من تجربة شخصية: إليك الأسباب التي دفعتني لتفضيل استخدام سناب وتيك توك عوضاً عن جوجل

4 دقائق
من تجربة شخصية: إليك الأسباب التي دفعتني لتفضيل استخدام سناب وتيك توك عوضاً عن جوجل
حقوق الصورة: shutterstock.com/ wee dezign
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

قمت برحلة بصحبة صديقتي إلى واشنطن العاصمة، ووجدنا أنفسنا نعاني من جوع شديد بعد قضاء صباح كامل في متاحف السميثسونيان. سألتني صديقتي قائلة: “أين سنذهب لتناول الغداء؟” أخرجت هاتفي لألقي نظرة على خريطة المدينة، ولكن بدلاً من استخدام تطبيق جوجل مابس (Google Maps)، كما قد يفعل والداي، استخدمت تطبيق سناب مابس (Snap Maps). تقوم ميزة الخرائط الخاصة بهذا التطبيق بمشاركة موقعك مع الأصدقاء، لذلك فهو يحتوي بشكل ملائم على علامات تبيّن أسماء الشركات والمطاعم. وجدنا بسرعة مطعماً يمكننا تناول الطعام فيه.

هل تهدد التطبيقات الجديدة مثيلتها من جوجل؟

تذكّرت هذه الحادثة عندما قرأت ما كتبه أحد المسؤولين في شركة جوجل شاكياً من أن الشركة مهددة بسبب تخلّي المستخدمين عن منصاتها واستخدام أخرى أحدث. وفقاً لموقع تيك كرانش (TechCrunch)، قال برابهاكار راغهافان (Prabhakar Raghavan)، نائب الرئيس الأول في شركة جوجل للجمهور في مؤتمر برينستورم تيك الذي تقيمه مجلة فورتشن: “وفقاً للدراسات التي قمنا بإجرائها، لا يستخدم نحو 40% من الشباب تطبيقي جوجل مابس أو جوجل سيرتش للبحث عن مكان لتناول الغداء. بل إنهم يستخدمون تطبيق تيك توك أو إنستغرام”.

أنا متأكدة من أن هذه الفكرة تبدو غريبة بالنسبة للقراء الأكبر سناً والمعتادين على استخدام محركات بحث شركة جوجل البسيطة. لكن الأرقام التي تحدّث عنها راغهافان دقيقة. يتعلق الأمر في النهاية بأن المراهقين لا يرغبون في الحصول على معلومات مباشرة فقط. نحن نريد تجربة أكثر ثراءً تكون أكثر جاذبية بصرياً ومألوفة بالنسبة لأصدقائنا والأشخاص الذين يشبهوننا.

لأكن صريحة تماماً، أنا أستخدم منتجات شركة جوجل بشكل منتظم. لكني أستخدمها فقط في المهام المباشرة مثل التدقيق الإملائي والبحث عن معلومة بسرعة أو إيجاد التوجيهات لمكان ما. أما إذا كنت أبحث عن مكان ما لأتناول الطعام فيه أو متجر جديد أو نشاط قد يستمتع به أصدقائي، فلن أفكر حتى باستخدام جوجل.

اقرأ أيضاً: آبل وجوجل تمنعان تطبيقات تتبع الاحتكاك من تعقب الموقع الجغرافي للمستخدمين

جوجل ليس الوحيد بالميدان: سناب تشات وإنستغرام وغيرهما من المنافسين

ذكر راغهافان موقع إنستغرام، وهو موقع لا أستخدمه بهذه الطريقة. إذ إنه لا يحتوي على ميزة الخرائط، كما أني لاحظت أن خوارزميته لا تعمل بكفاءة عندما يتعلق الأمر بإيجاد مكان ما. لكني أستخدم تطبيق تيك توك، على الرغم من أنه لا يحتوي على الخرائط. عندما تُظهر لك خوارزمية هذا التطبيق مقطع فيديو معيناً، يشبه الأمر إيجاد منجم ذهب. شاهدت مؤخراً مقطع فيديو لامرأة تعيش في منطقتي تجرّب متجراً جديداً يصنع حلوى الدونَت. احتوى الفيديو على تفاصيل للعناصر الموجودة في قائمة المتجر والنكهات الأفضل بالإضافة إلى جولة سريعة داخله. بعد مشاهدة الفيديو مباشرة، خطّطت لزيارة المتجر في الأسبوع التالي مع أصدقائي. من المرجّح أن إيجاد هذا المتجر باستخدام محرّك بحث جوجل سيتطلب الغوص بعمق في النتائج المليئة بسلاسل المتاجر الشهيرة.

اقرأ أيضاً: كيف يشكل تطبيق تيك توك خطراً على أمان الأطفال الرقمي؟ وكيف يمكننا حمايتهم؟

تعجبني التوصيات التي أجدها في تطبيق تيك توك للغاية، لأني أحصل بواسطتها على كمية من المعلومات من فيديو واحد أكبر من تلك التي قد أحصل عليها من خلال البحث عن قوائم مطعم ما أو البحث في المراجعات على موقع ييلب (Yelp). بالنسبة لجيل مدمن على التكنولوجيا يتمتّع بسعة انتباه منخفضة، لا يوجد ما يحفّزنا على البحث عن المطاعم المفتتحة حديثاً أو النقر على ما هو أبعد من صفحة البحث الأولى على موقع جوجل بحثاً عن نشاطات قريبة. فيديوهات تطبيق تيك توك المرفقة بالتوصيات سريعة وغنية بالمعلومات وجذّابة بصرياً. وهي عوامل تدفعنا لاستخدام هذا التطبيق.

يعتبر تطبيق سناب تشات (Snapchat) ملائماً وتفاعلياً أيضاً، ولكن بطريقة أخرى. خرائط هذا التطبيق هي المفضلة لدي لأنها سهلة الاستخدام ومليئة بالمعلومات بنفس الوقت. يستخدم معظم المراهقين الذين أعرفهم ميزة الخرائط في تطبيق سناب تشات لإيجاد أصدقائهم. إذ إن هذا التطبيق يتيح للمستخدمين مشاركة موقعهم مع الأصدقاء الذين قاموا بإضافتهم، وذلك حتى يتمكّنوا من معرفة مخططاتهم. (هذه الميزة مفيدة في إجراء المخططات بسرعة). عندما تم إطلاق ميزة الخرائط في تطبيق سناب تشات لأول مرة في عام 2017، كانت هناك شكاوى حول الخصوصية. إذ إن المستخدمين اضطروا لمشاركة مواقعهم لاستخدام الخرائط، ما يعني أن كل شخص من قائمة أصدقائهم سيتمكّن من معرفة موقعهم. مع ذلك، تم إصدار تحديث أضاف خيار مشاركة الموقع مع مجموعة محددة من الأصدقاء أو عدم مشاركة الموقع على الإطلاق مع إمكانية استخدام الخرائط.

اقرأ أيضاً: سناب تشات يخطّط لتقديم أدوات للصحة النفسية من خلال تطبيقه

لماذا قد نميل إلى خدمات أخرى غير التي تقدمها جوجل؟

اليوم، أصبح من السهل الاستفادة من نسخة الخرائط المبتكرة الخاصة بتطبيق سناب تشات دون أي مخاوف حول مشاركة المعلومات غير المرغوب بمشاركتها. من وجهة نظر تصميمية، تعتبر هذه الخرائط مسلية وسهلة الاستخدام. إذ إنها تبدو مثل الخرائط الورقية التقليدية (والتي يدّعي راغهافان أن العديد من الأشخاص صغار السن لم يستخدموها أبداً، وأنا منهم). لكن عندما تكبّر الخريطة بما يكفي، يتغيّر التنسيق مباشرة ليُظهر عرض الأقمار الاصطناعية، ما يزيد تفصيل الخريطة ويساعد المستخدم على فهم الطريقة التي تبدو فيها منطقة ما في الواقع. بعد تكبير الخريطة، تظهر أسماء المؤسسات التجارية في وسم صغير فوق موقعها. على عكس تصميم خرائط جوجل، حيث لا تظهر أسماء هذه المؤسسات مباشرة ويشعر المستخدم بأن التحرّك في الخريطة صعباً، تظهر أسماء المتاجر القريبة مباشرة على خريطة تطبيق سناب تشات، كما أن التنقّل في الخريطة أكثر سهولة بكثير. بالإضافة إلى وجود أيقونات صغيرة بجانب أسماء المتاجر (مثل رمز قميص بجانب اسم متجر الألبسة ورمز شطيرة بجانب أسماء المطاعم)، تساعدك خرائط سناب تشات على إيجاد الوجهات الجديدة واكتشافها بسرعة وسهولة.

كما أن خرائط تطبيق سناب تشات تحتوي على كم من المعلومات يقترب من ذلك الذي توفره خرائط جوجل. كما هو الحال في تطبيق جوجل مابس، عندما ينقر المستخدم على إحدى علامات المؤسسات التجارية على خرائط سناب، يُظهر التطبيق مباشرة معلومات متعلقة بهذه المؤسسة مثل فترات الدوام والتقييمات والعنوان والمواقع. لكن يتجاوز تطبيق سناب تشات تطبيق جوجل مابس من خلال تقديم التوصيات بالأماكن التي أعجبت أصدقائك. سيُظهر التطبيق أسماء المؤسسات التجارية التي زارها أصدقاؤك بشكل متكرر. كما أنه يتيح لك الحصول على التوصيات من الأشخاص الذين تثق بهم دون الحاجة لإزعاجهم لتقديمها شخصياً.

أنا لا أدّعي أني لا أستخدم منتجات شركة جوجل أبداً. إذ يعتبر تطبيق جوجل مابس فعالاً للغاية للتنقّل، ويعتبر تطبيق جوجل سيرتش مفيداً للاستفسارات اليومية.

اقرأ أيضاً: كيف تستخدم جوجل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في إظهار نتائج البحث لك؟

لكن هذه الاستخدامات روتينيّة ومملة. وأُفضّل شخصياً التجارب الأكثر تفاعلية التي توفّر طرقاً أكثر ثراءً لإيجاد المطاعم والمتاجر الجديدة والحصول على خبرات جديدة.

الخبر السار بالنسبة لجوجل هو أن راغهافان يستوعب ذلك على ما يبدو. إذ إنه قال، وفقاً لموقع تيك كرانش: “لاحظنا مراراً وتكراراً أن مستخدمي الإنترنت الجدد ليس لديهم التوقعات والعقليات التي اعتدنا عليها”. راغهافان محق في قوله إننا نريد تجارب “غنية بصرياً” وأن الشركة تحتاج “لخلق توقعات جديدة كلياً. وهذا يتطلب تطوير أسس تكنولوجية جديدة” حسب تعبيره.

أعتقد أن هذه الرغبة المتنامية بخوض تجارب تفاعلية أمر مثير. إذ إنها توفر فرصة لشركات التكنولوجيا العملاقة وتطبيقات التواصل الاجتماعي لتجديد تصاميمها القديمة وتطوير عملية البحث. على الرغم من أن فهم أساليب البحث الجديد هذه قد يكون صعباً بالنسبة للأشخاص الأكبر سنّاً، فإنها توفّر العديد من الإمكانات لمستقبل وسائل التواصل الاجتماعي والاكتشاف والتفاعل.