باحثون في جامعة هونغ كونغ يقولون إنهم اكتشفوا أول حالة إصابة للمرة الثانية بفيروس كورونا

2 دقائق
مصدر الصورة: ويكيميديا كومنز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

وصل رجلٌ يبلغ من العمر 33 عاماً بالطائرة إلى هونغ كونغ في 15 أغسطس. وبعد نزوله، توجه إلى إحدى محطات اختبار فيروس كورونا في المطار، حيث تم أخذ مسحة من حلقه، ثم انتظر النتائج.

وكان الرجل قد أصيب بفيروس كورونا في شهر مارس الماضي، وعانى من الحمى والصداع، وقضى أسبوعين في المستشفى. لذلك، لم يكن يتوقع على الأرجح أن تظهر نتيجة اختباره إيجابية مرة أخرى بعد 142 يوماً فقط.

لكنها كانت كذلك. فهل ظلت العدوى الأساسية في جسمه أم أنه أصيب بالفيروس مرة أخرى، وهو أمر لم يسبق لأحد من قبل إثبات إمكانية حدوثه؟

يقول العلماء في جامعة هونغ كونغ إن لديهم الجواب. استناداً إلى تحليل جينوم الفيروس، يقول العلماء إن الرجل أصيب بفيروس كورونا للمرة الثانية، ويصفون حالته بأنها “أول حالة إصابة للمرة الثانية عند الإنسان” بفيروس كورونا.

إن اكتشاف زوال المناعة -إذا تم تأكيده- يمكن أن يغير الحسابات المرتبطة بالجائحة بطرق جذرية. قد يعني ذلك أن التعافي من الفيروس لا يضمن المناعة مدى الحياة، وقد يضطر الناس لأخذ اللقاح كل عام، وقد يتعين حتى على المتعافين الاستمرار بارتداء الكمامات واتباع قواعد التباعد الاجتماعي.

والأهم من ذلك كله أن فيروس كورونا قد ينتشر مراراً وتكراراً، ولن يختفي أبداً.

يقول كواك يانغ يوين وكلفن كاي وانغ تو وآيفان فان ناي هانغ، الأساتذة في كلية الطب بجامعة هونغ كونغ، في بيان مُوقَّع حصلت عليه صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن فيروس كورونا قد يستمر بالتواجد بين سكان العالم كما هي الحال بالنسبة لفيروسات كورونا البشرية الأخرى المرتبطة بالزكام”.

وكان قد حدث سابقاً لبعض الأشخاص في اليابان وأماكن أخرى أنه ثبتت إصابتهم بالفيروس مرتين خلال أسابيع، لكن الأطباء خلصوا إلى أن تلك النتائج كانت بسبب أخطاء في الاختبار أو بقاء العدوى كامنة في أجسامهم.

ومع ذلك، يعتقد الباحثون في هونغ كونغ أن التحليل الجيني الذي أجروه يثبت إصابة هذا الرجل بالفيروس للمرة الثانية.

ونظراً لأن الفيروس قد تعرض للطفرات تدريجياً أثناء انتشاره حول العالم، فإن السلالات المختلفة لها خصائص جينية فريدة. وعندما قارن باحثو هونغ كونغ التسلسل الجيني للفيروس الذي أصيب به في شهر مارس مع الذي أصيب به في شهر أغسطس، لاحظوا وجود اختلافات في 24 موقعاً.

ووفقاً لبيان جامعة هونغ كونغ، فقد “أظهر الفريق أن التسلسل الجينومي لسلالة الفيروس في العدوى الأولى بفيروس كورونا يختلف بشكل واضح عن التسلسل الجينومي لسلالة الفيروس التي وجدت في المرة الثانية من العدوى”.

ومن المعروف أن هناك أربعة فيروسات كورونا شائعة تسبب الزكام، وكثيراً ما تتكرر إصابة الأشخاص بها، وذلك في غضون أشهر أحياناً. هذا الأمر -بالإضافة إلى البيانات التي تُظهر زوال الأجسام المضادة للفيروس بمرور الوقت- قد دفع بعض العلماء سابقاً إلى التنبؤ بأن تَتْبَع المناعة ضد فيروس كورونا نمطاً مشابهاً.

إذا كان الأمر كذلك، فمن غير المرجح أن تقضي المناعة الجماعية على الفيروس تماماً، وذلك وفقاً لنسخة من تقرير الحالة الذي نشرته وسائل الإعلام الصينية؛ لأن مناعة الناس ستزول باستمرار، ربما بعد بضعة أشهر.

وهذا لا يعني أن الفيروس سيبقى يمثل نفس الخطر الذي يمثله اليوم. قد يعاني الأشخاص الذين سبق وأن أصيبوا بالعدوى أو أخذوا اللقاح من أعراض أقل عند الإصابة للمرة الثانية أو الثالثة. كما اقترح بعض خبراء فيروس كورونا أنه في حال العدوى للمرة الثانية، سيبقى الفيروس في المجاري الهوائية العلوية، مما يتسبب في حدوث الزكام، بدلاً من وصوله إلى الرئتين وإحداث الالتهاب الرئوي.

في حالة الرجل المصاب في هونغ كونغ على الأقل، لم تكن إصابته الثانية بنفس مدى سوء الإصابة الأولى. ويقول الأطباء إنه لم تظهر عليه أي أعراض للمرض على الإطلاق.