ما الدروس المستفادة من تجربة الإمارات في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم؟

3 دقائق
ما الدروس المستفادة من تجربة الإمارات في استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Feroze Edassery
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

من كان يتوقع أن يؤدي وباء عالمي إلى فرض إغلاق شامل في جميع أنحاء العالم، وإجبار ملايين الطلاب على البقاء في منازلهم وحضور دروسهم عن بُعد عبر الإنترنت؟

هذا بالضبط ما حصل بداية عام 2020، حيث واجهت الكثير من المؤسسات التعليمية حول العالم مشكلات في التأقلم مع الوضع الجديد، لكن بعض الدول أثبتت قدرتها على استيعاب التكنولوجيا الحديثة في التعليم، من بينها دولة الإمارات العربية المتحدة.

يريد المسؤولون الإماراتيون بذل المزيد من الجهود لخلق تجربة تعليمية فريدة من نوعها لكلٍ من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور. تعتمد هذه التجربة بشكلٍ رئيسي على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، ومن المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي حجر الأساس في خلق هذه التجربة التعليمية الجديدة وعالية الجودة.

أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم

يعتبر الذكاء الاصطناعي القلب النابض لقطاع التكنولوجيا في العالم، ومن المتوقع أن يساهم في تغيير الحضارة البشرية بشكل جذري خلال الأعوام القادمة. يعتقد بعض الخبراء أن يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً أساسياً في أنظمة التعليم، وهو ما يريد المسؤولون الإماراتيون استغلاله.

اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم

اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم بالإمارات

خطت الإمارات العربية المتحدة خطوات جريئة نحو اعتماد التكنولوجيا الحديثة في التعليم، كانت البداية مع خطة للتخلص التدريجي من الكتب المدرسية المطبوعة والاعتماد على الكتب الإلكترونية التي يتم عرضها على الأجهزة اللوحية، ما يوفر للطلاب وصولاً لعدد هائل من الكتب دون الاضطرار إلى حملها معهم.

لكن الخطوة الأكثر جرأة التي خطتها الإمارات العربية المتحدة نحو تعليم قائم على التكنولوجيا هي اعتماد الذكاء الاصطناعي لتقديم تجربة تعليم مخصصة لكل طالب، تأخذ هذه التجربة بعين الاعتبار اهتمامات كل طالب وقدراته الإدراكية.

فالذكاء الاصطناعي قادر على تحليل كميات ضخمة جداً من البيانات الخاصة بالطلاب والاستفادة منها في تقييم قدرات كل طالب. بذلك، يمكن تخصيص المناهج الدراسية بما يتوافق مع تلك القدرات وإعطاء المسؤولين عن التعليم معلومات دقيقة وواضحة حول تقدم الطلاب ومدى استفادتهم من التعليم.

ولأن كل طالب يملك مواهب وهوايات مختلفة عن الطلاب الآخرين، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي على اكتشافها بشكل استباقي من أجل الاستثمار فيها وتحسينها.

اقرأ أيضاً: كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تعليم الأطفال؟

مركز بيانات التعليم

نظراً لأن الذكاء الاصطناعي يعتمد بشكلٍ أساسي على البيانات، فهناك توجه في الإمارات نحو إنشاء ما يعرف بـ”مركز بيانات التعليم“، وهو عبارة عن مكان يتيح لأنظمة الذكاء الاصطناعي الوصول بسهولة إلى كميات كبيرة من بيانات الطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية وتحليلها واستخلاص النتائج منها.

يمكن لمركز البيانات هذا أن يساعد المسؤولين الإماراتيين في الحصول على توصيات أكثر دقة، وبالتالي اتخاذ قرارات صحيحة ووضع استراتيجيات تعليم ناجحة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي في جودة اتخاذ القرارات؟

لذلك، من الضروري أن تكون البيانات في هذا المركز مؤمّنة تماماً ومتاحة لجميع أصحاب المصلحة حتى يستفيدوا منها.

مسابقات وطنية للذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى مشروع إنشاء مركز بيانات التعليم، أطلقت الإمارات مجموعة من المسابقات الوطنية للذكاء الاصطناعي، تتماشى هذه المسابقات مع رؤية الدولة للذكاء الاصطناعي لعام 2031.

تم أيضاً تنظيم المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، الذي يركز على تعزيز مهارات البحث والابتكار عند الطلاب.

اقتصاد قائم على المعرفة 

إن الهدف الرئيسي من اعتماد الذكاء الاصطناعي وغيره من التكنولوجيات الحديثة في التعليم بالإمارات العربية المتحدة هو الانتقال نحو اقتصاد قائم على المعرفة. فكما هو معروف، يعتبر التعليم قلب الاقتصاد في كل دول العالم، ولا يمكن لدولة أن تنهض اقتصادياً وأن تتطور إلا إذا كان التعليم فيها متطوراً وحديثاً.

اقرأ أيضاً: كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم العالي؟

هل قطاع التعليم في الإمارات جاهز لهذا التغيير؟

يشعر البعض بالقلق من أن تكون مؤسسات التعليم في الإمارات العربية المتحدة غير قادرة على استيعاب هذا التغيير الجذري الذي تريد القيادة الإماراتية إحداثه، لكن التجارب السابقة بينت أن هذه المؤسسات قادرة على استيعاب التغييرات. على سبيل المثال، نجحت معظم مؤسسات التعليم في الإمارات بدمج التكنولوجيا الحديثة والتعليم عن بُعد خلال فترة انتشار جائحة كوفيد-19، وتمكنت من توفير التعليم لجميع الطلاب دون أيّ مشكلة.

بالإضافة إلى ذلك، تتوفر في الإمارات بنية تحتية متقدمة تساعد في دمج التكنولوجيا بسهولة، يشمل ذلك خدمات مثل الإنترنت والكهرباء المستقرة بشكل دائم، والتي تعتبر ضرورية لتحقيق أي تحول رقمي.

أيضاً، نجحت الإمارات في تخريج عدد كبير من الخبراء المختصين في قطاع التكنولوجيا، وتمكنت من توفير تدريب كافٍ للطلاب والمعلمين على استخدام التكنولوجيا الحديثة.

اقرأ أيضاً: ما هي أبرز فرص وتحديات الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم الأساسي؟

ما الذي يتطلبه اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم؟

من أجل اعتماد الذكاء الاصطناعي في التعليم والاستفادة منه إلى أقصى حد، ينبغي أن تتمتع المؤسسات التعليمية بما يلي: 

القدرة على تطوير الذكاء الاصطناعي وإدارته 

تتطلب هذه القدرة وجود مجموعة كبيرة من الأفراد المؤهلين الذين يمتلكون خبرة في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والبرمجة.

القدرة على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي

يتطلب ذلك تدريب المعلمين والطلاب وأولياء أمورهم على استخدام التكنولوجيا الحديثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والاستفادة منها بالشكل الصحيح.