ما هي أفضل العلاجات الواعدة المُتاحة لفيروس كورونا؟

4 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أصاب فيروس كورونا الجديد أكثر من 70,000 شخص في وسط الصين حتى الآن، مما أدى إلى تفشّيه في كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا. كما بدأ الفيروس بالانتشار في بقية أنحاء العالم مشابهاً للأوبئة الحقيقية. وصرّحت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض اليوم أنّ انتشار الفيروس إلى الأراضي الأميركية أمرٌ حتميّ أيضاً، ولم يُقدّر عدد المواطنين الذين سيصابون بالفيروس بعد.

وقالت نانسي ميسونييه، مديرة المركز الوطني للتمنيع وأمراض الجهاز التنفسي اليوم: “يجب على المواطنين الأميركيين توقّع الأسوأ من هذا الفيروس”. وقد يتطوّر فيروس كورونا المعروف باسم كوفيد-19 (Covid-19) ويصبح وباءً يشمل العالم بأسره، مما سيدفع المليارات من الناس إلى البحث عن عقار أو لقاح له. وعلى الرغم من عدم وجود علاج مُثبت بعد لهذا الفيروس أو أعراضه التي تتمثل بالالتهاب الرئوي، إلا أنه يوجد أكثر من 70 عقاراً أو تركيبة دوائية قد تُفيد في مكافحة الفيروس، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. فيما يلي لائحة تتضمن عدداً من المشاريع البحثية السريعة الواعدة:

حاصرات الفيروسات

على الرغم من كون هذا الدواء تجريبياً، يُعتبر دواء ريمديسيفير الذي طورته شركة جلياد للعلوم مضادَ فيروسات واسع الطيف يؤخذ عن طريق الحقن. وقد أبدى فرانسيس كولينز، رئيس المعاهد الوطنية للصحة، تفاؤله حول القدرة العلاجية لهذا الدواء. ويعمل الدواء على إنشاء نسخة مشوّهة من النوكليوتيدات التي يحتاجها الفيروس لخلق نسخ جديدة من نفسه، مما يؤدي إلى تعطيل قدرته على التكاثر. وقد تم استخدام نفس الاستراتيجية في إنتاج عقار جلياد لعلاج الإلتهاب الكبدي الوبائي نمط “سي”.

ويمتلك دواء ريمديسيفير قدرةً جيدةً على القضاء على الفيروسات التي تتكون مادتها الوراثية من الحمض النووي الريبي RNA، مثل فيروس كورونا. وقد أظهر هذا الدواء نتائج جيدة في الاختبارات التي أُجريت على الفئران والقردة المصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (وتُعرف اختصاراً باسم ميرس، وهو فيروس ذي صلة بفيروس كورونا كوفيد-19). وفي المُقابل، لم يبدي هذا الدواء فعالية علاجية مجدية لدى مرضى الإيبولا في الكونغو عندما أُعطي لهم ابتداءً من عام 2018.

وفي يناير، تم إعطاء ريمديسيفير لرجل يبلغ من العمر 35 عاماً في ولاية واشنطن مما أدى إلى تعافيه من فيروس كورونا، حيث أُصيب هذا الرجل بالفيروس أثناء رحلته إلى الصين. ولمعرفة الفعالية العلاجية لدواء ريمديسيفير، قالت المعاهد الوطنية للصحة اليوم إنها ستجري دراسةً عنه في مركز جامعة نبراسكا الطبي في أوماها، حيث يتم تطبيب بعض الأميركيين المصابين بالمرض أو يخضعون للحجر الصحي هناك.
ووفقاً للوكالة، ستكون الدراسة عمياء؛ أي أنّه سيتم إعطاء الدواء لبعض المرضى، وسيتلقى الآخرون حقن وهمية، وذلك لدراسة القدرة العلاجية للدواء بحيادية. أما أول شخص سيخضع لهذه التجربة السريرية، فهو مواطن أميركي كان على متن سفينة أميرة الألماس، والتي تُعتبر إحدى أكبر أماكن اندلاع الفيروس.

شاهد: فيسبوك تحارب المنشورات التي تروج لعلاجات كورونا

اللقاحات

يُعتبر اللقاح التقليدي أفضلَ دواء لمكافحة الفيروس على المدى البعيد، إلا أن هذا النوع من الأدوية سيستغرق ثلاث أو أربع سنوات على الأقل ليصبح متوفراً في السوق. ويعود ذلك إلى الوقت الطويل المستغرق في إثبات الفعالية الوقائية للقاحات، والزمن المستغرق لتصنيع هذه اللقاحات بكميات كبيرة. كما تفشل بعض اللقاحات في الوقاية من الفيروسات التي صُممت لأجلها، مما يُجبر العلماء إلى إعادة تركيبها من البداية.

ولحسن الحظ، تم تطوير مجموعة من لقاحات النموذج الأولي ضد فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، أو ما يُعرف بالسارس، وهو فيروس كورونا تسبب بمقتل أكثر من 800 مصاب ابتداءً من عام 2003. وعلى الرغم من عدم الحاجة إلى هذه اللقاحات في ذلك الوقت -وذلك بسبب توقف فيروس السارس عن الانتشار- إلا أنه تتم إعادة صياغة هذه الأدوية بما يتوافق مع الفيروس الجديد.

وتُعتبر شركة سانوفي إحدى الشركات التي تطور لقاح فيروس كورونا اليوم. ويتجلى أسلوب عمل هذه اللقاحات في تصنيع بروتينات تماثل المستضدات الموجودة في الفيروس؛ حيث يمكن حقنها في مجرى الدم، مما يؤدي إلى تدريب جهاز المناعة البشريّ على التعرف على هذا الفيروس وطرده. وعادة ما يتم صنع هذا النوع من اللقاح عبر حقنها في بيوض الدجاج، لكن هذا سيؤثر سلباً على أعداد الإنتاج بشكل كبير. فتأمين الملايين من البيوض ليس أمراً سهلاً. ولهذا السبب، طورت شركة سانوفي طرقاً أخرى لصنع المستضدات داخل خلايا الحشرات.

لقاحات أسرع

تقوم بعض الشركات بتجربة أنواع جديدة من اللقاحات التي تعتمد على حقن سلاسل قصيرة من مكوّنات الفيروس الجينية في أجسام البشر مباشرة. وبهذه الطريقة، تستطيع خلايا أجسامنا تصنيع الأجسام المضادة الفيروسية عبر حقن المستضدات الفيروسية بنفسها. وعلى الرغم من أن هذه اللقاحات لم تحقق نجاحاً كبيراً في مجال الطب حتى الآن، إلا أنها تُعد من أسرع أنواع اللقاحات تصنيعاً.

وأصبح ذلك واضحاً هذا الأسبوع عندما صرّحت شركة موديرنا ثيرابيوتيكس شحنها لبعض اللقاحات من هذا النوع إلى المعاهد الوطنية للصحة. حيث يمكن إعطاء هذه اللقاحات للمتطوعين في اختبار السلامة الذي سيبدأ في أبريل. ويقول ستيفن هوج، رئيس شركة موديرنا ثيرابيوتيكس: “تُعتبر هذه أسرع استجابة قمنا بها تجاه أي وباء على الإطلاق”.

استعمال بلازما دم المرضى المتعافين

إذا أُصيب شخص معين بفيروس كورونا وتمكن من التعافي منه، فإن دمه سيكون مليئاً بالأجسام المضادة التي ساعدت على القضاء على الفيروس. وقد تمت دراسة فائدة جمع بلازما الدم من المرضى المتعافين وحقنه في شخص آخر، حيث قد تُنقذ هذه العملية حياة المريض في بعض الأحيان. وعلى الرغم من عدم إثبات الفائدة العلاجية من حقن البلازما بشكل كامل، إلا أنه قد تعافى ما يُقارب 27,000 مريض من فيروس كورونا في الصين حتى الآن. مما يعني وجود عدد كبير من مانحي البلازما. ويحاول الأطباء في شنغهاي حقن البلازما ودراسة فائدتها العلاجية.

أدوية فيروس نقص المناعة البشرية

لمساعدة المرضى ذوي الحالة الحرجة -كالمرضى الذين يعانون من الضائقة التنفسية الحادة بسبب الفيروس- يقوم الأطباء في الصين بإعطائهم الأدوية التي يمكنهم الحصول عليها في ذلك الوقت. وتشمل هذه العقاقير العديدَ من الأدوية المعتمدة بالفعل لعلاج أعراض فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). وقد اختبر أحد المستشفيات في شنغهاي إعطاء مزيجٍ من حبوب اللوبينافير وحبوب الريتونافير في 52 مريضاً. وتقوم شركة آبفي بتسويق هذه المجموعة من أدوية فيروس نقص المناعة البشرية باسم كاليترا في الولايات المتحدة. وعلى الرغم من عدم تسجيل أي فعالية علاجية لهذه الأدوية بعد، إلا أنه يتم التخطيط لمزيد من الدراسات تتضمن استخدام أدوية أخرى من نفس النوع، بما في ذلك تروفادا، وهو دواء يؤخذ على شكل حبة واحدة يومياً يتناولها أشخاص سليمون من فيروس نقص المناعة البشرية، وذلك للوقاية منه، حيث أنهم معرضون للإصابة به عن طريق ممارسة الجنس.

كلوروكين

وفقاً لبعض منشورات التواصل الاجتماعي، فإن علاج فيروس كورونا معروفٌ بالفعل، وهو عقار كلوروكين القديم المضاد للملاريا. ولكن لم يتم إثبات الفعالية العلاجية لهذا الدواء بعد. وقد بدأت بعض الدراسات حول هذا الدواء في الصين بالفعل، حيث يتم إعطاء المرضى 400 ملغ من كلوروكين يومياً لمدة خمسة أيام. ومن مزايا هذا الدواء أنه يُعتبر رخيصاً ومتوفراً، بالإضافة إلى وجود العديد من الدراسات السابقة له. وتشير دراسات المختبر الأولية إلى أن العقار الذي اكتُشف عام 1934 قد يكون فعالاً للغاية في علاج فيروس كورونا.