إيكتو لايف: أول منشأة للأرحام الاصطناعية ستغيّر مفهوم الولادة التقليدية

3 دقائق
تعرّف إلى إيكتو لايف: أول منشأة للأرحام الاصطناعية ستغيّر مفهوم الولادة التقليدية
حقوق الصورة: Shutterstock.com/Oxanaso
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يعاني الملايين حول العالم من العقم لسبب أو لآخر، ولا يتمكنون من إنجاب طفل على الرغم من جميع المحاولات، ويلجؤون لطرق مثل التلقيح الصناعي التي قد لا تنجح دائماً، ناهيك عن المخاطر التي قد يتعرض لها كلٌّ من الأم والجنين خلال فترة الحمل والولادة. من هذه النقطة انطلق هاشم الغيلي، وأنشأ منشأة أرحام اصطناعية تسمى إكتو لايف EctoLife، والتي يعتقد أنها مستقبل الولادات البشرية.

من أين بدأت الفكرة؟ 

في عام 2017، ابتكر فريق من العلماء في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، رحماً اصطناعياً أسموه بيوباغ “BioBag”، استطاعوا من خلاله تنمية 8 من أجنة الحملان. ويحاول هاشم الغيلي الآن تطبيق الفكرة ذاتها على البشر، وقد أظهر في مقطع فيديو نشره مؤخراً فكرة منشأة الأرحام الاصطناعية التي سماها إيكتو لايف.

مَن هو هاشم الغيلي أولاً؟ 

هاشم الغيلي عالم بيولوجيا جزيئية مقيم في برلين بألمانيا، يسخّر معرفته وشغفه بالعلوم لتثقيف الجمهور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومحتوى الفيديوهات التي ينتجها ويخرجها. يستخدم معرفته في العلوم والتكنولوجيا لتطوير مفاهيم جديدة تماماً، بما فيها أول منشأة أرحام اصطناعية في العالم إيكتو لايف EctoLife، وقد نشر عنها الفيديو التالي:

لماذا أنشأ الغيلي إيكتو لايف؟

يرى الغيلي أن إيكتو لايف يمكن أن تحل محل الولادة التقليدية يوماً ما، سواء كانت ولادة طبيعية أو قيصرية، ويلبي رغبة جميع الآباء بإنجاب الأطفال، خاصة الآباء الذين يعانون من انخفاض عدد الحيوانات المنوية أو العقم لسبب أو لآخر (15% من الأزواج في سن الإنجاب يعانون من العقم)، أو الأمهات اللاتي يعانين من مضاعفات خلال فترة الحمل والولادة، أو اللاتي خضعن لاستئصال الرحم.

كيف سيتم الإخصاب في منشأة إيكتو لايف؟ 

تبدأ العملية بالحصول على بويضة ناضجة من مبيض الأم، وتلقيحها في المختبر بحيوانات الأب المنوية بطريقة مماثلة للتلقيح الصناعي، وبدلاً من زراعة البويضة الملقحة في رحم الأم، تُزرع في الرحم الاصطناعي الذي يؤمّن جميع الظروف المواتية لنمو الجنين التي يؤمّنها الرحم الطبيعي. 

تساعد هذه الطريقة على اختيار أجنة متفوقة وراثياً، وخالية من العيوب الخلقية التي تكون عُرضة للإجهاض عادة، أو مصابة بأمراض وراثية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن زرع جين مرغوب في البويضة الملقحة باستخدام أداة تحرير الجينات «كريسبر»، بهدف التخلص من أي مرض وراثي في العائلة. 

اقرأ أيضاً: تطوير أول اختبار حمض نووي قادر على استبعاد الأجنة الحاملة للصفات غير المرغوبة

كيف تتم تغذية الأجنة؟ 

يوجد في المنشأة مفاعلان حيويان، يحتوي أحدهما على المغذيات والأوكسجين والهرمونات وعوامل النمو والأجسام المضادة التي توجد عادة في السائل الأمنيوسي، والتي يمكن إيصالها للطفل عبر حبل سري صناعي يتم عبره تغذية كل جنين وفق احتياجاته، وسيحدد ذلك نظام ذكاء اصطناعي.

أمّا المفاعل الحيوي الآخر يحتوي على أي فضلات ينتجها الأطفال، ويحتوي أيضاً على إنزيمات تُعيد تدوير الفضلات وتحويلها إلى مغذيات يعاد الاستفادة منها.

يراقب نظام الذكاء الاصطناعي أيضاً نمو الطفل وسماته الجسدية، ويبلّغ عن أي تشوهات محتملة، أو مشكلات كتلك التي تحدث خلال الحمل الطبيعي. ويراقب أيضاً العلامات الحيوية للطفل باستمرار، خاصة درجة الحرارة وضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس ونسبة الأوكسجين.

اقرأ أيضاً: باحثون صينيون يطوّرون روبوتاً لمراقبة الأجنة البشرية ضمن رحم اصطناعي

كيف سيعيش الآباء تجربة الحمل وكيف سيراقبون نمو أجنتهم؟ 

يوجد في كل رحم اصطناعي كاميرات تصور الجنين، وتزوّد الآباء بصورة 360 درجة عبر تطبيق مخصص على الهاتف الذكي لمراقبة نموه على مدار اليوم. يمكن للآباء أيضاً سماع صوت الجنين في أي وقت، كما يمكنهم رؤيته عبر نظارات الواقع الافتراضي. والطفل أيضاً يمكنه سماع صوت والديه عبر مكبرات الصوت، أو يمكنهم تشغيل الموسيقى له عبر التطبيق.

يمكن للآباء أيضاً الحصول على سترة خاصة للشعور بالجنين وركلاته داخل الرحم الاصطناعي، ومشاركة هذه التجربة مع أفراد العائلة والأصدقاء.

ماذا عن الولادة؟ 

حالما ينضج الجنين نضجاً تاماً، ويحين موعد ولادته، ما عليهم سوى ضغط زر لتصريف السائل الأمنيوسي وفتح الرحم الصناعي. تُجري المنشأة بعد ذلك فحصاً لـ DNA الجنين لمقارنته بـ DNA الأبوين قبل المغادرة.

القدرة الاستيعابية للمنشأة

تضم المنشأة 75 مختبراً عالي التجهيز، ويمكن أن تتسع لنحو 400 رحم صناعي، يمكن أن ينمو فيها 30 ألف جنين في السنة، تعمل بأقل قدر من الطاقة التي تحصل عليها من مصادر متجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح على وجه الخصوص. صُممت المنشأة والأرحام الصناعية لتكون معقمة من البكتيريا والميكروبات الأخرى.

اقرأ أيضاً: شركة ناشئة تعمل على استنساخ البشر لأغراض التبرع بالأعضاء

متى ستوجد إيكتو لايف على أرض الواقع؟ 

يعتقد الغيلي أن تطبيق إيكتو لايف على أرض الواقع يحتاج بضع سنوات فقط لأن جميع التقنيات المستخدمة فيها موجودة اليوم ومتطورة بما يكفي، خاصة تكنولوجيا الواقع الافتراضي المباشرة وأنظمة المراقبة القائمة على الذكاء الاصطناعي. والمطلوب الآن فقط دمج جميع هذه التقنيات في مكان واحد هو إيكتو لايف.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأبوين الحصول على نظام الرحم الاصطناعي في المنزل، ومراقبة طفلهما عن قرب.