8 قواعد لمساعدتك على البقاء آمناً في تجربة الواقع الافتراضي

4 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في ديسمبر/كانون الأول من العام 2017، أفادت التقارير أن رجلاً روسياً توفي جراء سقوطه على طاولة زجاجية ونزيفه حتى الموت أثناء لعبه لعبة فيديو في الواقع الافتراضي. فكيف يمكنك البقاء آمناً في تجربة الواقع الافتراضي؟

حالات الوفاة المتكررة بسبب تقنيات الواقع الافتراضي

تحدث وفيات مماثلة في كثير من الأحيان نتيجة لحالات الإلهاء التي تسببها الهواتف الذكية، والواقع الافتراضي – وإذا أصبحتْ بالانتشار الذي أتوقعه، فمن المؤكد أنها ستتسبب في المزيد من الضحايا.

ولكن لا يجب أن تسير الأمور على هذا النحو. منذ أن بدأتُ بدراسة الواقع الافتراضي في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وضعتُ بعض نصائح السلامة استناداً إلى عروض الواقع الافتراضي التي قدمتها لعشرات الآلاف من الناس على مدى العقدين الماضيين. ومن خلال تدخلي في الوقت المناسب تمكنت من إنقاذ عدد لا بأس به من المستجدين في العالم الافتراضي من إصابة خطيرة جداً (أو ما هو أسوأ)، كما أنني لم أستطع إنقاذ البعض عندما لم أكن سريعاً بما فيه الكفاية أو لم أتوقع النتائج مسبقاً بما يكفي لوقف مستخدم الواقع الافتراضي من الاصطدام عشوائياً في جدار أو من المحاولة التلقائية للقفز إلى الوراء. يكمن جمال الواقع الافتراضي في أنك حالما تنغمس فيه، فإنك تنسى على الفور العالم المادي الموجود حولك؛ ولكنها لعنته أيضاً. فهو يمثل تجربة رائعة للعقل ولكنها قد لا تكون كذلك للجسم. إليك فيما يلي قواعدي الثمانية للبقاء آمناً في فضاء الواقع الافتراضي.

نصائح من أجل البقاء آمناً أثناء تجربة الواقع الافتراضي

1) لا تتجاوز مدة 20 دقيقة

مما شاهدته في الواقع الافتراضي أنك نادراً ما تصادف شيئاً يستحق إمضاء أكثر من 20 دقيقة في متابعته، ولكن حتى إذا وجدت مشهداً شديد الإثارة لدرجة أنه حيّر عقلك، فخذ استراحة لمدة 3 دقائق. اشرب بعض الماء. انظر إلى الضوء الطبيعي لبعض الوقت. ذكّر نفسك بالمكان الحقيقي لجسدك. فعلى عكس العالم الحقيقي، لن يذهب غروب الشمس إلى أي مكان آخر في الواقع الافتراضي، ومن الجدير بك أن تأخذ استراحة قصيرة لتجنّب الارتباك والمرض الحركي المحتمل من ممارسة المحاكاة الافتراضية لوقت طويل.

2) ما لم يجعل مصممو العرض التجريبي المشي جزءاً أساسياً من التجربة

اجلس. يمكن منع الغالبية العظمى من الحوادث بهذه الطريقة، لكن ليس كل الحوادث بالطبع. لقد مرّ علىّ أشخاص صدموا رؤوسهم بالمكاتب على الرغم من أن المستخدمين كانوا يعرفون أن المكاتب موجودة أمامهم قبل تشغيل نظارات الواقع الافتراضي. فقد نسوا وجودها عندما حاولوا الانحناء كثيراً للاقتراب من شيء افتراضي على الأرض الافتراضية، وهو ما يقودنا إلى …

3) أزل الأشياء الخطرة من الفضاء المحيط بك

الطاولات ذات الزوايا هي أخطر مصادر الأذى، ولكن نظراً إلى الخبر الذي ورد إلينا من روسيا، والذي ذكرناه في صدر هذه المقالة، تجدر هنا الإشارة صراحة إلى الطاولات الزجاجية. وكذلك علينا أيضاً الحذر من الحواف المعدنية، والشموع المضاءة، ونباتات الصبار، إلخ. خذ الوقت الكافي لإفراغ كامل المساحة المحيطة التي تحتاجها في الواقع الافتراضي.

4) فكّر في حيواناتك الأليفة

إذ لا يمكنك أن تتوقع متى تتدخل هذه الحيوانات في الفضاء المحيط بك، وبالطبع لن تعرف أنه لا يمكنك رؤيتها. لذلك أبقها في غرفة أخرى.

5) إذا قررت أن تجرّب الواقع الافتراضي على نطاق الغرفة بأكمله حيث يمكنك المشي في أنحائها

والتي عادة ما تقدم لك تجربة الواقع الافتراضي الأكثر جاذبية، تجوّل في أنحاء الغرفة حالما تضع النظارات، أي عليك أن تتلمس الجدران الأربعة جميعها بمجرد أن تبدأ المحاكاة. وعلى هذا النحو تكون قد منحت عضلات جسمك نوعاً من الذاكرة الحسية للقيود المادية الموجودة في الغرفة. نحن نراعي هذا البروتوكول في معظم تجاربنا التي نجريها في مختبر “ستانفورد” الخاص بي. حتى لو كان من شأن هذا البروتوكول تقويض الوهم الافتراضي، فإن وجود تذكير مادي بالجدران هو شيء جيد. وتتميز الفضاءات الافتراضية بأنها لا نهائية؛ أما غرف المعيشة فهي ليست كذلك. وكلما ذكرت نفسك بهذا الأمر، كنت بحال أفضل.

6) ليكن معك شخص آخر لا يستخدم الواقع الافتراضي ليكون بصفة “مراقب للأماكن”

وخاصة عندما تلج الواقع الافتراضي على نطاق الغرفة بكاملها. أعلم أن هذا الأمر سيشكل عقبة في وجه الواقع الافتراضي حيث تبذل هذه الصناعة جهدها لتشق طريقها إلى كل غرفة معيشة، إذا كان كل مستخدم يحتاج إلى شخص آخر للمراقبة والمساعدة، ولكن هذا أمر لا غنى عنه. يتحداك الواقع الافتراضي الناجح من خلال تجارب جامحة وقوية لا يمكن تجربتها في العالم الحقيقي. إذ تشكل القرفصاء، وردة الفعل المفاجئة، وحتى الفرار السريع استجابات عقلانية تماماً في كثير من التجارب المنتشرة في الواقع الافتراضي. بالنسبة لي، لا أجد أي طريقة تغنيك عن ضرورة وجود صديق يقظ يهتم بسلامتك. الأمر شبيه بالغوص تحت الماء، إذ يتم ولوج الواقع الافتراضي على أحسن وجه ضمن نظام من الأصدقاء.

7) ابق متيقظاً لتحذيرات السلامة. تصدر العديد من أنظمة الواقع الافتراضي تنبيهات عندما يقترب المستخدمون من الجدران – وهي تنبيهات دقيقة ولكنها خطيرة في آن واحد

إذ يتعلم المستخدمون وضع ثقتهم بها دون قيد أو شرط. وهي صحيحة في كثير من الأحوال، بل ربما في أغلب الأحوال، ولكن ليس دائماً. قد تحدث أخطاء سواء بسبب فشل في الأجهزة (انزلقت الكاميرا)، أو علّة في البرمجيات، أو تغيّر طرأ على العالم المحيط بك في الواقع (على سبيل المثال، أن يسقط كرسي بالمصادفة حالما تلج إلى عالمك الافتراضي). وفي هذه الحالة من الأفضل لك وضع ثقتك في صديقك الذي ينتبه للمكان المحيط بك وفي غرائزك فيما يتعلق بالغرفة نفسها.

8) انتبه إلى أولوياتك. فالواقع الافتراضي يخرج بك خارج الإطار الواقعي بما فيه الكفاية

عندما كان أصدقائي يمارسون لعبة الواقع الافتراضي المسماة “الرجل المحترق” (Burning Man)، في منتصف تسعينيات القرن الماضي، كانوا يرددون مزحة: “السلامة في المرتبة الثالثة”. وكانت هذه صيغة جديدة للقول المأثور القديم، الذي يصرّح في الأساس “أنه لا بأس من بعض المغامرة في سبيل الحصول على المتعة”. ولكن مستخدمي الواقع الافتراضي لا يشتركون بالطبع في رحلةٍ من دون قوانين تستمر لأربعة أيام في الصحراء. فمعظمهم ببساطة يختبرون أحدث لعبة إلكترونية تلقّوها هدية ربما. يجب أن تكون السلامة في المرتبة الأولى حتى لو كانت تؤثر سلباً على الإحساس “بواقعية” العالم الافتراضي – وحتى إذا كان هذا الإحساس يشكّل الخلطة السرية التي تجعل الواقع الافتراضي يبدو حقيقة، وذلك من أجل البقاء آمناً في تجربة الواقع الافتراضي.