لقاح فايزر يتلقى ضربة من المتحور أوميكرون.. لكن الجرعات الداعمة مفيدة

3 دقائق
فايزر ومتحور أوميكرون
حقوق الصورة: تيبو كامو/ أسوشيد برس.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

لا يمكن لجرعتين من لقاح كوفيد-19 من شركتي فايزر وبيونتك إيقاف المتحور أوميكرون من فيروس كورونا، وفقاً لتجارب مختبرية أُجريت في جنوب إفريقيا وألمانيا، وستكون هناك حاجة إما إلى جرعة داعمة أو إلى لقاح جديد.

تم الكشف عن المتحور أوميكرون في جنوب إفريقيا الشهر الماضي، ولأنه يحتوي على عدد كبير من التغيرات الجينية، توقّع العلماء أنه قد “يتفادى” الحماية التي توفرها اللقاحات الحالية، والتي استندت جميعها إلى فيروس كورونا الأصلي.

متحور أوميكرون يتفادى الحماية التي توفرها اللقاحات حاليّاً

صدرت الآن نتائج التجارب المختبرية الأولى، والتي تشير إلى انخفاض حاد في مدى قدرة الأجسام المضادة الموجهة ضد الفيروس الأصلي على تثبيط المتحور أوميكرون، إذ تظهر الاختبارات أن الفاعلية تنخفض بمعدل 25 إلى 40 ضعفاً. وصرح أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، في مؤتمر صحفي عُقد مؤخراً، بأن هذه النتائج تعكس “انخفاضاً كبيراً” في الحماية.

وقال شاهين، في إشارة إلى الأجسام المضادة الموجودة لدى الأشخاص: “من شأن هذه البيانات أن تتنبأ بأن الأفراد الذين تلقوا جرعتين لن يتمتعوا على الأرجح بوقاية كبيرة من العدوى أو أي نوع من المرض”. ويعتبر الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح حالياً “قد حصلوا على اللقاح الكامل” في معظم البلدان.

يبدو أن المتحور الجديد أفضل في تفادي حماية اللقاح من أي سلالة أخرى من الفيروس تمت مواجهتها حتى الآن. يؤكد شاهين: “إن أوميكرون هو متحور أقوى بكثير في التفادي”. الخبر السار هو أن النتائج كانت أفضل بكثير بين الأشخاص الذين حصلوا على جرعة داعمة على شكل جرعة ثالثة من لقاح فايزر-بيونتك.

في هذه الحالة، تم بشكل أساسي استرداد قدرة اللقاح على تثبيط فيروس كورونا. ستنطوي النتائج المختبرية على اندفاع الحكومات لتقديم جرعات داعمة، ففي الولايات المتحدة، يعدّ كل شخص يزيد عمره عن 18 عاماً مؤهلاً للحصول على جرعة داعمة منذ ⁧⁩19 نوفمبر/تشرين الثاني⁧، ولكن في البلدان الأخرى لا تزال إمدادات اللقاح محدودة.

اقرأ أيضاً: لماذا لن ينفع حظر السفر الشامل في إيقاف انتشار أوميكرون؟

إنتاج لقاحات جديدة لمواجهة أوميكرون

إذا انتشر المتحور أوميكرون على نطاق واسع، فسيتعين على الحكومات والشركات أيضاً أن تقرر ما إذا كان سيتم تحديث ⁧⁩لقاحات الحمض النووي الريبي المرسال⁧ مثل لقاحات فايزر لاستهداف المتحور. تعمل مثل هذه اللقاحات عن طريق نقل نسخ من جين “البروتين الناتئ” الفيروسي إلى خلايا الشخص، ما يؤدي إلى إنتاج استجابة مناعية.

ونظراً لأن البروتين الناتئ لدى المتحور أوميكرون مختلف تماماً، حيث يحتوي على أكثر من 30 طفرة، فإن لقاحاً جديداً ينطوي على رمزه الجيني الخاص من شأنه أن يكون أكثر فاعلية ضده. وتقول شركة بيونتك إنها صممت بالفعل لقاحاً يستهدف المتحور أوميكرون ويمكن لذلك أن يُحدث تغييراً في عملية التصنيع بالكامل بحلول شهر مارس/آذار.

يعلن شاهين: “الشيء الوحيد الذي تغير هو ترميز المتحور الجديد، سنبدأ بإنتاجه ثم نقرر ما إذا كنا سنقوم بالتغيير”. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت هناك حاجة إلى لقاح جديد أو ما هو نوع الضرر الذي يمكن أن يحدثه المتحور أوميكرون.

وحتى أخذ جرعتين من اللقاح قد يؤدي إلى منع المتحور من التسبب بوفاة الناس، وذلك لأن اللقاحات لا تؤدي إلى حدوث المناعة عن طريق الأجسام المضادة فحسب، ولكن أيضاً من خلال خلايا الذاكرة طويلة الأمد، بما في ذلك الخلايا التائية.

لا تتواجد معظم طفرات المتحور أوميكرون في المناطق المستهدفة من قبل الخلايا التائية التي درستها شركة بيونتك، ولهذا السبب، يقول شاهين إن أخذ جرعتين من لقاح فايزر ربما لا يزال فعالاً في الوقاية من الإصابة بالحالة الخطيرة من المرض، على الرغم من أن الأمر سيتطلب توافر البيانات لمدة شهر أو شهرين للتأكد من ذلك. كما توصلت مختبرات أخرى إلى استنتاجات مماثلة حول أخذ جرعتين من لقاح شركة فايزر، إذ صرح أحد المختبرات في جنوب إفريقيا مؤخراً بما وصفه انخفاضاً “واسعاً” في مدى قدرة الأجسام المضادة التي نتجت عن لقاح فايزر في تثبيط المتحور الجديد.

ونشر أليكس سيغال، عالم الفيروسات بجامعة كوازولو ناتال، على تويتر، حيث شارك أيضاً رابطاً ⁧⁩للتقرير الأولي⁧⁩ لهذه المجموعة: “هناك انخفاض كبير جداً في مدى تثبيط المتحور أوميكرون”.

استخدم الفريق الجنوب إفريقي عينات من المتحور أوميكرون لإصابة خلايا الرئة البشرية في مختبره، ثم أضاف مصل دم مأخوذ من 12 شخصاً تلقوا لقاح فايزر، وكان بعضهم قد أصيب أيضاً بعدوى سابقة. وكما هو الحال مع شركة بيونتك، وجد الفريق أن قدرة الأجسام المضادة للأشخاص الذين تلقوا اللقاح على “تثبيط” الفيروس قد انخفضت بشكل كبير.

ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين أصيبوا سابقاً وتلقوا اللقاح شهدوا انخفاضاً أقل بكثير، ولا يزال بإمكان دمائهم مواجهة الفيروس بشكل جيد. ولم يذكر الفريق الجنوب إفريقي ولا شركة بيونتك شيئاً عن الأشخاص الذين أصيبوا ولكنهم لم يتلقوا اللقاح.

بالنسبة لسيغال، كانت النتائج الجديدة سيئة، لكنها ليست بالسوء الذي كان يخشاه، فنظراً لأن المتحور أوميكرون يحتوي على مثل هذا العدد الكبير من الطفرات، فقد تساءل بعض الباحثين عما إذا كان لا يزال يستخدم نفس المستقبل، الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE-2)، لدخول الخلايا.

وجد فريق سيغال أنه يقوم بذلك، ما يعني أن اللقاحات والعلاجات الحالية لا تزال ملائمة. وكتب سيغال على تويتر: “كان ذلك أفضل مما توقعت، فحقيقة أنه لا يزال بحاجة إلى مستقبل الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 (ACE-2) وأن تفاديه غير تام تعني أنه يمثل مشكلة يمكن حلها”.