ما هي نزعة الحلول التكنولوجية وكيف أثّرت في انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي؟

8 دقائق
ما هي نزعة الحلول التكنولوجية وكيف أثّرت في انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي؟
حقوق الصورة: Illustration by Slate
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لن أشاهد مسلسل آل التنين (House of the Dragon) على الرغم من تقييماته العالية. هذا المسلسل الذي عُرض على شبكة أتش بي أو (HBO) هو مسلسل تمهيدي لمسلسل صراع العروش الشهير (Game of Thrones)، الذي اختُتم بطريقة منخفضة الجودة لدرجة جعلتني غير مهتم بهذا العالم الخيالي على الإطلاق. ولكن هل يمكن أن يغيّر الذكاء الاصطناعي رأيي؟

قال رئيس شركة أوبن أيه آي (OpenAI) التي أصدرت نموذج تشات جي بي تي (ChatGPT)، غريغ بروكمان (Greg Brockman) في مؤتمر ساوث باي ساوث إيست (South by Southwest) الذي أقيم في أوائل شهر مارس/ آذار 2023: “تخيل لو تمكّنت من أن تطلب من أدوات الذكاء الاصطناعي تأليف نهايات جديدة مختلفة للمسلسلات”. ولكن لماذا نحدُّ أنفسنا بتأليف نهايات المسلسلات؟ هل يمكن أن تمثل أدوات الذكاء الاصطناعي حلولاً يمكن تطبيقها لتصحيح الأخطاء في الروايات والنصوص التي يرى أي شخص أنها تحتوي على المشكلات؛ أي أن يتم استخدامها لتخصيص التنقيحات وجعل النصوص أقصر أو أطول أو أقل أو أكثر تحريضاً على العنف، أو أقل توافقاً مع أفكار الصحوة اليسارية أو أكثر توافقاً معها؟

الجواب هو لا. حتى لو استخدِم الذكاء الاصطناعي لإجراء تغييرات على الأفلام والكتب التي قد تجدها غير مُرضية شخصياً، يكمن جزء من قيمة هذه الأعمال في المحادثات التي تحفّزها، والتي يتطلب إجراؤها طرح الآراء المتعلقة بالنصوص الشائعة الموضوعة في سياقها التاريخي الصحيح.

ألهم الجيل الأحدث من منتجات الذكاء الاصطناعي موجات من الحماس وعمليات التمويل منذ خريف عام 2022، عندما صدرت تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل تشات جي بي تي ودال-إي 2 (DALL-E 2) لأول مرة. ولكن ثمة سبب يجعل العديد من الاستخدامات المقترحة لأدوات تعزيز التكنولوجيا هذه تبدو أنها حلول لمشكلات غير موجودة في الواقع. هذا ما يدعى بنزعة الحلول التكنولوجية.

اقرأ أيضاً: من خبير تكنولوجيا إلى إيلون ماسك: لا يمكن إصلاح تويتر بتغيير التعليمات البرمجية فقط

ما هي نزعة الحلول التكنولوجية؟

صاغ ناقد التكنولوجيا يفغيني موروزوف (Evgeny Morozov) هذا المصطلح الذي يعبّر عن الاعتقاد المغلوط أن البشر يستطيعون إحراز تقدم كبير تجاه التخفيف من تعقيد المعضلات المختلفة، أو حتى حلها بالكامل، من خلال اختصار المشكلات الأساسية التي تتسبب في هذه المعضلات في مسائل هندسية أبسط. يعتبر هذا الاعتقاد جذاباً لثلاثة أسباب. أولاً، هذا الاعتقاد مطمئن من الناحية النفسية. حيث يحفّز الاعتقاد أننا نستطيع حل المشكلات التي نواجهها في هذا العالم المعقد بسهولة وبطريقة مباشرة شعوراً جيداً. ثانياً، تُعتبر نزعة الحلول التكنولوجية مغرية من الناحية المالية؛ إذ إنها تَعد بالوصول إلى حلول سحرية ميسورة التكلفة (إن لم تكن منخفضة التكلفة) للمشكلات المُلحة التي نواجهها في عالم يحتوي على موارد محدودة. ثالثاً، تعزز نزعة الحلول التكنولوجية التفاؤل تجاه الابتكار، ويتمثّل ذلك بشكل خاص في الفكرة التكنوقراطية التي تنصُّ على أن النُهُج الهندسية لحل المسائل أكثر كفاءة من البدائل التي لها مناحٍ اجتماعية وسياسية.

ولكن إذا بدت فكرة نزعة الحلول التكنولوجية أكثر مثالية من أن تكون حقيقية بالنسبة لك (مثل أن نحصل على نهايات جديدة للمسلسلات ذات النهايات السيئة)، فهذا لأنها كذلك بالفعل. يعتبر الاعتقاد أن التكنولوجيا قادرة على حل المشكلات جميعها غير واقعي لأنه يؤدي إلى إساءة فهم منشأ هذه المشكلات. يرتكب الأشخاص الذين يتمتعون بهذه النزعة هذه الأخطاء في الفهم لأنهم يتجاهلون المعلومات المهمة المتعلقة بالسياق الذي أدى إلى نشوء المشكلات أو يقللون من شأنها. يجب الاطلاع على آراء الأشخاص الذين يمتلكون المعارف والخبرات المتعلقة بالمشكلة التي يراد حلها للحصول على المعلومات المهمة الخاصة بها.

اقرأ أيضاً: هل تتسبب تكنولوجيا السيارات الحديثة في جعل تجربة القيادة سيئة حقاً؟

نزعة تسويقية للشركات التكنولوجية الكبرى

تعتبر نزعة الحلول التكنولوجية عاملاً حاسماً في الطريقة التي تسوّق فيها شركات التكنولوجيا الكبيرة رؤاها حول الابتكار بين الجمهور والمستثمرين. عندما تحوّلت شركة فيسبوك (Facebook) إلى ميتا (Meta) وبدأت بالترويج لنهجها الخاص بالواقع الافتراضي، بثت إعلاناً غير مكلف يبعث على الاكتئاب بغير قصد لكأس السوبر بول الأميركي (Super Bowl)، الذي أوصل رسالة مفادها أن الواقع الذي نعيش فيه معيوب وأن حل المشكلات جميعها التي نعانيها يكمن في البدائل الافتراضية. 

فعلت هذه الرسالة فعلها، وبدأت وكالات تطبيق القانون حالياً بالإشارة إلى أن تكنولوجيا الميتافيرس (metaverse) تمثّل “حلاً معتمداً على الإنترنت لمشكلة التوظيف في قطاع تطبيق القانون” نظراً إلى أنها ستتيح للأشخاص الذين قد يعملون في هذا القطاع خوض تجارب غامرة مثل قيادة سيارات الشرطة وحل القضايا. وفي الوقت نفسه، تتخذ شركة ميتا الخطوات التي تبيّن تبنّيها نزعة الحلول التكنولوجية في استراتيجية العلاقات العامة التي تطبقها. على الرغم من أن الشركة كانت متفائلة حيال مشروع هواريزون ووركرومز (Horizon Workrooms)، وهو منتج في الميتافيرس يتيح للفرق العمل باستخدام تكنولوجيا الواقع الافتراضي، عدل مارك زوكربيرغ (Mark Zuckerberg) عن رأيه حول السماح للموظفين بالاستمرار في أداء وظائفهم عن بُعد. يلمّح زوكربيرغ حالياً أيضاً إلى أن شركته ستمنح الأولوية للذكاء الاصطناعي بدلاً من الميتافيرس.

اقرأ أيضاً: لماذا يتجنب المسنون التكنولوجيا؟

أصبحت نزعة الحلول التكنولوجية الآن جزءاً من دورة الضجة الحالية للذكاء الاصطناعي. مع أنه لا شك في أن منتجات الذكاء الاصطناعي الجديدة ستؤثر تأثيراً كبيراً في طرق أداء العمل والتفاعل الاجتماعي وممارسة ألعاب الفيديو، فإن مدى تأثير هذه التكنولوجيا مبالغ فيه بشكل كبير. هذا التأثير مبالغ فيه لدرجة أن هيئة التجارة الفيدرالية الأميركية تدخّلت وحذرت من أنها قلقة من أن الشركات تبالغ في إمكانيات منتجات الذكاء الاصطناعي التي تصدرها. قال المسؤولون في هذه الهيئة: “تؤثر الضجة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي اليوم في العديد من المنتجات، من الألعاب إلى السيارات وبوتات الدردشة وغيرها”.

خذ بعين الاعتبار التغريدة التي نشرها الرئيس التنفيذي لشركة أوبن أيه آي، سام ألتمان (Sam Altman)، في أواخر شهر فبراير/ شباط 2023، التي يمكنك قراءتها من خلال الرابط التالي:

مبالغات في إمكانيات منتجات الذكاء الاصطناعي

لحسن الحظ، هناك العديد من التطورات الواعدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجالي الأبحاث الطبية والتشخيص. ولكن الفكرة التي تنص على أن أدوات الذكاء الاصطناعي التي ستستخدم في الاستشارات الطبية ستمثّل نعمة بالنسبة للأشخاص الذين “لا يستطيعون تحمّل تكلفة الرعاية الصحية” (حسب تعبير ألتمان في التغريدة السابقة الذكر) هي فكرة غير واقعية في أسوأ الأحوال ومبالغ فيها في أحسن الأحوال. لنفترض بهدف أخذ أفضل تأويل لما قاله ألتمان في الاعتبار أن أدوات الاستشارة الطبية هذه ستقدم في مرحلة ما استشارات طبية عالية الجودة بشكل متسق في بعض مجالات الرعاية الصحية. حتى عندها، ثمة أسباب منطقية تدفعنا إلى التشكيك في هذه الاستشارات.

أولاً، وفق الأستاذ المساعد في علم الأمراض في جامعة جونز هوبكنز، بنيامين ميزر (Benjamin Mazer)، ستؤدي التقدمات في مجال الذكاء الاصطناعي حتماً إلى ارتفاع تكلفة الرعاية الصحية. يتوقّع ميزر أنه مع تطور هذه التكنولوجيا وازدياد قدرتها على إجراء بعض مناحي الفحوصات الجسدية وتحليل السجلات الطبية للمرضى وأعراضهم، سيصنّف قطاع الطب الأميركي التحليلات والفحوص الطبية على أنها “خدمات” مفوترة منفصلة. بالإضافة إلى تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أدوات تشخيصية تدر الأرباح، يتوقع ميزر أيضاً ظهور “أشكال عديدة للرعاية الصحية” مع بدء أنظمة الذكاء الاصطناعي بالتوصية بمجموعة متنامية من الاختبارات والإجراءات الباهظة الثمن، التي تشمل تلك “غير الضرورية والخطيرة التي قد تكون ضارة في بعض الأحيان”. باختصار، من المحتمل أن يؤدي التقدم في مجال الأتمتة الطبية إلى ازدياد تكاليف الرعاية الصحية.

اقرأ أيضاً: لعنة التكنولوجيا الناقصة

ثانياً، ما فائدة الاستشارات الطبية إذا لم يتمكن المرضى من اتخاذ الإجراءات بناءً عليها؟ بالإضافة إلى تكلفة الاختبارات والإجراءات، تعتبر العلاجات الطبية والعديد من الأساليب العلاجية الأخرى (مثل العلاج الفيزيائي) وتناول الطعام الصحي والإجراءات النموذجية الأخرى التي يتم اتخاذها لمعالجة المشكلات الطبية مكلفة، وهو العامل الذي يمثّل المشكلة الأساسية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون ارتفاع تكلفة الرعاية الطبية. ليس من الواضح كيف يمكن أن تساعد بوتات الدردشة في خفض تكلفة هذه الإجراءات. ثالثاً، حتى في الحالات التي لا يكلّف فيها اتخاذ الإجراءات بناءً على الاستشارات التي تقدمها أدوات الذكاء الاصطناعي الكثير، من المتوقع أن النتائج الصحية لدى المرضى ستكون متفاوتة. 

على سبيل المثال، على الرغم من أن بعض الأشخاص يعتقدون أن العلاج المعرفي السلوكي المعتمد على الذكاء الاصطناعي مفيد، يفضل بعضهم الآخر العمل مع المعالجين البشر المتعاطفين الذين يهتمون بصحة المريض (على عكس أدوات الذكاء الاصطناعي التي تحاكي سلوك المعالجين فقط) والذين يساعدونهم على تحمّل مسؤولية تحقيق أهدافهم بأنفسهم. في هذا السياق العلاجي، يمكن أن يتّبع بعض الأشخاص من ذوي الموارد الأقل طرق العلاج الآلية غير المرغوب فيها بينما يتمكن الأشخاص الذي يتمتعون بظروف مالية أفضل من الحصول على الاستشارات التي يفضلونها من المعالجين البشر. سيلاحظ الأشخاص الذين يضطرون إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا السياق أن هذه التكنولوجيا تعزز عدم المساواة الذي يعانونه بدلاً من أن تحل هذه المشكلة.

اقرأ أيضاً: ما الأزمات التي تسببها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية في التعليم؟

العدالة في استخدام منتجات الذكاء الاصطناعي

دعنا نفكّر في موقف آخر يجسّد فحوى الاقتراح الذي أجراه ألتمان لنكتشف إذا ما كان ينظر بشكل أساسي للذكاء الاصطناعي على أنه تكنولوجيا قابلة للتطبيق لحل أي مشكلة، أو أنه انتقى مثالاً غير موفّق فقط. ماذا عن إمكانية استخدام الأشخاص ذوي الدخل المنخفض أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية أو المتاحة بثمن بخس بغرض الاستشارات القانونية بدلاً من دفع المال مقابل أتعاب المحامين من البشر، الذين يتقاضون رسوماً إضافية مقابل خدماتهم؟

 تخيل شخصاً يريد استئجار شقة أو الحصول على وظيفة أو يسعى لتوظيف شخص ما لأداء خدمات إصلاح المنزل، ويستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة العقد بهدف توضيح إيجابيات الشروط وسلبياتها المعبّر عنها بلغة قانونية معقدة بلغة سهلة الفهم. هذا ليس مثالاً غير واقعي. قدّمت محطة إم إس إن بي سي (MSNBC) التلفزيونية مؤخراً مقطعاً حماسياً بشكل مبالغ فيه عن العرض الأول “للمساعد القانوني الأول المعتمد على الذكاء الاصطناعي“.

سألتُ باحثة العقود والأستاذة في كلية كاري للحقوق في جامعة بنسلفانيا، تيس ويلكنسون-راين (Tess Wilkinson-Ryan)، عن رأيها، وقالت: “أنا متشككة للغاية بجدوى استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي المنخفضة التكلفة في مسائل التعاقد التي تمثّل التهديدات الأكثر خطورة بالنسبة لأصحاب الدخول المنخفضة. وجهة نظري العامة هي أن المشكلات الأكبر لا تتعلق بأن الأشخاص لا يفهمون عقودهم، بل بأن الأشخاص يفتقرون إلى الموارد المالية (القدرة على استخدام الائتمان أو الاحتياطيات النقدية) المتطلبة لتحمل تكلفة المعاملات التي تحتوي على شروط جيدة”. تشير ويلكنسون-راين إلى أن الحالة التي يمكن أن تكون فيها هذه الأدوات مفيدة هي عندما تكشف عن وجود شروط غير قابلة للتنفيذ في العقود. ولكنها تؤكد أنه حتى في هذه الحالة، لا تعتبر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مفيدة كثيراً. قالت ويلكنسون-راين: “قد تساعد هذه التكنولوجيا المستأجرين الذين يتفاوضون مع أصحاب العقارات في النزاعات، ولكنها قد لا تكون مفيدة في اتخاذ القرار حول استئجار شقة من عدمه”.

اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام تشات جي بي تي لكتابة مقالات ويكيبيديا؟

التكيف مع هذه التكنولوجيات

ولكن ماذا بشأن ادعاء ألتمان الذي ينص على أن الذكاء الاصطناعي “سيزيد ذكاء” الطلاب لأنهم سيتمكنون من التعلم باستخدام نموذج تشات جي بي تي؟ على الرغم من أن بعض الطلاب يستخدمون هذا النموذج لتسهيل الدراسة؛ إذ إنهم يطلبون منه شرح المواضيع التي لم يتمكنوا من فهمها في الصفوف الدراسية، تتسبب هذه التكنولوجيا أيضاً في موجة من الذعر في المدارس. يواجه المعلمون صعوبات كبيرة في إيجاد طرق سليمة لتدريس الطلاب وتحديد درجاتهم بعد أن أصبحت السرقة الفكرية سهلة، وأصبح كشفها صعباً. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر وضع السياسات التعليمية الفعالة صعباً، وخاصة أن بوتات المحادثة تتطور بسرعة، ما يجعل البروتوكولات والإجراءات الملائمة مؤقتة. باختصار، من السابق لأوانه معرفة إن كانت التكنولوجيات مثل تشات جي بي تي ستجعل الطلاب أكثر ذكاءً لأننا لا نعرف ما هي طرق الإرشاد والتدريس القائمة على التكنولوجيا التي سيتم تطبيقها للتكيف مع هذه التكنولوجيات.

لكن على الأقل، ألتمان محق في أن الذكاء الاصطناعي سيزيد الإنتاجية، أليس كذلك؟ في الواقع، لا يمكننا الاستعجال في الوصول إلى هذا الاستنتاج. يمكن أن تكون فكرة تعزيز الإنتاجية مضلِّلة لأن الكثيرين يفترضون أن زيادة الكفاءة تقتضي انخفاض مدة العمل وزيادة جودته. امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالأشخاص الذين يمدحون الطريقة التي يمكن أن يُستخدم فيها التحديث الأخير على نموذج تشات جي بي تي، الذي تمت فيه إضافة نموذج جي بي تي-4 الكبير المتعدد الوسائط الذي طورته شركة أوبن أيه آي، لزيادة الإنتاجية بكفاءة كبيرة وأتمتة المهام التي كانت مستهلكة للوقت من قبل. ولكن ما فات هؤلاء الأشخاص هو أن فوائد هذا التحديث في توفير الوقت ستكون قصيرة الأجل. 

اقرأ أيضاً: لماذا تصبح الشبكات الاجتماعية أصغر حجماً بكثير؟

لا شك في أن التكنولوجيا المعتمدة على الهندسة الفورية والمخصصة للمستهلكين الذين يستخدمون المنتجات التكنولوجية فور إصدارها توفّر الوقت مقارنة بطرق العمل التي سادت قبلها. ولكن بمجرد أن يعتاد المستهلكون على استخدام هذه التكنولوجيا ويحصلون على الفوائد نفسها من الأتمتة، سترتفع المعايير التي تقيّم العمل العالي الجودة في الأوساط التنافسية. لهذا السبب، يصف الأستاذ في جامعة واشنطن، إيان بوغوست (Ian Bogost) شركة أوبن أيه آي بأنها “تتبنى نموذجاً تقليدياً من عقلية الاعتماد على التكنولوجيا لحل المشكلات”، كما أنه يشير إلى أن الأدوات مثل تشات جي بي تي “ستفرض إنشاء آليات جديدة للعمل والإدارة يضاف الجهد المبذول لتطبيقها إلى الجهد المطلوب لإجراء الخطوات التي يفترض أنها توفّر الجهد”.

يجب علينا أن نكون واعين بتأثير الذكاء الاصطناعي في المجتمع لنحقق أكبر قدر من الفائدة من هذه التكنولوجيا. وستعيق المبالغة في مزاياها جهودنا لتحقيق هذا الهدف. كما أن نزعة الحلول التكنولوجية تمثّل الشكل الأكثر ضرراً للمبالغة في هذه المزايا.