2 مليون دولار تعويض لعالمة أميركية من أصل صيني بسبب إقالتها بشكل غير قانوني

4 دقائق
2 مليون دولار: تعويض لعالمة أميركية من أصل صيني بسبب إقالتها بشكل غير قانوني
كانت شيري تشين عالمة هيدرولوجيا في هيئة الأرصاد الجوية الوطنية قبل إقالتها
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

منذ عقد من الزمن، انقلبت حياة عالمة الهيدرولوجيا الأميركية من أصل صيني، شيري تشين، رأساً على عقب بسبب اتهام لا أساس له من الصحة بالتجسس، وفي هذا الأسبوع، حصلت أخيراً على جزء من حقوقها. 

أعلن محامو تشين اليوم أن العالمة فازت بتسوية تاريخية بقيمة 1.8 مليون دولار من وزارة التجارة الأميركية لمحاكمتها غير المشروعة وإنهاء خدماتها من هيئة الأرصاد الجوية الوطنية. وقالت تشين في بيان: “كان التحقيق الذي أجرته الحكومة معي عنصرياً وتعسفياً. تتحمل وزارة التجارة المسؤولية عن أخطائها، لا أحد يطيق تحمل مثل هذه الإساءة”. 

اقرأ أيضاً: لم لا تزال أصوات النساء في التكنولوجيا تتعرض للتهميش والإسكات؟

بداية أزمة العلماء الأميركيين من أصول صينية

كانت قضية تشين مثالاً مبكراً على ما سيصبح نمطاً أكبر بكثير من شكوك الحكومة الأميركية المتزايدة في العلماء الصينيين والأميركيين من أصول صينية وسط المنافسة المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين. وتعتبر هذه التسوية انتصاراً شخصياً ورمزياً بعد سنوات من الاضطهاد.

سبق التحقيق مع تشين وإقالتها مبادرة الصين التابعة لوزارة العدل، وهي برنامج من عهد ترامب لمواجهة التجسس الاقتصادي الصيني، الذي على الرغم من أهدافه المعلنة، فإنه استهدف الباحثين الأكاديميين الأميركيين من أصول صينية بشكل مفرط، بسبب قضايا مزعومة تخص تزوير المنح أو الكشف عن البيانات، وشهد سقوط عدد أكبر من القضايا قبل المحاكمة مقارنة بالمعدل الوسطي للقضايا الأخرى. 

حشدت قضية تشين شبكة تأييد شعبية من المواطنين الأميركيين من أصول صينية المعنيين بالقضية، الذين رفعوا مستوى الوعي بشأن تجربتها، وضغطوا على أعضاء الكونغرس دفاعاً عنها، كما جمعوا الأموال للدفاع القانوني عنها. أصبحت إحدى هذه المجموعات فيما بعد تُعرف باسم أيه بي أيه جوستيس (APA Justice)، وهي واحدة من أكثر الأصوات ثباتاً وانتقاداً لمبادرة الصين والتنميط العنصري.

اقرأ أيضاً: تفاصيل استقالة مدير مختبر الوسائط التابع لجامعة إم آي تي

محاكمات فاشلة في مبادرة الصين

عندما انتشرت الأخبار التي تفيد بأن الأكاديميين الأميركيين من أصول صينية يخضعون مرة أخرى للتحقيق والإقالة بتهم التجسس في عام 2019، أُعيد تنشيط الشبكات التي تم إنشاؤها في الأصل لدعم تشين. 

بالنسبة للعديد من المراقبين، كانت أوجه التشابه واضحة. صرّحت كبيرة محامي الموظفين، آشلي جورسكي، التي تعمل في مشروع الأمن القومي التابع للاتحاد الأميركي للحريات المدنية، والذي ساعد في تمثيل تشين، لمجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو: “لقد شهدنا العديد من المحاكمات الفاشلة والضعيفة في مبادرة الصين، والسيدة تشين بالتأكيد ليست وحدها في هذا الصدد”. 

تم القبض على تشين في عام 2014 ووُجهت إليها تهمة التجسس من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي زعم أنها دخلت بشكل غير قانوني إلى قاعدة بيانات حكومية لمشاركة معلومات حساسة حول السدود الأميركية مع علماء صينيين. وقد كشفت التحقيقات أن ما قامت به تشين بالفعل هو استخدام كلمة مرور مشتركة، معروفة على نطاق واسع داخل مكتبها، للوصول إلى قاعدة بيانات لعملها. أدى عدم كفاية الأدلة إلى قيام وزارة العدل بإسقاط التهم بعد خمسة أشهر من تقديمها. ومع ذلك، فقد تمت إقالة تشين من وظيفتها، لنفس الأسباب التي فقدت مصداقيتها الآن والتي أدت إلى توجيه الاتهامات لها من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. 

جاءت المعلومات الخاطئة من هيئة التحقيق وإدارة التهديدات (ITMS) التابعة لوزارة التجارة، وهي وحدة أمن داخلي وجد تحقيق أجراه مجلس الشيوخ في يوليو/ تموز 2021 أنها شاركت في أنماط واسعة من التحقيقات العنصرية التي لا أساس لها من الصحة، التي تستهدف الموظفين الأميركيين من أصول صينية وغيرهم، واعتبرت قضية تشين مثالاً على المخالفة المسلكية. وقد تم حل جهاز التحقيق وإدارة التهديدات (ITMS) بعد فترةٍ وجيزة من نشر التقرير. 

اقرأ أيضاً: باحثة بارزة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي تقول إنها طُردت من جوجل

في غضون ذلك، قدمت تشين شكوى بخصوص الإقالة غير القانونية إلى مجلس حماية أنظمة الاستحقاق، وهو هيئة شبه قضائية تشرف على قضايا التوظيف التي تشمل موظفين حكوميين، وربحت تشين القضية. لكن وزارة التجارة، التي تشرف على هيئة الأرصاد الجوية الوطنية، قامت بالاستئناف. وقد أدى نقص الموظفين في مجلس حماية أنظمة الاستحقاق (MSPB) إلى بقاء الاستئناف في طي النسيان لسنوات، لذلك في عام 2019، رفعت تشين دعوى مدنية ضد حكومة الولايات المتحدة بتهمة الملاحقة الكيدية والاعتقال التعسفي. كما سعى فريقها القانوني للحصول على تعويضات بقيمة 5 ملايين دولار. 

تعويض بمليوني دولار

وتُعتبر تسوية تشين، التي تبلغ قيمتها 550 ألف دولار كدفعة مقدّمة، يليها مبلغ بقيمة 1.25 مليون دولار يتم دفعه على مدى السنوات العشر القادمة، تتويجاً لتلك الجهود. بالإضافة إلى الأضرار المالية، يقول محامو تشين إن وزارة التجارة ستعقد أيضاً اجتماعاً خاصاً مع العالمة وتقدم خطاباً يقر بسجلها وإنجازاتها كخبيرة هيدرولوجيا حكومية. 

ليس هذا هو الاعتذار الذي طالب به مؤيدو تشن، والذي نظمته منظمة الدفاع أيه بي أيه جوستيس (APA Justice) ووقعه أكثر من 1000 فرد ومنظمة، في رسالة مفتوحة أرسلت في وقتٍ سابق من هذا العام إلى وزيرة التجارة، جينا رايموندو. ومع ذلك، فإن فرصة الجلوس مع مسؤولي وزارة التجارة والتعهد بتقديم شكر وتقدير مكتوب “كان أمراً مهماً جداً للسيدة تشين وتم التفاوض عليه كجزء من التسوية” كما قالت جورسكي. 

قد تكون رمزية التسوية موضع ترحيب في أعقاب مبادرة الصين الفاشلة، التي حققت فيها إم آي تي تكنولوجي ريفيو العام الماضي ووجدت أنها غير فعّالة فيما يتعلق بأهدافها المعلنة واستهدفت بشكل كبير أفراداً من أصول صينية شكّلوا نسبة 90% من المدّعى عليهم.

اقرأ أيضاً: ماذا جاء في الورقة البحثية التي أدت لطرد تيمنيت جيبرو من جوجل؟

وقد أنهت إدارة بايدن رسمياً مبادرة الصين في فبراير/ شباط، لكن العديد من الدراسات أشارت إلى آثارها السلبية الخطيرة على التعاون العلمي بين الولايات المتحدة والصين، فضلاً عن تراجع الاهتمام بالولايات المتحدة كوجهة للتعليم العالي والبحث العلمي. ناهيك عن الآثار السلبية التي خلّفتها الأخبار على شبكة الإنترنت على شخصية الأفراد، حتى لو تم مسحها في النهاية. 

وهذا يعطي أهمية إضافية لنتائج الدعاوى القضائية التي رفعتها تشين. تقول جورسكي: “إنه انتصار هائل للسيدة تشين شخصياً، وللمجتمع الأميركي الصيني أيضاً. توضح التسوية أنه عندما تقوم الحكومة بالتمييز العنصري، فإنها ستخضع للمساءلة”.