فلكيون يكتشفون (جداراً) عملاقاً من المجرات التي تختبئ أمامنا مباشرة

1 دقيقة
مصدر الصورة: زاريجا لوكيتش
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

اكتشف الفلكيون أحد أضخم البنى المعروفة في الكون، وهو “جدار” من المجرات يقع في مناطق ما بين المجرات، ويبلغ طوله على الأقل 1.4 مليار سنة ضوئية. ونظراً لقربه منا، فمن المذهل أننا لم نره من قبل.

ماذا حدث؟

أفاد فريق دولي من العلماء عن اكتشاف جدار القطب الجنوبي في ورقة بحثية نُشرت مؤخراً في مجلة Astrophysical Journal. يمكن تشبيه هذه البنية بشكل أساسي بستار يمتد عبر الحد الجنوبي للكون (كما يُرى من الأرض) ويتألف من آلاف المجرات، إضافة إلى كميات ضخمة من الغازات والغبار.

ما معنى “جدار” هنا؟

لا تتوزع المجرات عشوائياً على امتداد الكون. تتجمع المجرات في مجموعات خيطية كبيرة على طول خطوط طويلة من الهيدروجين، تفصل بينها مناطق ضخمة شبه خاوية. تمثل كل مجموعة خيطية جداراً من المجرات، تمتد على مسافة مئات الملايين من السنوات الضوئية. وهي أضخم البنى المعروفة في الكون. من الجدران الأخرى المعروفة: الجدار العظيم، جدار سلووان العظيم، جدار هرقل-كورونا القطبي العظيم، والخواء العظيم.

تؤلف هذه الجدران معاً ما يسميه الفلكيون بالشبكة الكونية. يمثل استكشاف أجزاء الشبكة الكونية أحد أكبر الأهداف في علم الكونيات، فهذا العمل لن يخبرنا بالكثير عن هيكلية الكون وبنيته الداخلية فحسب، بل يمكن أن يساعدنا أيضاً على استيعاب كيفية تشكل الكون وتطوره مع الزمن بشكل أفضل.

ما الذي يميز هذا الجدار؟

إنه قريب للغاية! فجدار القطب الجنوبي لا يبعد عنا سوى نصف مليار سنة ضوئية. وفي الواقع، فقد يكون هذا أحد الأسباب التي أخرت اكتشافه حتى الآن، فهو يقع مباشرة خلف درب التبانة، في مكان يدعى منطقة الحجب المجرّيّ، حيث يؤدي سطوع المجرات إلى إخفاء الجدار أمام أنظارنا مباشرة.

إذن، كيف اكتُشِف؟

غالباً ما تجرى عمليات المسح الكونية بقياس الانزياح نحو الأحمر للأجسام، أي السرعة التي تبدو فيها الأجسام وكأنها تبتعد عن الأرض بسبب تمدد الكون. كلما زادت سرعة ابتعاد الجسم، كان أكثر بعداً عنا.

قام الفريق الذي اكتشف جدار القطب الجنوبي بإجراء عمليات رصد للانزياح نحو الأحمر في إطار عمليات المسح للسماء، غير أن الفريق أضاف أيضاً قياسات لسرعات مجرات معينة، ما يبين كيفية التفاعل الثقالي ما بين هذه المجرات. يمكن لهذه الطريقة أن تنبه الفلكيين إلى وجود كتل غير مرئية، وعلى الرغم من أنه من المعتاد البحث عن المادة المظلمة في هذه الحالة، فقد تعني أيضاً وجود كتل تختفي خلف الإضاءة الساطعة. وباستخدام هذه البيانات، تمكن الفريق من مسح جدار القطب الجنوبي لأول مرة.