ما الذي جعل “علي بابا” تراهن على شرائح الذكاء الاصطناعي الإلكترونية والحوسبة الكمومية؟

3 دقائق
مصدر الصورة: VCG عبر غيتي إيميدجيز.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

خلال حفل افتتاح “مؤتمر الحوسبة 2018” الذي نظَّمته مجموعة علي بابا في الأسبوع الثالث من سبتمبر الماضي، قام سايمون هُو (رئيس شركة “علي بابا كلاود”) بدعوة رئيس الحفل لكي يتذوق بعض الشاي على خشبة المسرح، ولكن طلب منه أولاً أن يميِّز بين أوراق الشاي التي حمَّصتها يدٌ بشرية والأخرى التي حُمِّصت بشكل آلي.

وبينما كان رئيس الحفل يحدِّق بلا طائل في اثنين من الأطباق الممتلئة بأوراق الشاي التي كانت متطابقة تقريباً، أخرج “هو” هاتفه الذكي، والتقط صورة لكل طبق منهما، ثم زوَّد بهما تطبيقاً طوَّرته شركة “تي مول Tmall” (إحدى منصات التجارة الإلكترونية التابعة لعلي بابا)، وتمكَّن التطبيق من حل المسألة باستخدام خورازمية مدرَّبة خصيصَى لمعرفة الفرق بين نوعين مختلفين من أوراق الشاي.

كان ذلك مجرد مثال صغير عن العلاقة التفاعلية بين أبحاث علي بابا المتعلقة بالتقانات الأساسية ومتطلبات نشاطها التجاري، وقد أعلنت الشركة في وقت لاحق من المؤتمر -الذي امتدَّ على مدار أربعة أيام- عن المزيد من الخطط المتعلقة بتطوير التقانات التي يمكن تحويلها إلى وسائل مفيدة في حياتنا اليومية، بما في ذلك الشركة الفرعية التي تسمى “بينجتو جيه”، والمتخصصة في شرائح الذكاء الاصطناعي الإلكترونية، إلى جانب فريقٍ يعمل على تطوير معالج كمومي.

والشخص الذي يقود كل هذه المساعي البحثية هو “جيف تشانج”؛ وهو المدير التنفيذي للتكنولوجيا في علي بابا ورئيس معهدها البحثي المعروف باسم “أكاديمية دامو”، وقد جلس تشانج مع مراسل منصة إم آي تي تكنولوجي ريفيو خلال هذا الحدث من أجل الحديث عن الخطط الخاصة بشركته.

تكنولوجي ريفيو: لماذا أسست علي بابا شركةً متخصصة في الشرائح الإلكترونية؟

تشانج: لأن هذا الأمر يمنحنا بعض الأفضلية؛ فقد أصبحت الشرائح الإلكترونية أكثر تخصصاً من ذي قبل، وتعمل العديد من الشركات الآن في مجال تطوير شرائح الذكاء الاصطناعي الإلكترونية، ولكن كل شركة لديها أحمال مختلفة من البيانات واحتياجات مختلفة في مجالات عملها، وهذا يعني أن كل شركة تحتاج إلى شرائح إلكترونية مخصَّصة ومصنَّعة لتخدم برمجياتها الخاصة بالشكل الأمثل، وهو شيء لا يمكن لشركات الشرائح الإلكترونية التقليدية أن تفعله.

ولكننا أيضاً سنستفيد بالطبع من بعض تصاميم الشرائح المتوافرة اليوم، والمستخدمة على نطاق واسع، وسندمجها ضمن تصاميمنا الخاصة لتحقيق المزيد من القيمة.

ما نموذج الأعمال الذي ستتبعه شركة الشرائح؟

هناك 3 مسارات ممكنة؛ أولها هو منح تراخيص الملكية الفكرية بحيث يمكننا منح الشركات الأخرى ترخيصاً لاستخدام تصاميم الشرائح الخاصة بنا. والمسار الثاني هو تقديم حلول المعالجات لمختلف الصناعات من خلال الأسلوب التجميعي لحقوق الملكية الفكرية؛ حيث يمكننا مثلاً توفير معالجات مخصَّصة للأجهزة المنزلية والسيارات. أما المسار الثالث فهو تصنيع شرائح مخصصة لسحابتنا الإلكترونية ومراكز البيانات الخاصة بنا.

ماذا عن خريطة الطريق  التي تتبناها علي بابا للحوسبة الكمومية؟

سيتم تنفيذ ذلك على المدى الطويل لأننا لا نملك معالجاً مخصصاً لها حتى الآن، وحين يصبح في حوزتنا أول معالج من هذ النوع، فسيتعين علينا أن نعرف الأغراض التي يُجدي فيها استخدامه نفعاً، وقد تفيد الحواسيب الكمومية في تطبيقات التشفير أو عمليات محاكاة المواد واسعة النطاق، ولكنها لن تلائم كافة أنواع المهام، وكلما كان لديك المزيد من الكيوبتات، زادت التحديات التي تواجهك؛ لأن عليك التأكد دائماً من أن جميع هذه الكيوبتات يمكنها أن تعمل معاً بشكل سلس وموثوق.

ولا يمثل عدد الكيوبتات هدفنا الوحيد، بل إننا نريد حل المشاكل الهندسية المتعلقة بالحوسبة الكمومية؛ إذ كيف يمكن أن تُنفَّذ البرامج الحالية على معالجات كمومية؟ فأنت لن تقوم بتشغيل كافة البرامج على معالجات كمومية، أليس كذلك؟ لذا فسيتعين عليك أن تحدِّد أياً من المهام الحسابية التي ستُخصَّص للحواسيب الكمومية، وأياً منها ستُخصَّص للحواسيب التقليدية، ونحن نصنِّع الآن حاسوباً كمومياً فائق الناقلية في مقرِّنا الواقع في مدينة هانجتشو، ونريد الوصول إلى المرحلة التي تصبح فيها الحوسبة الكمومية قابلة للتطوير والتوسيع.

ما الأولوية التي تمثِّلها لكم أبحاث أكاديمية دامو؟

تتمحور كافة أعمالنا في الوقت الحالي حول البيانات والذكاء، وبالتالي سنحصل على المزيد والمزيد من البيانات، فكيف سنستطيع عندئذ أن نجمعها ونخزنها ونعالجها؟ نحن نعالج كافة بياناتنا تقريباً باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهو الذي يمثِّل الجانب الذكي من أبحاثنا في دامو، ويشمل هذا الخوارزميات والمعالجات.

كيف تقوم علي بابا بجذب الكفاءات التقنية؟

إن الخدمات الأساسية هي الجزء الأكبر من مشاريع علي بابا التجارية؛ مثل التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية والخدمات اللوجستية، وهي تمثل الخدمات الأساسية بالنسبة لعموم الصين، والصين بلدٌ يرغب في مواصلة النمو دون توقف، وهذه الحقيقة ستُفسح المجال أمام علي بابا للتوسع بشكل هائل؛ حيث يرغب الناس في القدوم إلى هنا لأنهم يشعرون بأن من الممكن لما يفعلونه أن يُحدث فارقاً بالنسبة للكثير من الناس، أو بالنسبة لتقدُّم البلد بأكمله في مجال معين.

وهذا ما يجعل علي بابا منصة عمل فريدة من نوعها؛ فهو يعني أن كل جزء صغير من العمل الذي تقوم به ضمن هذه المنصة يمكن أن ينعكس أثره على نطاق واسع، وأعتقد أن هذا النوع من القِيَم الاجتماعية والاقتصادية تعدُّ جذابة للغاية بالنسبة للخبراء التقنيين.