هل تهدد بعض الأجهزة الإلكترونية كـ «المكانس الروبوتية» خصوصية المستخدمين؟

17 دقيقة
هل تهدد بعض الأجهزة الإلكترونية كـ «المكانس الروبوتية» خصوصية المستخدمين؟
ماثيو بوريل
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

كشف تحقيق أجراه موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو مؤخراً كيف تم نشر صور لقاصر وامرأة تجلس على المرحاض على مواقع التواصل الاجتماعي. صرّحت شركة آي روبوت أنها حصلت على الموافقة على جمع هذا النوع من البيانات من داخل المنازل، لكن المشاركين يدّعون العكس.

عندما بدأ غريغ (Greg) باستخدام مكنسته الروبوتية الجديدة من طراز رومبا في ديسمبر/كانون الأول 2019، ظن أنه يعرف ما هو مقبل على فعله.

خطط غريغ لتشغيل هذا الإصدار التجريبي من طراز رومبا من سلسلة جاي التي تصنعها شركة آي روبوت (iRobot) في منزله والسماح لهذا الجهاز بالتجول في الغرف لجمع البيانات التي تساعده على تحسين أدائه المعتمد على الذكاء الاصطناعي وتوفير الملاحظات إلى شركة آي روبوت والمتعلقة بتجربة المستخدم.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يفعل فيها غريغ ذلك، فبالإضافة إلى وظيفته الرئيسية كمهندس في شركة للبرمجيات، عمل غريغ أيضاً على اختبار المنتجات التجريبية خلال العقد الماضي، وهو يقدّر أنه اختبر أكثر من 50 منتجاً خلال ذلك الوقت، من الأحذية الرياضية إلى الكاميرات المنزلية الذكية.

يقول غريغ: “هذا النشاط ممتع للغاية بالنسبة لي”، ويضيف: “تكمن الفكرة في القدرة على التعلّم عن منتج جديد والانخراط في عملية تصميمه، سواء ساهم ذلك في التحسين من جودته عند إطلاقه في السوق أو تحديد ميزاته وقدراته الوظيفية”.

أجهزة تعمل على رفاه المستخدم والضريبة البيانات

لكن ما لم يعلمه غريغ، وما يعتقد أنه لم يوافق عليه، هو أن شركة آي روبوت ستشارك بيانات مختبري المنتج في سلسلة التوريد العالمية ومترامية الأطراف الخاصة بها، حيث يمكن رؤية كل شيء (وكل شخص) التقطت الكاميرات الأمامية لهذه الأجهزة الصور له، وربما شرح محتوياته أيضاً من قبل المتعاقدين من ذوي الأجور المنخفضة الذين يعيشون خارج الولايات المتحدة، والذين يستطيعون التقاط صور للشاشات أمامهم ومشاركة الصور التي ترد إليهم حسب رغبتهم.

غريغ، والذي طلب منا الإشارة إليه باسمه الأول فقط لأنه وقع اتفاقية عدم إفصاح مع شركة آي روبوت، ليس المستخدم الوحيد الذي يشعر بالاستياء وبأنه تعرّض للخيانة.

اقرأ أيضاً: حالات موثّقة تسببت فيها الهجمات السيبرانية بموت البشر

أبلغ نحو 12 شخصاً من الذين شاركوا في مشاريع جمع البيانات التي أجرتها هذه الشركة بين عامي 2019 و2022 عن أنهم واجهوا المشكلة نفسها في الأسابيع التي تلت نشر موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو تحقيق حول استخدام شركة آي روبوت للصور التي التُقطت من داخل المنازل بهدف تحسين أداء أجهزتها. شارك هؤلاء مخاوف مشابهة حول كيفية استخدام الشركة لبياناتهم، وحول ما إذا كانت هذه الممارسات متوافقة مع سياسة الشركة الخاصة بحماية البيانات. في النهاية، تنطبق بنود الاتفاقية بين الشركة والمستخدمين على الطرفين، ويشعر المستخدمون بأنهم تعرضوا للتضليل سواء انتهكت الشركة تعهداتها بشكل قانوني أم لا.

يقول المدير التنفيذي لمنظّمة ذا سيرفيلانس تكنولوجي أوفرسايت بروجيكت (Surveillance Technology Oversight Project)، ألبرت فوكس كان (Albert Fox Cahn): “هناك قلق حقيقي بشأن ما إذا كان يمكن اعتبار أن الشركة ضللت المستخدمين إذا وافقوا بأنفسهم على المشاركة بهذا النوع من التجارب التي تتضمن مراقبتهم بشكل شديد الانتهاك دون أن يفهموا بالضبط ما الذي وافقوا عليه”.

وفقاً لغريغ، يبدو أن فشل الشركة في حماية بيانات المستخدمين بشكل ملائم هو “انتهاك واضح للاتفاق من قبلها”. يضيف غريغ قائلاً: “إنه فشل واضح [و] انتهاك لثقتنا”.

يتساءل غريغ الآن قائلاً: “كيف ستتم محاسبة هذه الشركة؟”.

الحد المبهم بين المختبرين والمستهلكين

كشف موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو في شهر ديسمبر/كانون الأول 2022 كيف جمّعت شركة آي روبوت الصور ومقاطع الفيديو من منازل الموظفين والمستخدمين التجريبيين وشاركتها مع شركات شرح البيانات (عملية وسم العناصر في الصور ومقاطع الفيديو والنصوص لمساعدة الآلات على فهمها) مثل شركة سكيل أيه آي (Scale AI) التي مقرها مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، والتي توظّف المتعاقدين من دول خارجية الذين يصنّفون البيانات التي تستخدم لتحسين أداء خوارزميات الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة آي روبوت.

اقرأ أيضاً: 5 من أبرز المخاطر الأمنية المرتبطة بأجهزة تتبع اللياقة البدنية

وجد موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو أنه في أحد المشاريع التي أجريت في عام 2020، طُلب من العمال المستقلين الفنزويليين وسم العناصر في سلسلة من الصور لغرف المنازل، والتي تضمّن بعضها أشخاصاً كانت وجوههم واضحة للعمال. شارك هؤلاء بعد ذلك ما لا يقل عن 15 صورة تضمّنت لقطات لقاصر وامرأة تجلس على المرحاض في مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي المخصصة للحديث عن عملهم.

اكتشفنا قصة هذه الصور بعد أن تمت مشاركتها معنا لاحقاً، ولكن تُبيّن المقابلات التي أجريناها مع العاملين في مجال شرح البيانات والباحثين في هذا المجال أن هذه الصور ليست الوحيدة التي تم نشرها على الإنترنت على الأرجح. ليس من غير المألوف مشاركة الصور ومقاطع الصوت والفيديو الخاصة مع الأشخاص الذين يعملون في مجال شرح البيانات.

تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات.
تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات.

أنهت شركة آي روبوت عقدها مع شركة سكيل أيه آي بعد وقت قصير من تواصل موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو معها للتعليق على مسألة الصور في خريف عام 2022.

الشركات تبرر: لولا هذه البيانات لما أصبحت روبوتاتنا ذكية!

مع ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة آي روبوت، كولن أنغل (Colin Angle)، في منشور على موقع لينكد إن ردّاً على المقال الذي نشره موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو إن حقيقة أن العمال المستقلين تمكّنوا من رؤية الصور ووجوه المستخدمين التجريبيين لا تمثّل مصدراً للقلق. قال أنغل إن استخدام هذه الصور كان ضرورياً لتدريب خوارزميات الشركة الخاصة بالتعرّف على الأشياء.

كتب أنغل في المنشور: “هل تساءل أحد كيف تصبح الروبوتات التي نصممها ذكية لهذه الدرجة؟ يبدأ ذلك في عملية التطوير ويتم من خلال جمع البيانات بهدف تدريب خوارزميات التعلم الآلي، والذي يعتبر جزءاً من عملية التطوير. بالإضافة إلى ذلك، أشار أنغل إلى أن مصدر الصور ليس العملاء، بل “الموظفين ومجمّعي البيانات المأجورين” الذين وقّعوا على اتفاقيات تنص على موافقتهم على المشاركة.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي خصوصيتك عند تلقي هدية إلكترونية في موسم الأعياد؟

أكّد كل من أنغل وشركة آي روبوت في منشور موقع لينكد إن سابق الذكر وفي تصريحات لموقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو مراراً وتكراراً أنه لم تتم مشاركة بيانات العملاء من قبل وأنه “تم إبلاغ المشاركين بطريقة جمع البيانات وهم وافقوا عليها”. 

اختلاف التسميات بين العملاء والمستخدمين التجريبيين

تعتبر هذه المحاولة للتفريق بشكل واضح بين العملاء والمستخدمين التجريبيين، وبين طرق استخدام بياناتهم، محيّرة بالنسبة للعديد من المستخدمين التجريبيين، والذين يقولون إنهم يعتبرون أنفسهم جزءاً من حلقة شركة آي روبوت الاجتماعية الموسعة ويشعرون بأن تعليقات الشركة تستبعدهم من هذه الحلقة. يرفض غريغ والمستخدمون التجريبيون الآخرون الذين عانوا من نفس المشكلة الفكرة التي تنص على أنهم تخلوا عن خصوصيتهم بأي شكل من الأشكال بمجرد مشاركتهم في مشاريع شركة آي روبوت.

بالإضافة إلى ذلك، لا يعتبر الفرق بين المستهلكين والمستخدمين التجريبيين واضحاً تماماً. أُعجب مستخدم تجريبي واحد على الأقل من الذين تحدّث معهم موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو بأداء جهاز رومبا لدرجة أنه قام بشرائه لاحقاً.

في الواقع، هذه ليست حالة شاذة؛ إذ إن تحويل المستخدمين التجريبيين إلى عملاء ومروجين للمنتجات هو أمر تحاول شركة سنتركود (Centercode)، وهي الشركة التي وظّفت المشاركين بالنيابة عن شركة آي روبوت، ترويجه بنشاط. قال المسؤولون في شركة سنتركود في منشور تسويقي على مدونة الشركة: “من الصعب إيجاد مروجين محتملين لعلامة تجارية أفضل من المستخدمين التجريبيين. يمثّل هؤلاء مجموعة رائعة من الأشخاص المستقلين والصادقين الذين يستطيعون ترويج المنتجات الجديدة في العالم وبين أصدقائهم (والذين من المرجح أنهم من عشاق التكنولوجيا)”.

اقرأ أيضاً: هذا التطبيق يستغل صور مستخدميه في تطوير تقنية التعرف على الوجوه لديه

بالنسبة لغريغ، فإن شركة آي روبوت “فشلت بشكل ذريع” في تعاملها مع مجتمع المستخدمين التجريبيين، لا سيما في تسترها على حوادث انتهاك الخصوصية. تقول الشركة إنها أخطرت الأفراد الذين تمت مشاركة صورهم من قبل العمال المستقلين، ولكنها لم ترد على سؤال موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو بخصوص ما إذا كانت ستبلّغ المستخدمين الآخرين الذين شاركوا في جمع البيانات. قال المستخدمون الذين تواصلوا مع موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو إنهم لم يتلقوا أي تنبيه من شركة آي روبوت.

يقول غريغ: “إذا سُرقت معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بك في متجر ما، فلن يرسل هذا المتجر إخطاراً لك”، ويضيف: “ما سيحدث هو أن المتجر سيرسل إخطاراً مفاده أنه حدث خرق ما. هذا ما حدث في حالتي، وهذا ما فعلته شركة آي روبوت”.

تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات. كان وجه الطفل مرئياً، ولكن تم حجبه من قبل موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو.
تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات.

داخل عالم الاختبارات التجريبية

تبدأ عملية جمع نقاط البيانات الخاصة بأجهزة شركة آي روبوت المعتمدة على الذكاء الاصطناعي على منصات الاختبار مثل بيتا باوند (Betabound)، والتي تديرها شركة سنتركود. تستعين هذه الشركة التي مقرها مدينة لاغونا هيلز في ولاية كاليفورنيا الأميركية بمجموعة من المتطوعين لاختبار المنتجات والخدمات الخاصة بعملائها (شركات التكنولوجيا غالباً). (أكد المتحدث الرسمي باسم شركة آي روبوت ، جيمس باوسمان (James Baussmann)، أن الشركة استخدمت منصة بيتا باوند، ولكنه قال إنه “لم يتم توظيف جميع العاملين من خلال هذه المنصة”. لم تستجب شركة سنتركود لطلبات التعليق العديدة التي أرسلها موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو).

“إذا سُرقت معلومات بطاقة الائتمان الخاصة بك في متجر ما، فلن يرسل لك هذا المتجر إخطاراً”.
بصفتهم من المستخدمين الأوائل، غالباً ما يكون مختبرو الإصدارات التجريبية أمهر من المستهلكين العاديين في استخدام التكنولوجيا. يتمتع هؤلاء بحماس كبير تجاه الأجهزة الإلكترونية، ويعمل البعض منهم، مثل غريغ، في مجال التكنولوجيا. لذلك، فهم غالباً ما يكونون على دراية واسعة بشروط حماية البيانات.

تبيّن مراجعة لفرص العمل المدرجة على موقع بيتا باوند اعتباراً من أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2022 والبالغ عددها 6200 فرصة أن شركة آي روبوت استخدمت هذه المنصة منذ عام 2017 على الأقل. بدأ أحدث مشروع تجريه الشركة، والذي يشمل مختبرين ألمانيين بشكل حصري، في شهر ديسمبر/كانون الأول 2022.

لا تقتصر الأجهزة التي يتم اختبارها في المنازل على أجهزة شركة آي روبوت. هناك أكثر من 300 اختبار مدرج للأجهزة “الذكية” الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه اختبارات أجهزة “الميكروويف الذكية التي تتوافق مع تطبيق أليكسا“، بالإضافة إلى العديد من المكانس الكهربائية الروبوتية الأخرى.

اقرأ أيضاً: هل ستكون تقنية التعرف على بصمة الكف من شركة تينست وسيلة جديدة للمراقبة في الصين؟

تتمثّل أول خطوة يجب أن ينجزها الراغبون في اختبار الأجهزة في ملء ملف تعريفي على موقع منصة بيتا باوند على الويب. يستطيع هؤلاء بعد ذلك التقديم على فرص محددة فور الإعلان عنها. وإذا وافقت الشركة على المتقدمين، سيتعيّن عليهم عندها توقيع العديد من الاتفاقيات قبل إرسال الأجهزة إليهم.

لا يتم دفع الأجور للمختبرين التجريبين الذي يحصلون على الفرص من خلال منصة بيتا باوند. وتذكر المنصة في فقرة بعنوان أسئلة متكررة للمختبرين على موقعها أن “الشركات لن تتوقع الحصول على ملاحظات صادقة وموثوقة إذا تلقّى المختبرون المال مقابل تقديمها”. بدلاً من ذلك، قد يحصل المختبرون على بطاقات الهدايا وفرصاً للحصول على الأجهزة التي اختبروها بالمجان. ومن المحتمل أيضاً أن يحصلوا على إصدارات نهائية من الأجهزة نفسها بعد إطلاقها في السوق.

مع ذلك، لا تسمح شركة آي روبوت للمختبرين الذين يعملون معها بالاحتفاظ بالأجهزة، كما أنها لا ترسل لهم الإصدارات النهائية من المنتج. قال المختبرون الذين تواصل معهم موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو إنهم تلقّوا بطاقات الهدايا التي تتراوح قيمها بين 30 و120 دولاراً، وذلك مقابل اختبار المكانس الروبوتية عدة مرات في الأسبوع على مدار عدة أسابيع. (يقول باوسمان: “تعتمد المبالغ التي تُدفع للمشاركين على كمية العمل الذي أنجزوه”).

تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات.
تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات.

كان هذا التعويض المالي مخيباً للآمال بالنسبة لبعض المختبرين. قال أحد المختبرين والذي سنشير له باستخدام الحرف الأول من اسمه، “بي”، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “حتى قبل أن أعرف قيمة التعويض، نُشرت صورة لي وأنا شبه عار على الإنترنت”. وصف بي المسؤولين في شركة آي روبوت بأنهم “أوغاد بخلاء” بعد تلقي بطاقة الهدية التي تبلغ قيمتها 30 دولاراً فقط، والتي حصل عليها مقابل جمع البيانات يومياً لمدة 3 أشهر.

ما الذي يوافق عليه المستخدمون بالضبط؟

عندما تواصل موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو مع شركة آي روبوت للتعليق على مجموعة الصور البالغ عددها 15 صورة في خريف عام 2022، أكدت الشركة وجود اتفاقية موافقة لاستخدام كل صورة من هذه الصور. مع ذلك، لم توافق الشركة على مشاركة الاتفاقات التي عقدتها مع المستخدمين “لأسباب قانونية” حسب تعبيرها. بدلاً من ذلك، قالت الشركة إن الاتفاقيات تتطلب “إقراراً بأن جميع الصور ومقاطع الفيديو تم التقاطها خلال عمليات التنظيف”، وأن “الاتفاق يشجّع مجمّعي البيانات المأجورين على إزالة أي شيء يعتبرونه حساساً من المساحة التي تعمل فيها الأجهزة، بما في ذلك الأطفال”.

تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات.
تم التقاط هذه الصورة باستخدام أجهزة شركة آي روبوت وتم شرح محتوياتها من قبل العاملين في مجال شرح البيانات.

شارك المستخدمون التجريبيون نسخاً عن الاتفاقيات التي عقدوها مع شركة آي روبوت مع موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو. وتتضمن هذه الاتفاقيات استمارات مختلفة مثل اتفاقية عامة مع منصة بيتا باوند و”اتفاقية الاختبار العالمية لتطوير الروبوتات”، بالإضافة إلى اتفاقية عدم الإفصاح واتفاقية المشاركة في الاختبار واتفاقية حول استعارة المنتج. هناك أيضاً اتفاقيات حول بعض الاختبارات الخاصة التي يتم إجراؤها.

تجد هنا نص اتفاقية الاختبار العالمية لشركة آي روبوت لعام 2019، والذي تم نسخه إلى مستند جديد لحماية هوية المستخدمين التجريبيين.

تحتوي هذه الاتفاقيات على التفاصيل التي صرحت بها شركة آي روبوت والمذكورة سابقاً، بالإضافة إلى أنها توضّح التزامات الشركة تجاه المستخدمين والخاصة بحماية بياناتهم. مع ذلك، لا توفر هذه الاتفاقيات شرحاً واضحاً تماماً لالتزامات الشركة، لا سيما عندما يتعلق الأمر بطريقة استخدام البيانات بعد جمعها وبالجهات التي ستتم مشاركة البيانات معها.

تحتوي اتفاقية الاختبار العالمية لتطوير الروبوتات، والتي تمت مشاركة نسخ متشابهة منها من قبل 6 أشخاص وقعوا عليها بين عامي 2019 و2022 بشكل مستقل، على الجزء الأكبر من المعلومات المتعلقة بالخصوصية والموافقة.

اقرأ أيضاً: هل تعتبر معارك المدن ضد كاميرات المراقبة في شوارعها خاسرة؟

تشير شركة آي روبوت في المستند القصير المؤلف من نحو 1300 كلمة إلى أنها الطرف المتحكم في المعلومات، ما يفرض عليها مسؤوليات قانونية بموجب اللائحة العامة لحماية البيانات في الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على أنها مطالبة بضمان جمع البيانات لأغراض مشروعة وتخزينها ومعالجتها بشكل آمن. بالإضافة إلى ذلك، ينص هذا المستند على أن “شركة آي روبوت توافق على اختبار أهليّة موردي الطرف الثالث ومزوّدي الخدمات الذين تم اختيارهم لمعالجة [المعلومات الشخصية] من بعض النواحي مثل الخصوصية وأمن البيانات، وإلزامهم بالسرية التامة وإخضاعهم لشروط اتفاقية معالجة البيانات”. ينص المستند أيضاً على أن “المستخدمين قد يحصلون على المزيد من الحقوق بموجب قوانين الخصوصية المطبقة في مكان إقامتهم”.

هذا هو الجزء من الاتفاقية الذي يعتقد غريغ أن شركة آي روبوت انتهكته. يقول غريغ: “ما هو الجزء من هذا التصريح الذي يبين ما على الشركة تحمّل مسؤوليته؟”، ويضيف: “لا أتفق أبداً مع اللامبالاة في رد الشركة على المستخدمين”.

“يبدو أن نسبة كبيرة من هذه الاتفاقية مصاغة بهدف استثناء الشركة من قوانين الخصوصية المعمول بها. وبنفس الوقت، لا يعكس الجزء الأكبر منها طريقة عمل المنتج”.
بالإضافة إلى ذلك، كان على جميع المشاركين في الاختبار الموافقة على استخدام بياناتهم في تحسين أداء خوارزميات التعلم الآلي والتعرّف على الأشياء. على وجه التحديد، يتطلّب القسم الخاص بـ “استخدام معلومات الأبحاث” من اتفاقية الاختبار العالمية إقراراً بأنه “يمكن استخدام النصوص والصور ومقاطع الفيديو أو الصوت من قبل شركة آي روبوت لتحليل الإحصائيات وبيانات الاستخدام وتحديد المشكلات في التكنولوجيا وتحسين أداء المنتج وابتكار الميزات والمنتجات الأخرى.

كما يمكن استخدامها في الأبحاث الخاصة بالسوق والعروض التقديمية التجارية والتدريبات ضمن الشركة، والتي تشمل تدريب خوارزميات التعلم الآلي والتعرّف على الأشياء”.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجب أن تفعله لحماية خصوصيتك من تجسس إنترنت الأشياء؟

ما لم يتم توضيحه في هذا الكلام هو أن عمليات تدريب خوارزميات التعلم الآلي تُنفّذ من قبل العاملين في مجال شرح البيانات والذين يعلّمون الخوارزميات بالتفصيل كيفية التعرف على العناصر الفردية التي تم توثيقها في البيانات المجمّعة. بتعبير آخر، لم تذكر الاتفاقيات التي تمت مشاركتها مع موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو بشكل واضح أنه ستتم رؤية الصور الشخصية وتحليلها من قبل أشخاص آخرين.

وفقاً لباوسمان، النصوص التي سلط موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو الضوء عليها “تغطّي مجموعة متنوعة من الاختبارات” ولا تخص الصور التي تم إرسالها للعاملين في مجال شرح البيانات. قال باوسمان: “على سبيل المثال، يُطلب أحياناً من المختبرين التقاط صور أو مقاطع فيديو لتصرفات الروبوت، مثل عندما يعلق بشيء ما أو لا يركن نفسه بشكل صحيح، وإرسالها إلى الشركة”، وأضاف: “بالنسبة للاختبارات التي يتم فيها التقاط الصور لاستخدامها في عملية شرح البيانات، هناك شروط محددة وموضحة في الاتفاقية المتعلقة بهذه الاختبارات”.

قال باوسمان أيضاً إنه “لا يمكننا التأكد من أن الأشخاص الذين تحدث معهم موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو اشتركوا بالاختبارات التي يتحدث عنها الموقع”. مع ذلك، الجدير بالذكر أن باوسمان لم يعترض على دقة اتفاقية الاختبار العالمية، والتي تتيح في النهاية جمع جميع بيانات المستخدمين التجريبيين واستخدامها لتحسين خوارزميات التعلم الآلي.

معنى الاتفاقيات بالنسبة للمستخدمين

عندما طلب موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو من المحامين المختصين بالخصوصية والخبراء مراجعة اتفاقيات الموافقة وشارك معهم مخاوف المستخدمين التجريبيين، صرح هؤلاء بأنهم يعتقدون أن المستندات وانتهاكات الخصوصية التي حدثت هي أمثلة نموذجية على إطار عمل خاص بالموافقات معيوب ويؤثر فينا جميعاً، سواءً كنا من مختبري النسخ التجريبية أو المستهلكين العاديين.

يقول الخبراء إن الشركات تدرك جيداً أن المستخدمين نادراً ما يقرؤون سياسة الخصوصية بحذر، وذلك إذا قرؤوها في المقام الأول. لكن يقول المحامي في مركز معلومات الخصوصية الإلكترونية، بن وينترز (Ben Winters)، والذي يركز على الذكاء الاصطناعي وحقوق الإنسان، إن ما يتضح من اتفاقية الاختبار العالمية الخاصة بشركة آي روبوت هو أن “المستخدم لن يجدها واضحة حتى لو قرأها”.

يقول كان إنه بدلاً من ذلك، “يبدو أن نسبة كبيرة من هذه الاتفاقية مصاغة بطريقة تستثني الشركة من قوانين الخصوصية المعمول بها. وبنفس الوقت، لا يعكس الجزء الأكبر منها طريقة عمل المنتج”، مشيراً إلى طريقة تحرّك المكانس الروبوتية واستحالة التحكّم تماماً بموقع الأشخاص (أو الأغراض) في المنزل، والذين قد تعتبر رؤيتهم انتهاكاً للخصوصية، وتحديداً الأطفال.

تقول عالمة المعلومات في كلية دراسات المعلومات في جامعة ميريلاند، جيسيكا فيتاك (Jessica Vitak)، والتي تدرس الممارسات المثلى في سياسات الأبحاث والموافقة، إنه في النهاية، “يضع ذلك معظم المسؤولية على المستخدمين”. تضيف فيتاك إنه مع ذلك، “لا تمنح هذه الشركات توصيفاً دقيقاً لأسوأ ما يمكن أن يحدث. وهي معلومات تعتبر قيّمة للغاية عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرار بالمشاركة من عدمها“.

يقول كان إن الأمر لا يقتصر على تحميل المستخدمين المسؤولية، بل إنه يضع على المستخدمين أيضاً مسؤولية “الموافقة بالنيابة عن كل شخص آخر في المنزل”، على الرغم من أن “كل فرد يعيش في منزل يحتوي على هذا النوع من الأجهزة قد يتعرض للخطر”.

تقول الأستاذة في كلية المعلومات في جامعة كاليفورنيا في بيركلي، ديردري موليغان (Deirdre Mulligan)، إن كل هذا يتيح للشركة التنصل من مسؤوليتها كطرف متحكّم بالبيانات. تقول موليغان: “لا يمكن لأي شركة مصنّعة للأجهزة تُعتبر طرفاً متحكماً بالبيانات أن تُحمّل مسؤولية تعريض خصوصية المستخدمين للخطر نتيجة وجود جهاز في المنزل للموظّفين” أو لجامعي البيانات المتطوعين.

اعترف بعض المستخدمين بأنهم لم يقرؤوا اتفاقية الموافقة بحذر. قال أحد المستخدمين التجريبيين، والذي استخدم المكنسة لمدة 3 أشهر في عام 2022، في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “بحثت في قسم [البنود والشروط] ولكني لم أنتبه للجزء المتعلق بمشاركة مقاطع الفيديو والصور مع طرف ثالث. كنت لأعيد النظر في المشاركة لو لاحظت هذا الجزء”.

اقرأ أيضاً: توزع كاميرات المراقبة في مدينة أميركية يثير مخاوف الخصوصية والتمييز

يقول المستخدم بي إنه “قرأ بتمعّن” اتفاقية الموافقة قبل استخدام جهاز رومبا، ويضيف: “ظننت أنها اتفاقية رسمية معيارية تنص على أن ‘الشركة تستطيع التصرف بالبيانات بالطريقة التي تريدها. وإذا لم يوافق المستخدم على ذلك، فعليه ألا يشارك [أو] يستخدم منتجات الشركة'”. يقول بي أيضاً: “أعترف أن ما أردته هو الحصول على منتج بالمجان”.

مع ذلك، توقّع بي أن تضمن آي روبوت مستوى معين من حماية البيانات، بدلاً من أن “تقوم هذه الشركة، والتي طلبت منا التعهّد مراراً وتكراراً بعدم إفشاء أي معلومات عن الاختبارات، بتوظيف شركات خارجية لتقوم بالعمل على البيانات الحساسة للغاية مقابل أجور منخفضة”، حسب تعبيره.

الجدير بالذكر هو أن العديد من المستخدمين التجريبيين الذين تواصلوا مع موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو، حتى أولئك الذين يدّعون أنهم قرأوا اتفاقية الاختبار العالمية بأكملها، بالإضافة إلى العديد من الاتفاقيات الأخرى التي تشمل تلك التي تنطبق على جميع المستهلكين، يقولون إن هذه الاتفاقيات لم توفر لهم فهماً واضحاً للمعنى الحقيقي لجمع البيانات أو طريقة معالجة هذه البيانات واستخدامها.

تمكّن المستخدمون من فهم المعلومات التي فهموها بالفعل نتيجة اطلاعهم الخاص على الطريقة التي يتم فيها تدريب الأجهزة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي وليس نتيجة لأي معلومات وفرتها شركة آي روبوت.

يعمل أحد المستخدمين التجريبيين، إيغور (Igor)، والذي طلب منا الإشارة له باستخدام اسمه الأول فقط، في مجال تكنولوجيا المعلومات في أحد المصارف. وهو يعتبر أنه يتمتع بمهارة “فوق متوسطة في مجال الأمن السيبراني“، كما أنه قام بإنشاء بنية تحتية للإنترنت في منزله بنفسه (جميع الأجهزة الصلبة ووسائط نقل المعلومات والبرامج المستخدمة لربط الحواسيب والمستخدمين على الإنترنت)، والتي تتيح له تخزين المعلومات الحساسة على خوادمه الخاصة ومراقبة حركة البيانات على الشبكة.

قال إيغور إنه فهم أن مقاطع الفيديو ستُسجّل في منزله وأنها ستخضع لعملية شرح البيانات. قال إيغور في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “أعتقد أن الشركة تعاملت مع مشاركة البيانات التي تم جمعها بمسؤولية”، مشيراً إلى اتفاقية الموافقة والملصق البارز الموجود على الجهاز والذي يحتوي على العبارة “يتم الآن تسجيل مقطع فيديو”. لكنه أكّد قائلاً: “أنا لست مستخدماً عادياً للإنترنت”.

صورة لإصدار ما قبل الإنتاج من طراز رومبا من سلسلة جاي الذي تصنعه شركة آي روبوت. مصدر الصورة: شركة آي روبوت
بالنسبة للعديد من المختبرين، تمثّلت الصدمة الأكبر والناتجة عن التحقيق الذي نشره موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو في كيفية استخدام البيانات بعد جمعها، بما في ذلك مدى انخراط البشر في العملية. قال أحد المختبرين في رسالة عبر البريد الإلكتروني، والذي طلب منا التستّر على هويته: “افترضت أن [تسجيل الفيديو] سيستخدم ضمن الشركة للتأكد من وجود أي مشكلات في الجهاز كما يحدث عادة”. قال المستخدم بي: “لا شك في أني توقّعت أنه ستتم رؤية هذه الصور بهدف شرح محتوياتها داخل الشركة. لكن حقيقة أنه تم تسريبها عبر الإنترنت مثيرة للقلق”.

يقول غريغ: “لم أتفاجأ من أنه تمت مراجعة الصور من قبل أشخاص آخرين، ويضيف: “لكن ما فاجأني هو العدد الكبير من المراجعين.

تكمن الفكرة بشكل عام في أن الذكاء الاصطناعي يجب أن ينجز 80% من عمليات تحسين النظام. بينما يتم إنجاز ما تبقى من قبل [البشر] بشكل استثنائي حسب اعتقادي”.

حتى المشاركين الذين لم يكن لديهم مشكلة في عرض صورهم وشرح محتوياتها، مثل إيغور، قالوا إنهم غير راضين عن الطريقة التي استخدمت فيها الشركة البيانات. قال إيغور إن اتفاقية الموافقة “لا تبرر سوء استخدام البيانات وتخزينها والتحكم بها بشكل عام، والذي أتاح للمتعاقدين تسريب البيانات”.

اقرأ أيضاً: هل مفهوم الخصوصية حمال أوجه وقابل للتلاعب؟ الصين تثبت صحة ذلك

أعرب العديد من المشاركين المقيمين في الولايات المتحدة عن مخاوفهم حول نقل بياناتهم إلى خارج البلاد. أشار هؤلاء إلى أن اتفاقية الاختبار العالمية تتضمن نصوصاً خاصة بالمشاركين “المقيمين خارج الولايات المتحدة”، وقال بعضهم: “قد تعالج شركة آي روبوت بيانات البحث على خوادم في بلدان مختلفة عن بلد إقامتي، مثل تلك التي قد لا توفّر فيها القوانين نفس الدرجة من حماية البيانات”. لكن الاتفاقيات التي تم توقيعها بين المستخدمين والشركة لم تتضمن أي معلومات للمشاركين المقيمين في الولايات المتحدة حول كيفية معالجة بياناتهم.

قال أحد المشاركين المقيمين في الولايات المتحدة لموقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو: “لم يكن لدي أي فكرة أن البيانات ستخرج من الولايات المتحدة”، وهو اعتقاد مشترك بين الكثير من المستخدمين.

بمجرد جمع البيانات، سواء من قبل المستخدمين التجريبيين أو العملاء، لن يتمتّع جامعو البيانات بدرجة عالية من التحكم في كيفية استخدام الشركة لها. ويتضمن ذلك بالنسبة للمستخدمين الأميركيين مشاركة البيانات مع جهات خارجية.

يقول كان إن المستخدمين الأميركيين لا يتمّتعون بالكثير من الحقوق التي تحمي خصوصيتهم. ولهذا السبب، سنّت دول الاتحاد الأوروبي القوانين لمنع نقل البيانات منها، وإلى الولايات المتحدة على وجه التحديد. يقول كان: “يتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ هذه الإجراءات الصارمة لمنع تخزين البيانات في الولايات المتحدة. بينما في الولايات المتحدة، لا توجد أي قيود تقريباً”. ويضيف: “لا يتمتع المواطنون الأميركيون بحماية مماثلة تمنع تخزين بياناتهم في بلدان أخرى”.

كان هذا التعويض المالي مخيباً للآمال بالنسبة لبعض المختبرين، والذين يقول أحدهم: “حتى قبل أن أعرف قيمة التعويض، نُشرت صورة لي وأنا شبه عار على الإنترنت”
يدرك العديد من المختبرين أن هناك قضايا أكثر أهمية تخص حماية البيانات في الولايات المتحدة، ولهذا السبب قرروا التحدث علانية.

قال إيغور في رسالة عبر البريد الإلكتروني: “أفضل ما يمكننا فعله خارج القطاعات الخاضعة للرقابة مثل الصيرفة والرعاية الصحية هو صياغة قوانين تفرض عواقب كبيرة على الفشل في حماية البيانات. وذلك لأن الحوافز الاقتصادية القاسية هي الطريقة الوحيدة لدفع الشركات إلى التركيز على هذه المسألة”. 

وأضاف: “للأسف، يبدو أن المناخ السياسي في الولايات المتحدة لن يسمح بسن هذه القوانين حالياً. أفضل وسيلة لدينا حالياً هي فضح هذه الممارسات. لكن هذا غالباً ما يكون رجعياً بالإضافة إلى أنه لا يعكس إلا جزءاً صغيراً من المشكلات التي نعاني منها”.

اقرأ أيضاً: حقوق البيانات الجماعية قد تمنع الشركات التكنولوجية الكبيرة من تدمير الخصوصية

في غضون ذلك، وفي ظل غياب المساءلة والامتناع عن إجراء تغييرات حقيقية، سواءً من شركة آي روبوت أو من قبل الجهات الرقابية، لدى غريغ رسالة للأشخاص الذين قد يرغبون بشراء جهاز رومبا؛ إذ يقول: “أنا متأكد من أني لن أشتري هذا الجهاز، وذلك لأن شركة آي روبوت لا تتعامل مع أمن البيانات بشكل جيد.

بالإضافة إلى ذلك، يحذّر غريغ قائلاً: “تتجاهل هذه الشركة بشكل واضح مسؤوليتها كطرف بائع في إخطار العملاء [أو] حمايتهم، والذين يشملون في هذه الحالة مختبري هذه المنتجات”.