير من خلال البحث في المخرجات

تقوم صناعة الرعاية الصحية على الأدلة. ويجب أن تثبت التكنولوجيات الرقمية الجديدة أن بإمكانها أن يكون لها تأثير مفيد في صحة المرضى حتى يتسنى للأطباء تبنيها. وفي الولايات المتحدة، تقدم شركة “بيتر ثيرابيوتيكس” (Better Therapeutics)، المعروفة سابقاً باسم “فير ويل” (FareWell)، منتجاً رقمياً لحالات أمراض القلب والأوعية الدموية بناءً على مبادئ الصحة السلوكية. وأظهرت دراسة طولية لمستخدمي المنصة انخفاضاً بمعدل 0.8 نقطة في الهيموغلوبين السكري HbA1c لدى مستخدميها من مرضى السكري.  ومن خلال جمع أدلة واقعية توضح كيف تضيف تكنولوجياتها قيمة، وتحسّن النتائج، تشجّع بيتر قيرابيوتيكس على تبني هذه الخدمة الرقمية وتجذب الاستثمار فيها.

2- دراسة قابلية الاستخدام وخبرات التطبيق من خلال مبادئ محورها الإنسان

تتزايد أهمية تجربة المستخدم في ابتكارات الرعاية الصحية الرقمية. وأظهر استطلاع أجرته ماكنزي في أغسطس 2021 أن 15% من المشاركين في الولايات المتحدة ممن لديهم طبيب رعاية أولية قاموا بتغيير مزودي الخدمة في العام الماضي. ومن بين أولئك الذين غيروا الخدمة، ذكر 35% سبباً أو أكثر يتعلق بأهمية تجربة المريض.

يمكن للشركات التي تطور الحلول أن تتبنى نهجاً يركز على الإنسان وأساسه جودة التصميم، باستخدام البحث الإثنوغرافي لتحديد “نقاط الألم” لدى المستخدم وترسيم العديد من رحلات المريض للرعاية الأولية أو لحالات مختلفة، مثل مرض السكري والحمل. وفي النهاية، تدعم بيانات المرضى هذه وضع منظومة بيئية رقمية للرعاية الصحية تعزز تجربة المستخدمين وعائلاتهم.

على سبيل المثال، تقوم إحدى الشركات المزودة لبرامج السجلات الصحية الإلكترونية العالمية بإجراء “رحلات استغراقية”، حيث يقوم مطورو البرامج بزيارة مزودي الخدمة لمعرفة كيفية استخدامهم لنظام السجلات الصحية الإلكترونية، واكتساب فهم أفضل للمشكلات التي تواجه مزودي الخدمات أثناء تقديم الرعاية. ويمكن لشركات التكنولوجيا الطبية العاملة في المملكة وتلك التي تسعى لتنفيذ أنظمة مجربة وموثوقة استخدام نهج التطوير التكراري الذي يركز على العنصر البشري للتأكد من أن منتجها أو خدمتها الرقمية تلبي احتياجات المستخدم ولتشجيع تبنيها.

اقرأ أيضاً: ما فوائد استخدام الواقع الافتراضي في تدريب طلاب الطب ومتخصصي الرعاية الصحية؟

مزودو الرعاية الصحية

يجب على المؤسسات التي تقدم الرعاية الصحية النظر في حوافز تشجع المتخصصين على تبني التكنولوجيات الرقمية وتطوير المواهب والقدرات الرقمية وإشراك المهنيين في صنع القرار المتعلق بتبني التكنولوجيا.

3- تقديم حوافز للعاملين في الرعاية الصحية

يتبين من نماذج عدة في جميع أنحاء العالم أن من شأن تقديم الحوافز المصممة بعناية أن تشجع مزودي الرعاية الصحية على تبني خدمات الرعاية الصحية الرقمية. وعلى سبيل المثال، وخلال سعيها للتجاوب مع جائحة كوفيد-19، غيّرت المراكز الأميركية للخدمات الطبية والرعاية الطبية في عام 2021 جدول رسوم الأطباء بحيث تعوضهم عن الأنشطة المرتبطة بمراقبة المرضى عن بُعد، والوقت الذي يخصصونه شخصياً أو من خلال القنوات المتصلة. وتتوقع هذه المراكز أن يزيد هذا البرنامج من إتاحة خدمات الرعاية الصحية عن بُعد ومراقبة المرضى عن بُعد. وعلى الرغم من أن المراكز لم تلتزم باستمرار هذا التغيير، فإن البرامج المماثلة في دول أخرى يمكن أن تزيد من إتاحة الرعاية الصحية عن بعد ومراقبة المرضى عن بعد إذا استمرت. وستحتاج الجهات الحكومية إلى مراقبة ما إذا كانت التغييرات في سداد تكاليف الخدمات الصحية عن بُعد تؤثر في رعاية المرضى أم لا، وبشكل مباشر أم غير مباشر.

يخضع مزودو الخدمات من القطاع العام حالياً لبرنامج تحول إلى مؤسسات رعاية خاضعة للمساءلة. ويمكن تنفيذ برنامج حوافز مماثل بمجرد إنشاء المنظومة الجديدة.

اقرأ أيضاً: مستقبل الرعاية الصحية: كيف ستغير جائحة كوفيد-19 الرعاية الصحية خلال العقود القادمة؟

4- الشمول الرقمي لصقل المواهب وتطوير القدرات

يمكن لمزودي الرعاية الصحية في المملكة تشجيع اعتماد تكنولوجيات الرعاية الصحية الرقمية من خلال توسيع نطاق برامج الشمول في الرعاية الصحية الرقمية لمتخصصي الخدمة. ويمكن لبرامج التعليم الطبي المستمر صقل مهارات الرعاية الصحية الرقمية التأسيسية لأخصائيّ الرعاية الصحية، بما في ذلك الترميز الأساسي والأدوات مثل السجلات الصحية الإلكترونية وتطبيقات المرضى.

في فنلندا، قدمت جامعة أولو الانغمار الرقمي في الرعاية الصحية لطلاب الطب ومهن الرعاية الصحية الأخرى. وتتعاون الجامعة مع مشروع MEDigi الوطني الفنلندي، الذي يهدف إلى تعزيز قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية الرقمية من خلال التعليم المستهدف. وهدف البرنامج هو بناء جيل جديد من العاملين المؤهلين رقمياً.

سوف يكون بناء القدرات من أجل تحقيق الانغمار الرقمي عاملاً أساسياً في تعزيز تبني التطبيقات من قبل مختصي الرعاية الصحية، ويعد البرنامج الفنلندي نموذجاً عملياً. وفي المملكة، يمكن لمزودي الخدمات التعاون مع المؤسسات السعودية.

اقرأ أيضاً: كيف تساهم التكنولوجيا في تطوير الطب والرعاية الصحية؟

5- إشراك مهنيي الرعاية الصحية في إدراج الحلول التكنولوجية

بغية طمأنة المتخصصين في الرعاية الصحية واكتساب ثقتهم، يمكن للشركات المزودة للخدمة تقديم توضيح مفصل بشأن دعم الحلول المقترحة لخدمات رعاية المرضى وكيف يمكن للتكنولوجيا الجديدة أن تتكامل بسلاسة مع الأدوات الرقمية الحالية. وقد وجدت مراجعة بحثية حديثة علاقة مباشرة بين تبني الطبيب لحلول الرعاية الصحية الرقمية مثل التطبيب عن بعد ودرجة مشاركتهم وإدراكهم للوضوح في العملية. وقد تؤدي المبادرة بإشراك المتخصصين في الرعاية الصحية إلى زيادة فرص النجاح طويل الأجل للرعاية الصحية الرقمية.

في عام 2018، أعلنت كوريا الجنوبية عن خطتها لتطوير وتنفيذ نظام ذكاء اصطناعي محلي يسمى Dr. Answer، يمكنه أن يساعد في تشخيص وإدارة 8 أمراض، منها أمراض القلب وسرطان الثدي. وتم إطلاق البرنامج على مراحل على مدى 3 سنوات وشمل تعاوناً بين العشرات من ممثلي المستشفيات ومطوري تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وساعد Dr. Answer في أن تصبح كوريا الجنوبية رائدة عالمياً في تنفيذ الرعاية الصحية الرقمية. (17) وبعد نجاحه في كوريا الجنوبية، يجري اختباره اليوم في أسواق أخرى، من بينها المملكة العربية السعودية.

الجهات المسددة

يجب على الجهات المسددة النظر في تقديم حوافز للمؤسسات لاستخدام الوسائل الرقمية لقبول عمليات السداد. ويمكنها أيضاً تعزيز استخدام الأدوات الرقمية التي تعمل على تحسين إدارة الظروف الصحية وخفض التكاليف.

6-  تقديم برامج وحوافز السداد المؤسسية

تشهد المملكة حالياً تحولاً في نظام سداد تكاليف الرعاية الصحية للقطاع العام والذي قد يشهد إنشاء صندوق تأمين وطني جديد لإدارة عمليات السداد. وهنا، يمكن أن يصبح لتكنولوجيات الرعاية الصحية الرقمية دورٌ.

ومن النماذج المماثلة في الولايات المتحدة برامج التأمين الحكومية Medicare وMedicaid، والتي قدمت برامج تستخدم الحوافز الاقتصادية لتشجيع المؤسسات على تبني أنظمة سجلات الرعاية الصحية الإلكترونية وتنفيذها وتحديثها. وشجع البرنامج معظم المستشفيات الأميركية على التحول من السجلات الطبية المكتوبة إلى السجلات الطبية الإلكترونية، ما أدى إلى زيادة نسبة التبني إلى أكثر من 90% على الصعيد الوطني، وتوفير الدعم الجوهري لرعاية المرضى. وتطلب تنفيذ البرنامج مواجهة التحديات التي تضمنت عدم وجود قابلية التشغيل البيني بين أنظمة المؤسسات المختلفة وصعوبة تحقيق الحكومة عائداً على استثماراتها.

توفر ولاية ماساتشوستس الأميركية، برنامج حوافز إضافياً يسمى “الاستثمار في ابتكار الرعاية الصحية” HCII، والذي يسمح لمزودي الخدمات بالسعي للحصول على تمويل لبرامج التطبيب عن بعد التجريبية وغيرها من حلول الرعاية الصحية الرقمية. وساعدت HCII، التي صرفت 11.3 مليون دولار حتى الآن، في دفع الابتكار في نماذج تقديم الرعاية من خلال منح الأموال لبرامج التطبيب عن بعد التجريبية وغيرها من حلول الرعاية الصحية الرقمية.

اقرأ أيضاً: كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في جعل الرعاية الصحية أكثر عدلاً؟

في المملكة العربية السعودية، يمكن لشركات السداد في القطاع الخاص والقطاع العام، بمجرد تفعيلها، استخدام أساليب مماثلة لتشجيع المؤسسات على تبني أدوات وتكنولوجيات الرعاية الصحية الرقمية.

7- منح الأعضاء وصولاً مجانياً إلى مجموعة متنوعة من منتجات الرعاية الصحية الرقمية، بما في ذلك العلاجات 

يقدم مزودو الخدمات من القطاع العام وبعض شركات القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية بالفعل خدمة التطبيب عن بعد مجاناً للأعضاء. وفي القطاع العام، يتم تقديم هذا بشكل أساسي من خلال التطبيقات الحكومية. ويمكن للجهات الدافعة تنويع هذا العرض إلى نطاق أوسع من حلول الرعاية الصحية الرقمية المؤثرة إما بشكل مستقل وإما من خلال التعاون مع شركات التكنولوجيا الطبية. ويمكنها بعد ذلك أن تؤدي دوراً في تشجيع الأعضاء على تبني الرعاية الصحية الرقمية من خلال منحهم وصولاً مجانياً إلى هذه الخدمات، وبالتالي الاستفادة من تحسين نتائج المرضى، وانخفاض تكاليف الرعاية الصحية، وتحسين تجربة الأعضاء.

دخل عدد من شركات التأمين الصحي في الولايات المتحدة في شراكة مع  “لايفونغو” (Livongo)، وهي شركة تابعة لشركة “تيلادوك” (Teladoc)، لتزويد أعضائها ببرنامج شامل لإدارة مرض السكري رقمياً. ووجدت دراسة لبرنامج Livongo for Diabetes على مدى عام أن رفاه المرضى قد تحسن، وأن التكاليف الطبية المتعلقة بمرض السكري انخفضت بنسبة 22%. وأتاح البرنامج المجاني للأعضاء إمكانية الوصول إلى مجموعة من خدمات الرعاية الصحية الرقمية، بما في ذلك التدريب المتواصل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ومراقبة نسبة السكر في الدم التي ترسل البيانات مرة أخرى إلى الطبيب، والتوصيات الغذائية.

صنّاع السياسات

يجب على صناع السياسات في المملكة العربية السعودية النظر في تحديد أهداف للتبني الرقمي، ووضع تصميم لنظام الرعاية الصحية ككل، ووضع سياسات تكافئ استخدام التكنولوجيات التي تعمل على تحسين النتائج الصحية مع خفض التكاليف.

8- تنسيق أهداف الرعاية الصحية الرقمية الوطنية

ويمكن أن يؤدي ترسيم خارطة طريق واضحة للتبني الرقمي إلى تشجيع التنفيذ الأسرع وتوفير أساس لتقييم التقدم. وكما رأينا في الدول الأخرى، يمكن أن تتضمن خارطة الطريق موعداً مستهدفاً للمستشفيات العامة والخاصة لتحقيق معايير مجتمع أنظمة إدارة معلومات الرعاية الصحية HIMSS للمرحلتين 6 و7، وهما أعلى مراحل نضج تكنولوجيا الصحة الرقمية، والتي تتعامل مع السجلات الصحية الإلكترونية وإمكانيات التحليل.

وبالإضافة إلى الأهداف عالية المستوى، يمكن تقديم أهداف الرعاية الصحية الرقمية التكتيكية. على سبيل المثال، التطبيب عن بعد للرعاية الأولية واختيار زيارات لعيادات الرعاية المتخصصة، إلى جانب أهداف لمعدلات دقة الاستشارة عن بعد لتشجيع كفاءة وجودة رعاية أعلى. ويمكن أن تشمل الأهداف الأخرى تطبيقات إدارة مرض السكري، وأهدافاً لخفض حالات الدخول في حالات الطوارئ لمرضى السكري لأولئك الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الأدوات.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن للمؤسسات الصحية أن تحمي خصوصية بيانات المرضى؟

9- تصميم هيكلية وطنية رقمية للرعاية الصحية

يعتمد أي تحول رقمي وطني للرعاية الصحية على قابلية التشغيل بين أنظمة متعددة، منها السجلات التقليدية والسجلات الصحية الإلكترونية وأنظمة إدارة العاملين في المستشفيات والمؤسسات. ويمكن أن تكون بنية تكنولوجيا الرعاية الصحية المرتبطة بالخدمات الوطنية في الوزارات خلاف وزارة الصحة بمثابة مخطط لجميع كيانات الدولة والقطاع الخاص. ويمكن للحكومة تحقيق ذلك من خلال وضع معايير لواجهات برمجة التطبيقات APIs لحلول الرعاية الصحية الرقمية الجديدة التي تقدمها كيانات القطاع العام أو الخاص.

اتخذت المملكة بالفعل خطوات في هذا الاتجاه من خلال تطويرها منصة “نفيس”، وهي المنصة الوطنية لخدمة تبادل المعلومات الصحية NPHIES، وهي هيكلية نظام السجل الصحي الإلكتروني المشترك التي يمكنها توسيع نطاقه ليشمل القطاع بأكمله، عبر تكنولوجيات الرعاية الصحية الرقمية، على النحو الذي تحقق في دول أخرى. وعلى سبيل المثال، ومنذ أكثر من عقد، أطلقت الحكومة في فنلندا هيكلية وطنية للصحة الإلكترونية وضعت معايير التشغيل البيني المشتركة. وسمح هذا الإطار لفنلندا بإطلاق “كانتا” (Kanta)، وهي مجموعة من الخدمات بما في ذلك الوصفات الطبية الإلكترونية ومستودع بيانات المريض وسجلات الرعاية الصحية الوطنية وأنظمة أخرى. واليوم، توسع نطاق هذا البرنامج بالكامل وجرى تنفيذه في جميع أنحاء البلاد.

اقرأ أيضاً: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الطب وتشخيص الأمراض

يمكن للمملكة دراسة المعايير الوطنية لتسهيل التشغيل البيني بين المجموعات المختلفة وكذلك مع مزودي الخدمات شبه الحكومية وبين مستشفيات القطاع الخاص. ويمكن القيام بذلك عبر جميع أنواع تكنولوجيات الرعاية الصحية الرقمية.

10- تطبيق أوسع نطاقاً لرعاية صحية رقمية

كما يمكن لأصحاب الاستراتيجيات تقديم أدلة حول سداد تكاليف الرعاية الصحية الرقمية. وفي عام 2018، أطلقت المملكة بروتوكولات توجه عمل شركات التأمين الصحي الخاصة لتعويض المرضى عن زيارات التطبيب عن بعد. ويمكن توسيع نطاقها إلى ما هو أبعد من الطب عن بعد إلى تكنولوجيات الرعاية الصحية الرقمية الأخرى. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يحصل المصابون بالسكري على تعويض عن الدعم الغذائي من خلال التطبيب عن بعد وبرمجيات توصيات الذكاء الاصطناعي والعلاجات الرقمية.

في ألمانيا، أصدرت السلطات أدلة إرشادية لمؤسسات السداد حول العلاجات الرقمية. وكجزء من قانون الرعاية الصحية الرقمية الذي صدر في عام 2019، قدمت ألمانيا قائمة تطبيقات الصحة الرقمية DiGA، والتي تحتوي على تطبيقات العلاج الرقمي المعتمدة فيدرالياً، ومنها تطبيقات الصحة النفسية ومرض السكري. وحددت DiGA مسار تعويض المرضى عن تكلفة الطلبات التي حددها مزود الخدمة. وقد ارتفع استخدام التطبيقات المعتمدة بعد إطلاق هذا البرنامج. ويمكن للمطورين التقدم بطلب لإضافة تطبيقاتهم إلى القائمة الفيدرالية إذا استوفوا متطلبات محددة حول معايير خصوصية البيانات وقابلية التشغيل البيني.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي قد يؤدي لأخطاء كارثية في التشخيص الطبي الشعاعي

الإسراع بوتيرة تطبيق الرعاية الصحية الرقمية في المملكة

في تطبيق حلول الرعاية الصحية الرقمية فوائد كبيرة للمملكة. ويمكن لأصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص استخدام الإطار الوارد في هذا البحث لتقييم الحلول التي تتطلب أكبر قدر من الاستثمار والأولوية القصوى لتحسين جودة الرعاية المقدمة للمرضى.

اقرأ أيضاً: مشروع الجينوم البشري السعودي: قفزة كبرى لتطوير الطب الشخصي والموجَّه في المملكة العربية السعودية

ولقد حددنا 10 مسرعات محتملة يمكن للأطراف المعنية في المملكة دراستها، وتشمل أيضاً: وضع الأساس للنجاح من خلال تحديد أهداف الرعاية الصحية الرقمية وتطوير مخططات ومعايير الهيكلية التقنية. ويمكن لجهات التمويل تطبيق حوافز للمؤسسات التي تتولى التنفيذ ومنح الأعضاء وصولاً مجانياً إلى التطبيقات الصحية الرقمية. وبالنسبة لمزودي الخدمات، فيمكن لحوافز مصممة بعناية، صقل المواهب، وإشراك الأطباء في التدرج التدريجي للاعتماد على التكنولوجيا، أن يحقق الكثير نحو تشجيع المزيد من تبني هذه الحلول وتعزيز النتائج السريرية للرعاية. ويمكن لشركات التكنولوجيا ومستثمريها أن يمارسوا دوراً محورياً في التحقق من قابلية الاستخدام من خلال اعتماد نهج محوره الإنسان ويرتكز على تجربة المريض الحقيقية والبناء عليها في إطار منظومة الرعاية الصحية الأوسع نطاقاً. وأخيراً، يعد إجراء أبحاث التثبت من النتائج أثناء تنفيذ حلول الرعاية الصحية الرقمية أمراً بالغ الأهمية لإثبات قيمتها من خلال الأدلة الواقعية وكذلك لكسب ثقة الأطراف المعنية.

قاد فريق مركز تعزيز الرعاية الصحية الحكيمة كل من ريم البنيان، الرئيس التنفيذي، سارة المنيف، خالد سراحيلي، وجون مكجي.

يتوجه الكتّاب بالشكر إلى محمد الحماد، ستيفان بيسدورف، هيلكه ميسال، روها شاداب، وزينيدا بيتر لما قدموه من دعم خلال إعداد هذا المقال.

حقوق الطبع © 2022 ماكنزي آند كومباني. جميع الحقوق محفوظة