الذكاء الاصطناعي واستخداماته في تطوير رعاية المرضى والخدمات الصحية

2 دقائق
مصدر الصورة: أنسبلاش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نشرة خاصة

مع دخولنا أعتاب العقد الجديد من القرن الواحد والعشرين، أصبحت فوائد الذكاء الاصطناعي تتجلى بوضوح متزايد؛ فقد بات يجسّد روح العصر، ابتداءً من الأفلام والروبوتات الشبيهة بالبشر وصولاً إلى الابتكارات العالمية.

يمثل قطاع الرعاية الصحية أحد المجالات الرئيسية لنشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر أداة حيوية تستخدم في دعم العديد من الإدارات داخل المستشفيات، والعيادات، والمختبرات، والمنشآت البحثية. وقد ثبت أيضاً أنه مفيد في تحسين تدفق المرضى ونقلهم سواء من المستشفيات أو إليها.

على سبيل المثال، يمكن للأطباء العاملين في المستشفيات أن يحلّلوا مجموعات ضخمة من البيانات تضم معلومات يمكن أن تنقذ الأرواح عبر تشغيل خوارزميات تم تصميمها باستخدام الذكاء الاصطناعي. هذه الخوارزميات تمتلك العديد من التطبيقات داخل المستشفيات، وتلعب دوراً مفيداً عند تفحص كميات كبيرة من البيانات، وهو ما يمكّن أخصائيي الرعاية الصحية العاملين في أقسام الطوارئ من الوصول إلى كميات كبيرة من المعلومات وفرزها خلال مدة زمنية قصيرة، مما يؤدي إلى تحسين الزمن الحرج الذي يتم تكريسه للمريض الواحد بالشكل الأمثل.

كما يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً مثالياً في تحسين حركة المرضى الواردة والصادرة بالنسبة للمستشفيات بالشكل الأمثل، من خلال المساعدة التي يقدمها فيما يتعلق بالحصول على الأسرّة الشاغرة، وهي إحدى المسائل التي تمثل تحدياً في جميع أنحاء البلاد والعالم. وفي هذه الحالة، يمكن للقدرات التنبؤية للذكاء الاصطناعي أن تمكن موظفي المستشفيات من تحديد مواعيد العمليات الجراحية بشكل فعال، وبالتالي استثمار موارد المستشفيات بأكبر قدر ممكن من الفعالية.

كما يمكن للمرضى أيضاً أن يستفيدوا من المزايا الإيجابية المضافة للذكاء الاصطناعي، مثل التشخيص التنبؤي، واستشارات المتابعة الافتراضية، والسجلات الرقمية. فالذكاء الاصطناعي يمتلك تطبيقات واسعة النطاق فيما يخص التنبؤ بالأمراض وتشخيصها، والتعامل مع كميات كبيرة من البيانات، وإعداد ملخصات تجميعية للأفكار، وتحقيق أقصى قدر من الكفاءة والمردود في الإدارة الطبية للحالات المرضية.

مع ذلك، فإنه في نطاق الرعاية الصحية، قد تمثل هذه التكنولوجيا سلاحاً ذا حدّين؛ فمن ناحية أولى: قد تكون أداة رائعة في دعم الأبحاث السريرية الروتينية، مع الحد من الأخطاء التي تتخلل عمليات التشخيص والعلاج، ومن ناحية أخرى: قد يشعر المرضى بالقلق إزاء الأخلاقيات المتبعة في هذا الأمر. فعلى الرغم من أن الحدّ من الأخطاء يمثل أهمية قصوى، إلا أن ذلك لا يمنع ظهور المخاوف بشأن قدرة الآلات على محاكاة الذكاء البشري، مما يؤدي إلى التحيز وارتكاب الأخطاء.

كما تمثل الخصوصية مصدر قلق آخر يرافق الذكاء الاصطناعي؛ حيث يتم منح الآلات إمكانية الوصول إلى بيانات المرضى. إن تنجيز الذكاء الاصطناعي داخل المستشفيات والعيادات الطبية -بما يسمح له بالوصول إلى معلومات المرضى- من شأنه أن يزيد المخاطر المحتملة بالنسبة لهؤلاء المرضى.

ومن أجل تحقيق الاستفادة الكاملة من قدرات الاصطناعي، يجدر بالأطباء أن يعملوا على إدراك ماهية الذكاء الاصطناعي، وتطويره، واعتماده، ورفع مستواه لتحسين رعاية المرضى؛ مما يعني أنه ينبغي بذل الجهود لتحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية، ويوصي الخبراء بأربعة جوانب في هذا الخصوص: التحديد الكمّي للفوائد لتمكين إجراء القياسات، وبناء الثقة اللازمة لتبنّي حلول الذكاء الاصطناعي، وبناء المهارات التقنية وتحسينها، ووضع نظام للإدارة.

ولا بد من صياغة الطرائق، والمبادئ التوجيهية، والبروتوكولات اللازمة لتمكين تطوير الذكاء الاصطناعي واعتماده في قطاع الرعاية الصحية بشكل آمن وفعال. سيؤدي وجود الثقة وتكريس التدريب إلى إتاحة المجال أمام تحقيق التضافر الوظيفي الشامل للذكاء الاصطناعي ضمن الأبحاث والممارسات التي تخص قطاع الرعاية الصحية، ليعود بالفائدة على كل من المرضى، ومزودي الخدمات، والقطاع بأكمله بوجه عام.