هذه الميزة مخصصة للمشتركين يمكنهم مشاركة المواضيع بحد اقصى 10 مواد من كافة مواقع مجرة
لم يعد الحديث عن الروبوتات ودورها في حياة الإنسان ضرباً من الخيال العلمي، فمع التسارع الكبير في مجال التكنولوجيات والتعلم العميق والذكاء الاصطناعي، بات عصر الروبوتات أقرب مما كانت قصص الخيال العلمي تنبئنا به. لكن، وفي خضم هذا التسارع الكبير في بزوغ عصر الروبوتات قد يخطر في بال أحدكم ما خطر في بالي وهو:
ما هي اللغة التي سوف يتخاطب بها الإنسان مع الروبوتات إن غزت الروبوتات حياتنا؟
هل سنتخاطب مع الروبوتات عن طريق الأصوات واستخدام لغاتنا الطبيعية كما يحصل الآن مع "أليكسا" مثلاً؟ أم سنتواصل معها عن طريق الريموت كونترول؟
أو لعلنا سنكتفي بالتواصل معها عن طريق اللمس والضغط على الأزرار كما هو حادث اليوم مع بعض أجيال الروبوتات التي بدأت تنتشر في بعض المعارض والمطاعم؟
لكن، ماذا لو استخدمنا لغة الإشارة للتواصل معها؟
اقرأ أيضاً:
أدخل بريدك الإلكتروني واقرأ المقال مجاناً
أنشئ حساباً مجاناً واقرأ مقالتين مجاناً كل شهر من أوسع تشكيلة محتوى أنتجته ألمع العقول العالمية والعربية.
عادة ما تكون جسيمات دون ذرية مثل الإلكترونات والفوتونات. يمكن للكيوبتات أن تمثل عدداً كبيراً من التركيبات المحتملة من الواحدات 1 والأصفار 0 في الوقت نفسه.
عمار سالم أستاذ جامعي، مهندس معماري، مطور برامج، كاتب ورسام خيال علمي، ومؤسس ورئيس منتدى الخيال العلمي في العراق سنة 2017. حاصل على جائزة أفضل ستة برامج في جائزة المليون مبرمج عربي. مؤلف كتاب "التفاعلية شيفرة الفنون الجديدة" الحائز على الجائزة … المزيد التشجيعية من جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي.
لم يعد الحديث عن الروبوتات ودورها في حياة الإنسان ضرباً من الخيال العلمي، فمع التسارع الكبير في مجال التكنولوجيات والتعلم العميق والذكاء الاصطناعي، بات عصر الروبوتات أقرب مما كانت قصص الخيال العلمي تنبئنا به. لكن، وفي خضم هذا التسارع الكبير في بزوغ عصر الروبوتات قد يخطر في بال أحدكم ما خطر في بالي وهو:
ما هي اللغة التي سوف يتخاطب بها الإنسان مع الروبوتات إن غزت الروبوتات حياتنا؟
هل سنتخاطب مع الروبوتات عن طريق الأصوات واستخدام لغاتنا الطبيعية كما يحصل الآن مع "أليكسا" مثلاً؟ أم سنتواصل معها عن طريق الريموت كونترول؟
أو لعلنا سنكتفي بالتواصل معها عن طريق اللمس والضغط على الأزرار كما هو حادث اليوم مع بعض أجيال الروبوتات التي بدأت تنتشر في بعض المعارض والمطاعم؟
يُقال إن الإنسان تعلم لغة الإشارة قبل أن يتعلم اللغة المنطوقة، لكن مع تطور جهاز النطق لديه، وبذله المزيد من الوقت على تطوير اللغة المنطوقة ووضع قواعدها وتطوير مخارجها ومعانيها ومفرداتها ومعاجمها، ومع زيادة التقارب المكاني للإنسان الحضري، اضمحلت شيئاً فشيئاً لغة الإشارة، ولم تعد مستخدمة إلا عند من لا يستطيعون الكلام أو السمع بالإضافة إلى بعض القبائل التي ما زال التباعد المكاني بين أفرادها كبيراً لذلك تعتمد الإشارة بدل الصوت للتواصل.
ومن هنا، قمنا قبل فترة بمراجعة لهذه المقدمات وطرحنا على أنفسنا السؤال التالي:
لماذا لا نحاول إعادة الحياة إلى لغة الإشارة ونعمل على تطويرها لكي تكون لغة تواصل بين البشر أولاً وبين البشر وعالم الروبوتات؟ فما دام قد نسي لغة الإشارة، لماذا لا نعيد نحن لها الحياة؟
أحد عيوب لغة الإشارة التي طورها سمع من لا يستطيعون الكلام لعلى مدى أجيال عديدة هو صعوبة تلك اللغة، فلغة الإشارة الإيحائية التي يستخدمها من يعانون صعوبات في النطق والسمع حالياً صعبة ومعقدة وتتطلب حفظ الآلاف من الإشارات لكي نستطيع التواصل بها، بالإضافة إلى أن أغلب لغات الإشارة الحالية التي يفوق عددها 300 لغة هي لغات إيحائية وليس هجائية، والفرق بين اللغة الهجائية واللغة الإيحائية هو كالفرق بين الكتابة الهيروغليفية والكتابة الألفبائية!
لذلك من أجل تطوير لغة الإشارة لكي يتمكن جميع البشر من استخدامها، ولكي تكون وسيلة تواصل قابلة للحياة بين عالم الإنسان وعالم الروبوتات، كان لا بد من إنتاج لغة إشارة جديدة سهلة ودقيقة وقابلة للتعلم بسرعة.
برنامج الأصابع الناطقة
بعد بحث واستقصاء، وعودة إلى التاريخ بضع خطوات، وجدنا أن شفرة مورس تستخدم إشارتين فقط (النقطة والشخطة)، ولغة الآلات هي إشارتين أيضاً (الصفر والواحد)، إذاً لماذا لا نستخدم شفرة مورس كلغة إشارة جديدة؟
لم نكن نحتاج سوى إلى تحديد الإشارة التي سنستخدمها لتحديد أيهما الخط وأيهما النقطة، ووجدنا أن إصبع الإبهام القصير يمكن أن يشير إلى النقطة، وأصبع السبابة يمكن أن يشير إلى الخط (أو الشخطة)، وبهذا أنتجنا "هجائية الإصبعين"، وهي عبارة عن لغة إشارة جديدة تعتمد على الإشارة بأصبع الإبهام والسبابة فقط لكتابة كل الحروف.
وحينها لم يبق لنا سوى أن نستعين بالتعلم العميق والبرمجة لإنتاج برنامج حاسوبي قادر على يدرك هذه الإشارات ويحولها إلى حروف وكلمات منطوقة.
وبالفعل، وبعد عمل امتد لأكثر من ستة أشهر، تمكنا من إنتاج أول برنامج قادر على أن ينطق الحروف والكلمات والجمل عن طريق الإشارة بأصبعين فقط، وأطلقنا على هذا البرنامج اسم "الأصابع الناطقة"، وبات بإمكاننا عن طريق الإشارة للحاسبة بأصبعين فقط أن نجعل الحاسوب ينطق لنا ما نريد من كلمات وحروف.
(برنامج الأصابع الناطقة الذي حصلنا به على جائزة أفضل ستة برامج في جائزة المليون مبرمج عربي).
لقد طورت الكثير من الشركات مثل جوجل ومايكروسوفت الكثير من البرامج القادرة على تحويل لغة الإشارة إلى حروف وكلمات، لكن أغلب تلك البرامج كانت تعاني من مشكلة ارتفاع نسبة الخطأ، بسبب عدم قدرة تلك البرامج لحد الآن على التشخيص الدقيق للإشارات الصادرة إليها، لأنها اعتمدت على لغة الإشارة الإيحائية التي تعاني هي أصلاً من كثرة وتشابه إشاراتها. لذلك فإن ما يميز برنامج الأصابع الناطقة هو أنه اعتمد على هجائية الإصبعين التي بدورها اختصرت لغة الإشارة كلها بإشارتين فقط، لذلك كانت دقته وسرعته عاليتين نسبة لباقي البرامج.
شفرة مورس هي شفرة بسيطة يتعلمها الأطفال بسهولة في دورات الكشافة المدرسية، وبالتالي فإن تحويل شفرة مورس إلى "هجائية الإصبعين"، لتكون هجائية الإصبعين هي لغة تواصل بشرية جديدة يتعلمها الأطفال بالمدرسة بدل تعلم شفرة مورس، يمكن أن يعيد الحياة للغة الإشارة، لكي يستخدم الإنسان إصبعيه بدل شفتيه للتواصل مع باقي البشر، أو حين يستخدمها قريباً للتواصل مع أخيه الروبوت.
نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. استمرار استخدامك للموقع يعني موافقتك على ذلك. موافقسياسة الخصوصية
Privacy & Cookies Policy
Privacy Overview
This website uses cookies to improve your experience while you navigate through the website. Out of these cookies, the cookies that are categorized as necessary are stored on your browser as they are essential for the working of basic functionalities of the website. We also use third-party cookies that help us analyze and understand how you use this website. These cookies will be stored in your browser only with your consent. You also have the option to opt-out of these cookies. But opting out of some of these cookies may have an effect on your browsing experience.
Necessary cookies are absolutely essential for the website to function properly. This category only includes cookies that ensures basic functionalities and security features of the website. These cookies do not store any personal information.
Any cookies that may not be particularly necessary for the website to function and is used specifically to collect user personal data via analytics, ads, other embedded contents are termed as non-necessary cookies. It is mandatory to procure user consent prior to running these cookies on your website.