هل سنشهد اختفاء الهواتف الذكية بحلول العام 2030 حقاً كما يتنبأ الرئيس التنفيذي لنوكيا؟

4 دقائق
هل سنشهد اختفاء الهواتف الذكية بحلول العام 2030 حقاً كما يتنبأ الرئيس التنفيذي لنوكيا؟
حقوق الصورة: انسبلاش.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

منذ ظهورها للمرة الأولى منذ ما يقرب الثلاثة عقود، أصبحت الهواتف الذكية عنصراً أساسياً في حياتنا، حيث شهدت مراحل من التطور المستمر على مستوى البرمجيات والتصميم، حتى كادت أن تحل محل أجهزة الحواسيب المكتبية والمحمولة في إنجاز الأعمال. ويقدر الآن أن هناك نحو 6.648 مليار شخص بنسبة تصل إلى 92% من سكان الأرض يمتلكون هاتفاً ذكيّاً، بمعدل استخدام يصل إلى خمس ساعات يومياً.

ومع ذلك، يبدو أن التكنولوجيات الناشئة في طريقها لاستبدال الهواتف الذكية آجلاً وليس عاجلاً، حيث تبدو تكنولوجيات مثل الواقع الافتراضي والمعزز والنظارات الذكية، وحتى الشرائح التي تُزرع في الدماغ، هي البديل الأمثل للهواتف الذكية في المستقبل القريب.

استبدال الهواتف الذكية يبدو أقرب مما نتوقع

وفقاً للرئيس التنفيذي لشركة نوكيا “بيكا لوندمارك” (Pekka Lundmark) الذي كان يتحدث في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عقد خلال شهر مايو الماضي: “إن الهواتف الذكية قد لا تظل مناسبة في السنوات العشر القادمة، بسبب ظهور التكنولوجيات الجديدة التي ستجعل الهواتف الذكية تنقرض بحلول عام 2030”.

وأضاف قائلاً: “سيبدأ العمل بشبكة اتصال الجيل السادس (G6) بحلول نهاية عام 2030، لكنها قد تجعل الهواتف الذكية قديمة، وبحلول ذلك الوقت لن يكون الهاتف الذكي كما نعرفه اليوم هو الجهاز الأكثر شيوعاً. سيفضل الكثير من المستهلكين الأجهزة الناشئة مثل النظارات الذكية على الهواتف الذكية”.

اقرأ أيضاً: هل ستكون تقنية الشحن الهوائي للهواتف الذكية متاحة قريباً؟

التكنولوجيات الناشئة المنافس الأول للهواتف الذكية

بحسب رئيس شركة نوكيا فإن نظارات الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) ستصبح أجهزة أكثر استخداماً في عام 2030، ولكن الأكثر إثارة هو وجود خطط لإنشاء تكنولوجيات يمكن زراعتها مباشرة في جسد الإنسان لتحل محل الهواتف الذكية.

ومن أبرز هذه التكنولوجيات مشروع “نيورالينك” (Neuralink)، وهي شركة تكنولوجية تعمل على تطوير واجهات دماغية حاسوبية قابلة للزرع (BMIs) يمولها رائد الأعمال الشهير إيلون ماسك، حيث يبدو أن المشروع يسير على قدم وساق من أجل إنشاء واجهات تخاطبية بين الدماغ والحاسوب.

وقد شارك إيلون ماسك في العام الماضي مقطع فيديو لقرد من فصيلة المكاك يلعب لعبة فيديو ثنائية الأبعاد تُسمى “بونغ” (Pong) باستخدام شرائح مدمجة على جانبي دماغه، حيث تم تدريب القرد البالغ من العمر تسع سنوات على تحريك عصا التحكم، ولكنه كان يتحكم في المضرب ببساطة عن طريق التفكير في تحريك يديه.

وبحسب ما غرد إيلون ماسك تعقيباً على الفيديو المثير فإن: “أول منتج من منتجات مشروع نيورالينك سيمكن الشخص المصاب بالشلل من استخدام الهاتف الذكي بذهنه بشكل أسرع من أي شخص يستخدم الإبهام”.

وأضاف: “ستكون الإصدارات اللاحقة قادرة على تحويل الإشارات من شريحة نيورالينك الموجودة في الدماغ إلى شرائح نيورالينك الموجودة في مجموعات العصبونات الحركية والحسية بالجسم، وهذا من شأنه تمكين المصابين بشلل نصفي من المشي مرة أخرى“.

وعن كيف ستستمر الشريحة الإلكترونية الموجودة في الدماغ في العمل بلا انقطاع، فإن حل إيلون ماسك هو أن الشريحة سيتم شحنها لاسلكياً، دون أن يشعر الشخص بأن هناك شريحة مزروعة في رأسه فعلاً.

اقرأ أيضاً: دراسات جديدة تستبعد كونَ الهواتف الذكية سبباً لاكتئاب الأطفال

إيلون ماسك ليس الوحيد

على الرغم من أن مشروع إيلون ماسك لاستبدال الهواتف الذكية قيد التطوير حتى الآن، ومعه التكنولوجيات الناشئة الأخرى مثل الواقع الافتراضي والمعزز التي بدأت بالانتشار بالفعل والاستعداد للمرحلة القادمة التي يُتوقع فيها اختفاء الهواتف الذكية كما نعرفها الآن، إلا أن هذه التكنولوجيات ليست الوحيدة.

حيث نجد هناك العديد من المشاريع والأفكار الابتكارية التي يُراد بها استبدال الهواتف الذكية، ومن ضمن هذه المشاريع:

  • الأساور القابلة للارتداء

ستؤدي الابتكارات في الشاشات القابلة للطي إلى ظهور مجموعة جديدة من “الأساور القابلة للارتداء” (Wearable Bracelets) والتي ستكون بمثابة أجهزة حوسبة متنقلة. على سبيل المثال تعمل شركة سامسونج على إنشاء نظام بيئي متكامل من الأجهزة المترابطة لتحل محل مفهوم المضيف الفردي للهواتف الذكية، وسيكون هذا المفهوم بمثابة نقطة انطلاق لمستقبل الأجهزة الذكية المترابطة دون الحاجة إلى هاتف ذكي مضيف.

وستكون الفكرة الأولية هي تطوير الهواتف الذكية ذات الشاشة القابلة للطي إلى أجهزة تشبه السوار، والتي ستعمل كخليط من هاتف وجهاز يمكن ارتداؤه، ثم تتطور لاحقاً وتتخذ أشكالاً ووظائف جديدة مختلفة. ومن الناحية النظرية سيتم تجهيز هذه الأجهزة الصغيرة بقوة الحوسبة وميزات مثل الصور المجسمة والوظائف الذكية للذكاء الاصطناعي، والتي ستؤدي مهاماً أكثر تقدماً من مجرد توفير الاتصال.

اقرأ أيضاً: هذا الشاب أعلن الحرب على الهواتف الذكية التي يرى أنها أسلحة للتلاعب بالجماهير

  • النظارات القابلة للارتداء

على الرغم من أن الجيل الأول من النظارات الذكية من شركة جوجل لم يكن مؤثراً ومقبولاً بشكل علني من قبل المستهلكين، إلا أن عمالقة التكنولوجيا لا يزالون يضخون المليارات من الاستثمارات لبناء الجيل التالي من النظارات الذكية المجهزة بالواقع المعزز والذكاء الاصطناعي وقوة الحوسبة التي ستحل محل أجهزة الهواتف الذكية المحمولة بالكامل.

  • مشاريع تكنولوجيا واجهات آلة الدماغ

تتمثل الوظيفة الأساسية للهواتف الذكية في توفير واجهة مستخدم لنقل طلباتك أو أفكارك إلى وحدة المعالجة، وعلى الرغم من أن تكنولوجيا الشاشة التي تعمل باللمس قد قطعت شوطاً طويلاً في تحسين تجربة العملاء، لكن بمجرد تطوير “واجهة آلة الدماغ” (Brain machine interfaces) بالكامل، من المتوقع أن تحل محل الهواتف الذكية حيث لن تحتاج إلى جهاز للمسه فعلياً.

بدلاً من ذلك سيصبح التواصل المباشر مع جهاز يمكن ارتداؤه في أذنك أو على معصمك قابلاً للتطبيق مع مؤشر كتلة الجسم، حيث تعمل الآن العديد من الشركات في هذا المجال، مثل شركة “نيورابل” (Neurable) التي تعمل على تطوير واجهات الدماغ الحاسوبية التي تسمح للأشخاص بالتحكم في الأجهزة والبرامج باستخدام إشارات الدماغ فقط.

ختاماً، من المتوقع أن يتم استبدال الهواتف الذكية بالتكنولوجيات الناشئة ببطء وبطريقة تدريجية للغاية، حيث لا تزال للهواتف الذكية اليوم مساهمة كبيرة في أرباح شركات التكنولوجيا العملاقة. ومع ذلك فإن مفهوم الهواتف الذكية في طريقه للتغير، لتصبح أجهزة حوسبة متعددة لا تزال تحتوي على التكنولوجيا الأساسية للهواتف الذكية ومن ضمنها وظيفة الاتصال.