6 استخدامات مفيدة للذكاء الاصطناعي في الانتخابات

4 دقائق
6 استخدامات مفيدة للذكاء الاصطناعي في الانتخابات
حقوق الصورة: shutterstock.com/ I'm friday
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تغيير العديد من جوانب الحياة، والانتخابات ليست استثناءً، إذ يمكن أن يساعد استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات على تحسين دقة العملية الانتخابية، من تسجيل الناخبين إلى فرز الأصوات واكتشاف عمليات الاحتيال والمخالفات، وصولاً إلى حماية الانتخابات من الهجمات السيبرانية.

على الرغم من هذه الفوائد المحتملة، فإن هناك مخاوف عديدة يجب أخذها في الاعتبار قبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات.

مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات

يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في عدة مجالات تتعلق بالانتخابات مثل:

1. المحاكاة التنبؤية

المحاكاة أو النمذجة التنبؤية هي عملية تستخدم علم البيانات والذكاء الاصطناعي، وتتضمن تحليل البيانات  للحصول على تنبؤات حول الأحداث أو الاتجاهات المستقبلية.

في سياق الانتخابات، يمكن استخدام المحاكاة التنبؤية لتحليل أنماط التصويت السابقة والبيانات الديموغرافية للسكان، يساعد ذلك على التنبؤ بكيفية تصويت الناس في الانتخابات القادمة.

على سبيل المثال، قد تستخدم الحملة السياسية لأحد الأحزاب المحاكاة التنبؤية لتحليل بيانات الناخبين في الانتخابات السابقة وتحديد الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم ولم يقرروا لمن سيصوّتون، ثم تحديد قيمهم وتوقعاتهم لاستهدافهم بحملة انتخابية تلبي هذه القيم والتوقعات.

بشكلٍ عام، يمكن أن تكون المحاكاة التنبؤية أداة قوية للأحزاب والمرشحين الذين يتطلعون إلى تحسين جهود حملاتهم الانتخابية، وفهم تفضيلات وسلوك الناخبين بشكلٍ أكثر دقة.

اقرأ أيضاً: شرح مفصل للتكنولوجيا التي تعتمدها الحملات الانتخابية الأميركية عام 2020

2. أتمتة عمليات تسجيل الناخبين والتحقق منهم

يعد تسجيل الناخبين خطوة أساسية في العملية الانتخابية، لأنه يضمن قدرة المواطنين المؤهلين على ممارسة حقهم في التصويت.

عمليات تسجيل الناخبين التقليدية يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً وتكون مكلفة وعُرضة للأخطاء.

يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي على تبسيط هذه العملية عن طريق أتمتة خطوات التسجيل والتحقق. على سبيل المثال، يستطيع نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي مسح الوثائق والتحقق منها تلقائياً، مثل الهوية الشخصية أو جواز السفر، من أجل تأكيد هوية الناخب وأهليته. يمكن أن يساعد ذلك على تقليل الأخطاء وحالات الاحتيال والتلاعب التي يمكن أن تحدث في عمليات التحقق اليدوي.

يمكن أن تساعد أنظمة تسجيل الناخبين المدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضاً على زيادة إقبال الناخبين من خلال تسهيل وتبسيط عملية تسجيل أسمائهم للتصويت. على سبيل المثال، تعمل أنظمة تسجيل الناخبين عبر الإنترنت على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويمكن الوصول إليها من أي جهاز متصل بالإنترنت. يساعد ذلك على إزالة العوائق التي تحول دون التسجيل، مثل ساعات العمل المحددة في مراكز التسجيل أو مشكلة الوصول إليها.

اقرأ أيضاً: ما دور القوى العاملة البشرية في طفرة الذكاء الاصطناعي؟

3. مراقبة العملية الانتخابية

تعتبر مراقبة الانتخابات أمراً ضرورياً لضمان إجراء الانتخابات بشكلٍ عادل ونزيه، ولتكون النتائج جديرة بالثقة.

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بعدة طرق للمساعدة على مراقبة الانتخابات. على سبيل المثال، يمكن استخدام الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتحليل وسائل التواصل الاجتماعي ومصادر الأخبار وتحديد المعلومات الخاطئة أو المضللة التي يمكن أن تؤثّر على نتيجة الانتخابات. قد يساعد ذلك مسؤولي الانتخابات على الاستجابة بسرعة وفعالية لأي محاولات للتلاعب بالرأي العام.

يمكن أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي لمراقبة عملية التصويت واكتشاف المخالفات وتحليل بيانات التصويت لتحديد أنماط التصويت غير العادية أو التي يمكن أن تكون علامة على حدوث احتيال أو تلاعب.

اقرأ أيضاً: ما الجديد بالنسبة للذكاء الاصطناعي في 2023؟

4. تحديد أماكن مراكز الاقتراع

يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الديموغرافية، مثل الكثافة السكانية والتركيبة السكانية للناخبين، لتحديد أفضل مواقع مراكز الاقتراع. يساعد ذلك مسؤولي الانتخابات على تخصيص الموارد بشكلٍ أكثر كفاءة، والتأكد من أن مراكز الاقتراع تقع في مناطق يسهل الوصول إليها.

على سبيل المثال، قد يقوم نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات المتعلقة بالكثافة السكانية ووسائل النقل العام لتحديد المناطق التي تتركز فيها نسبة عالية من الناخبين المحتملين الذين قد يجدون صعوبة في الانتقال لمسافات بعيدة من أجل الوصول لمراكز الاقتراع. يمكن عندها إقامة مراكز اقتراع إضافية في هذه المناطق لضمان سهولة وصول جميع الناخبين المؤهلين إلى صناديق الاقتراع.

اقرأ أيضاً: أهم 5 مخاطر ومسائل أخلاقية مرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي

5. فرز الأصوات

تستغرق عملية فرز الأصوات اليدوية الكثير من الوقت والجهد، وهي عُرضة للأخطاء أو التلاعب.

يمكن لأنظمة فرز الأصوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تحليل صور بطاقات الاقتراع للتعرف على الأصوات وفرزها. على سبيل المثال، تستطيع تقنية التعرف الضوئي على المخارق (OCR) قراءة العلامات على ورقة الاقتراع، بينما يمكن استخدام خوارزميات التعلم الآلي للتعرف على الكتابة اليدوية بدقة.

بالإضافة إلى تحسين دقة وكفاءة فرز الأصوات، تساعد أنظمة فرز الأصوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تقليل الأخطاء أو عمليات الاحتيال أو التلاعب.

اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي العاطفي: كيف يمكن لآلة أن تدرك مشاعرنا؟

6. الحماية من الهجمات السيبرانية

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي دوراً مهماً في حماية الانتخابات من الهجمات السيبرانية، والتي أصبحت تهديداً شائعاً في السنوات الأخيرة.

تأخذ الهجمات السيبرانية أشكالاً عديدة، مثل هجمات التصيد الاحتيالي والبرامج الضارة وهجمات الحرمان من الخدمة، وكلها يمكن أن تعرّض سلامة الأنظمة الانتخابية للخطر وتقوّض ثقة الجمهور في العملية الديمقراطية.

تتوفر برامج أمن سيبراني مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها مراقبة الأنظمة والشبكات المستخدمة في الانتخابات بحثاً عن أي علامات على نشاط مشبوه أو خبيث، مثل محاولات الوصول غير المصرح بها أو عمليات نقل البيانات أو حركة المرور غير العادية. يساعد ذلك على اكتشاف التهديدات المحتملة والإبلاغ عنها فوراً، ما يسمح لمسؤولي الانتخابات باتخاذ الإجراءات قبل حدوث أي ضرر.

في حالة وقوع هجوم سيبراني ناجح، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة مسؤولي الانتخابات على الاستجابة بسرعة وفعالية لتقليل تأثير الهجوم عن طريق أتمتة إجراءات الاستجابة للحوادث وتسريع عملية الاسترداد، وتقليل مخاطر فقدان البيانات أو تعطل النظام.

اقرأ أيضاً: في عام استحقاقها: الانتخابات الأميركية لا تزال هدفاً “سهل الاختراق بدرجة مخيفة”

المخاوف من استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات

من المهم توضيح أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات هو أمر لا يخلو من التحديات والمخاوف. على سبيل المثال، هناك مخاوف بشأن احتمال حدوث تحيز من قِبل الخوارزميات وتفضيلها لبعض المرشحين، خاصة إذا كانت الخوارزميات المستخدمة ليست مفتوحة المصدر أو لم تخضع لمراجعة مستقلة.

بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن احتمال وقوع هجمات سيبرانية، ما قد يضر بنزاهة العملية الانتخابية.

بناء على ما سبق، يجب على مسؤولي الانتخابات وغيرهم من أصحاب المصلحة أن يفكروا بعناية في مزايا ومخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي في الانتخابات، والتأكد من أن يكون أي نظام يتم استخدامه شفافاً وآمناً.